النتائج 1 إلى 10 من 10
 

العرض المتطور

  1. #1
    مراقبة أقسام العلوم الشرعية
    الصورة الرمزية الغد المشرق
    الغد المشرق غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1052
    تاريخ التسجيل : 26 - 5 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,244
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فى قلب البشارة
    الاهتمام : بأحوال المسلمين أينما وجدوا ..
    معدل تقييم المستوى : 19

    Thumbs up الأفة التى تأكل الحسنات , شاركونا ...


    الأفة التى تأكل الحسنات شاركونا

    الحمد لله أرشد وهدى، ووفق من شاء من عباده إلى طريق الهدى، ومن أضل فلن تجد له ولياً مرشداً، أحمده سبحانه وأشكره، لا تحصى آلاؤه عدداً، ولا تنقطع فضائله مدداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا أشرك به أحداً، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، كرم رسولاً،
    وشرف محتداً , وبارك عليه، وعلى آله أنوار الدجى، وأصحابه مصابيح الهدى، والتابعين ومن تبعهم بإحسان صلاةً وسلاماً وبركاتٍ دائمات أبداً سرمداً.

    الأفة التى تأكل الحسنات شاركونا

    فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله رحمكم الله، واحذروا ضياع العمر في غير طاعة، وخافوا من التسويف، فالتسويف بئست البضاعة، فكم من مؤملٍ لم يبلغ ما أمله، وحيل بينه وبين ما كان يرجو عمله، دارت عليه رحى المنون، كم منصوح وهو معرض بات على تفريطه نادما، يتمنى الرجوع فلا يقدر: الأفة التى تأكل الحسنات شاركوناقَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ الأفة التى تأكل الحسنات شاركونا[المؤمنون:99-100]

    الأفة التى تأكل الحسنات شاركونا

    الالتزام بالقرآن والسنة أعظم ميزة تختص بها الجماعة المسلمة. وهذه الميزة توحد الأمة في الفكر، والعاطفة، والروابط، والمسير، والهدف ، وتحول دون أن تتلاعب بها الأهواء وتعصف بها التيارات وتفتك بها عوامل التفرقة والشتات.
    ومن الواضح جداً أنّ الأمة الإسلامية كانت موحدة بقدر ما كانت ملتزمة بالقرآن والسنة ، ثم دب فيها الشقاق واتسع ...


    فعندما تجد خللاً في الدعوة، وبطئاً في السير، وذلآ لحق الأمة وتدآعي الأمم علينا كما تتدآعى الأكلة على قصعتها ’’ ففتش عن القلب، فأمراضه أشد من أمراض الأبدان، كما أن اكتشافه أخفى، ويحتاج إلى خبير في ذلك، وليس هناك وصف أدق لمكانة القلب من وصف الرسول - صلى الله عليه وسلم - حين يقول: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".

    ومن أمراض القلب التي تفسد على المرء دينه ودنياه مرض الحسد

    والمؤمن يعرف نفسه، فيبادر إلى علاج ما بها فوراً قبل أن يستفحل الداء ويعز الدواء.
    ولعله من المناسب أن أنقل هنا كلاماً لأحد كبار علماء الإسلام ، يتحدث فيه عن نفسه بصراحة، وأنه كان فيها عيوب وقد عالجها وبرئت - بإذن الله - يقول ابن حزم - رحمه الله-:
    "كانت فيّ عيوب، فلم أزل بالرياضة (مجاهدة النفس) واطلاعي على ما قال الأنبياء - صلوات الله عليهم - والأفاضل من الحكماء المتأخرين والمتقدمين ، في الأخلاق وآداب النفس أعاني مداواتها ، حتى أعان الله - عز وجل - على أكثر ذلك - بتوفيقه ومنّه - وتمام العدل ورياضة النفس والتصرف بأزمة الحقائق هو الإقرار بها (العيوب) ؛ ليتعظ بذلك متعظ - إن شاء الله-.





