النتائج 1 إلى 8 من 8
 

العرض المتطور

  1. #1
    عضو شرفي
    الصورة الرمزية ronya
    ronya غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 27
    تاريخ التسجيل : 3 - 10 - 2007
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,121
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 22

    افتراضي الإسلام يدين الإرهاب:دعوة إلى الحقيقة


    الإسلام يدين الإرهاب:دعوة الحقيقة



    الإسلام يدين الإرهاب


    بقلم الاستاذ : هارون يحيى


    دعوة إلى الحقيقة

    تعريف

    الإسلام يدين الإرهاب:دعوة الحقيقة "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا" (البقرة : 143)


    الحادي عشر من سبتمبر


    منذ أحداث 11 سبتمبر المروعة يخوض الناس في حديث طويل عن الإسلام. وقد كان هذا الموضوع مجالا خصبا خاصة بالنسبة إلى الخبراء مستغلين فضول الناس لاستكشاف هذا الدين. حتى إن بائعي الكتب في أوربا والشرق الأوسط لاحظوا أن هناك اهتماما متزايدا بالقرآن. وهذا ما أكده أحد محرري جريدة بريطانية حيث قال:


    "لم يحظ الإسلام باهتمام الناس في بريطانيا مثلما هو الأمر في هذه الأيام"


    1 . وفي أمريكا، حيث يوجد حوالي ستة ملايين مسلم، يقال إن عدد المسلمين هم الأكثر تزايداً، بالرغم من عدم وجود عمل منظم في هذا المجال"


    2. هذا بالرغم من التصريحات العدائية التي صدرت عن الرئيس الأمريكي ورئيس وزراء بريطانيا وبعض وسائل الإعلام من أن رد الفعل على ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر سيكون حرباً هدفها الإسلام . وبالرغم من وجود محاولات مستمرة للفهم الصحيح للإسلام والمسلمين، إلا أن هناك من يعمل لكي يلبس الإسلام ثوب الإرهاب. فوصف الإسلام بالسطحية والتخلف يعمل على خلق مفهوم يؤكد على عداء الإسلام للحضارة الغربية، وبالتالي نعته بالتخلف والاضطهاد. وقد صدرت العديد من المقالات والتحليلات للباحثين والمحللين عن الدين الإسلامي، والتي قال عنها جون اسبوسيتو – مدير مركز التواصل الإسلامي – المسيحي، بجامعة جورج تاون بواشنطن:


    "إن مثل هذه التحليلات قد فشلت في توضيح الصورة تماماً، رغم أنها ألقت بعض الضوء، إلا أنها ما زالت لا تساعد على توضيح الصورة بشكل كاف"


    3- إن المجتمع العالمي يعيش على هذا الكوكب مع حوالي 1.2 بليون مسلم، وبالتالي فان أي شخص يسيء فهم الإسلام على أنه دين الإرهاب سيعيش في قلق دائم. وعلى أية حال فإن هذه المخاوف ليس لها أساس. وقد ذكرت كارين ارمستروج – الكاتبة بمجلة التايم: "من حسن الحظ فإن الإسلام ليس هو الصورة التي رأيناها في 11 سبتمبر، والإسلام لا يدعو لمثل هذا الفعل عكس ما سمعنا. وإلا فبماذا نفسر تزايد أعداد المسلمين وانتشار الإسلام في أوروبا وأمريكا"


    4. ومن الواضح أن هناك اختلافا شاسعا ما بين معرفة الإسلام من جهة ومحاولة الحكم علية من جهة أخرى . فبينما نجد أن بعض الأشخاص المضللين هم مرتكبو الجريمة الإرهابية في 11 سبتمبر، إلا أنها بالتأكيد ليست من الإسلام في شيء . فالإسلام دين السلام والرحمة والعدل والتسامح وهو الذي حرم قتل النفس. فقتل الأبرياء من المدنيين لا يتفق أبدا مع تعاليم الإسلام وروحه، ولا يحتاج الإنسان إلى أن يكون خبيراً لفهم ذلك.

    تعاليم الإسلام

    إذا كان الإسلام هو دين السلام فمن أين أتى سوء الفهم ؟ وكيف لدين السلام أن يعرف بأنه دين الحرب والإرهاب ؟ تكمن الإجابة في الطريقة الخاطئة التي تفسر بها تعاليم الدين لتتناسب مع الأهواء والأغراض. حيث يقصد بعض الأشخاص تحريف معاني الجمل والكلمات في وسائل الإعلام لإعطاء مفهوم مغاير وغير صحيح . فالمقارنة والربط بين الجهاد والإرهاب أصبحنا نسمعه من أناس لا علم لهم بالقرآن وعلومه.


    قسم العالم الإسلامي منذ نهاية الخلافة العثمانية عام 1924، ونتجت عن التفرق وعدم القدرة على التوحد العديد من المشاكل التي يعاني منها المسلمون حتى الآن . فعلى سبيل المثال، فقدنا الفهم الصحيح لتعاليم الدين، وذلك بسبب أن بعض من يفسرون النصوص الإسلامية يفعلون ذلك تبعا لهواهم وآرائهم الخاصة. ويبدو أن هذا نوع من التحول إلى الغموض واللامبالاة في تناول الأمور الهامة


    5. وعلي النقيض، فان الإسلام الحقيقي يدعو إلى الاستقامة والوضوح ويعمل على نشر الحقيقة. فعلم التشريع الإسلامي يعتمد على المذاهب الأربعة المعروفة. وتظهر حقيقة الإسلام في هذه المذاهب الغنية القادرة على المساهمة في البناء الحضاري


    6 . إن الإسلام الذي يدين به العديد من سكان العالم جعل من الحياة البسيطة حياة زاخرة ونشيطة، ووصل بالعالم إلى مرحلة من التقدم لا تصدق. غير أنه ولأسباب مختلفة ظهرت اتجاهات التطرف التي تفسر مفاهيم الدين طبقا لمفاهيمها الخاصة. وكما ذكر "تيم ونتر" مدرس التاريخ الإسلامي بكلية الدراسات الدينية بجامعة كامبردج : "أهم ما يميز انتصارات الإسلام هو خلوه تماما من أية ممارسات إرهابية وهذا ما لا نقرأه ولا نسمعه. وإن اعتبار كل مسلم عدوًّا هو حقا فكرة سخيفة ومضحكة"


    7. إن قضاء الاستعمار على المواقع التقليدية المخصصة للتعليم سمحت لبعض الأشخاص بالتفسير المتطرف لتعاليم الدين والتي هي على النقيض تماما وتختلف جذريا عن تعليم وتطبيق الإسلام الحقيقي في القرون السابقة. وقد حذر الرسول صلى اله عليه وسلم من مثل هذا الوقت الذي سيؤخذ فيه برأي الجاهلين المضللين في تفسير وشرح الدين من دون علم . وقد كانت نتيجة ذلك في النهاية العديد من الممارسات الدينية المجردة من المعرفة الحقيقية والتي تميزت بالتعصب وعدم التسامح والقسوة والتطرف وكل ما لا يتفق مع الإسلام الحقيقي. ولكن الذي لاشك فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو باستمرار إلى نهج الطريق الوسط.

    الإرهاب

    وقد نبه الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه حتى يتجنبوا ما أدى إلى نهاية ودمار الجماعات السابقة. ويظهر أن الإرهابيين يعتقدون بأن هذا الأمر لن يحدث لهم ، فالإرهاب هو تصرف معاد لله . وأي إنسان يحاول أن يبرر مثل هذه الأعمال يفشل فشلا ذريعا، حيث أن تعاليم الدين وروحه ترفض تماما تلك الأفعال التي هي على النقيض تماما من جوهر الدين . والقرآن يأمر المسلمين بالتصرف بالعدل والصبر والمثابرة عند وقوع المصيبة . ويبدو أن الإرهابيين لا يقيسون أفعالهم على أساس المبدأ الأساسي للإسلام وهو قدسية حياة كل إنسان. فإذا قتل إنسان آخر فكأنما أفسد الأرض وقتل الناس جميعا، وهو ما ذكر في القرآن ويتجاهله الإرهابيون بكل جحود وتعصب.


    وقد اعتبر علماء الدين الحقيقيون أن الهجمات الإرهابية ضد الأبرياء العزل من أبشع وأفظع الجرائم، ويجب أن يعامل من قام بها كأسوأ المجرمين. ومن المبادئ الراسخة في القرآن أن تعرّض الإنسان للظلم لا يبرر ظلمه للآخرين .



    الجهاد
    جاء تعريف الغرب للجهاد سلبي تماما، فوُصف ببساطة على أنه مفهوم يعني مُحاربةٌ الكافرين. ولكن الجهاد في الإسلام فعل إيجابي يحتوي على بُعدين : الجهاد الداخلي ، والمقصود به كبح جماح النفس ومجاهدة الإنسان شهواته، والجهاد الخارجي والمقصود به الكفاح ضد القهر والظلم إما بالكلام أو بالفعل . أما بالنسبة إلى الصنف الأخير فله العديد من الضوابط التي تحكمه والتي تحرم إفساد الحياة وتخريب المدن أو إيذاء الحيوانات أو حتى قطع الأشجار


    10 . أما النوع الأول من الجهاد أو جهاد النفس فهو هو الأكثر أهمية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الجهاد جهاد النفس وتربيتها على طاعة الله"11 . وبعد عودته عليه الصلاة والسلام من إحدى الغزوات مع أصحابه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قدمتم خير مقدم، وقدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر" (قال مجاهدة العبد لهواه)


    الرحمة والرأفة
    نتيجة لأحداث العنف الجارية، ربما يتعاطف بعض الناس مع تلك الأعمال ويعتبرونها الجهاد الذي هو أحد أعمدة الإسلام الرئيسية، ولكن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة. فالإسلام "لا يحبّ الحروب" وليس القتال هدفا بحد ذاته وإنما هو ضرورة تفرض على المسلمين. والقرآن الكريم يدعو إلى الرحمة والرأفة والعدل والحكمة. فالرحمة والرأفة صفات أساسية للمسلم ونحن نقرأ دائما في القرآن اسم الله الرحمن الرحيم .


    وفي حديث شهير للرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ". ويقول عز وجل في القرآن الكريم عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام:
    "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" (الأنبياء : 107) .


    وهو الشيء نفسه الذي أكده الرسول صلى الله عليه وسلم عندما طلب منه الدعاء علي من آذوه إلا أنه أكد كلام رب العزة عنه أنه لم يرسل لعانا ولكنه أرسل رحمة للعالمين. وهذا التأكيد على الرحمة والرأفة في الإسلام ، كما ذكر في الحديث السابق للرسول عليه الصلاة والسلام هو ما يجب أن يتعلمه دارسو الدّين وتعاليمه. ويقول علماء المسلمين بأنه يجب أن يكون المسلم عادلا رحيما حكيما في كل ما يقابله من أمور الحياة، وأي نقص في هذه المبادئ أو انحراف عنها هو بعدٌ عن تعاليم الدين.
    الرحمة في الإسلام لا تكون تجاه المسلمين فقط بل تكون كذلك نحو الآخرين، وقد وضح الرسول عليه الصلاة والسلام أن أقرب الناس إلى الله تعالى هم أكثرهم رحمة"


    12 . ولا يمكن للإنسان أن يكون رحيما بينما يتعرض من كان حوله للألم والظلم، ولذلك فإنه من المهم في الإسلام أن تتكافل الجماعة ويهتم كل فرد منها بالآخر. فالاهتمام بالجار مثلا (بصرف النظر عن كونه مسلما أوغير مسلم) شيء مهم جدا . قال الرسول صلى الله عليه وسلم :"إن الملائكة لا تنزل بمكان به رجل جوعان حتى يشبع هذا الرجل"



    13 . آن الأوان لإعادة النظر
    لا يمكن أن نلوم الدين على أخطاء أولئك الذين يقومون بأعمالهم البشعة مستخدمين اسم الدين وتعاليمه. وقد تحدث هارون يحيى خلال هذا الكتاب عن جميع الأديان، وعن هؤلاء الذين يدعون أنهم ملتزمون بتعاليم دينهم بكل صرامة، ولكن الحقيقة أنهم أساءوا فهم نصوص كتبهم المقدسة وفسروها بما يتناسب مع أهوائهم الخاصة.


    تدين جميع التعاليم الدينية بشكل مطلق كل أنواع العدوان، وبالتأكيد أعمال الإرهاب أيضا. فالدين لا يمكن أن يلام ولكن ما يلام هو الجنون والحقد الذي ساق الناس لارتكاب مثل هذه الأعمال الوحشية. ويجب أن لا نكتفي بإدانتهم فقط، بل علينا البحث عن أسباب وجذور هذه الكراهية التي تتصاعد يوما بعد يوم. وما هي أسباب إحساسهم بالظلم والثورة والغضب والمرارة والإحباط واليأس؟ وهل يمكن أن نساعدهم لإزالة هذا الاحساس ؟



    14 عندئذ سوف ندرك أن تلك الأسباب ليست من صنع الله أو الدين، إنما هي مجرد نتائج للأنظمة الظالمة وسياسات القتل والتخريب. ونحن في حاجة الآن أكثر من أي وقت مضى لكي نعرف الصلة بين الإرهاب والأنظمة الديكتاتورية التي تلقى التأييد والمساندة باستمرار، خاصة في العالم الإسلامي.
    الأمر لا يتعلق بكون المسلم يكره الغرب عموما وأمريكا بشكل خاص. فهناك العديد من المسلمين الذين يعيشون في الغرب وسيكون نفاقا واضحا إذا ما أعلنوا عن غضبهم من البلاد التي تستضيفهم وترحب بهم . فأكثر المسلمين يدركون أن هناك العديد من التشابه في المبادئ بين الغرب والإسلام مثل الحرية والتسامح وأهمية التربية والحرية المدنية.


    كتب جراهام فولر، نائب الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية في صحيفة التايم: "إذا قمت برحلة سريعة حول العالم الإسلامي، سترى بوضوح أن هناك احتراما كبيرا لبعض القيم الأمريكية. وأعتقد انهم ينفسّون عن غضبهم بسبب السياسات المزدوجة للحكومة الأمريكية. ويبدو أن هناك نفس هذه الموجة من الغضب في الغرب ولكن هناك جهد مبذول لعدم إظهار هذا الغضب وجعله للاستهلاك المحلي وليس للتصدير"


    15 .يواجه المسلمون في الغرب لحظات حرجة، لذا يجب عليهم استرداد الروح الحقيقية للإسلام من أولئك الذين شوهوا نزاهته وسمعته. وكما صرح تايم ونتر "سيكون الإسلام قادرا على كشف أن الإرهابيين ليسوا هم المسلمين، وكل المذاهب في الإسلام ترفض استهداف المدنيين


    16.إن ما يعرضه هارون يحيى في غاية الأهمية وهو يلقى إقبالا منقطع النظير. فهو بإذن الله، سوف يمد المسلمين وغير المسلمين بفهم حقيقي للإسلام وتحليل لما يقال عنه من ممارسات الغالبية العظمى من المسلمين خلال التاريخ. هذا هو الإسلام الصحيح القويم الحقيقي. هذا هو الإسلام الذي يفهمه المسلمون من مصدرهم الأول وهو القرآن الكريم. هذا هو الإسلام الحقيقي الذي لا يمكن أن يحرف أو يربط بالإرهاب بل على العكس هو يتناقض مع الإرهاب تماما ويرفضه.
    افتب أحمد مالك

    hgYsghl d]dk hgYvihf:]u,m Ygn hgprdrm






    (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)



  2. #2
    عضو شرفي
    الصورة الرمزية ronya
    ronya غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 27
    تاريخ التسجيل : 3 - 10 - 2007
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,121
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 22

    افتراضي



    الإسلام يدين الإرهاب



    المحتويات


    مدخــــل
    أخلاق الإسلام : مصدر الأمن والأمان
    الحرب في القرآن
    الوجه الحقيقي للإرهابيين الذين يتصرفون باسم الدين
    نظرة الإسلام إلى أهل الكتاب
    الإسلام يوفر السلام والوئام في الشرق الأوسط
    الجذور الحقيقية للإرهاب : الداروينية والمادية
    الخاتمة : توصيات إلى العالم الغربي
    خديعة نظرية التطور



    مقدمــــة
    نحن المسلمين ندين بشدة هجمات 11 سبتمبر الإرهابية على أكبر مدينتين في الولايات المتحدة الأمريكية، هذه الهجمات التي تسببت في مقتل الآلاف من الأبرياء، ونقدم تعازينا للشعب الأمريكي. وقد فجرت هذه الهجمات قضية هامة وضعت على رأس قائمة النقاش الذي يدور في العالم وهي طبيعة المصدر الحقيقي للإرهاب. وهكذا فقد أعلن للعالم كله أن الإسلام هو دين السلام والتسامح الذي يدعو الناس للرحمة. وقد قال العديد من رؤساء العالم، والجهات الإعلامية ومحطات الإذاعة والتلفزيون أن الإسلام الحقيقي يحرم العنف ويشجع السلام بين الناس وبين الأمم.






    " إِنَّ اللهَ يأَمْرُ باِلعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَي عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذكَّرُونَ" (النحل : 90)


    وقد تفهم العالم الغربي حقيقة الإسلام وأنه هو دين السلام الذي بينه الله تعالى في القرآن الكريم، و أدركوا أن كلمة "إسلام" وكلمة "إرهاب" لا تجتمعان أبدا، وأنّ كل الأديان تحرم العنف.
    ويؤكد هذا الكتاب بالدليل القاطع أن الدين ليس هو مصدر الإرهاب الذي ندينه جميعا لأنه لا مجال للإرهاب في الإسلام. ويتضح هذا في القرآن الذي هو المصدر الرئيسي للإسلام وفي الأحكام والتشريعات التي توجه تصرفات المسلم الحقيقي، وفي مقدمتهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويبرهن هذا الكتاب، في ضوء آيات القرآن الكريم ومن خلال إيراد أمثلة من التاريخ على أنّ الإسلام يحرم الإرهاب ويهدف إلى نشر الأمن والأمان في العالم.


    وكما هو معروف فقد وقعت العديد من الأحداث الإرهابية في أماكن مختلفة من العالم، تم تنظيمها من قبل مجموعات لأهداف مختلفة. فأحيانا تعلن المنظمات الشيوعية عن مسؤوليتها عن هذه الأحداث وأحيانا أخرى تكون منظمات فاشية أو أحزاب انفصالية وراء هذه الأحداث.


    بينما أصبحت بعض البلاد مثل أمريكا الهدف الأساسي للإرهاب من المجموعات العنصرية والمهمشة، كما أصبحت أوروبا مسرحا لأحداث العنف التي تقوم بها المجموعات الإرهابية.
    منظمة السابع عشر من نوفمبر في اليونان، والحزب الشيوعي وحزب النازيين الجدد بألمانيا، ومنظمة ايتا الانفصالية بأسبانيا، والفرق الشيوعية بإيطاليا والعديد من المنظمات الأخرى تعمل علي نشر آرائها بالعنف والإرهاب وقتل الأبرياء.


    وتتغير طبيعة الإرهاب بتغير الأوضاع العالمية وتزداد حدته وقوته بتطور الإمكانيات والتكنولوجيا. وخاصة بعض وسائل الاتصال مثل الإنترنت فهي تساعد علي نشر وتوسيع أهداف الإرهاب وجعله اكثر تأثيرا.


    بالإضافة الي المنظمات الغربية، توجد بعض المنظمات الإرهابية مصدرها الشرق الأوسط. ويتم شن الهجمات الإرهابية عن طريق هذه المجموعات في كل مكان من العالم.
    وللأسف فان هذه الجرائم والأفعال الإرهابية التي تتدعي أنها ذات هوية مسيحية أو مسلمة أو حتى يهودية، هي في الحقيقية لا تتفق مع الأديان المقدسة. والحقيقة أنه إذا ما ارتكب مسلم هذا الفعل الإرهابي فانه لا يجب أن نطلق عليه "إرهابا إسلاميا" كما أننا لا نسميه "إرهابا يهوديا" او ”إرهابا مسيحيا” إذا ما قام به واحد من أتباع هاتين الديانتين، والسبب، كما سيتم بيان ذلك هو أن قتل الأبرياء باسم الدين غير مقبول.













    " إذا نظرنا إلى الإرهاب، يجب أن ننظر الى مصدره بعيدا عن الدين، فالدين يدعو إلى الحب والرحمة والتسامح والسلام والتعايش وفقا للمعايير الأخلاقية بينما الإرهاب يمثل القسوة والعنف ويسبب الألم وإراقة الدماء وارتكاب الجـرائم ".


    ويجب أن لا ننسي أن الذين قتلوا في أحداث 11 سبتمبر بنيويورك من المسلمين والمسيحيين واليهود. فان قتل الأبرياء خطيئة كبرى عقابها جهنم، إلا من رحم الله، ولن يقوم بها أي إنسان يخاف الله تعالى.





    فالمعتدي يقوم بهذه الجرائم بهدف مهاجمة الدين نفسه، وقد يكون هدفها تشويه صورة الدين وإبعاد الناس عنه وتشويه صورة المتدينين. وبالتالي فان أي هجوم على مدن أمريكية او أي أناس أبرياء آخرين يحمل واجهة دينية، هو في الحقيقة يهاجم الدين نفسه.


    إن الدين يدعو إلى الحب والرحمة والسلام، بينما علي النقيض نجد أن الإرهاب يمثل القسوة وهو بعيد عن الرحمة ولا يجلب سوى الدماء والدموع. وهكذا فانه يجب أن نبحث عن مصدر الإرهاب في الكفر وفي الدين. ويجب أن نضع في دائرة الشك هؤلاء الذين يحملون اتجاهات شيوعية أو عنصرية أو مادية.
    فهوية المعتدي لا تهم، طالما أنه قادر على قتل الأبرياء دون تردد، إذن فهو كافر وليس مؤمن. فهو قاتل لا يخاف الله، هدفه الأساسي سفك الدماء والتسبب في الأذى.


    ولهذا السبب فان "الإرهاب الإسلامي " فكرة خاطئة تتناقض مع رسالة الإسلام. فدين الإسلام لا يوافق بأي حال من الأحوال على الإرهاب. بل على العكس فإن الإرهاب وقتل الأبرياء هما عند الله من أكبر الكبائر. والمسلمون مسؤولون عن منع مثل هذه الهجمات ونشر السلام والعدل في العالم.
    " كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ "( البقرة : 60)







    (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)



  3. #3
    عضو شرفي
    الصورة الرمزية ronya
    ronya غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 27
    تاريخ التسجيل : 3 - 10 - 2007
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,121
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 22

    افتراضي



    أخلاق الإسلام: مصدر الأمن والأمان


    إن بعض الأشخاص الذين يقومون بهذه الأفعال باسم الدين هم في الحقيقة يسيئون فهم الدين وبالتالي يمارسونه بالطريقة الخاطئة. وسيكون من الخطأ أن نبني فكرتنا عن الدين معتبرين هؤلاء الأشخاص مثالا له، فاحسن طريقة لفهم الدين هي دراسته من مصادره الصحيحة.

    فالمصدر الإلهي للإسلام هو القرآن الكريم الذي يرتكز على المفاهيم الأخلاقية والحب والرحمة والتواضع والتضحية والتسامح والسلام. فالمسلم الذي يعيش بهذه المبادئ بمفهومها الحقيقي سوف يكون أكثر تأدبا وأرق مشاعر وأكثر تواضعا وجديرا بالثقة والعشرة وسوف ينشر حوله الحب والاحترام والألفة وجمال الحياة.

    الإسلام دين السلام
    الإرهاب بمفهومه العام، هو العنف المرتكب ضد أهداف غير مسلحة لأغراض سياسية. وبمعنى آخر، فأهداف الإرهاب هم المدنيون الأبرياء والذين يمثلون في نظر الإرهابيين ”الطرف الآخر“، وهذه هي جريمتهم الوحيدة.
    ولهذا السبب فان وسيلة الإرهاب هي تعريض الأبرياء للعنف، وهي وسيلة تخلو من أي تبرير أخلاقي. ومثال علي هذا جرائم القتل التي ارتكبها هتلر وستالين ضد الإنسانية .



    " هدف الإرهابيين هو خلق عالم من العنف والصراع والفوضى والخوف "



    " إن المجتمع الذي تشيع فيه القيم الأخلاقية الإسلامية هو مجتمع يتميز بالسلام والتسامح والحب والرحمة والتعاون المتبادل والفرح"

    أنزل الله القرآن ليهدي به الناس إلى سواء السبيل وفيه يأمر الله الناس بالتحلي بمكارم الأخلاق. وهذه الأخلاقيات تركز على مبادئ مثل الحب والرحمة والتسامح. وفي اللغة العربية تشتق كلمة "إسلام" من كلمة "سلام".

    أرسل الله الإسلام إلى البشرية بهدف نشر السلام على وجه الأرض، وهو أحد مظاهر رحمة الله بعباده. يدعو الله الناس إلى التحلي بأخلاقيات الإسلام من خلال الرحمة والسلام والتسامح.
    قال الله تعالي : " يَا أيَهُّاَ الذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السَّلْمِ كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَات الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين ) (البقرة : 208)


    وكما يتضح من الآية الكريمة، فالأمن يتحقق بالدخول في الإسلام والعيش وفق أخلاق الإسلام.
    فأخلاق القرآن وقيمه يحددان مسئوليه المسلم في تعامله مع الآخرين بالرحمة والعدل، سواء كانوا علي دين الإسلام أو على غيره من الأديان. ويدعو إلى حماية الفقراء والأبرياء ومنع الأذى عن الآخرين.
    والمقصود بالأذى كل أنواع الفوضى والإرهاب التي تتسبب في غياب الأمن والراحة والسكينة. وكما قال الله عز وجل : " وَالله لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ "(البقرة : 205)
    وقتل إنسان بدون ذنب من أكبر أنواع الفساد. ونذكر هنا أمر الله لليهود في القران:
    " مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادْ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَجَمِيعًا " (المائدة : 32)



    وكما تقول الآية فمن يقتل إنسانا واحدا بدون ذنب أو تسبب في الفساد في الأرض، فكأنه قتل جميع الناس.



    وهكذا يتضح لنا أن ذنب قتل الآخرين وترويعهم والذي يعرف باسم "الهجمات الانتحارية" لا يقترفه إلا الإرهابيون. ويخبرنا الله عن عقاب هؤلاء في الآخرة قائلا:
    "إنَِّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّّاسَ وَيَبٍغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "(الشورى : 42)



    "مَنْ قَتلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا" ( المائدة : 32)

    كل هذا يبين لنا أن أعمال الإرهاب التي تنظم ضد الأبرياء هي أيضا ضد الإسلام، ولا يستطيع أي مسلم ارتكاب مثل هذه الجرائم. بل على العكس، فالمسلمون مسئولون عن إيقاف هؤلاء الإرهابيين والقضاء على الفساد ونشر الأمن والأمان في الأرض. فالإسلام لا يتفق أبدا مع الإرهاب، بل هو الحل والسبيل لمنعه.
    الله يلعن المفسدين

    لقد حرم الله على الناس ارتكاب الشر مثل الظلم والعنف والقتل وسفك الدماء. ويصف الذين لا يتبعون أوامره بكونهم من ”أتباع الشيطان“. وقد وصف الله هؤلاء في العديد من آيات القران منها:


    "وَالذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ الله بِهِ أْنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئَِكَ لَهُم اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءَ الدَّارِ"(الرعد : 25)

    "كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ الله وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ"(البقرة : 60)

    "وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ الله قَرِيبٌ مِنَ المُحْْسِنِينَ" (الأعراف : 56)
    وهؤلاء الذين يعتقدون انهم ينجحون عن طريق الأذى والثورة والاضطهاد وقتل الأبرياء يرتكبون ذنبا كبيرا. فقد حرم الله جميع أشكال الشر ومنها الإرهاب والعنف ويدين الذين يرتكبون هذه الجرائم بقوله:

    "إِنَّ الله لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ"(يونس : 81)



    "من الواضح أن هناك أسبابا عديدة للإرهاب الذي أودى بحياة مئات الآلاف من الأبرياء. وهؤلاء الذين يرتكبون هذه الأفعال لا يخافون الله . وهم بعيدون كل البعد عن مبادئ الدين وأخلاقياته"

    في هذه الأيام، تحدث أعمال الإرهاب والإبادة الجماعية والمذابح في كل مكان في العالم، ويقتل الأبرياء بشكل وحشي في العديد من بلدان العالم حيث تتصارع جماعات فيما بينها لأسباب عرقية وعصبية. هذا الرعب الذي ينتشر في جميع بلدان العالم يختلف باختلاف الزمن والثقافة والحياة الاجتماعية وكل حدث له أسبابه ومصادره الخاصة.

    ومهما يكن من أمر، فمن الواضح أن السبب الأساسي المحرك لمثل هذه الأفعال بعيد كل البعد عن تعاليم القران الكريم وتوجيهاته المرتكزة على الحب والاحترام والتسامح. وكنتيجة لغياب الدين، فان مثل هذه الجماعات لا تخاف الله ولا يؤمن أفرادها بالحساب ولا بالآخرة وعقيدتهم أنّ "أحدا لن يحاسبهم"، ولذلك فهم يتصرفون بلا مبالاة دون شفقة أو رحمة أو ضمير.
    هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه الأعمال الإرهابية باسم الدين هم في الحقيقة منافقون، يرتكبون إثما نهى الله تعالى عنه. وقد اخبرنا الله في القرآن الكريم عن عصابة مكونه من تسعة رجال خططوا لقتل النبي عليه الصلاة والسلام متعاهدين باسم الله، قال الله عنهم:

    " وَكاَنَ فِي المَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ * قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيَِتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ " (النمل : 48 – 50)

    وكما تبين هذه الحادثة المذكورة في القرآن الكريم فإنّ الإرهابيين الذين يقومون بأفعالهم تحت اسم الله وقسمه، هم في الحقيقة ليسوا متدينين بل يستخدمون هذه التعابير لكي يضفوا علي أنفسهم الصبغة الدينية، ولكن الحقيقة هي أن أفعالهم ونواياهم مخالفة لما أرادة الله وهي ضد مبادئ الدين. وحقيقة ما يؤمنون به تظهر في أعمالهم، فأفعالهم تكون سببا في الفساد والبعد عن الحق. فمما لا شك فيه أن هؤلاء الأشخاص لا يمتون بصلة إلى الدين وأهدافهم لا تخدمه من قريب أو من بعيد.


    إن من يخشى الله تعالى لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يشارك في أعمال العنف. لذلك فإن الحل الحقيقي للقضاء على الإرهاب هو الإسلام. وعندما تنتشر المبادئ والأخلاقيات الرفيعة الموجودة في القرآن يكون من المستحيل أن يربط الناس بين الإسلام الحقيقي وهذه المجموعات التي تزرع الكراهية والحرب والفوضى. وذلك لأن الله حرم الإفساد قائلا:

    "وَإِذَا تَوَلَّي سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَالله لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ العِزَّةُ بِالإثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ المِهَاد "(البقرة : 205 – 206)

    وكما جاء في الآية السابقة فالمؤمن لا يغض بصره حتى عن أصغر الأفعال التي تؤذي الآخرين. أما هؤلاء الذين لا يؤمنون بالله والآخرة فيفعلون وبلا تردد كل الشرور والآثام ويعتقدون أن أحدا لن يحاسبهم.








    (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)



  4. #4
    عضو شرفي
    الصورة الرمزية ronya
    ronya غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 27
    تاريخ التسجيل : 3 - 10 - 2007
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,121
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 22

    افتراضي


    مسئولية المؤمنين

    إنّ الذين لا يعيرون اهتماما لمثل هذه الأحداث لأنها لا تؤثر عليهم تأثيرا مباشرا، إنما يفتقدون إلى البصيرة والحكمة، ولقد وهب الله تعالى الناس نعما عظيمة تتمثل في مشاعر الإيثار والاخوة والصداقة والتواضع وعليهم ان يتخلصوا من أنانيتهم.
    يحاول مثل هؤلاء الناس إرضاء أنانيتهم بكل الوسائل الممكنة دون أي اكتراث بالخطر الذي يهدد الإنسانية. ومن ناحية أخرى، يمدح الله في القرآن هؤلاء الذين يجاهدون من أجل حياة أفضل لهم ولغيرهم ويهتمون بما يدور حولهم من أمور ويدعون الناس للطريق الصحيح. ويشير القرآن الكريم إلى هؤلاء الذين لا يأبهون بالآخرين ولا يريدون لهم الخير، ويشير كذلك إلى أولئك الذين يسعون في طريق الخير والصلاح:

    "وَضَرَبَ الله مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَه أَيْنَمَا يُوَجِّهُهُ لاَ يَأْتِي بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" (النحل : 76)

    وكما تشير الآية إلى الذين هم "على صراط مستقيم" يخلصون لدينهم ويخافون ربهم ويأخذون القيم الروحية في اعتبارهم ويتلهفون لخدمة الناس. وعموما فقد سخر الله مثل هؤلاء الناس لخدمة الإنسانية وتحقيق فوائد عظيمة للبشرية. لذلك فانه من الضروري أن يتبع الناس الدين الحقيقي ويعيشون في ظل توجيهات القرآن الكريم الذي هو آخر كتب الله . ويعرف الله في القرآن هؤلاء الذين يعيشون في ظل أخلاقياته قائلا: "الذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتوا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ"
    (الحج : 41)

    إن أول ما يجب فعله اليوم لكي نخلص العالم من سوط الإرهاب المسلط على الجميع هو اعتماد التربية للتخلص من الأفكار الشاذة البعيدة عن الدين والتي تُقدم باسمه، وأن نعلم الناس مبادئ وأخلاقيات القرآن الحقيقية وآن نخاف الله ونخشاه.
    الله يأمر بفعل الخير

    المسلم إنسان يلتزم بأوامر الله ويحاول جاهدا أن يعيش في ظل تعاليم القرآن في ود وسلام ، مما يجعل من العالم مكانا أكثر جمالا وأمانا. وهدف المسلم هو إرشاد الناس للجمال والصلاح والخير كما جاء في القرآن تاكريم:
    "وأحْسِنْ كَمَا أ َحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ" (القصص : 77)



    "أولئك الذين يهددون حياة الأبرياء وخاصة الأطفال منهم، يجب أن يسألوا أنفسهم، أي ذنب جناه هؤلاء الأطفال ؟ ألن يحاسبهم الله عما يرتكبونه ضد الأبرياء ؟؟"

    يسعى المسلم جاهدا لكسب رضا الله ورحمته ليدخله جنته. لذلك فهو يتصرف بقدر استطاعته بما يرضي الله ما دام حيا. ومن أكثر مظاهر السلوك الأخلاقي وضوحا هي الشفقة والرحمة والعدل والأمانة والتسامح والتواضع والتضحية والصبر. والمسلم الحقيقي يعامل الناس بالحسنى ويحاول أن يفعل الخير وينشره. ويأمر الله المؤمنين في آياته قائلا: " وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالحَقِّ وَإنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الجَمِيلَ" (الحجر : 85)

    و"وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً" (النساء : 36)

    " وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ"( المائدة : 2)





    " من أهم تعاليم الإسلام : الحب والرحمة والتعاون والتضحية والتسامح والمغفرة. ومن المحال أن يوجد العنف والإرهاب في مجتمع يتحلى بتلك المبادئ والأخلاقيات".
    وكما توضح هذه الآية فإن الله يطلب من المؤمن أن يكون بارّا بأخيه المؤمن، ويطلب منه أن يكون محبا لفعل الخيرات وتجنب الشرور والمعاصي . ويعد الله المحسنين قائلا :
    " مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشَرَةُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ" (الأنعام : 160)

    ويصف الله نفسه في كتابه قائلا "يعلم ما تخفي الصدور" ويحذر سبحانه الناس من غضبه حتى يتجنبوا المعاصي . فالمسلم الذي سلم نفسه لله يجب أن يفعل ما بوسعه لمحاربة الإرهاب.
    المسلم لا يقف موقف المتفرج مما يدور حوله حتى وإن لم يصبه ضرر وذلك لأنه قد سلم أمره ونفسه لله تعالى. إنه سفير الخير، فهو لا يستطيع أن يقف في الحياد إزاء ما يقع من العنف والإرهاب، بل على العكس، المسلم هو العدو الأول للإرهاب ، هذا الإرهاب الذي يقتل الأبرياء دونما ذنب ارتكبوه. فالإسلام ضد كل أنواع العنف بل ويحاول منعه قبل أن يبدأ. بمعني آخر، يدعو الإسلام إلى أن يسود السلام والعدل بين الناس ويأمرهم أن يتجنبوا التنازع والتقاتل.


    الله يأمر بالعدل
    وصف القرآن العدل الحقيقي وأمرنا به، فالعدل ألا نفاضل بين الناس وأن نحمي حقوقهم ، وأن لا نجيز عنفا أبدا مهما كانت الظروف وأن نقف إلى جانب الضعيف ضد الظالم ونساعد المحتاج.
    يتطلب العدل حماية حقوق كل الأطراف عند التوصل لقرار لحل النزاع، وتحليل كل مظاهر الحدث، والتخلي عن كل الأحقاد. وينبغي على المرء إزاء كل ذلك أن يكون موضوعيا، صادقا ، متسامحا، رحيما وعطوفا. فعلى سبيل المثال ، الشخص الذي لا يستطيع أن يكون محايدا في تحليل الأحداث ويتذبذب بمشاعره وعواطفه سيبقي تحت تأثير هذه المشاعر ويفشل في الوصول إلى القرار الصحيح.

    علي أية حال من يحكم بالعدل عليه أن يضع كل مشاعره وآرائه الشخصية جانبا ويعامل كل الأطراف بالعدل، وفي النهاية ينحاز للحق مهما كانت الظروف، ولا يبتعد أبدا عن طريق الأمانة والصدق. ويجب أن يتقمص الشخص روح القرآن لكي يراعي مصالح الآخرين قبل مصلحته الشخصية حتى وأن لحق به الضرر حفاظا على العدل .
    "وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالقِسْطِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ" (المائدة : 42)
    وفي سورة النساء يأمر الله المؤمنين بالعدل حتى وإن كان على حساب النفس:
    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِوَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً" (النساء : 135)

    يصف الله العدل في القرآن وصفا دقيقا ويخبر المؤمنين بالموقف الذي يجب أن يتبنوه في مواجهة الأحداث والطرق التي يتوجب اتباعها للوصول إلى العدل . مثل هذا التوجيه يسر للمؤمنين ورحمة من الله عز وجل.
    ولذلك فان المسلم مطالب بممارسة العد دون انحياز وذلك لكسب رضا الله والعيش في سلام وأمان .
    إن الله العادل يأمر في قرآنه بالعدل والمساواة بين الناس دون تمييز على أساس اللغة أو الجنس أو العرق أو الدين، فالعدالة في القرآن لا تتغير بتغير المكان ولا الزمان ولا الأشخاص. وحتى يومنا هذا نجد أن كثيرا من الناس في أماكن كثيرة يتعرضون للظلم والمعاملة القاسية فقط بسبب لونهم أو جنسهم.
    يخبرنا الله في القرآن أنه خلق الناس مختلفين "لتعارفوا". فقد خلق الناس أمما مختلفة ولكن كلهم سواء وجميعهم عباد الله .
    وكل واحد يحسن به أن يتعرف على ثقافة الآخرين ولغاتهم وتقاليدهم وإمكانياتهم الثرية. وباختصار، فمن بين غايات خلق شعوب وأجناس مختلفة ليس النزاع والحرب بل التعدد والغنى الثقافي.





    ومثل هذا الاختلاف فضل كبير من الله على خلقه . وحقيقة أن شخص أطول من الآخر أو أن بشرته صفراء أو بيضاء فهذا لا يجعله أفضل من الآخرين. وكل سمة يمتلكها الإنسان هي في الحقيقة من خلق الله وإبداعه، ولكن عند الله ، تلك الاختلافات الشكلية لا تعني شيئا.
    والمؤمن يقترب من الكمال بخوفه من الله وإيمانه به. ونرى هذه الحقيقة واضحة في قوله تعالى:
    " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (الحجرات : 13)

    وكما يعلمنا الله في هذه الآية، فإن مفهوم العدالة يتطلب المساواة والتسامح والمسالمة في تعاملنا مع الآخرين دون تمييز بينهم.

    شنآنُ قومٍ لا يبرر ظلمهم
    الكراهية والغضب هما السبب الحقيقي لكل الشرور. وغالبا ما يمنعان الناس من اتخاذ القرار السليم والتفكير بشكل عقلاني. وبالتالي يمكن يدفعا بالإنسان إلى إيقاع الظلم بالآخرين الذين يشعر نحوهم بعداوة، وربما يتهمهم بأفعال لم يرتكبوها، أو يصدق أي شهادة زور ضدهم رغم علمه ببراءتهم.

    وبناء على هذه العداوة قد يتعرض الناس لظلم لا يطاق. فبعض الأشخاص يرفضون شهادة الحق في صالح أناس يختلفون معهم رغم علمهم ببراءتهم ويخفون أدلة هذه البراءة .
    وإلى جانب كل ذلك فهم يجدون سعادتهم في تعاسة هؤلاء الناس ومعاناتهم لما يلاقوه من ظلم كبير. ومن ناحية أخرى لا يريدون أبدا للبريء أن تظهر براءته.

    لهذه الأسباب نجد أن الناس في المجتمعات الفاسدة لا يثقون ببعضهم البعض، ويعيشون في قلق دائم خوفا من أن يكونوا الضحايا القادمين لأناس آخرين. ومع فقدان هذه الثقة المتبادلة، يبدأ الناس في فقدان كل المشاعر الإنسانية من تسامح وتعاون وغيرها بل وينشأ الإحساس بالكراهية بينهم.

    لا يجب أن تؤثر مشاعر المؤمن الشخصية على قراره نحو شخص أو جماعة معينة. ومهما يكن عداء الشخص الذي يحكم عليه أو فساده، يجب أن يترك المؤمن كل مشاعره الخاصة جانبا ويتصرف ويحكم في حدود العدل فحسب.
    ويجب أن لا تلقي مشاعره بظلالها علي ضميره وعقله، وأن يجعل ضميره دائما هو ملهمه للانصياع لأوامر الله وأن لا يتخلى عن الاستقامة، وهذا ما أمرنا الله به في القرآن الكريم .

    "يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئَانُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" (المائدة : 8) .
    "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ"(يونس : 99) .

    وكما توضح هذه الآية فان الذين يخافون الله هم الذين يمتثلون لأوامره في تحقيق العدل. ويعرف المؤمن أنه سينال رضا الله عندما يحكم بالعدل. وعندما يرى الناس حسن تصرفه وعدله يثقون به ويشعرون بالراحة في حضوره ويأتمنونه على مصالحهم وأسرارهم. ومثل هذا الشخص يحضى بالاحترام من الناس حتى من الأعداء، وربما يهدي بأخلاقه الكريمة بعض الناس للإيمان بالله.

    الإسلام يدافع عن حرية الفكر
    الإسلام دين يحترم حرية الفكر ووجهات النظر وأساليب الحياة المختلفة. وقد حرم النزاع والجدل وسوء الظن بالآخرين. وفي نفس الوقت يحرم الإرهاب وكل أنواع العنف، وحرم الإرهاب الفكري والنفسي :
    "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ " (البقرة : 256)
    "فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ" (الغاشية : 21-22)

    إجبار الناس على اعتناق دين معين يناقض تماما روح الإسلام وجوهره، فالإيمان الحقيقي، وفقا للإسلام، يأتي فقط من الإرادة الحرة والضمير الواعي.




