قصتنا هذه المرة عن شخص اخر .. شخص كان يحتاج لبعض العلم للرد عليه .. في نفس الوقت كان من المستحيل السكوت عن ما يقول .
خرجت في ذلك اليوم من عملي في تمام الساعة الرابعة عصرا بعد ثمان ساعات من العمل الشاق جدا . فزياده عن المجهود العضلي الذي بذلته بكثرة في هذا اليوم علي غير العادة لممارسي هذه المهنه الا ان المجهود الذهني كان اكثر ارهاقا . فخرجت من العمل وانا اتشوق لدخول غرفتي التي هي اشبه بورشة صيانه متكاملة العدد وفي اخرها سرير يبدوا انه وضع بالخطأ في وسط تلك السلوك والاجهزة والعدد والادوات لنيل قسط من الراحة طويل الامد . فليس لدي عمل في باقي اليوم فضلا عن حاجتي لعمل Shut-down لعقلي الذي كاد ينفجر من حرارة الشمس والتركيز والزعيق طوال اليوم .
قبل خروجي بربع ساعة قابلني زميلي في العمل سامي . وقال لي : انا هروح معاك النهارده يا احمد متمشيش الا لما اجي !
فرحبت بعودته معي لعله يسليني طوال الطريق الذي يكلفني كل يوم ساعة كامله في اشد سنوات الحر التي اصابت مصر .
ركبنا السيارة . ولم يكن من موضوع شيق نتحدث فيه الا عن المواقف التي حدثت في العمل وكيف كانت وكيف تصرف فلان في الموقف وكيف عارضة فلان . الى ان قال لي سامي علي غفله : علي فكرة يا احمد .. في واحد انا عايزك تزبطة ! فرديت عليه : ازبط مين يا عم انا فايقلك انت جاي النهارده تقولي الكلام ده ؟ كنت اعتقد ان لديه صديق يريدني ان اشاركه في عمل مقلب عليه او اتقان موقف او ما شابه ذلك علي سبيل المزاح الذي اعتدنا عليه . ولكن الوضع كان مختلفا هذه المرة .
قال لي كعبارة يتشبث بها بعد ياسه من موافقتي المجئ معه : اصله بيخرف في القران الراجل ده .!! فشدتني تلك العبارة . وقلت له : بيخرف في القران ازاي ؟ هوا مسلم ؟ قلت له هذا السؤال اعتقادا انه من الجهال الذين يفتون في كل امر . وفي نفس الوقت توقعت دون قصد ان يكون غير مسلم ولكن الاحتمال كان ضعيفا داخلي لعلمي بجبن هؤلاء في التحدث في الدين وجها لوجه . عندما سالته : هوا مسلم ؟ فقاطعني قائلا : لا يا عم ده مسيحي ابن ..... وقال لفظا غير لائق ! قلتله ماله ده بيخرف ازاي ؟ ودار في خلدي فكرة انه يسب القران او يسخر منه . فقال لي : يا عم كنت عنده امبارح وفضل يقولي ان في ايه في القران بتقول ان المسيح هوا الله !
فقلت له : ده مين ده ؟ وانت غبي مش عرفت ترد عليه ؟ قالي يا عم انت عارفني في الحاجات دي معرفش ارد عليهم . انا سمعتك مرة بتتكلم عنهم قلتله انا هجيبلك اللي يرد عليك وقلت اكلمك . هتيجي معايا ولا ايه نظامك ؟
فرددت عليه بسرعة : طبعا جاي . يولع النوم انا لازم اروحله اشوف ماله ده وبيخرف يقول ايه .
اخذتني الحمية وتسائلت في نفسي : الم يجد هذا النصراني الفاشل الا هذا الغلبان حتي يفرد عضلاته البال توكية عليه ؟ لاني اعلم ان البال توك هو المزرعة الوحيده التي يصنع فيها هؤلاء زرائب خاصة بهم ليخرجوا ما تكنه صدورهم من بغض وكراهية للاسلام وللنبي .
سالت سامي مرة اخري في محاولة معرفة نظام من ساتحدث معه ومدي ثقافته . هوا الراجل ده مين وشغال ايه وقابلته فين ؟ فرد عليا : انا كنت بحلق عنده امبارح يا عم وقعد يقولي القران بيقول ان المسيح رب . قلتله فين الكلام ده ؟ فين الاية دي ؟ قال : معرفش مش فاكرها ولله هوا قالي كلام مش مفهوم اصلا .
قلتله هوا مين يعني واحد كان بيحلق معاك ؟ فقال : لا يا عم ده الحلاق نفسه !! قلت له : نعم ؟؟ الحلاق .. ؟ دار في خلدي فورا نظام عم حسن . وطريقته في رفع الصوت والاقتناع التام بالخطأ ! ولكني قلت في نفسي : في دي بالذات لو علي صوته فيها لا انا صوتي اعلي منه ميت مرة .
ومضيت في الطريق اسابق الريح للوصول باسرع وقت ممكن . ولكني فكرت في نفسي . ماذا لو كان هذا الرجل متعمقا في الشبهات ؟ ماذا لو كان دارسا في النصرانيات اكثر مني .؟ لاني بالطبع ضبطت حوارا لقلب المساله عكسيا عليه . ولكني تراجعت قائلا : يا عم دارس مين ؟ دنا مسلم الحمد لله يعني مهما درس مش هيدرس زي ما انا درست . طيب ولو سال في ايه انا مش حافظها اعمل ايه ؟ وانا ولا معايا لاب توب ولا حافظ المصحف كله ؟ تراجعت مرة اخرى قائلا : يا اخي معاك مصحف في العربية . اطلع هاته وقوله طلعلي الايه من المصحف وانا اردلك عليها .
المهم وصلنا للمكان المعلوم . بعد ان اتفقت مع سامي ان يبدا هو الحوار معه .
دخلت المحل وانا مشحون من داخلي ضد هذا الرجل . فاول ما دخل سامي قال : السلام عليكم . فرد عليه النصراني : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . فنظرت اليه وكانت معالم وجهي كلها غضب . ووضعت يدي في جيبي ووقفت انظر في اركان المحل كلها وفي السقف وفي كل مكان وكاني ابحث عن كائن غريب في وسط هذا المكان حتي وصلت عيني عليه فنظرت اليه من الاسفل بعيني متابعة طوله حتي وصلت لراسه . ثم جلست متظاهرا بانتظار دوري في الحلاقة .
بدا سامي فور دخوله بعبارة : علي فكرة انا دورت علي الاية اللي انت قلتلي عليها اللي بتقول ان المسيح رب في القران ومش لقيتها . ساعتها وجدت الفرصة قد اتيحت من قبل ان ينطق هذا النصراني بكلمه رددت انا مسارعا وقلت : ايه في القران بتقول ان المسيح اله ؟؟؟ فين دي ؟
فرد علي النصراني : في سورة مريم . رَبُكِ تَحتُكِ !!! يعني رب العدرة تحتها والمعروف ان الابن بينزل من تحت .
اول ما سمعت تلك العبارة اصابتني حالة من الضحك علي الجهل الذي وصل اليه هذا الخبيث . وعن الحجم الذي اعطيته اياه في بدايات حديثي مع نفسي . الهذه الدرجة وصل الجهل به ؟ فقلت له قبل الرد عليه : وانت بقا يا محترم .. مش مكسوف وانت بتعبد اله نزل من تحت ؟؟ وكان حظ هذا الحلاق سيئا .. فانا احفظ عن ظهر قلب ثلاث سور كامله .. هي سورة يوسف وسورة مريم وسورة الكهف .. لاعتيادي علي تشغيل هذا السور كل يوم قبل النوم .