    أعزائي أعضائنا الكرام




    بدأت الحملة فشدوا الهمم نريد المواضيع منكم




    موضوعنا الحسد فاسطروا كل ما تريدون إيصاله فكلنا هنا دعاة إلى دين الله من كتب ومواضيع وأشرط ومحاضرات وعروض ...



    لكافة متعلقات الموضوع من تعريف الحسد وأسباب الحسد وقصص واقعية وعقوبة الحاسد وما يترتب عليه من الحسد في القرآن والسنة وعلاجه ...







    لنسآعد بعضنآ البعضآ للوصول لِعِلَلِنآ ونُدآويهآ علَّ تعود عزتنآ ..~


    هيا من سيبدأ .....

    hgHtm hgjn jH;g hgpskhj < ahv;,kh >>>






  2. #2
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,235
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي


    جزاكِ الله خيراً أختي أم عمار على همتك

    ذكر الحسد أربع مرات في القرآن الكريم

    : وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة : 109]

    : أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً [النساء : 54]

    : سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً [الفتح : 15]

    : وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ [الفلق : 5]

    والحسد صفة مذمومة بغيضة تسئ إلى صاحبها قبل أن تسئ إلى غيره

    وأترك المجال لغيري
    جزاكِ الله الجنة غاليتي على الموضوع










  3. #3
    مراقبة أقسام العلوم الشرعية
    الصورة الرمزية الغد المشرق
    الغد المشرق غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1052
    تاريخ التسجيل : 26 - 5 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,244
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فى قلب البشارة
    الاهتمام : بأحوال المسلمين أينما وجدوا ..
    معدل تقييم المستوى : 19

    افتراضي


    جزاكم الله خيرا حبيبتى دائما سباقه بالخير وصاحبة همه شامخه , نسأل الله لنا ولكِ الثبات ...

    بعد أن ذكرتى لنا الحسد فى مواضع من القرآن الكريم أود أن أذكر تعريفا للحسد وأنواعه ومراتبه ...


    تعريف الحسد :


    هو تمني زوال النعمة عن المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها.


    أنواعه :

    1- كراهه للنعمة على المحسود مطلقاً وهذا هو الحسد المذموم .
    2- أن يكره فضل ذلك الشخص عليه فيحب أن يكون مثله أو أفضل منه وهذا الغبطة .



    مراتب الحسد :

    1- يتمني زوال النعمة عن الغير .
    2- يتمنى زوال النعمة ويحب ذلك وإن كانت لا تنتقل إليه .
    3- أن يتمنى زوال النعمة عن الغير بغضاً لذلك الشخص لسبب شرعي كأن يكون ظالماً .
    4- ألا يتمنى زوال النعمة عن المحسود ولكن يتمنى لنفسه مثلها ، وإن لم يحصل له مثلها تمنى زوالها عن المحسود حتى يتساويا ولا يفضله صاحبه .
    5- أن يحب ويتمنى لنفسه مثلها فإن لم يحصل له مثلها فلا يحب زوالها عن مثله وهذا لا بأس به.


    أترك لمن خلفى يحدثنا عن أسباب هذه الآفه الفتاكه ...











  4. #4
    مشرفة منتديات المرأة المسلمة والطفل وركن المنزل
    حنين اللقاء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1103
    تاريخ التسجيل : 22 - 6 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 2,407
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 21
    البلد : المغرب
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    وقفات حول الحسد

    كتبه/ ياسر عبد التواب


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
    فالحسد من الأمراض الشيطانية الخبيثة التي تهلك الحاسد والمحسود، قال معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-: "كل الناس أقدر على رضاه إلا حاسد نعمة فإنه لا يرضيه إلا زوالها".


    الحاسد عدو لا يمكن إزالة عداوته، ولذلك قيل:
    كل العداوة قد ترجى إماتتها إلا عداوة من عاداك من حسد

    فالحاسد يظلم نفسه بكمدها وضيقها كلما رأى النعم مع المحسود، فلا يقر لنفسه قرار، ولا يهدأ له بال، بينما المحسود يهلك لكونه مظلوم.


    الحسد أول ذنب:


    الحسد أول ذنب عصي الله به في السماء، وأول ذنب عصي به في الأرض؛ فأما في السماء فحسد إبليس لآدم، وأما في الأرض فحسد قابيل لهابيل.
    قال الحسن -رحمه الله-: "ما رأيتُ ظالمًا أشبه بمظلوم من حاسد؛ نغص دائم، وحزن لازم، وعبرة لا تنفد".


    ولأبي العتاهية في الناس:
    فـيا رب إن الناس لا ينصفونني فـكـيف ولو أنـصفتهم ظـلموني
    وإن كان لي شيء تصدوا لأخذه وإن شئت أبغي شيئهم منعوني
    وإن نالهم بذلي فلا شكر عندهم وإن أنا لم أبـذل لـهـم شـتموني
    وإن طـرقـتـني نـكبة فـكهوا بها وإن صحبـتـنـي نعـمة حسدوني
    سـأمـنع قـلـبي أن يـحـن إليـهـم وأحجـب عنهم ناظري وجفوني

    الحسد أصل المعاصي:
    قال القرطبي -رحمه الله-: "قال بعض أهل التفسير في قول الله -تعالى-: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلانَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ) (فصلت:29)، إنه إنما أراد بالذي من الجن إبليس، والذي من الإنس قابيل؛ وذلك أن إبليس كان أول من سنَّ الكفر، وقابيل كان أول من سنَّ القتل، وإنما كان أصل ذلك كله الحسد، وقال الشاعر:



    إن الغـراب وكان يـمشي مـشـية فيما مضى من سالف الأحوال
    حسد القطاة فرام يمشي مـشيها فأصـابه ضـرب مِـن التـعـقـال

    قال -تعالى- في شأن أهل الحسد: (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (آل عمران:120).
    أسباب الحسد:
    1- العداوة والبغضاء.
    2- التعزز، وهو أن يثقل على الحاسد ترفـُّع المحسود عليه.
    3- الكبر.
    4- التعجب.
    5- الخوف من فوات المصالح، كالمتزاحمين على مقصود واحد.
    6- حب الرياسة.


    موسوسون في الحسد:
    بعض الناس مبتلى بالوسوسة فهو يظن دومًا أنه محسود، كلما فشل في شيء اتهم الحسد، وكلما ابتلي بمرض أو فسد ما بينه وبين أهله، أو وقع ضحية إشكال أو حتى اتهم بالتقصير في شيء أرجع ذلك كله إلى الحسد، وتراه يبحث دومًا عن أولئك الحاسدين؛ ليصُبّ جام غضبه عليهم، ويشتكي إلى الناس وربما إلى الله من تكالبهم عليه، وتواطئهم على إيذائه!


    وهذا السلوك يحمل كمًا لا بأس به من سوء الظن بالناس؛ فترى صاحبه لا يفتأ يظن بكل من رآه أو اطلع على نعمة عنده أنه سيحسده أو حسده بالفعل، وربما جره ذلك إلى معاداة الحاسدين في ظنه، فيجلب على نفسه أبوابًا من العداء والأذى، كما أن ذلك السلوك ينافي التوكل على الله -تعالى-، وبالقدر الذي يحمل شيئًا من سوء الأدب مع الله.


    أما تنافيه مع التوكل؛ فإن الموسوس بالحسد يتعلق قلبه بغير الله يخشاه ويرهبه.


    أما سوء أدبه مع الله؛ فإن علامة ذلك أن تراه ناقمًا متوجسًا ظانـًا بالناس السوء، وكأن الله -تعالى- لم يخلق صاحب نعمة إلا هو! بالرغم من أن الدنيا فانية وإلى زوال، فلو أخذ المسلم حظه من الزهد في هذه الدنيا وتحقير أمرها لما بلغ هذه الدرجة من الوسوسة.
    عودة إذن إلى ذكر الله وإلى إحسان الظن بالناس، وإلى الزهد في الدنيا.. كل ذلك سيبعدك عن الوسوسة في الحسد.


    الحسد نوعان:
    ونحن هنا في كلامنا عن الحسد نقصد به النوع المذموم منه؛ فالحسد نوعان: مذموم ومحمود، فالمذموم أن تتمنى زوال نعمة الله عن أخيك المسلم، وسواء تمنيت مع ذلك أن تعود إليك أو لا، وهو أسوأ الخصلتين، وهذا النوع الذي ذمه الله -تعالى- في كتابه بقوله: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) (النساء:54)، وإنما كان مذمومًا؛ لأن فيه إساءة أدب مع الحق -سبحانه-، وكأنه أنعم على من لا يستحق.


    وأما النوع المحمود: فهو ما جاء في صحيح الحديث من قوله -عليه الصلاة والسلام-: (لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ) (متفق عليه)، وهذا الحسد معناه: الغبطة، وكذلك ترجم عليه البخاري: "باب الاغتباط في العلم والحكمة". وحقيقتها: أن تتمنى أن يكون لك ما لأخيك المسلم من الخير والنعمة، ولا يزول عنه خيره، وقد يجوز أن يسمى هذا منافسة، ومنه قوله -تعالى-: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) (المطففين:26).


    العين والحسد حق:
    أخرج البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الْعَيْنُ حَقٌّ)، وفي رواية: (وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ) (رواه مسلم).


    وأخرج الطبري: قال معمر: وسمعت ابن طاوس يحدث عن أبيه، قال: (الْعَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ وَإِذَا اسْتُغْسِل أَحَدكُمْ فَلْيَغْتَسِلْ) أي: إن طـُلب منه الاغتسال في الحسد فليفعل، وروى مسلم نحوه.


    وعن سهل بن حنيف أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِشِعْبِ الْخَرَّارِ مِنَ الْجُحْفَةِ اغْتَسَلَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ -وَكَانَ رَجُلاً أَبْيَضَ حَسَنَ الْجِسْمِ وَالْجِلْدِ- فَنَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلاَ جِلْدَ مُخْبَأَةٍ. فَلُبِطَ بِسَهْلٍ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ وَاللَّهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَمَا يُفِيقُ. قَالَ: (هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ)؟ قَالُوا: نَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ. فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَامِرًا فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ: (عَلاَمَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ هَلاَّ إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ). ثُمَّ قَالَ لَهُ: (اغْتَسِلْ لَهُ). فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمِرْفَقَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ الْمَاءُ عَلَيْهِ يَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ ثُمَّ يُكْفِئُ الْقَدَحَ ورَاءَهُ فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني).


    وروى البزار عن جابر بن عبد الله أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أَكْثَرُ مَنْ يَمُوتُ مِنْ أُمَتِي بَعْدَ كِتَابِ الله وَقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ بِالأَنْفُسِ) (رواه الطيالسي والبزار، وحسنه الألباني)، قال البزار: "يعني: بالعين".
    وقالت أسماء بنت عميس للنبي -صلى الله عليه وسلم-: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ وَلَدَ جَعْفَرٍ تُسْرِعُ إِلَيْهِمُ الْعَيْنُ أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ فَقَالَ: (نَعَمْ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).


    كيفية وقوع الحسد:
    قال ابن القيم -رحمه الله- في زاد المعاد: "ولا ريب أن الله -سبحانه- خلق في الأجسام والأرواح قوى وطبائع مختلفة، وجعل في كثير منها خواصَّ وكيفيات مؤثرة، ولا يُمكن لعاقل إنكارُ تأثيرِ الأرواح في الأجسام، فإنه أمر مشاهد محسوس، وأنت ترى الوجه كيف يحمر حمرةً شديدة إذا نظر إليه من يحتشِمُه ويستحي منه، ويصفر صفرةً شديدة عند نظر من يخافُه إليه، وقد شاهد الناسُ من يسقم من النظر وتضعُف قواه، وهذا كله بواسطة تأثير الأرواح، ولشدة ارتباطها بالعين ينسب الفعل إليها، وليست هي الفاعلة، وإنما التأثير للروح، والأرواح مختلفة في طبائعها وقواها وكيفياتها وخواصها.


    فروح الحاسد مؤذية للمحسود أذى بينـًا، ولهذا أمر الله -سبحانه- رسوله -صلى الله عليه وسلم- أن يستعيذ به من شره، وتأثير الحاسد في أذى المحسود أمر لا ينكره إلا من هو خارج عن حقيقة الإنسانية، وهو أصل الإصابة بالعين، فإن النفس الخبيثة الحاسدة تتكيف بكيفية خبيثة، وتقابل المحسود، فتؤثر فيه بتلك الخاصية، وأشبه الأشياء بهذا الأفعى، فإن السم كامن فيها بالقوة، فإذا قابلت عدوها، انبعثت منها قوة غضبية، وتكيفت بكيفية خبيثة مؤذية، فمنها ما تشتد كيفيتها وتقوى حتى تؤثر في إسقاط الجنين، ومنها: ما تؤثر في طمس البصر، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأبتر، وذي الطُّفيتين من الحيات: (فَإِنَّهُمَا يَلْتَمِسَانِ الْبَصَرَ وَيَسْتَسْقِطَانِ الْحَبَالَى) (متفق عليه).


    ومنها: ما تؤثر في الإنسان كيفيتُها بمجرد الرؤية من غير اتصال به، لشدة خبث تلك النفس، وكيفيتها الخبيثة المؤثرة، والتأثير غير موقوف على الاتصالات الجسمية، كما يظنه من قلَّ علمه ومعرفته بالطبيعة والشريعة، بل التأثير يكون تارةً بالاتصال، وتارة بالمقابلة، وتارة بالرؤية، وتارة بتوجه الروح نحو من يُؤثر فيه، وتارة بالأدعية والرقى والتعوذات، وتارة بالوهم والتخيل، ونفس العائن لا يتوقفُ تأثيرها على الرؤية، بل قد يكون أعمى، فيوصف له الشيء، فتؤثر نفسه فيه، وإن لم يره، وكثير من العائنين يؤثر في المعين بالوصف من غير رؤية، وقد قال -تعالى-: (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ) (القلم:51).


    فكل عائن حاسد، وليس كل حاسد عائنًا، فلما كان الحاسد أعم من العائن، كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن، وهي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تُصيبه تارة وتُخطئة تارة، فإن صادفته مكشوفـًا لا وقاية عليه، أثرت فيه، ولابد، وإن صادفته حذرًا شاكِيَ السلاح لا منفذ فيه للسهام، لم تؤثر فيه".


    الحسد بضاعة أهل الكتاب:
    مع استضعاف أهل الكتابين لأمتنا في هذه الأيام تجد جليًا ذلك الحسد في أفعالهم وأقوالهم فما سعيهم لتغيير مناهجنا الدراسية والدينية، وما منعهم الحجاب ومحاربته في بلادهم وبلادنا إلا صورة أخرى من صور الحسد.


    يحسدوننا على تاريخنا وفخرنا به وهم ليسوا أصحاب تاريخ؛ وعلى شريعتنا وتمسكنا بها وهم يستحون من نصوصهم المحرفة في كتبهم؛ ويزعجهم ذلك الترابط الأسري لدينا؛ فيسعون لتفكيك الأسر وإشاعة الفرقة والاختلاف بين أفرادها، ويؤذيهم عفة بناتنا وطهر نسائنا؛ فيسعون لإشاعة الفواحش عسى أن يضلوا مجتمعاتنا كما ضلوا هم.
    قال -تعالى-: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) (البقرة:109)، وقال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ . لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الحديد:28-29).
    قال قتادة: "حسد أهل الكتاب المسلمين فنزلت: (لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ... )" الآية.


    قال مجاهد: "قالت اليهود: يوشك أن يخرج منا نبي يقطع الأيدي والأرجل. فلما خرج من العرب كفروا؛ فنزلت: (لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ... ) أي: ليعلم أهل الكتاب. (أن لا يقدرون) أي: أنهم يقدرون".


    حسد الجن للأنس:
    صح عن أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال: (اسْتَرْقُوا لَهَا، فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ) (متفق عليه)، قال النووي: "يعني بوجهها صفرة". قال الحسين بن مسعود البغوي: "وقوله: سفعة أي: نظرة، يعني من الجن يقول بها عين أصابتها من نظر الجن أنفذ ممن آذته الرماح". قال ابن القيم -رحمه الله-: "العين عينان: عين إنسية وعين جنية".
    وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من أعين الجن وأعين الإنس، ولولا ظان الجن تصيب الإنسان بالعين لما تعوذ النبي -صلى الله عليه وسلم- منها، والجن تنظر إلي عورة وجسم الإنسان إذا دخل الحمام "المرحاض- الكنيف"، أو عندما يبدل ثيابه فتصيبه بالعين كما جاء في الحديث.


    الوقاية من حسد الجن:
    في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا وضعوا ثيابهم أن يقولوا: بسم الله) (رواه الطيالسي، وصححه الألباني). وفي رواية عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (سِتْرُ مَا بَيْنَ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ الْكَنِيفَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).



    الفرق بين العائن والحاسد:
    قال ابن القيم -رحمه الله- في بدائع الفوائد: "العائن والحاسد يشتركان في شيء، ويفترقان في شيء، فيشتركان في أن كلاً منهما تتكيف نفسه، وتتوجه نحو من يريد أذاه، فالعائن، تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته، والحاسد: يحصل له ذلك عند غيبة المحسود وحضوره، ويفترقان في أن العائن قد يصيب من لا يحسده: من جماد، أو حيوان، أو زرع أو مال، وإن كان لا يكاد ينفك من حسد صاحبه، وربما أصابت عينه نفسه، فإن رؤيته للشيء رؤية تعجب وتحديق، فمع تكيف نفسه بتلك الكيفية تؤثر في المعين" اهـ.


    فالحاصل أن الحاسد هو: الذي يحزنه ما يرى في المحسود من النعمة والخير، والصحة والمنزلة الراقية فيحقد عليه، ويغتم لذلك، ثم يسعى في زوالها، و يبذل ما في وسعه من وشاية وكذب، وافتراء عليه، ويؤلب عليه من له سلطة أو ولاية، حتى تزول تلك النعمة التي يتمتع بها أخوه، وليس هناك دافع له على إزالتها سوى الحقد والبغض، فلا يقر قراره حتى يتلف المال، أو يفتقر المحسود، أو يمرض، أو يحرم من حرفته أو عمله.


    أما العائن فهو: إنسان قد تكيفت نفسه بالخبث والشر، فأصبحت تمتد إلى ما يلفت النظر، وترسل إليها ما يحطمها ويغيرها، بمجرد كلمته ونظرته السامة، فقد ذكر ابن القيم -رحمه الله- أن منهم من تمر به الناقة أو البقرة السمينة فيعينها، ثم يقول لخادمه: خذ المكتل والدرهم، وآتنا بشيء من لحمها، فما تبرح حتى تقع فتنحر!
    وقال الكلبي: "كان رجل من العرب يمكث يومين أو ثلاثة، لا يأكل ثم يرفع جانب خبائه فتمر به الإبل فيقول: لم أر كاليوم إبلاً ولا غنمًا أحسن من هذه. فما تذهب إلا قليلاً حتى يسقط منها طائفة"!! أما عن علاج الحسد والوقاية منه فهذا له وقفة أخرى -بإذن الله-.


    من موقع صوت السلف


    جزاك الله خيرا اختي الحبيبة ام عمار جمال





  5. #5
    مراقبة أقسام العلوم الشرعية
    الصورة الرمزية الغد المشرق
    الغد المشرق غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1052
    تاريخ التسجيل : 26 - 5 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,244
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فى قلب البشارة
    الاهتمام : بأحوال المسلمين أينما وجدوا ..
    معدل تقييم المستوى : 19

    افتراضي


    جزاك الله خيرا اختي الحبيبة ام عمار جمال
    بارك الله فيكِ حبيبتى وجزاكم الله خيرا , إشتقنا لكِ ولمشاركاتك القيمه ...

    من يشاركنا ويسرد لنا عقوبة الحاسد !!!!!





  6. #6
    مراقبة أقسام العلوم الشرعية
    الصورة الرمزية الغد المشرق
    الغد المشرق غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1052
    تاريخ التسجيل : 26 - 5 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,244
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فى قلب البشارة
    الاهتمام : بأحوال المسلمين أينما وجدوا ..
    معدل تقييم المستوى : 19

    افتراضي


    للرفع





  7. #7

    عضو مميز

    الطامعة في رضا الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2551
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 290
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : السعودية
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على اشرف الانبياء رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم


    عقوبة الحاسد
    ضرر الحسد يكون على الحاسد في الدين والدنيا .
    قال عبدالله بن مسعود: لا تعادوا نِعَم الله، فقيل له: ومَن يعادي نِعَم الله؟! قال: الذين يحسُدون الناس على ما آتاهم الله من فضله، ثم إن الحسد يحمل على إطلاق اللسان في المحسود بالشتم والتحايل على أذاه.
    دَعِ الحَسُودَ وَمَا يَلْقَاهُ مِنْ كَمَدِهْ كَفَاكَ مِنْهُ لَهِيبُ النَّارِ فِي جَسَدِهْ
    إِنْ لُمْتَ ذَا حَسَدٍ نَفَّسْتَ كُرْبَتَهُ وَإِنْ سَكَتَّ فَقَدْ عَذَّبْتَهُ بِيَدِهْ

    وقال الأصمعي: سمعت أعرابيًّا يقول: ما رأيت ظالمًا أشبه بمظلوم من الحاسد؛ حزن لازم، ونفس دائم، وعقل هائم، وحسرة لا تنقضي.
    وقال معاوية - رضي الله عنه -: ليس في خصال الشرِّ أعدل من الحسد، يقتل الحاسد قبل أن يصل إلى المحسود.


    فإن قيل: هل للحاسد دواء؟ فالجواب: قلَّ أن ينجع فيه دواء؛ لأنه جهول ظلوم، وليس يشفي علة صدره ويزيل حزازة الحسد من قلبه إلا زوال النعمة، فحينئذ يتعذَّر الدواء أو يعزُّ
    ومن هذا قول بعضهم وأحسن
    وَكُـلٌّ أُدَاوِيهِ عَلَى قَــدْرِ دَائِـهِ سِــوَى حَاسِدِي فَهْيَ الَّتِي لاَ أَنَالُهَا
    وَكَيْفَ يُدَاوِي المَرْءُ حَاسِدَ نِعْمَةٍ إِذَا كَــانَ لاَ يُرضِــيهِ إِلاَّ زَوَالُــهَــا
    نعم، إن كان الحاسد ذا فهم فدواؤه أن يقمع أسباب الحسد من الباطن؛ فإن سببها في الغالب الكبر وعزة النفس، ثم يتكلَّف مدح المحسود والتواضُع له والهدية إليه.
    ثم اعلم أنك إنما تحسد إخوانك على الدنيا وحطامها، وأما قُوَّام الليل وصُوَّام النهار فلا أراك تحسدهم.
    وقال الجاحظ عن الحاسد
    ( هو الكلب الكلِب ، والنمر الحرِب ، والسم القشِب ، والفحل القطِم، والسيل العرم ، إن مَـلَـكَ قتل وسبا ، وإن مُلِك عصى وبغى ، حياتك موته وثبوره ، وموتك عرسه وسروره ، يصدق عليك كل شاهد زور ، ويكذب فيك كل عدل مرضيّ ، لا يحب من الناس إلا من يبغضك ، ولا يبغض إلا من يحبك ... إنه لا يأتيك ولكنه يناديك ، ولا يحاكمك ولكنه يوازنك ، أحسن ما تكون عنده حالاً : أقل ما تزيد مالاً ، وأكثر ما تكون عيالاً ، وأعظم ما تكون ضلالاً . وأفرح ما يكون بك أقرب ما تكون بالمصيبة عهداً وأبعد ما تكون من الناس حمداً ، فإذا كان الأمر على هذا فمجاورة الأموات ، ومخالطة الزمنى ، والاجتنان بالجدران ، ومص المصران ، وأكل القردان ، أهون من معاشرة مثله ، والاتصال بحبله )(5) ا.هـ
    وللحسد اضرار وعواقب وخيمة كما اسلفنا على الحاسد نذكر منها مايلي
    1- الحسرة التي تأكل قلب الحاسد حتى تصبح ألماً في جسده : فإن الحاسد يحقن في جسده الهم والغم والحقد والبغض وتمني زوال نعم الآخرين عنهم ، وربما زادت هذه النعم فزاد غيظه.
    2- انخفاض منزلته في قلوب الناس ، ونفورهم منه حتى يصبح مبغوضاً عندهم ، وقد قيل : الحسود لا يسود .
    3- إسخاط الله تعالى في معارضته ومخالفة قضائه وقدره .
    4- إهدار الحسنات وكسب الخطايا والآثام ، فإن الحاسد غالباً ما يسعى لإزالة النعمة عن المحسود بقوله أو فعله وفي ذلك إهدار للحسنات ، وكسب للسيئات .
    5- زرع العداوة بين الأصحاب والأقارب وتفكيك المجتمع المسلم ، قال الجاحظ عن آثار الحسد: ( فمنه تتولد العداوة ، وهو سبب كل قطيعة ، ومنتج كل وحشة ، ومفرق كل جماعة ، وقاطع كل رحم بين الأقرباء ، ومحدث التفرق بين القرناء ، وملحق الشر بين الخلطاء ، يكمن في الصدور كمون النار في الحجر )(8) ا.هـ






  8. #8

    عضو مميز

    الطامعة في رضا الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2551
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 290
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : السعودية
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي


    جزاكم الله خير اخواتي
    وجعل ماكتبتم في ميزان حسناتكم ونفع به





  9. #9

    عضو مميز

    الطامعة في رضا الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2551
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 290
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : السعودية
    معدل تقييم المستوى : 15

    افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    مرض الحسد
    الشيخ محمد العريفي

    الجزء الاول


    الجزء الثاني








  10. #10
    مراقبة أقسام العلوم الشرعية
    الصورة الرمزية الغد المشرق
    الغد المشرق غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1052
    تاريخ التسجيل : 26 - 5 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,244
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : فى قلب البشارة
    الاهتمام : بأحوال المسلمين أينما وجدوا ..
    معدل تقييم المستوى : 19

    افتراضي


    بارك الله فيكِ حبيبتى على الطرح النافع والمفيد .





 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شاركونا ( قصتنا )
    بواسطة لا تسئلني من أنا في المنتدى التواصل واستراحة المنتدى
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 2010-11-26, 01:48 AM
  2. أبواب الحسنات في شهر رمضان
    بواسطة لطفي عيساني في المنتدى المنتدى الرمضاني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2010-08-11, 04:05 PM
  3. هل تتضاعف الحسنات في رمضان وفي مكة؟
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى ركن الفتاوي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2010-08-08, 09:16 AM
  4. جبال من الحسنات
    بواسطة العبد لله في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2010-01-12, 10:03 PM
  5. كنوز الحسنات
    بواسطة الزبير بن العوام في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 2008-05-02, 01:48 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML