بعد الشهور الهادئة تلك، عدت للاطلاع على المنتدى من جديد، وشاركت في الرد على الشبهات، ليس عن اقتناع و لكن ﻷثبت لنفسي أنني ما زلت مسيحية مؤمنة، كنت أكتب ما أكتبه بدون اقتناع ! كنت أعرف أنني أحياناً أكون مُخطأة، بل في الغالب أكون مخطأة ! و عادت لي الشكوك من جديد، و تمرد عقلي على إيماني من جديد و شاهدت كل ما وجدت من فيديوهات على صفحة الأخ الكندي، و تعرفت على صاحب الصوت الشجي في أول فيديو و هو مشاري راشد فكنت أسمع له قليلاً فقد كان صوته حلو جداً، وقتها قررت أن أتعرف على الإسلام أكثر خاصة أن بعض الأمور التي كنت أعرفها عن الإسلام أثبت لي هذا المسلم الكندي أنني مخطأة، و أن هذه الشبهات انما جاءت نتيجة التكبر على التفكير و العلم و السؤال، و لكني كنت مصرة أن هناك آلاف الأشياء غير المنطقية في الإسلام، و طلبت من زوجي يوماً أن يشتري لي بعض الكتب عن الإسلام و نسخة من القرآن حتى اذا غلبني أحد في الحوار أوجه له ألف تهمة أخرى، و قد كان و أحضر لي عدد كبير جداً من الكتب و كذلك القرآن بصوت مشاري راشد حتى استمع اليه اذا مللت من القراءة و كان هذا قبل أن يسافر بأيام قليلة، و كنت قد تفرغت وقتها للقراءة لأني ذهبت لأقيم عند والدتي فاعتنت هي بالأطفال و تفرغت أنا للكتب بعد أن تركت عملي لبعد المسافة و قلة العائد ( هذا غير العمل التطوعي في الموقع المسيحي الذي توقفت عنه في ذلك الوقت أيضاً )، و جلست أقرأ و أسمع و كلما التقطت أذني كلمة غير مستساغة أو قصة غير منطقية أو حكم أراه ظالما كنت أدونه و أبحث عنه في آخر اليوم ! كانت كل الشبهات تنفذ تقريباً في نفس اليوم لما كان الرد مقنع في معظم الأوقات ( و كان بديهي للغاية ! ) و كنت أعيد طرح ما لم يقنعني على المنتدى و كنت في معظم الأوقات أتلقى جواباً مقنعاً و أتوقف عن الحوار، هذا و قد كنت قررت أن أفكر بأسلوب علمي و أن لا أجعل التكبر يطغى على عقلي فالاعتراف بالحق فضيلة و أصبحت مؤمنة بأن الإقرار بالحق لا ينقص من قدري شئ بل يعلو به قدري و تفكيري.
في نهاية هذه الفترة البحثية كنت قد قرأت موضوع "عم مصيلحي" لما وجدت رابط له في منتدى اسلامي آخر لا أتذكره الحقيقة، و كان بمثابة صفعات متكررة على عقلي و خاصة لما كان يقول "فبهت الذي كفر" فقد كانت تثير أعصابي هذه الكلمة و تدفعني للبحث أكثر و أكثر حتى أجد الشبهة التي لا يستطيع أحدهم الرد عليها.
لم اكن قد اقتنعت بالاسلام وقتها و لكن انتابتني ريبة شديدة بخصوص ما أنا عليه حقاً !
يتبع
المفضلات