    "مهما تكن عقيدة الآخرين ، مسيحي …يهودي … بوذي … أو حتى هندوسي ، فإن المسلم مطالب بالتحلي بالتسامح والرحمة والعدل والإنسانية تجاه كل الناس كما أمرنا القران".
    وبالطبع يجب أن يوصي المسلمون بعضهم البعض بالأخذ بمبادئ وأخلاقيات القرآن. وعلى المسلم أن يدعو إلى هذه المبادئ ويوضحها ويشرحها بالحسنى وباللين واللطف وعليهم أن يشرحوا فضائل الدين مستنيرين بقوله تعالى:
    "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ " (الإسراء : 125)


    ويجب أن نسترشد بهذه الآية:
    "لَيْسَ عَلَيْكُمْ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ الله يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ " (البقرة : 272)
    ويجب أن لا يلجا المسلم في دعوته إلى الله إلى أي نوع من الإجبار او الضغط النفسي او الجسدي . ولا يستخدم أي إغراء دنيوي ليعتنق أي شخص الدين . وإذا لم يجد استجابة لدعوته عليه أن يرد كما وجهنا القران : "لكم دينكم ولي دين" (الكافرون : 6)


    يوجد في هذا العالم أنواع كثيرة من المعتقدات، الملحد والهندوسي والبوذي واليهودي والمسيحي والمشرك والوثني. ويجب أن يتحلى المسلمون بالتسامح تجاه كل هذه المعتقدات والديانات، ومهما يكن دين الآخرين يجب أن يتصرف المسلم تجاههم بالعدل والتسامح والإنسانية . هذه هي مسئولية المؤمنين، الدعوة إلى الله ومحاسن الأخلاق، وذلك بالحسنى والتسامح .
    وتبني هذه الحقائق والإيمان بها أو رفضها فهو قرار يرجع إلى الطرف الآخر وحده. أما إجبار الآخرين على اعتناق الدين وفرض مبادئه عليهم فهو انتهاك لمبادئ وأخلاقيات القرآن. ويذكر الله المؤمنين في القرآن:
    "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ"(يونس : 99)
    "نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ومَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالقُرآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ " (ق : 45)

    إن إجبار الناس في بعض المجتمعات على اعتناق عقيدة ما أو فكرة أمر يتناقض تماما مع الإسلام . ويجب أن يعبد الإنسان الله ويخافه بمحض إرادته. وتظهر القيمة الحقيقية للايمان والعبادة إذا ما مارسها الإنسان بكامل حريته ابتغاء لوجه الله سبحانه وتعالى. أما إذا فرض الحاكم العقيدة والعبادة على الناس فانهم سيمارسونها خوفا منه. ويجب أن تكون ممارسة العبادة والدين في جو من الطمأنينة والحرية وذلك لكسب رضا الله سبحانه وتعالى.


    إن التاريخ الإسلامي مليء بأسماء ناصعة لحكام مسلمين تسامحوا مع جميع الأديان واحترموها، بل هم أنفسهم من أوجدوا الحرية الدينية. فعلى سبيل المثال، وصف توماس أرنولد (المبشر البريطاني لدى الحكومة الهندية ) وصف علاقة الإسلام للحرية قائلا :



    "عام 1492 ، طرد الملك فردناند والملكة ايزابيلا اليهود الذين رفضوا تغيير دينهم من أسبانيا. وقد استقبل هؤلاء اليهود في الدولة العثمانية التي كانت مثالا في التسامح والعدالة الدينية"
    " لم نسمع أي شيء عن محاولة إجبار السكان غير المسلمين على اعتناق الإسلام بالقوة، ولم نسمع كذلك عن أي اضطهاد للمسيحيين. ولو أراد الخليفة المسلم أن يقضي على المسيحية في ذلك الوقت لاستطاع بغاية السهولة تماما مثلما فعل فردناند وإيزابيلا الذين أخرجا الإسلام من أسبانيا. أو مثل لويس السادس عشر الذي منع البروتستنتينية في فرنسا. أو حتى مثل طرد اليهود من إنجلترا لمدة 350 عاما. وقد حرمت الكنائس الشرقية في آسيا تماما التواصل مع المسيحيين، في الوقت الذي لم يجد فيه هؤلاء المسيحيون من يدافع عنهم حتى من باب الغيرة على الدين. لكن بقاء هذه الكنائس إلى وقتنا الحاضر برهان في حد ذاته على الموقف المتسامح من الحكام المسلمين نحوهم"


    1 . تحريم قتل الأبرياء
    قتل الأبرياء بلا ذنب من أكبر الخطايا التي ذكرها القرآن الكريم:
    "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ" ( المائدة : 32)
    و"وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ الله إلًِهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا"
    (الفرقان : 68)

    وكما توضح هذه الآيات، فمن يقتل الأبرياء سوف ينال عقابا عظيما ويخبرنا الله أن خطيئة قتل إنسان واحد كخطيئة قتل كل البشرية. والشخص الذي يراعي حدود الله لا يمكنه قتل إنسان آخر، فما بالنا بقتل آلاف الأبرياء. وهؤلاء الذين يعتقدون أنهم يستطيعون الهرب من العدالة والحساب في هذه الدنيا، فإنهم بالتأكيد لن ينجحوا في الهرب من حساب الله وعقابه. ولهذا السبب يحاول المؤمنون إرضاء الله بأعمالهم لأنهم يعلمون أنه سيحاسبهم عليها بعد موتهم.



    الله يأمر المؤمنين بالرحمة
    ذكرت مبادئ الإسلام وأخلاقياته في العديد من الآيات منها :
    "ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ"(البلد : 17-18)

    وكما توضح الآية، فإن الحث على الرحمة بالآخرين هي من أكبر الحسنات التي يُرحم بها المؤمن يوم الحساب ويدخل بها الجنة.





    "توفر تعاليم الإسلام حياة مليئة بالحب والبهجة والسلام والسعادة لجميع الناس"
    حب الله هو السبب الحقيقي للرحمة، فحب الإنسان لله يجعله يحب كل مخلوقات الله، ويشعر بالقرب منها. هذا الحب والقرب الشديد لله، يجعل المؤمن يتصرف بما يرضي الله وبما يأمرنا به في القرآن الكريم. وتظهر رحمة المؤمن الحقيقية من خلال تعامله بتلك التعاليم.
    وتصف هذه الآية نموذج للأخلاقيات المليئة بالحب والشفقة والتضحية:
    " وَلاَ يَأْتَلِ أُولُوا الفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أٌولِي الْقُرْبَى وَالمَسَاكِينَ وَالمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (النور : 22)





    "الإرهاب يجعل من المجتمع ساحة للعنف والخوف والقلق والفوضى"


    "وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةًمِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌوَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (الحشر : 9)

    " وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ " (الأنفال : 74)

    "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً" (النساء : 36)

    "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" (التوبة : 60)
    "
    هذه الأخلاقيات الرفيعة التي يجب أن يتحلى بها المؤمنون، تنبع من حبهم العميق لله تعالى. ولأنهم شديدوا الورع والإخلاص لله فإنهم يلتزمون بما أمرهم به في كتابه. فالمؤمنون يعطف كل منهم على الآخر ويقدمون لبعضعم البعض المساعدة دون انتظار مقابل أو حتى كلمة شكر. بل إن هدفهم الحقيقي هو كسب رضا الله بفعل الخيرات التي أمرهم بها والتي سيحاسبون عليها يوم القيامة. ويوضح الله لنا في القرآن أنه من لا يفعل تلك الخيرات مآله جهنم وبئس المصير:

    "مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ" (المدثر : 42-44)

    "خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِالله الْعَظِيمِ * وَلاَ يَحُضُّ عَلى طَعَامِ الْمِسْكِينِ" (الحاقة : 30-34)

    " أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ" (الماعون : 1-3)

    "وَلاَ تَحُضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ" (الفجر : 18)








    "الأخلاق الإسلامية تدعو المسلمين إلى حماية حقوق اليتامى والفقراء وذوي الحاجة وأن يكون كل منهم عونا للآخر"
    رأينا ما وُصف به المسلم في هذه الآيات من صفات مثل المحبة والرحمة. وبالطبع لا يمكن لمن يمتلك هذه الصفات أن يكون إرهابيا أو حتى يوافق على أعمال العنف التي ترتكب ضد الأبرياء. وعلى العكس تماما فإن شخصية الإرهابي لا تتوافق أبدا مع ما ذكر في القرآن من صفات. فالإرهابي شخص عديم الرحمة ينظر إلى العالم نظرة كراهية وكل ما يريده هو القتل والتدمير وسفك الدماء.
    هذه الأخلاق التي ذكرها القرآن تجعل من المسلم إنسانا راقيا متحضرا. فهو يتقرب لكل الناس بالحب ويحترم كل الآراء ويحاول دائما أن يحل النزاع والتوتر أينما وجد عن طريق التفاهم مع كل الأطراف والتعامل معهم بالعدل. والمجتمعات التي يعيش فيها أناس بهذه المواصفات تنعم بحضارة راقية وأخلاق اجتماعية سامية وانسجام وعدالة أكثر مما نراه في أكثر الأمم تقدما في وقتنا الحاضر.


    الله يأمر بالعفو والمغفرة
    يعتبر مبدأ العفو والمغفرة من أهم مبادئ الإسلام .
    "خُذْ الْعَفْوَ وَاْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ" ( الأعراف : 199)
    عندما نلقي نظرة على التاريخ، يمكننا أن نرى بوضوح أن المسلمين قد طبقوا هذا المبدأ العظيم من مبادئ الإسلام في حياتهم ومجتمعاتهم. وكما سنورد في الأقسام التالية من الكتاب، فالمسلمون ينشرون جوا من الحرية والتسامح في أي مكان يحلون به. تلك الحرية وذلك التسامح يوفران جوا من التعايش مع من يختلفون معهم في الدين واللغة والثقافة، وهذا ما يوفر الأمن والأمان لذلك المكان ولذلك المجتمع.

    إن واحدا من أهم أسباب استمرار الخلافة العثمانية لقرون عديدة وتوسع حكمها في بلاد كثيرة، هو مناخ التسامح والتفاهم الذي أوجده الإسلام. فالمسلمون الذين عرفوا على مدى قرون بطبيعتهم المتسامحة ومحبتهم للأخرين، هم دائما الأكثر رحمة وعدلا بين الناس. وكان بإمكان كل الجماعات العرقية أن تعيش بحرية وفقا لتعاليمها الخاصة بها، رغم التعدد الكبير في التركيب الاجتماعي.




    "في المجتمعات التي تطبق فيها مبادئ الإسلام، تجتمع الجوامع والكنائس معا بسلام. هذا المنظر لثلاثة أماكن مقدسة يبين مدى التسامح الذي غرسه الإسلام في النفوس، ويبين أيضا العدل الذي يميز دين الإسلام "
    عندما يمارس الناس التسامح الحقيقي كما ذكر في القرآن فإنه ينشر جوا من الأمن والأمان في العالم كله. ويذكر القرآن هذه الحقيقة:
    "وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ " (فصلت : 34)

    وصف الله المغفرة في القرآن بأنها أعلى منزلة، ويبشر الذين يتصفون بهذه الصفة بالقول:
    "وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلهَا فَمَنْ عَفَا وَأََصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" (الشورى : 40)

    ووصف المؤمنين في آية أخرى :
    "الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَالله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"
    (آل عمران : 134)

    ويوضح الله لنا في القرآن أن الإنسان القادر وحده هو الذي يستطيع أن يتسامح مع من أخطأ في حقه: "وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (المائدة : 13)
    كل هذا يبين لنا أن تعاليم الإسلام للبشرية تملأ العالم بفضائل مثل السلام والرحمة والعدالة، أما البربرية التي تعرف بالإرهاب والتي تشغل العالم كله هذه الأيام، فهي من أفعال الجاهلين والمتعصبين وتتنافى تماما مع تعاليم الإسلام المذكورة في القرآن، ومثل هؤلاء الناس ليس لهم صلة بالدين بأي شكل من الأشكال.
    والحل هو أن نوضح التعاليم الحقيقية للإسلام لكي نفضح الوجه الحقيقي لهؤلاء الذين يمارسون العنف تحت ستار الدين. بمعني آخر إنّ تعاليم القرآن، والتي لا تؤيد الإرهاب، هي الحل الحقيقي للتخلص من هذا الكابوس.


    "إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ"
    (البقرة : 143)


    يتبع ان شاء الله








    (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)



  5. #5
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    :p015::p015::p015:

    موضوع رائــــــــــــع وممتــــــاز غاليتي رانيا
    الإسلام دين العدل والمحبة ورحمة للعالم أجمع
    الإرهاب لا دين له ولا هوية
    من الظلم أن يوصف الإسلام بالإرهاب ديننا العظيم دين السلام لا دين الإرهاب كما يدعون هؤلاء الحاقدين على الإسلام
    إن الله العادل يأمر في قرآنه بالعدل والمساواة بين الناس دون تمييز على أساس اللغة أو الجنس أو العرق أو الدين، فالعدالة في القرآن لا تتغير بتغير المكان ولا الزمان ولا الأشخاص. وحتى يومنا هذا نجد أن كثيرا من الناس في أماكن كثيرة يتعرضون للظلم والمعاملة القاسية فقط بسبب لونهم أو جنسهم.
    يخبرنا الله في القرآن أنه خلق الناس مختلفين "لتعارفوا". فقد خلق الناس أمما مختلفة ولكن كلهم سواء وجميعهم عباد الله .

    كلمات تكتب بماء الذهب

    الإسلام يعامل الناس جميعاً بالإنصاف والعدل لا يفرق بين غني وفقير
    لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى
    الحمد لله على نعمة الإسلام الدين العظيم الذي كرم الإنسان
    لا يفرق بين أبيض وأسود كلهم أمام شرع الله سواء
    أكملي بارك الله فيكِ ..من المتابعين :p01sdsed22:





  6. #6
    عضو شرفي
    الصورة الرمزية ronya
    ronya غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 27
    تاريخ التسجيل : 3 - 10 - 2007
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,121
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 22

    افتراضي


    جزاكِ الله الجنة غاليتي نورا على الاضافة القيمة والمرور العطر
    نورتي متصفحي غاليتي





    (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)



  7. #7
    عضو شرفي
    الصورة الرمزية ronya
    ronya غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 27
    تاريخ التسجيل : 3 - 10 - 2007
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,121
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 22

    افتراضي


    الإسلام يدين الإرهاب


    أحكام الحرب في القرآن
    طبقا لما ورد في القرآن فإن الحرب أمر يضطر إليه اضطرارا : "كُتِبَ عَلَيْكُمْ القِتَالُ وَهُوَ كرْهٌ لَكُمْ". ولا يجب أن نلجأ للحرب إلا في حالة الضرورة القصوى، ومع ذلك يجب أن يراعى فيها الجوانب الإنسانية والأخلاقية.

    وتوضح هذه الآية أن الكافرين هم الذين يبدأون الحروب، ولكن الله عز وجل لا يريدها: "كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَالله لاَ يُحِبُُّ المُفْسِدِينَ"
    (المائدة : 64)

    في حالة النزاع، وقبل إشعال فتيل الحرب، يجب أن يتأنى المؤمنون إلا إذا أصبح القتال هو الحل الوحيد. وينبغي عليهم ألا ييدأوا الحرب إلا دفاعا عن أنفسهم وعندما يصبح القتال هو البديل الوحيد: "فَإِنْ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (البقرة : 192)
    عند النظر بتأمل دقيق في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم نلاحظ أن الحرب كانت لهدف الدفاع عن النفس فقط وفي الحالات التي لا يمكن تجنبها.
    استمر نزول القرآن علي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لمدة 23 عاما، وخلال الثلاثة عشر عاما الأولى، عاش المسلمون في مكة أقلية تحت وطأة ظلم المشركين. وقد تعرض المسلمون في ذلك الوقت للتعذيب والظلم وحتى القتل، وسلبت أملاكهم وطردوا من ديارهم. وعلى الرغم من هذا تحمل المسلمون واستمروا في الدعوة إلى الله دون اللجوء إلى العنف.

    وعندما تصاعد الاضطهاد بشكل لا يطاق، هاجر المسلمون إلى "يثرب" التي سميت بعد ذلك المدينة، حيث تمكنوا من تأسيس مجتمعهم الخاص في بيئة من الود والحرية. وعندها لم يلجئوا إلى الحرب ضد مشركي مكة إلا عندما أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالاستعداد لها:
    "أُذِنَ لِلِّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا الله" (الحج : 39-40)




    "مشهد حديث للمدينة المنورة التي هاجر إليها النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه وأسسوا فيها دولتهم"
    باختصار، أُذن للمسلمين بشن الحرب لأنهم تعرضوا للاضطهاد والظلم. وفي آيات أخرى يحذر الله المسلمين من اللجوء إلى العدوان:
    "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ الله الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ" (البقرة : 190)
    بعد نزول هذه الآيات، وقعت عدة حروب بين المسلمين والمشركين. وعلى أية حال، لم يكن المسلمون في أي من هذه الحروب هم البادئون. وقد أسس الرسول صلى الله عليه وسلم بيئة اجتماعية آمنة لكل من المسلمين والمشركين على حد سواء عن طريق صلح الحديبية، وقد التزم فيه بجميع الشروط، غير أن المشركين هم الذين انتهكوا هذا الاتفاق وبدأوا بالاعتداء.
    وتغيرت الأمور وكون المسلمون جيشا عظيما دخلوا به مكة دون إراقة للدماء. ولو أراد عليه الصلاة والسلام أن ينتقم من المشركين لاستطاع ولكنه عفا عنهم ولم يؤذ أحدا منهم وعاملهم بروح الصبر والرحمة.
    يقول جون اسبوسيتو المستشرق الغربي، "عندما فتح محمد مكة تجنب الثار واستخدام السيف ضد أعدائه وآثر الرحمة والعفو"

    ونتيجة لموقف النبي عليه الصلاة والسلام تجاه المشركين، اعتنق الكثير منهم الإسلام بكامل حريتهم. ولم يحدث هذا خلال فتح مكة فقط، بل في جميع المعارك والفتوحات التي حدثت في وقت النبي صلى الله عليه وسلم حرص المسلمون كل الحرص على حماية حقوق الأبرياء والعزل.


    "الكعبة التي يحج إليها حوالي مليوني مسلم كل عام من شتى أنحاء العالم ، هي رمز للسلام والتسامح وهما ركنان أساسيان في الشريعة الإسلامية"
    دأب الرسول عليه الصلاة والسلام على حث المسلمين للتحلي بالرحمة والتسامح، وقد كان هو المثل والقدوة التى تحتذى. وقد خطب النبي عليه الصلاة والسلام في المسلمين الخارجين للحرب قائلا : "اخرجوا باسم الله فقاتلوا في سبيل الله من كفر بالله ولا تغدروا ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع"

    3-ووضع الرسول الأساسيات التي يجب أن يتبعها المسلم أثناء المعركة قائلا:
    "لا تخونوا ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلا ولا شيخا كبيرا ولا امرأة ولا تعقروا نخلا وتحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا ولا أهل الصوامع "

    4-تتفق التعاليم التي ذكرها الله في القرآن الكريم مع سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم التي تتميز بالمسالمة، حيث يأمر الله في القرآن المسلمين بمعاملة غير المسلمين بالرحمة والعدل :
    "لاَ يَنْهَاكُمْ الله عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ" (الممتحنة : 8-9)

    توضح الآية السابقة كيف أن المسلم يعامل غير المسلم بالحسنى وفي الوقت نفسه عليه أن يتجنب من يظهر العداوة للإسلام . وإذا تحولت تلك العداوة إلى حرب ضد المسلمين، فعليهم أن يدافعوا عن أنفسهم مع الأخذ في الاعتبار الحفاظ على الأبعاد الإنسانية .
    فالإسلام يحرم جميع أشكال العنف والبربرية، ويحذّر الله المؤمنين من الوقوع في الظلم بسبب ثورة مشاعرهم ضد أعدائهم:
    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلاَّ تَعْدِلُوا اِعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " (المائدة : 8)


    مفهوم الجهاد

    في سياق هذه المناقشة هناك مفهوم لابد أن يوضح وهو "الجهاد".
    تأتى كلمة "جهاد" من "جهد"، إذن الجهاد في الإسلام يعني أن تقوم بجهد أو تكافح لعمل شئ معين. وقد أوضح لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن "أعظم الجهاد جهاد النفس" ويعني هنا محاربة الإنسان لنزواته ورغباته الأنانية.
    ويوضح القرآن أنه يمكن أن يكون الجهاد على المستوى العقلي ضد أولئك الذين يضطهدون الناس ويظلمونهم وينتهكون حقوق الإنسان الشرعية. والغرض من هذا الجهاد هو تحقيق العدالة والسلام والمساواة.

    فضلا عن هذه المعاني الأيدلوجية والروحية، فإن الكفاح على مستوي الإحساس الفيزيائي يسمي أيضا "جهادا". وعلى أية حال، وكما أوضحنا سابقا، يجب أن يكون هذا الجهاد من أجل أهداف دفاعية فقط. ومن الظلم إطلاق مفهوم الجهاد على الأعمال الإرهابية ضد الأبرياء مما يشوه المعنى الحقيقي لهذه الكلمة.

    تحريم الانتحار

    قضية أخرى ظهرت على السطح إثر الاعتداءات الأخيرة على الولايات المتحدة الأمريكية وهي "الهجمات الانتحارية". فبعض الناس الذين شوهت أفكارهم عن الدين الإسلامي قد تأثروا تأثرا كبيرا بالتصريحات التي تدعي أن الإسلام يجيز الهجمات الانتحارية، على الرغم من أنه دين سلام يحرم قتل الإنسان لنفسه أو للآخرين. وقد وضح لنا الله عز وجل في القرآن الكريم أن الانتحار خطيئة وكبيرة من الكبائر : "وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ" (النساء : 29) .

    ويحرم الإسلام قتل الإنسان نفسه مهما كانت الأسباب أو الدوافع.
    ويحذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من ارتكاب تلك المعصية قائلا : "من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا " 6

    يبين لنا كل هذا أن الانتحار، أو تنفيذ هجمات انتحارية تتسبب في موت آلاف الأبرياء انتهاك لكل مبادئ الإسلام وتعاليمه.



    "من أهم أسباب أعمال العنف، كالتفجيرات وإشعال الحرائق، هو خلق جو من القلق والخوف والرعب وعدم الطمأنينة بين الناس"

    "وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ الله كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" (النساء : 29)
    يقول الله تعالى في القرآن الكريم إن قتل الإنسان نفسه من أكبر الكبائر، لذلك فإنه من المحال على من يؤمن بالله ويلتزم بتعاليم القرآن اقتراف مثل هذه الخطيئة. أما الذين يقدمون على الانتحار مثل هؤلاء لا يدركون المفاهيم الحقيقية للدين، وليس لديهم فكرة عن مبادئ وتعاليم القرآن، والأكثر من ذلك أنهم يفشلون في تحكيم عقولهم وضمائرهم بسبب وقوعهم تحت تأثير المعتقدات الملحدة أو اندفاعهم وراء مشاعر الكراهية والانتقام.

    الرحمة والتسامح والإنسانية في تاريخ الإسلام
    لكي نلخص الحقائق التي ناقشناها حتى الآن، يمكننا القول بأن الاتجاه السياسي للإسلام، بمعني آخر،(القواعد والمبادئ الإسلامية المتعلقة بالأمور السياسية) هو اتجاه محب للسلم ومعتدل إلى أبعد الحدود. وقد اعترف العديد من علماء الأديان والمؤرخين غير المسلمين بهذه الحقيقة. وأحد هؤلاء المؤرخة البريطانية كارين ارمسترونج، وهي راهبة سابقة وخبيرة في تاريخ الشرق الأوسط. و في كتابها "الحرب المقدسة" الذي يناقش تاريخ الأديان الثلاثة المقدسة، ذكرت هذه الحقائق:
    "يرجع أصل كلمة "إسلام" في اللغة العربية إلى كلمة "سلام"، ويرفض القرآن الحرب باعتبارها حالة تتعارض مع إرادة الله. فالإسلام لا يجيز حرب الابادة الجماعية، ولكن يعتبر الحرب في بعض الأحيان واجبا حتميا للقضاء على الظلم والمعاناة. ومع ذلك يوضح القرآن الكريم أنه يجب أن تكون هذه الحرب محدودة وأن تدار بأسلوب إنساني بقدر الإمكان. وقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام يقاتل ليس فقط المشركين في مكة ولكن أيضا القبائل اليهودية في مكة والقبائل المسيحية في سوريا التي تحالفت مع اليهود وخططت للهجوم على الرسول عليه الصلاة والسلام.

    ولكن هذا لا يجعل من النبي عدوا لأهل الكتاب. فقد أجبر المسلمون على القتال دفاعا عن أنفسهم ولكنهم لم يقودوا حربا مقدسة ضد دين أعدائهم. وعندما أرسل محمد صلى الله عليه وسلم "زيد ابن حارثة " على رأس جيش المسلمين لمحاربة المسيحيين، أوصاهم أن يحاربوا بشجاعة ولكن بإنسانية، وأن يتجنبوا إيذاء القساوسة والرهبان والضعفاء والعاجزين من الناس عن القتال، وأن لا يقتلوا المدنيين ولا يقطعوا الزرع ولا يهدموا البيوت"

    6 . بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، حرص الخليفة أبو بكر الصديق الذي تولي أمر المسلمين على تطبيق العدالة، حتى أن المسلمين عاشوا مع سكان البلاد التي فتحوها مع السكان الوافدين في أمن وسلام. فقد طالب أبو بكر الصديق من ولاهم على هذه البلاد أن يحكموا بالعدل والرحمة. وكانت كل هذه المواقف إذعانا واتباعا لتعاليم القرآن. قبل الحملة الأولى على بلاد الشام وجه أبو بكر عدة وصايا ليزيد بن أبي سفيان قائلا:
    "وإني لموصيك بعشر، لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرا هرما ولا تقطعن شجرا مثمرا ولا تخربن عامرا ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكله ولا تحرقن نخلا ولا تغرقنه ولا تغلل ولا تجبن "

    7-وقد كان عمر ابن الخطاب، الخليفة الثاني للمسلمين بعد أبي بكر، مشهورا بعدالته. وعقد العديد من الاتفاقيات مع السكان الأصليين للبلدان التي فتحها المسلمون. وكل واحدة من هذه الاتفاقيات تبرهن على عدالته وتسامحه فعلى سبيل المثال، فقد ضمن الحماية للمسيحيين في القدس، ومنع هدم الكنائس ومنع المسلمون من الصلاة داخلها .

    وقد ضمن عمر ابن الخطاب الحماية نفسها للمسيحيين في بيت لحم حيث أعطي وعدا للبطريرك صفرونيوس عام (650 – 660) بأن الكنائس لن تهدم أو تحول لدور أو جوامع . والرسالة التي كتبها البطريرك لأسقف بلاد الفرس توضح وتشرح مدي تسامح ورحمة المسلمين بأهل الكتاب :
    "إن العرب الذين وهبهم الله حكم العالم اليوم، لا يضطهدون المسيحية، بل يحترمون هذا الدين ويوقرون القساوسة والقديسين ويحمون الكنائس والأديرة ."8

    توضح كل هذه الأمثلة الهامة تفهم المسلمون للمعنى الحقيقي للعدالة والتسامح . ومن أوامر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم :
    "إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَاَن سَمِيعًا بَصِيرًا " (النساء : 58)
    الراهب تايلور، واحد من أعضاء بعثة الكنيسة الإنجيلية، وصف في أحد خطاباته جمال المبادئ الإسلامية وأخلاقياتها قائلا:
    "لقد وضع الإسلام القواعد الأساسية للدين وهي وحدانية وعظمة الله الرحيم الذي يدعو لطاعته والتوبة والإيمان. وقد حدد مسئولية الإنسان التي سيحاسب عليها يوم الدين وهي أن يبتعد عن ارتكاب المعاصي ويؤدي ما عليه من واجبات الصلاة والزكاة والصيام والصدقة، وأن يتجنب الرياء والنفاق والجدال في الدين، وقد أعطى هذا الدين الأمل للبشرية وحدد الملامح الأساسية للطبيعة الإنسانية ."9


    تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 634 في 247

    "القدس التي حكمها المسلمون لفترات طويلة من الزمن، تعاني الآن من الحرب والصراع بدلا من الأمن والتسامح "
    وقد كذب الباحثون الغربيون بقولهم بأن الإسلام انتشر بحد السيف في البلدان التي فتحها المسلمون بل أكدوا على عدالة وتسامح المسلمين في هذه البلاد، ومنهم الباحث الغربي "براون" الذي علق على هذه القضية قائلا:
    "هذه الفكرة الراسخة بأن المسلمين أجبروا الناس على اعتناق الإسلام بحد السيف
    ما هي إلا أفكار نشرها الكتاب المسيحيون "ويستمر "براون" قائلا في كتابه "تطلعات الإسلام" "إن الهدف الحقيقي وراء فتوحات المسلمين كان إخاء الإسلام . فالحكام الذين حكموا البلاد المسلمة علي مدي التاريخ كانوا يعاملون أصحاب الديانات الأخرى بكل تسامح واحترام. وفي داخل حدود هذه الدول الإسلامية عاش كل من المسيحيين واليهود في أمان متمتعين بالحرية الكاملة "10

    البروفيسور "جون اسبوسيتو" ، أستاذ الدين والعلاقات الدولية بجامعة جورج تاون ، شرح مدي التسامح الذي وجده اليهود والمسيحيون في ظل الحكم الإسلامي:
    "برهنت الجيوش المسلمة علي قدرتها الهائلة على فتح البلاد والحكم الفعال وأنها تبني ولا تدمر. فقد احتلوا مكان الحكام والجيوش الأصلية للبلدان المفتوحة مع الحفاظ على الكثير من موظفيهم وسياستهم وثقافتهم. وفي العديد من المناطق المفتوحة لم يتجاوز الأمر أكثر من تبديل الحاكم من أجل تهدئة الناس البائسة والثائرة من الضرائب التي فرضها هؤلاء الحكام خلال سنوات الحرب الفارسية البيزنطية . وخلال الحكم الإسلامي كانت الجماعات المحلية تمارس حياتها وشئونها الداخلية بطريقتها الخاصة وبحرية تامة .

    وبكل المعاني فقد وجد السكان الاصليون مرونة وتسامحا من الحكام المسلمين لم يعهدوهما في البيزنطيين أو الفرس.أما الجماعات الدينية فكانت تمارس عقائدها بمنتهى الحرية وقد حكمها زعمائها بقوانينهم الخاصة والمتعلقة بأمور الحياة مثل الزواج والطلاق والميراث . وفي المقابل طلب منهم دفع الجزية كضريبة لحمايتهم والدفاع عنهم وإعفائهم من الخدمة العسكرية .
    وقد نتج عن ذلك ضرائب أقل ، وحكم ذاتي محلي، ومزيدا من الحرية الدينية لليهود والأهالي والمسيحيين، وحكمهم الساميين الذين هم اقرب إليهم من حيث اللغة والثقافة اكثر من الإغريق، وهم نخبة كاثوليك بيزنطة .

    اضطهد الأرثوذكس المسيحيون الأقباط و معظم الكنائس المسيحية باعتبارهم زنادقة. لهذا السبب ساعد كل من المسيحيين واليهود الجيوش المهاجمة باعتبارها أقل ظلما من سادتهم الأباطرة. وحقيقة فقد كونت تلك الفتوحات قبلة إسلامية في المناطق المنيعة المحصنة ."11
    كفل الإسلام حقوق النساء، تلك الفئة التي انتهكت حقوقها كثيرا قبل الإسلام. وقد علق "بيرنارد لويس"، وهو واحد من أهم الخبراء الغربيين في الشرق الأوسط ، قائلا :
    "بوجه عام، تحسنت أحوال المرأة بظهور الإسلام وانتشاره في البلدان العربية . حيث وهبهم حقوق الملكية إلى جانب بعض الحقوق الأخرى. وكفل لهم الحماية من سوء معاملة الأزواج وأولياء الأمور. وقد منع الإسلام وأد البنات الذي كان منتشرا في جزيرة العرب عند المشركين . ومن ناحية أخرى لم يتحسن وضع النساء في نواحي أخرى منذ أن فقدت رسالة الإسلام دوافعها وتأثرت بالعادات والتقاليد الاجتماعية التي وضعها البشر ."12 "
    تميز عهد السلاجقة الأتراك وعهد العثمانيين بالعدل والتسامح، وكان للإسلام الفضل في ذلك. يوضح الباحث البريطاني "توماس أرنولد" في كتابه "انتشار الإسلام في العالم" رغبة المسيحيين في خضوعهم لحكم السلاجقة الأتراك للأسباب التالية:
    "الإحساس بالأمن في ظل الحكم الإسلامي جعل مسيحيي آسيا الصغرى يرحبون بحكم السلاجقة الأتراك المسلمين. وفي عهد "مايكل الثامن" (1261 1282) طلب الأهالي من الأتراك أخذ ملكية المدن الصغيرة وذلك هربا من استبداد الإمبراطورية، وعندها هاجر الأغنياء والفقراء إلى المناطق التي تقع تحت حكم وسيادة الأتراك المسلمين. "13
    وقد تقرب مالك شاه، حاكم إمبراطورية السلاجقة خلال أوج ازدهارها من سكان البلاد المفتوحة بواسطة التسامح والرحمة، ولذلك فقد ذكروه وتحدثوا عنه بكل الحب والاحترام. ويشير جميع المؤرخين المحايدين في أبحاثهم إلى عدالة هذا الشاه وتسامحه. وقد امتلأت قلوب أهل الكتاب بالحب والود تجاه هذا الحاكم. ولهذا السبب فقد خضعت العديد من المدن لحكم الشاه مالك بإرادتها الحرة، وهذا ما يندر وقوعه هبر التاريخ.

    وقد ذكر القس "اودو دي ديوجيلو" الذي شارك في الحملة الصليبية الثانية بصفته القس الخاص بلويس السابع، ذكر في مذكراته التعامل الذي أظهره المسلمون تجاه الآخرين بغض النظر عن الدين أو العقيدة.
    واستنادا إلى مذكرات "أودو دي ديوجيلو"، كتب توماس أرنولد:


    "اندهش العديد من المسيحيين من التسامح والعطف الذي أظهره المسلمون حتى في ساحة المعركة حتى انهم أظهروا إعجابهم بسيرتهم ونرى في هذه الصورة تدشين الحملة الصليبية الثانية بواسطة لويس السابع".
    "أما حالة الناجين من الحرب فقد كانت بائسة جدا. وتأثر المسلمون لحالتهم وأظهروا نحوهم الرحمة والشفقة. فقد خدموا مرضاهم وأطعموا الفقراء والمساكين منهم وعاملوهم بتسامح وكرم. وعندما حصل المسلمون على الأموال التي استولى عليها اليونانيون من المهاجرين بالقهر والخداع وزعوها على المحتاجين. ومما يثير العجب التناقض في المعاملة، فقد عامل المسلمون هؤلاء المهاجرين معاملة ملؤها الرحمة والشفقة، بينما لم يجدوا من إخوانهم في الدين سوى القسوة والغلظة. فاليونانيون هم الذين أجبروهم على العمل بالقوة وعذبوهم واستولوا حتى على القليل الذي يملكونه. وهكذا اعتنق العديد من هؤلاء المهاجرين الإسلام بكامل حريتهم وإرادتهم.

    ويقول "أودو دي ديوجيلو" في مذكراته: "نفروا من إخوانهم في الدين الذين أظهروا القسوة نحوهم وانضموا إلى الكفرة الذين عاملوهم بالرحمة (يقصد المسلمين) . وكما سمعنا فإن أكثر من ثلاثة آلاف شخص لحقوا بالأتراك عندما تراجعوا "14
    تكشف أقوال واعترافات المؤرخين أخلاق الحكام المسلمين الذين تبنوا المبادئ الأخلاقية الحقيقية للإسلام وحكموا بالتسامح والرحمة والعدل. وبنفس الطريقة، فقد ذكر التاريخ الدولة العثمانية التي حكمت في ثلاث قارات لعدة قرون، وهناك العديد من شواهد التسامح والرحمة في حكمهم.

    إن الطريقة التي استقبل بها اليهود في الدولة العثمانية خلال حكم السلطان بايزيد الثاني، وذلك بعد تعرضهم للذبح والنفي على يد الملوك الكاثوليك في أسبانيا والبرتغال، هي أحسن مثال على رحمة الإسلام وعظمته.
    فقد تعرض اليهود الذين عاشوا في ظل الحكم الإسباني في الأندلس في فترات سابقة إلى ظلم لا يحتمل من الملوك الكاثوليك الذين حكموا مناطق عديدة من أسبانيا. بينما كان من الممكن أن يعيش كل من المسلمين والمسيحيين واليهود جنبا إلى جنب في سلام، وبالرغم من ذلك فقد أجبر الملوك الكاثوليك السكان على اعتناق المسيحية وأعلنوا الحرب على المسلمين واضطهدوا اليهود أيضا.

    ونتيجة لذلك فقد أزيح الحكم الإسلامي من آخر منطقة وهي غرناطة في جنوب أسبانيا عام 1492 م ، وتعرض المسلمون لمذابح مروعة ونفي اليهود الذين رفضوا تغيير دينهم.

    تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 636 في 384

    "انتهي حكم المسلمين في أسبانيا عام 1492 عندما دخلت جيوش الملك فرناند والملكة ايزابيلا إلى غرناطة. وتوضح هذه الصورة استسلام المدينة."
    طلب مجموعة من اليهود المشردين بلا وطن اللجوء إلى الإمبراطورية العثمانية، فسمحت لهم بذلك. وقد أحضر الأسطول العثماني بقيادة كمال ريس اليهود المنفيين والمسلمين الذين تعرضوا للمذابح إلى الأراضي العثمانية.
    وقد ذكر التاريخ أن السلطان بايزيد الثاني من أكثر حكام آل عثمان تقوى وورعا. وفي ربيع عام 1492 استقر اليهود الذين ظلموا وطردوا من أسبانيا في أجزاء من الدولة مثل "أدرنه" و"سالوينكا" التي توجد حاليا في اليونان. والغالبية العظمى من الخمسة وعشرين ألف يهودي الذين يعيشون في تركيا الآن هم أحفاد هؤلاء اليهود الأسبان. وقد تكيفوا بدينهم وعادتهم التي جلبوها معهم من أسبانيا منذ حوالي 500 عام مع واقع الحياة التركية، ومارسوا العبادة بكل حرية وأمان، ولهم مدارسهم ومستشفياتهم وجمعياتهم ودور العجزة الخاصة بهم. ومنهم أيضا التجار ورجال الأعمال ويوجد من يمثلهم في كل مهنة بداية سواء في المجالات التقنية أو في الدوائر الثقافية .





    "كان السلطان بايزيد الثاني الحاكم المسلم قد رحب باليهود الذين هربوا من الاضطهاد الأسباني وكفل لهم حرية العبادة على الأرض المسلمة."
    عاشت الجماعات اليهودية في خوف من الهجمات ضد السامية في البلاد الأوربية ولعدة قرون، بينما عاشوا في تركيا بأمن وسلام . ويكفي هذا المثال وحده لإثبات التسامح والعدل الّذيْن أوصى بهما الإسلام.
    الرحمة والتسامح والأخلاق الكريمة التي أظهرها السلطان بايزيد الثاني تميز جميع السلاطين العثمانيين. فعندما فتح السلطان محمد الفاتح القسطنطينية سمح لليهود والمسيحيين بالعيش بحرية تامة.

    كتب "اندر ميكول" صاحب العديد من الأعمال القيمة، عن فضائل الإسلام قائلا:
    "وقد عاشت الجماعات المسيحية تحت حكم عادل لم تتمتع به خلال الحكم البيزنطي اللاتيني، بل إنهم تعرضوا للاضطهاد على يد إخوانهم. وفي المقابل أصبحت الإمبراطورية العثمانية وخاصة اسطنبول مأوى لليهود الأسبان المضطهدين. ولم يجبر الناس على اعتناق الإسلام، ولكن انتشار الإسلام جاء نتيجة طبيعية للتطورات الاجتماعية ."15
    وكما يتضح من هذه الحقائق، لم يكن المسلون ظالمين في أي فترة من فترات التاريخ . بل إنهم رسخوا قيم السلام أينما ذهبوا مع كل البلاد والعقائد وسلكوا سلوكا طيبا تجاه كل الناس، والتزموا بقول الله تعالى:
    "وَاعْبُدُوا الله وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي القُرْبَى وَالْيَتَامى وَالمَسَاكِين وَالجَارِ ذِي القُربَى وَالجَارِ الجَنْبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا " (النساء : 36)



    "كان فتح السلطان محمد الفاتح لاسطنبول عهدا جديدا يتميز بالحرية لليهود والمسيحيين الذين تعرضوا للظلم عدة قرون على يد الحكام الرومان والبيزنطيين."

    وباختصار فإنّ الصداقة والأخوة والسلام والحب هي القواعد الأساسية للمبادئ والأخلاقيات القرآنية التي يحاول المسلمون التمسك بها.
    (لمزيد من التفاصيل انظر: كتاب هارون يحيى "العدل والتسامح في القرآن" )



    "منح السلطان محمد الفاتح العديد من الامتيازات للبطريرك، فقد تمتع بالاستقلال لأول مرة في التاريخ وذلك تحت الحكم التركي. ونرى في الصورة السلطان محمد الفاتح يستقبل البطريرك. "



    "الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ " (الأنعام : 82)

    يتبع ان شاء الله






    (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)



  8. #8
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    موضوع من أجمل ما قرأت
    صدقاً موضوع رائع أدعو الجميع لقراءة هذا الموضوع
    الإسلام بريئ من هؤلاء الذين يقتلون الابرياء بدون ذنب

    "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ" ( المائدة : 32)

    متابعة أختي الحبيبة جزاكِ الله خيراً





 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. دعوة عيال الكلمة لتجميع موضوع حول الرجل والمرأة فى الإسلام
    بواسطة mego650 في المنتدى كشف تدليس مواقع النصارى
    مشاركات: 171
    آخر مشاركة: 2011-03-02, 02:28 PM
  2. بالصوت و الصورة:عبد المسيح بسيط : الإرهاب لا يمكن ان يكون من الإسلام!!
    بواسطة د. نيو في المنتدى الركن النصراني العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2011-01-13, 12:37 AM
  3. دعوة للمناظرة بين أسد الإسلام الجزائري وأنطنيوس
    بواسطة أسد الإسلام الجزائري في المنتدى الحوار الإسلامي المسيحي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 2010-05-08, 02:36 AM
  4. بشرى للأخوات اللاتي لا يجدن محرما للحج
    بواسطة إسلام علي في المنتدى الفقه وأصوله
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 2009-10-18, 05:04 PM
  5. قمص يدخن حشيش
    بواسطة إدريسي في المنتدى ثمار النصرانية
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 2008-10-06, 02:32 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML