هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟
فضيلة الشيخ الدكتور: عبد الكريم بن عبد الله الخضير(السعودية)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟» أخرجه البخاري (2896).
هذا الحديث الصحيح يدل على أن الرزق والنصر الذي يتصوره الأغنياء الأقوياء أنهم هم السبب المؤثر فيه، لكن الحديث يدل على عكس ما يتصورون، وكم من شخص ابتلي بالفقر مدة طويلة؛ فرزق مولودًا معوقًا فانصب الرزق بسببه، تجده طيلة عمره قوي البنية، شديد البأس، من أول الناس يحضر في الأسواق ويضارب فيها، ولا ينصرف إلا آخرهم، ومع ذلك يعيش فقيرًا، ثم بعد ذلك يرزق بمعتوه، أو أبله، أو مقعد؛ أو مشلول ثم يرزق: «هل ترزقون إلا بضعفائكم؟».
فكثير من الناس الآن يعاني من كونه يعول أسرة الضعفاء فيهم كثرة، ويضيق بهم ذرعًا، ويحتاجون إلى أموال، وإلى مداراة، ..إلخ؛ يا أخي، ما تدري أيش وضعك لولا هذه الأسرة؟ يمكن أن الله -جل وعلا- ما ساق لك هذه الأرزاق إلا بسببهم، وكثير من الناس يضيق ذرعًا إذا ولد له ولد مشوه، وكثير من الناس والنساء -على وجه الخصوص- في حال الحمل تسأل عن الإجهاض؛ إذا تبين لدى الأطباء أن الولد مشوه، أو معوق، أو ناقص الخلقة، لا يجوز بحال الاعتداء عليه، هو مصيبة من المصائب عليك الصبر والاحتساب، وأن تبذل كل ما تستطيع في إنقاذ حياته كغيره من الأسوياء، وأجرك عند الله -جل وعلا- عظيم، وقد ترزق بسببه.
وأيضًا هؤلاء الضعفاء الذين ينظر إليهم الناس نظرة ازدراء، وأن وجودهم في المجتمع وبال، يمكن النصر يكون بسببهم؛ لأن التاجر والقوي، قوي البنية كثيرًا ما يصابون بالإعجاب، وينسبون بعض النتائج إلى قوتهم، وحولهم وطَوْلهم، - لا- ما تدري، لو يصدقون هذا الحديث «هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟» نعم الضعيف قريب من الله -جل وعلا-؛ لأنه لا يعتد بقوة، ولا يأوي إلى مال ولا شيء، إنما علاقته وارتباطه بربه، ومثل هذا في الغالب يكون قلبه سليمًا بخلاف من دخله غرور القوة والغنى، والغنى في الغالب يطغي صاحبه، وكذلك القوة؛ ولذا يسأل الإنسان ربه الصحة؛ لكن لا تُلْهِيه عن شكر الله -جل وعلا- وعن عبادته، ويسأله الغنى؛ لكن لا يطغيه عن معرفة قدر نفسه، والله المستعان.
منقول من موقع الصحيفة الصادقةig jkwv,k , jv.r,k Ygh fquthz;l?
المفضلات