رغم أن الأمة الإسلامية مُحارَبة مِن داخلها، بِجَيْشٍ عرمرم من المنافقين والعلمانيين الاستئصاليين،وأشياعهم من المادِّيين، ثم المبتَدِعة منَ المُتَصَوِّفة، والشيعة الروافض، الذين شَوَّهُوا معالِم دينناالحنيف بإثارة الشبُهات، وغرسها في صُفُوف أبناء هذه الأمة، وأصحاب الفسوق والفجور، الذينرَوَّجُوا للشهَوات وتزيينها وإشاعتها، فأُصيبَ عددٌ لا يُستَهَان به من أبناء الأمة في دينهم
وإيمانهم،ولله المشتكَى.
قال الشاعر:
وَكُلُّ كَسْرٍ فَإِنَّ اللهَ يَجْبُرُهُ *** وَمَا لِكَسْرِ قَنَاةِ الدِّينِ جُبْرَانُ
أمَّا الهجوم الخارجي فتجلَّى في التداعي الإمبريالي العالِمي لأمم الكفر والإلحاد، من اليهود، والنصارى،والوثنيين، والمُلحدين، على أمة الإسلام؛ كما أخْبَر النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث ثوبان:
((تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأَكَلة على قصْعتها))،
قالوا: أَوَمِن قلَّة يا رسول الله؟ قال:
((لا، بل أنتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، وليَنْزعَنَّ الله مهابتكم من صدور أعدائكم، وليلقينَّ في
قلوبكم الوَهَن))،
قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال:
((حبُّ الدنيا، وكراهية الموت))،
وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق؛ فأعداد المسلمين اليوم كثيرة،ولكنها لا تُفْرِح صديقًا، ولا تُخيف عدوًّا؛ فهم غُثاء كغثاء السيل.
ورغم أنَّ الإعلام الغربي يقوم على ترْسيخ صور نَمَطية عن الذات والآخر:
أ- الذات؛ باعتبارها رمزًا للتَّقَدُّم والتَّحَضُّر.ب- والآخر؛ باعتباره أقرب إلى التوحُّش والبدائيَّة وقلة الحضارة.
وفي هذا الباب تقوم وسائل الإعلام في مُعظَم الدول الغربية بالترْكيز على العديد منَ القضايا التي توقظالمشاعر العُنصُريَّة، والعداء لكل ما هو إسلامي في الضمير الإنساني الغربي، مثل: تصوير المجتمَعاتالأصلية للأقليات العرقية والدينية التي تعيش في الغرب؛ باعتبارها مجتمعات للحروب، والتخلُّف والعنفوالإرهاب، تصنع هالة من التوجُّس والخوف والانطواء تجاه الأجنبي "البربري"، أو "المتوحِّش" القادمإلى قلْب الجنة الغربيَّة؛ من أجْل إفسادها وتدميرها.
إذًا؛ رغم هذه الحرب المنسقة بين أهْل الداخل والخارج، فإنَّ حصانة وسماحة هذا الدين القويم شَكَّلت بُؤْرةتوتُّر ومركز اهتمام للغرب؛ بل شَكَّلت اللبِنة الأساس في الدِّراسات الإستراتيجية، يقول "مورو بيرجر"في كتابه "العالم العربي المعاصر": "إنَّ الخوف من العرب واهتمامنا بالأمة العربية ليس ناتجًا عن وجودالبترول بغزارة عند العرب؛ بل بسبب الإسلام، يجب محارَبة الإسلام للحيلولة دون وحدة العرب، التيعندما نراه ينتشر بيُسر في القارة الإفريقيَّة".
نعم، قد تَصْدر بعض التصرُّفات الرعناء من بني جِلْدتنا؛ فهي لا تَمُتُّ لعَقيدتنا وديننا بصِلة، فليس من العدْلاتِّهامُ دين أمة مثل هذه الاتِّهامات - بفعل قلة قليلة - بأنه دين إرهاب، ودين تخلُّف.وكأني بأصحابهذا الاتِّهام كما يقول المَثَل: "رَمَتْنِي بِدائها وانْسلَّتْ"، وقديمًا قال المتنبي في أمثال هؤلاء:
إِذَا سَاءَ فِعْلُ المَرْءِ سَاءَتْ ظُنُونُهُ *** وَصَدَّقَ مَا يَعْتَادُهُ مِنْ تَوَهُّمِ
إن كانوا منصفين، فليطَّلعوا على تاريخ المسلمين، الذي اختزله شاعر في قولِهِ:
مَلَكْنَــا فَكَانَ العَفْوُ مِنَّا سَجِيَّةً *** وَلَمَّا مَلَكْتُمْ سَالَ بِالدَّمِ أَبْطحُفَلَيْسَ عَجِيبًا ذَا التَّفَاوُتُ بَيْنَنَا *** فَكُلُّ إِنَاءٍ بِالَّذِي فِيهِ يَنْضَحُ
ولكن رغم محاولات التشويه، فإنَّ عَظَمَة الإسلام ونبوة حبيبنا المصطفى، تدفعهم بلا شعورإلى الاعتراف، فها هو ذا الفيلسوف الإنجليزي توماس كارليل، عندما وقف عام 1864 في جامعةأدنبرة العريقة في الدراسات الصليبية، وبالرغم من أنه هاجم القرآن، إلا أنه عندما جاء ذكر رسولالله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"لقد أصبح من العار على أيِّ فرد متمَدين أن يستمع أو يصدق مايُقال من أنَّ محمَّدًا كان دجَّالاً وكذابًا، فكيف - بالله عليكم - يستطيع الكذاب أن يبني أمة عظيمة، تمتد
جُذُورها في هذه المساحة الشاسعة؟! وكيف - بالله عليكم - للكذَّاب أن يأتي بكتاب يستطيع أن يسيطرعلى نفوس وعقول وقلوب معظم سكان الأرض؟!
ويقول جلادستون - رئيس وزارء بريطانيا سابقًا - موصيًا بإبعاد الناس عن دينهم؛
مهيدًا للحرب الصليبية:
"ما دام هذا القرآن موجودًا في أيدي المسلمين، فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق".
ويقول أرنولد توينبي:
"إنَّ الوحدة الإسلامية نائمة، لكن يجب أن نضع في حسابنا أن النائم قد يستيقظ".
هذه بعض الأفكار استعرضناها - ولم نقف عند كل التفاصيل - لنقفَ عند عظمة الدين وأهله،مما نطقتْ به أفواه الأعداء.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
منقولhgYsghl w,vm ahlom Hlhl plghj hgja,di hgyvfdm
المفضلات