النتائج 1 إلى 4 من 4
 

العرض المتطور

  1. #1
    مشرف
    الصورة الرمزية الرافعي
    الرافعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 522
    تاريخ التسجيل : 21 - 8 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 2,507
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 12
    البلد : مصر
    الاهتمام : القراءة
    الوظيفة : طالب طب
    معدل تقييم المستوى : 19

    فوائد منقولة المعنى السياسي للعيد



    المعنى السياسي للعيد
    مصطفى صادق الرافعي




    ما أشد حاجتنا نحن ـ المسلمين ـ إلى أن نفهم أعيادنا فهمًا جديدًا، نتلقاها به، وأخذها من ناحيته، فتجيء أيامًا سعيدة عاملة، تنبه فينا أوصافها القوية، وتجدد نفوسنا بمعانيها، لا كما تجيء الآن كالحة عاطلة ممسوحة من المعنى، أكبر عملها تجديد الثياب، وتحديد الفراغ، وزيادة ابتسامة على النفاق ...
    فالعيد إنما هو المعنى الذي يكون في اليوم لا اليوم نفسه، وكما يفهم الناس هذا المعنى يتلقون هذا اليوم . وكان العيد في الإسلام هو عيد الفكرة العابدة، فأصبح عيد الفكرة العابثة؛ وكانت عبادة الفكرة جمعها الأمة في إرادة واحدة على حقيقة عملية . فأصبح عبث الفكرة جمعَها الأمة على تقليد بغير حقيقة . له مظهر المنفعة وليس له معناها .
    كان العيد إثبات الأمة وجودها الروحاني في أجمل معانيه، فأصبح إثبات الأمة وجودها الحيواني في أكثر معانيه . وكان يوم استرواح القوة من جدها، فعاد يوم استراحة الضعف من ذله . وكان يوم المبدأ، فرجع يوم المادة !

    ليس العيد إلا إشعار هذه الأمة بأن فيها قوة تغيير الأيام، لا إشعارها بأن الأيام تتغير؛ وليس العيد للأمة إلا يومًا تعرض فيه جمال نظامها الاجتماعي، فيكون يوم الشعور الواحد في نفوس الجميع، والكلمة الواحدة في ألسنة الجميع؛ يوم الشعور بالقدرة على تغيير الأيام، لا القدرة على تغيير الثياب ... كأنما العيد هو استراحة الأسلحة يومًا في شعبها الحربي .
    وليس العيد إلا تعليم كيف تتسع روح الجوار وتمتد، وحتى يرجع البلد العظيم وكأنه لأهله دار واحدة يتحقق فيها الإخاء بمعناه العملي، وتظهر فضيلة الإخلاص مستعلنة للجميع، ويهدي الناس بعضهم إلى بعض هدايا القلوب المخلصة المحبة؛ وكأنما العيد هو إطلاق روح الأسرة الواحدة في الأمة كلها .
    وليس العيد إلا إظهار الذاتية الجميلة للشعب مهزوزة من نشاط الحياة؛ ولا ذاتية للأمم الضعيفة، ولا نشاط للأمم المستعبدة . فالعيد صوت القوة يهتف بالأمة: أخرجي يوم أفراحك، أخرجي يومًا كأيام النصر!
    وليس العيد إلا إبراز الكتلة الاجتماعية للأمة متميزة بطابعها الشعبي، مفصولة من الأجانب، لابسة من عمل أبيها، معلنة بعيدها استقلالين في وجودها وصناعتها، ظاهرة بقوتين في إيمانها وطبيعتها، مبتهجة بفرحتين في دورها وأسوقها، فكأن العيد يوم يفرح الشعب كله بخصائصه .
    وليس العيد إلا التقاء الكبار والصغار في معنى الفرح بالحياة الناجحة المتقدمة في طريقها، وترك الصغار يلقون درسهم الطبيعي في حماسة الفرح والبهجة، ويعلمون كبارهم كيف توضع المعاني في بعض الألفاظ التي فرغت عندهم من معانيها، ويبصرونهم كيف ينبغي أن تعمل الصفات الإنسانية في الجموع عمل الحليف لحليفه، لا عمل المنابذ لمنابذه؛ فالعيد يوم تسلط العنصر الحي على نفسية الشعب.
    وليس العيد إلا تعليم الأمة كيف توجه بقوتها حركة الزمن إلى معنى واحد كلما شاءت؛ فقد وضع لها الدين هذه القاعدة لتخرج عليها الأمثلة، فتجعل للوطن عيدًا ماليًّا اقتصاديًّا تبتسم فيه الدراهم بعضها إلى بعض، وتخترع للصناعة عيدها، وتوجد للعلم عيده، وتبتدع للفن مجالي زينته، وبالجملة تنشيء لنفسها أيامًا تعمل عمل القوَّاد العسكريين في قيادة الشعب، ويقوده كل يوم منها إلى معنى من معاني النصر.
    هذه المعاني السياسية القوية هي التي من أجلها فرض العيد ميراثًا دهريًّا في الإسلام، ليستخرج أهل كل زمن من معاني زمنهم فيضيفوا إلى المثال أمثلة مما يبدعه نشاط الأمة، ويحققه خيالها، وتقتضيه مصالحها.
    وما أحب الجمعة قد فرضت على المسلمين عيدًا أسبوعيًّا يشترط فيه الخطيب والمنبر والمسجد الجامع ـ إلا تهيئة لذلك المعنى وإعدادًا له؛ ففي كل سبعة أيام مسلمة يوم يجيء فيشعر الناس معنى القائد الحربي للشعب كله .
    ألا ليت المنابر الإسلامية لا يخطب عليها إلا رجال فيهم أرواح المدافع، لا رجال في أيديهم سيوف من خشب.
    بتصريف من كتاب وحي القلم للرافعي

    اللهم اغفر لكاتبها وناقلها,وقارئها واهلهم وذريتهم واحشرهم معا سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

    hglukn hgsdhsd ggud]






    أما والله ما جعل الله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ، ولكنك يا قلبُ تفتأ تجعل لي
    من كل معنى من معاني الحزن في هذا الوجود قلباً ينبض به ، حتى لو قد قيل
    ما مثلك في القلوب ، لقلتَ: "قلب سوريّة" ..
    سورية ... آه يا سورية !


    _______________________________

    ( الحكم بغير ما أنزل الله من أعظم أسباب تغيير الدول، كما جرى مثل هذا مرة بعد مرة
    في زماننا وغير زماننا )
    - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - الفتاوى 35/387


  2. #2
    الإشراف العام
    الهزبر غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 7,445
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : أرض مسلمة
    الاهتمام : كل مافيه الخير لي ولامتي
    الوظيفة : مدرّس لغة عربية
    معدل تقييم المستوى : 25

    افتراضي


    السلام عليكم

    لا كما تجيء الآن كالحة عاطلة ممسوحة من المعنى، أكبر عملها تجديد الثياب، وتحديد الفراغ، وزيادة ابتسامة على النفاق ...
    لقد اجاد وصف الحال والله.

    ألا ليت المنابر الإسلامية لا يخطب عليها إلا رجال فيهم أرواح المدافع، لا رجال في أيديهم سيوف من خشب.
    وفيهم ايضا علم السلف




    [SIZE=6]
    [FONT=Traditional Arabic]كل العداوات ترجى مودتها*إلا عداوة من عاداك في الدين
    /*/*/*/
    لا يستقل العقل دون هداية*بالوحي تأصيلا ولا تفصيلا
    كالطّرف دون النور ليس بمدرك*حتى يراه بكرة واصيلا





  3. #3
    مشرفة منتديات المرأة المسلمة والطفل وركن المنزل
    حنين اللقاء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1103
    تاريخ التسجيل : 22 - 6 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 2,407
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 21
    البلد : المغرب
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    وكان العيد في الإسلام هو عيد الفكرة العابدة، فأصبح عيد الفكرة العابثة؛
    نسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة

    اللهم اغفر لكاتبها وناقلها,وقارئها واهلهم وذريتهم واحشرهم معا سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
    آمين يارب

    جزاكم الله خيرا أخي الفاضل على الدعاء الطيب





  4. #4

    عضو مجتهد

    لن أخسر عيسى رسول الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3972
    تاريخ التسجيل : 16 - 5 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    العمر: 32
    المشاركات : 145
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : سلطنة عمان
    الاهتمام : القران الكريم, كتب فكرية
    الوظيفة : طالب جامعي
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    إلى مصطفى صادق الرافعي وهو في قبره ينام ......تحية له





 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر
    بواسطة د/احمد في المنتدى الركن النصراني العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2011-05-11, 07:01 AM
  2. المعنى القرآني في ضوء اختلافات القراءات
    بواسطة خالد بن الوليد في المنتدى المكتبة الإسلامية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 2011-02-20, 03:03 PM
  3. سفر النشيد ...... و المعنى البعيد
    بواسطة عبدالرحمن السلفى في المنتدى الركن النصراني العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2010-02-16, 12:22 AM
  4. حلويات مغربية للعيد اهداء لكل اعضاء البشارة
    بواسطة la musulmane في المنتدى مائدة المنتدى
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 2009-09-18, 04:19 PM
  5. الإعجاز اللغوي في القرآن
    بواسطة أسد الجهاد في المنتدى موسوعة الإعجاز العلمي في الكتاب و السنة
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 2008-11-14, 08:09 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML