.
إن الحق سبحانه وتعالى يوضح لنا نحن العباد المؤمنين ولسائر البشرية أنه: { لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ }. والإكراه هو أن تحمل الغير على فعل لا يرى هو خيراً في أن يفعله. أي لا يرى الشخص المكرَه فيه خيراً حتى يفعله.
ولكن هناك أشياء قد نفعلها مع من حولنا لصالحهم، كأن نرغم الأبناء على المذاكرة، وهذا أمر لصالح الأبناء، وكأن نجبر الأطفال المرضى على تناول الدواء. ومثل هذه الأمور ليست إكراهاً، إنما هي أمور نقوم بها لصالح من حولنا؛ لأن أحداً لا يسره أن يظل مريضاً.
إن الإكراه هو أن تحمل الغير على فعل من الأفعال لا يرى فيه هو الخير بمنطق العقل السليم. ولذلك يقول الحق سبحانه: { لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ }. ومعنى هذه الآية أن الله لم يكره خلقه ـ وهو خالقهم ـ على دين، وكان من الممكن أن الله يقهر الإنسان المختار، كما قهر السماوات والأرض والحيوان والنبات والجماد، ولا أحد يستطيع أن يعصى أمره. فيقول سبحانه:
{ لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعاً }
[الرعد: 31]
لكن الحق يريد أن يعلم من يأتيه محباً مختاراً وليس مقهوراً، أن المجيء قهراً يثبت له القدرة، ولا يثبت له المحبوبية، لكن من يذهب له طواعية وهو قادر ألا يذهب فهذا دليل على الحب، فيقول تعالى: { لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ } أي أنا لم أضع مبدأ الإكراه، وأنا لو شئت لآمن من في الأرض كلهم جميعاً. فهل الرسل الذين أرسلهم سبحانه يتطوعون بإكراه الناس؟. لا، إنّ الرسول جاء لينقل عن الله لا ليكره الناس، وهو سبحانه قد جعل خلقه مختارين، وإلا لو أكرههم لما أرسل الرسل، ولذلك يقول المولى عز وجل:
{ وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }
[يونس: 99]
إن الرسول له مهمة البلاغ عن الله؛ لأن الله لم يرد خلقه مكرهين على التدين، إذن فالمبلغ عنه لا يُكره خلقه على التدين، إلا أن هنا لبساً. فهناك فرق بين القهر على الدين، والقهر على مطلوب الدين، هذا هو ما يحدث فيه الخلاف.
وقد أراد خصوم الإسلام أن يصعدوا هذه العملية فقالوا كذباً وافتراء: إن الإسلام انتشر بحد السيف.
ونقول لهم: لقد شاء الله أن ينشأ الإسلام ضعيفاً ويُضطهد السابقون إليه كل أنواع الاضطهاد، ويُعذبون، ويُخرجون من ديارهم ومن أموالهم ومن أهلهم، ولا يستطيعون عمل شيء. إذن ففترة الضعف التي مرت بالإسلام أولا فترة مقصودة.
ونقول لهم أيضا: من الذي قهر وأجبر أول حامل للسيف أن يحمل السيف؟! والمسلمون ضعاف ومغلبون على أمرهم، لا يقدرون على أن يحموا أنفسهم، إنكم تقعون في المتناقضات عندما تقولون: إن الإسلام نُشِرَ بالسيف. ويتحدثون عن الجزية رفضاً لها، فنقول: وما هي الجزية التي يأخذها الإسلام من غير المسلمين كضريبة للدفاع عنهم؟ لقد كان المسلمون يأخذون الجزية من البلاد التي دخلها الفتح الإسلامي، أي أن هناك أناساً بقوا على دينهم. ومادام هناك أناس باقون على دينهم فهذا دليل على أن الإسلام لم يُكره أحداً.
أما لو رجعنا لاسوء العصور التي انتشرت بها الكنيسه في مصر هو عصر البابا تاؤفليوس وهو البابا رقم 23 علي كرسي الاسكندريه وذلك في اواخر القرن الرابع وهو الذي اثار حملة اضطهاد ضد الوثنين وحرض المسيحين علي الاستيلاء علي معابدهم وتحويلها الي كنائس عنوة بما فيها من اثار وثنيه وادي ذلك الي دخول الوثنين الي المسيحيه وذلك ليس عن اقتناع بل عن خوف من اضطهاد الاقباط الارثوذكس لهم .. ولذلك احتفظ الكثير منهم ببعض من اثار الهتهم القديمه مثل التماثيل والصور التي كانوا السبب الرئيس في دخولها الي الكنائس ويؤكد ذلك التطابق التام بين بعض صور الهة المصريون القدماء والايقونات القديمه بالكنيسه الارثوذكسيه مثل صورة الالهه ايزيس وهي تحمل طفلها الاله حورس وتطابقها مع الايقونه الاثريه للعذراء وهي تحمل طفلها يسوع وكذلك صورة الاله حورس وهو يطعن بالحربه الاله ست اله الشر والمصور علي شكل تنين وتطابقها مع الايقونه الاثريه للقديس جورجيوس …وكذا ايقاد الشموع والتبخير والسجود للتماثيل وطلب المعونه والصلاة امامها .
نهايك اليوم عن خطف رجال الكنيسة للمسيحيين الذين اعتنقوا الإسلام وحبسهم داخل الأديرة في صحاري مصر بلا شفقة أو رحمة وتهديدهم بالكلاب المتوحشة .. ظنوا بجهلهم أن الخوف والرعب يمكن أن ينزع ما في القلوب ... فقد يتظاهروا هؤلاء الضعفاء بأنهم عادوا للمسيحية مرة اخرى للتخلص من التعذيب والإكراه ، وتناسوا هؤلاء الظلمة أن الله ينظر للقلوب ولا ينظروا للوجوه .
يتبع.hgjuwf hg]dkd ,ygr hgur,g
المفضلات