بيان جبهة علماء الأزهر "في جريمة اعتقال المسلمين في سجون كتائب شنودة"
في جريمة اعتقال المسلمين في سجون كتائب شنودة

إنها والله جريمة تتضاءل أمامها كل الجرائم، جريمة القرصنة باسم الدين على غير ما عرف عن هذا الدين ، واغتصاب الحرمات بيد من كان يفترض فيهم أن يكونوا قساوسة دعاة سلام ، فإذا بهم يصادرون الحقوق ، ويخطفون أكثر من مائة من المصريين ما بين رجل وامرأة ويحتجزونهم بالكنسية المصرية منذ أمد بعيد، على مرأى ومسمع من الحكومات المتعاقبة فيها ، ولا صريخ لهم ولا هم ينقذون .
يقول الفيلسوف " كلفن" مؤسس المذهب "البرو تسطانطي" : إن الملك الذي لا ينشد مجد الله فليس بالذي يقيم مملكة، وإنما هو يقيم لصوصية .
وتلك وايم الله عين ما فعل ويفعل " شنودة" بكتائبه وأتباعه القراصنة المجرمون في حق أمتهم، وحق كنيستهم، وحق دولتهم .
إن النصرانية في جوهرها على ما جاء في القرآن الكريم تواضع، وملاينة، وسماحة، ورقة ( ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون) المائدة 82. فهل بقي في شنودة وزمرته شيء من هذا؟
لقد نشرت صحيفة صوت الأمة بالعدد رقم 537 الصادر في 26 مارس 2011م تحت عنوان كبير هو"هارب من حجز شنودة: الكنيسة تحتجز مئات المسلمين، وكا مليا في دير القديسة "دميانة"
وبعد ما جاء في صدر صفحتها المرقومة بالرقم " 13" وفي نفس اليوم أن أبا يحيى قدم ال" سي دي" للنيابة، لإثبات تورط أمن الدولة في تسليم زوجة كاهن دير مواس ، وأن هناك ضباطا في مصلحة الأحوال الشخصية تُغَيِّرُ أوراق معتنقي الإسلام، وبعد ما جاء في ذات الصحيفة والصفحة من شهادة السيد " أشرف قسطندي عبد الملاك من أنه شاهد السيدة "كاميليا" في دير الأنبا "بيشوي" تُقهر على الخضوع لجرائم شنودة ، بعد هذا وغيره خرجت علينا صحيفة الأخبار المصرية يوم 31 مارس بما يدل على اختيارها أن تكون بوقا وعونا للمجرمين وشريكة لهم في قبائحهم وجرائم قرصنتهم فتنشر بعددها المرقوم ب 18395 وفي الصفحة الأولى وذلك يوم الخميس31 مارس أي بعد نشر الاتهام والفضيحة بأكثر من أسبوع بغير رد، ولا تحقيق، تأتي تلك الصحيفة صحيفة الأخبار فتعلن وفي الصفحة الأولى تحت عنوان " المتحدث الإعلامي للكنيسة ينفي إسلام كاميليا شحاته" ثم تقول الصحيفة بغير أن تسأل متحدثها عن قيمة وكالته الكاذبة عمن يتحدث عنها وعن من وكلَّه – إن كانت الوكالة في مثل هذا الشأن مقبولة- ، وعن من أذن له بالحديث عن أخص خصوص الإنسان فتقول الصحيفة بغرور: نفى الأنبا مرقس راعي كنيسة شبرا الخيمة ،والمتحدث الإعلامي باسم الكنيسة المصرية أن تكون "كامليا" شحاته قد أشهرت إسلامها، مشيرا إلى أن أي كلام يثار حول هذا الموضوع غير دقيق، خاصة في بعض الفضائيات، ويردده البعض، مؤكدا أن بعض علماء المسلمين أيضا أكدوا أنها لم تشهر إسلامها- ولم يسأل هذا الكذوب أيضا عن مراده بهذا البعض ، وعن موقف بقية علماء المسلمين من تلك الجريمة إن كان صادقا - ، وأكد مرقص أن الوطن- كما جاء في الصحيفة- يمر بمرحلة فاصلة في تاريخه، وأن مصر أكبر من أي شخص، ومن أي مشكلة خاصة ، قال : وهناك من يريد الفتنة، والوقيعة بين أبناء الوطن.!!!
و بهذا رضي هذا القس لنفسه أن يكون واحدا من هؤلاء المجرمين الذين يسرقون حرمة الأوطان باسم المواطنة، وينتهكون حرمة الأعراض باسم القداسة الكاذبة ، ويستبيحون حقوق الإنسان في أخص خصائصه بدعوى الغيرة على سلامة الأوطان، ويعتقلون، ويعذبون ويمارسون سلطات الدول الجائرة الفاجرة، وذلك كله بغير تعقيب من الصحيفة أو توضيح.
أيها القس اللعين :
لقد أدخلت نفسك بهذا التصريح دائرة المجرمين وفعلت فعلتهم في غير الحق.
إن التاريخ أيها القس المزور خير شاهد لنا – وذلك بعد القرآن الكريم - التاريخ يشهد بما يخرصك، ويبطل حيلك وحيل نظامك الدنيئة التي أردت بها أن تُلِبس الحق بالباطل وتكتم الحق وأنت ونظامك وسيدك يعلمون، يشهد عليكم هذا التاريخ ويسجل لكم وضاعتكم تلك مع أحرار مصر، لقد كان "أرسطيطس" بطريرك بيت المقدس أيها القس هو خال الأميرة ست الملك ابنة الخليفة الفاطمي العزيز بالله ، وأخت الحاكم بأمر الله ، كما كان "محمد أولغ علي" الذي حكم الجزائر في القرن التاسع عشر كان من أصل مسيحي، ومن مواليد " نابولي" وهو الذي أشار على الدولة العثمانية بتزويد الرماة المسلمين بالبنادق وبالمدفعية بعد هزيمة الأسطول العثماني في معركة " لين" وبذلك أفسد باقتراحه هذا كيد أصولك من الصليبيين الفرنجة، هؤلاء الذين فُتِنْتُم بهم، وظننتم كما ظنوا أن بالإمكان نشر الدين المسيحي بشكل الحروب وإفناء غير النصارى أو إخضاعهم[ تاريخ الحضارات العام 4/ 424] .
أيها القس اللعين: لتعلم أنه في عهد السلطان سليم الثاني – 1566م : 1572م قد تولى مركز الصدارة الأعظم – رئاسة الوزارة لدولة الخلافة- ثمانية من أصل عشرة كان هؤلاء الثمانية كلهم من أهل الكتاب !!.
أيها القس اللعين:
إن من بين 48 صدر أعظم في تلك الدولة لم يكن منهم من كان أبوه مسلما سوى اثني عشر وزيرا – صدر أعظم- ، وكان خيرة كبار رجال الإدارة وخيرة الضباط العسكريين في تلك الدولة هم الذين كانوا قبل من النصارى[ السابق 4/ 548]
أيها القس اللعين:
هذه أول مرة يتأخر فيها المجرم الأكبر ويتقدم مجرم صغير مثلك يتحدث عن المواطنة مسوغا لجريمته وجريمة شيخه بأن مصر أكبر من أي شخص، ومن أي مشكلة خاصة ، وبذلك صارت اغتصاب الكرامة ، ووأد المكارم ، وانتهاك الحرمات، صار ذلك كله في شرعك وشريعة المجرمين أمثالك صارت مشكلة خاصة، وأن مصر أكبر منها،!!!
إذا كان ذلك كذلك فلِمَ أيها المجرم ثار الثائرون على الرئيس المخلوع، وعلى حبيبك حبيب العادلي، وعلى النظام كله، لِمَ استرخصت في انتزاعهم عن ملكهم الدماء وقد كان الاعتداء على الحقوق، وانتهاك الحدود هو من أعظم الدوافع لتلك الثورة ؟ إذا كانت مصر بالحال التي زعمت أيها القسي تسويغا لجرائمكم ، ثم تقول وهناك من يريد الفتنة، والوقيعة بين أبناء الوطن، فأي فتة أيها اللعين تقصد ؟ وأي فتنة أعظم أيها المجرم من صد الناس عن سبيل الله ،ومصادرة حقوقهم في حرية التدين والاعتقاد؟ وهذه هي الفتنة عندنا وعند كل مستقيم في الفهم والعمل والسلوك على ما قال الله رب العالمين في كتابه الكريم ( والفتنة أشد من القتل) ( والفتنة أكبر من القتل)؟ وأنت أيها القس مع زعيمك وفق شرع الله الذي هو دين الدولة الرسمي مرتكبون لأعلى أنواع الجرائم فينا، جريمة الفتنة والإفساد في الأرض.
أيها المتحدث اللعين باسم الكنيسة : لم لَمْ تأذنوا للسيدة كامليا شحاته أن تخرج هي بنفسها بغير احتيال سينمائي كاذب منكم ؛ تخرج على الناس لتبين لهم حقيقة أمرها وصادق اختيارها؟
نحن لا نطلب لها ولا لغيرها غير ما تطلب هي لنفسها وغير ما يطلب من معها من المقهورين بسلطان شنودة ،ولا نرضى لهم ما حيينا أن تكون هي ومن معها على هوان تلك الكنيسة ، نحن باسم الله الذي نعبده، ثم باسم الأعراف المستقيمة، والإنسانية المكرمة، والأنظمة والشرائع الهادية، وباسم الحقوق المقدسة أيا كانت هذه الحقوق ولو كانت حقوق الحيوان ، أو حقوق الجماد، نطلب لها باسم هذا كله ولأخواتها وإخوانها صيانة حقهم في الكرامة الإنسانية التي خلقوا مع غيرهم عليها ، تلك الكرامة التي استباحتها كتائب " شنودة" بغير إنكار رسمي مناسب ولا نكير .
أيها القس اللعين:
أين حظ بقية أخوات كامليا الأسيرات في سجونكم من حديثك الكاذب؟ أين حظ وحق وفاء قسطنطين؟ أين حظ وحق أختهم " ماريا عبد الله"؟
ولِم لَمْ تذكر شيئا أيها اللعين عن هؤلاء المئات المأسورين من الشباب في سجون عظمتكم بدولة أبيك شنودة؟
ثم ما سرُّ هذا الصمت المهين لكل قدَرٍ، ولكل كرامة ؟هذا الصمت الزري من مؤسسات الدولة المصرية ومن بقية منظمات حقوق الإنسان عن تلك الجرائم التي تر تكب باسم المسيح عليه السلام زورا وكذبا ، وهي جرائم تعدل إن لم تفق في الحجم والمقدار والآثار جرائم القذافي في شعبه؟
إن شرط صحة المعاملة وسلامة المواطنة أن تأتي تلك المواطنة على وفق ما شرع الله تعالى وشرط حيث يقول جل جلاله ( ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله) ، وقد فعلتم المحظور أيها المجرمون ،و افتريتم الكذب على الله تعالى وعلى السيد المسيح عليه السلام !
فيا أيها المجرمون في حق الإنسانية كلها، وحق أمتكم، وحق بلدكم : لا يغرنكم من الإسلام عفوه، ولا من المصريين سعة صدورهم، ولا من الجموع ما يبدو لكم من غفلة، فإن الإسلام الذي جاء بالحرية وجعلها شعيرة من شعائره، هذا الإسلام قد قيدها بشرط ٍ واحد ، هو أن لا تنقلب تلك الحرية إلى ضدها، فكما أنه " إذا ضاق الأمر اتسع" فهو كذلك " إذا اتسع الأمر ضاق"، فكل متوسع في باب الحرية على حساب غيره يكون قد استوجب التضييق عليه فيها على وفق ما أتى من الجرائم ، حتى يكون محاربا للأمة فيكون بتلك المحاربة في شرع الله محاربا لله ورسوله، فيستوجب على ذلك عقوبة الحرابة على ما هو مقرر شرعا، وأنه لا حرمة للمجرمين، ولا كرامة لأمة يهان فيا أغلى شيء عليها وتسكت عنه؟ وماذا يبقي لنا إن سكتنا عليك أيها الخئوون أنت وصاحبك المجرم "أغابيوس" أسقف دير مواس الذي وصف المسلمين بالخراف الضالة على ما نشر له بصحيفة صوت الأمة في 26/ 3 / 2011م
إنها جرائم في جريمة لا يشفع لها صمت الدولة، ولا غفلة من غفل عنها من الأمة.
جريمة تستوجب التصدي لها بمقتضى قوله تعالى( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) ، ومن أمره تعالى وجوب نصرة المظلوم ، فقد أخرج الشيخان واللفظ للبخاري عن البراء رضي الله عنه قال:" أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع، أمرنا باتباع الجنائز، وعيادة المريض، وإجابة الداعي، ونصر المظلوم، وإبرار القسم، ورد السلام، وتشميت العاطس، ونهانا عن آنية الفضة، وخاتم الذهب، والحرير، والديباج، والقَسِّيِّ، والإستبرق، وركوب المياثر"
أمر صلى الله عليه وسلم بنصر المظلوم أيا كان هذا المظلوم، وبخاصة إذا لبس الظالم ثوب القداسة الفاجرة.
فليحذر المجلس العسكري الأعلى، ولتحذر الدولة وحكومتها، ولتحذر كل المؤسسات القانونية، وهيئات حقوق الإنسان في الشرق والغرب.
ليحذر هؤلاء وغيرهم نزول وعيد الله بهم بسبب صمتهم على تلك الجرائم المتدثرة برداء الرهبانية، ليحذروا وعيد الله الذي لا تقوم لها قائمة وقد مكن الله لهم .
إن من وثق بالله أغناه الله، ومن أحسن إلى خلق الله وإلى نفسه وإلى وظيفته نجَّاه الله وإن من كابر الله صرعه، ومن نازعه قمعه، ومن ما كره خدعه، ومن عاند الحق فضحه، ومن خان الله ورسوله وخان المؤمنين فله( عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق) عذاب جهنم في الآخرة وعذاب الحريق قبلها على وعيد الله.
وإلى المتباكين ببكاء التماسيح على مصر، الوجلين من انتصاف المنتصفين لدينهم وحقوقهم نقول: إن مصر لم تكن لها مكانة ولم يكن لها بغير الإسلام قدر في العالمين، هذا الإسلام الذي حقيقته السلامة والتحرر من تسلط المجرمين على ضمائر الناس وأبدانهم، وأنه لا قيمة لوطن يهان فيه الإنسان باسم المواطنة، ولا كرامة لأمة يهان فيها دينها وتصمت لأي داع كان على تلك المهانة .
فيا أيها المجرمون :
إذا كان من ثوابت ديننا أن " لا خبيث أخبث من قارئ فاجر" فإنه من المُسَلَّمِ به عرفا، وشرعا، وقانونا، أنه لا حرمة لفاجر، ولا عهد لغادر، ولهذا فإنا قبل أن نحتكم إلى عدل الله فيكم فإنا نأمل أن نر من عقلاء إخواننا أهل الكتاب بمصر وغيرها ما يكف عنا جرائمكم، ويرد إلينا من يدكم الظالمة حقنا، وإلا فليس لنا ولا للأمة من سبيل في غير قول الله تعالى ( فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم). وبعدها لا يلُومنَّ خائن ولا غادر إلا نفسه.
( والله يقول الحق وهو يهدي السبيل)

الأمين العام رئيس مجلس الإدارة
أ.د: يحيى إسماعيل أ.د: محمد عبد المنعم البري


صدر عن جبهة علماء الأزهر عصر الجمعة 27 من ربيع الآخر 1432هـ الموافق 1 أبريل 2011م
.

بيان جبهة علماء الأزهر "في

منقول

fdhk [fim uglhx hgH.iv "td [vdlm hujrhg hglsgldk td s[,k ;jhzf ak,]m"