فرددت عليه قائلا : الاية بتقول : فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا
فرد عليا ايوة مهو اهو ربها تحتها
قلتله فين اللي تحتها ده ؟ بيقولك قد جعل ربك تحتك سريا .. يعني ربنا جعل تحت السيدة مريم سريا .. قالي يعني ايه سريا بقا ؟ قلتله يعني ميه ! قالي لا لا مش معناها كده .. قلتله انا غلطان يا عم استني
وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا , فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا
فهمت بقا انها مية ؟ قال فكلي واشربي وقري عينا يعني الرطب ده اللي هوا الاكل وسريا ده اللي هوا الشرب اللي هيا المية . فبهت الذي كفر . فلما علم هذا الخبيث انه مزنوق اراد ان يزنقني انا بطريقة اخري . فقال لي بس انت لو كملت اللي بعدها ... اعتقادا منه اني سمعت الاية من سامي وقضيت يوما من البحث ورجعت اليه بالرد الفاحم ولا احفظ من السورة الا هذين الايتين .
فاتممت له ما اراد بسرعة في الالقاء تدل علي اتقان الحفظ . وصحيح في القراءة يدل علي اتقان السمع . حتي وصلت لقوله تعالي :
فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا , قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا
فتوقفت ساعتها عن القراءة وقلت له : ياريتك ما قلتلي كمل .. اول كلمه قالها المسيح اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيا .. مش تقولي ربك تحتك .. وبعدين مش قلتلي صحيح . انت مش مكسوف وانت بتعبد اله نزل من تحت ؟
فقال لي : من يعترف بي أمام الناس أعترف به أمام أبي الذي في السماء. ومن ينكرني أمام الناس، أنكره أمام أبي الذي في السماء .
فرددت عليه قائلا : ابو مين بالظبط ؟ فرد عليا : الاب . اللي هوا الله !
قلتله يعني مش فاهم دلوقتي . انت بتعبد اللي فوق ولا اللي نزل من تحت ؟
قالي مهو اللي فوق واللي تحت واحد . انا والاب واحد . فرددت عليه : امال هوا كان بيكلم مين لما قاله ايلي ايلي لما شبقتني ؟ قالي كان الجسد بيكلم الاب . فرددت عليه يعني الجسد اللي مات حاجة والاب حاجة تانية ؟ قالي لا هما الاتنين واحد . فرددت عليه معلش من الاول تاني . دلوقتي هوا مات ولا مماتش ؟ قالي لا اللي مات هوا الجسد . قلتله الجسد ده اله ولا مش اله ؟ قالي دي الصورة اللي ظهر فيها الله . قلتله يعني الجسد مش اله ؟ قالي دي صورة الله . قلتله لو سمحت بس عشان نبقي واضحين الاجابة يا اه يا لا .. هل الجسد اله ؟؟؟؟؟؟؟ قالي اه اله . قلتله يعني الاله مات ؟ قالي اه مات فدائا لخـ... فقلت له مقاطعا .. يعني انت بتعبد اله مات ؟ قالي لا اللي مات الجسد .. فقاطعته قائلا احنا كده مش هنخلص لان الفرخة جابت البيضة والبيضة جت من الفرخة اللي طلعت من بيضة اللي جاية من فرخة
بص يا استاذ دلوقتي عندك حالتين : الحالة الاولانية الاله مات . وفي الحالة دي مينفعش تعبد اله ميت .. الحالة التانية انه مماتش وبالطريقة دي هتلغي حكاية الفداء والصلب اللي هيا كل العقيده عندك . شغل بقا مات وصحي بعد تلات تيام الكلام ده كله انا عارفة بس خلينا في الحته دي مات ولا مماتش ؟
دار بيننا حوار طويل . كنت فيه والحمد لله لست بالجهل الذي توقعته عن نفسي . فقد استطعت بعون الله الاجابة علي الشبهه اجابة صحيحه والنقاش في دينه نقاشا هداما .. حتي خرج بنا الحوار بعد فشله في النصوص التي قالها المسيح لنصوص بولس الكذاب .
فاول ما سمعت كلمه : بولس الرسول قال ..... فقاطعته قائلا : هل تقصد بولس الغبي ؟ قلتها له وانا لا ادري كيف خرجت مني هذه الكلمه بهذه السرعة ودون مراعاة لشعورة .. فبصراحة رغم جهله .. الا انه كان في قمة الادب والاحترام وربما الخوف والاحرج .. فلم يقل محمد ولكن كان دائما يقول سيدنا محمد . ولم يقل قرانك بل قال القران الكريم .. فاحمر وجهه وبدات عليه علامات الغضب .. ظنا منه انني اسب واشتم .. فقلت له : متزعلش مني هوا اللي قال علي نفسه كده في رسالته لكرونثوس قال : لقد صرت غبيا وانا افتخر .
فرد علي فورا : لايمكن يقول الكلام ده اللي قالك الكلام ده بيخرف . فقلت له هاتلي يا عم كتاب مقدس وانا اطلعهالك منه .
فاعطاني كتابه المقدس . ولا اصف لكم الموقف ساعتها . فقد قرات رسالة كرونثوس ثلاث مرات كامله . ولم اعثر عليها . فقلت في نفسي : هما شالوها ولا ايه راحت فين دي ؟
علي الفور اخرجت هاتفي المحمول واتصلت بخالد المصري ليخرجني من هذا الموقف .
الو ايوة يا خلود .. بقولك ايه انا بحاور واحد مسيحي ومزنوق في شاهد ممكن تجيبهولي ؟ قالي اؤمرني يا ابو حميد . فقد له : عارف العدد اللي قالك فيه بولس لقد صرت غبيا وانا افتخر ؟ فقال : اه في رسالة كرونثوس . فقلت له يا عم فريت الرساله وش وضهر وملقيتهاش هوا كان بيكتب الرسايل بتاعته بالرصاص ولا ايه ؟ فقال : لا استني انا هجيبهالك بس اتصل بعد دقيقة واحدة . فقفلت معه وانا في انتظار تلك الدقيقة ان نتنهي . وفور انتهائها اعدت الاتصال مرة اخري فرد عليا : رقم العدد كذا والاصحاح كذا في رسالة كرونثوس التانية مش الاولي انت كنت بتدور يمكن في الاولي . قلتله هما كانوا اتنين ؟ مش يقول كده يا عم .
وعدت اليه بعد انا جلبت له العدد . وكالعادة قال لي : كمل اللي بعدها . فقلت له انتم الزمتموني لانه كان ينبغي ان امدح منكم فابتسم وقال وكانه اقام الحجة : شفت بقا ؟ فنظرت اليه وقلت مش شايف حاجة !! شفت ايه ؟ فكرر الايه . قلتله وبعدين يعني ؟ فكررها مرة اخري . قلتله ماشي يا عم يعني هوا غبي ولا مش غبي ؟ قالي لا مش غبي . ده كان المفروض يمدح منهم . قلتله ماشي يبقي كداب ..!! بيقول علي نفسه غبي وهوا مش غبي ! يبقي بيكدب !
فقال لي الكلمة المعهوده في هذه المواقف
بص يا باشمهندس .. مش هتفهم الكلام ده .. الا لما تتعمد بالروح القدس ..
فقمت وقلت له .. وانا ولا لازمني روح قدس ولا لازمني رشم يا عم انا الحمد لله علي كده .. فحياني وخرجنا من عنده
بعدها قال لي سامي : علي فكرة الراجل ده طلع حمار قوي واتزنق كتير وانت بهدلته مكنتش اتوقع انك عارف في دينهم كده .. فقلت له : للاسف مش هوا لوحده .. متبقاش تروح ليه تاني وروح البيت اغسل دماغك سبع مرات احداهن بالتراب ههههههههههه
وماء النار منقول
hpjvs lk hgpghr
المفضلات