النتائج 1 إلى 8 من 8
 

العرض المتطور

  1. #1
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي معاوية بن أبي سفيان


    معاوية بن أبي سفيان
    رضي الله عنهما


    هو أبو عبد الرحمن معاوية بن صخر بن حرب بن أمية بن شمس بن عبد مناف الأموي القرشي ، أبو سفيان بن حرب ، يلتقي نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم في مناف وأما أمه فهي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، يجتمع أبوه وأمه في عبد شمس أسلم هو وأبوه وأخوه يزيد وأمه هند في الفتح .

    وكان يقول إنه أسلم عام القضية وأنه لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما وكتم إسلامه عن أبيه وأمه .
    وقد جاء في البداية والنهاية لابن كثير إشارة إلى تنبؤ بعض الكهان بملك معاوية قبل أن يولد بسنين ، وفحوى هذه القصة فيما يرويه كثير كما يلي :

    كانت هند بنت عتبة ( أم معاوية ) تحت الفاكه بن المغيرة المخزومي ، وكان الفاكه من فتيان قريش الكرماء ، يغشاه في بيت ضيافته الذي أعده للضيوف ضيوف بدون استئذان فخلا هذا البيت يوما ، فاضطجع فيه الفاكه وزوجته وقت القيلولة ، ثم خرج الفاكه لبعض شأنه ، فجاء رجل ممن كان يغشى البيت فولجه ، فرأى المرأة ( هند ) نائمة فولى راجعا ، ولمحه الفاكه في أثناء رجوعه ، فظن الظنون بزوجته ، وأقبل عليها وهي نائمة لا تحس بشيء مما حدث ، فضربها برجله ، وقال : من هذا الذي كان عندك ؟ فقالت في استنكار : ما رأيت أحد ولا انتبهت حتى أنبهتني ، فقال لها في غضب : الحقي بأبيك .

    وتحدث الناس ، فقال لها أبوها ( عتبة ) : يا بنية ، إن الناس أكثروا فيك القالة فأنبئيني نبأك ، فإن كان الرجل صادقا فيما يزعم دسست عليه من يقتله وإن يك كاذبا حاكمته إلى بعض كهان اليمن ، فأقسمت هند لأبيها إنه كاذب عليها ، فقال عتبة للفاكه : يا هذا ، إنك قد رميت ابنتي بأمر عظيم ، ولولا أنك ذو قرابة لقتلتك ، ولكني سأحاكمك إلى بعض كهان اليمن .

    وخرج الفاكه ومعه جماعة من قومه من بني مخزوم ، وخرج عتبة ومعه جماعة من بني عبد مناف ، ومعهم هند في نسوة من أقاربها
    وساروا في اصوب اليمن ، فلما شارفوا قرية الكاهن اضطربت هند وأخذت في البكاء .
    فقال لها أبوها : ما هذا البكاء ؟ إني أراه لشيء تنكريه وتخشين عاقبته ، فهلا كان هذا قبل أن يشيع في الناس ويشتهر مسيرنا ؟

    فقالت : والله يا أبت ما هذا الذي تراه مني لمكروه وقع مني ، وإني لبريئة ، ولكن هذا الرجل الذي نقصده بشر يخطئ ويصيب
    وأخاف أن يخطئ فتصيبني بخطئه معرة للأبد .
    فقال أبوها : لا تخافي ، وسوف أختبره قبل أن يتكلم بشيء ، فإن وجدته يكذب فما جعلته يتكلم في أمرك .
    ثم انفرد عن القوم بمهره الذي يركبه ، حتى جاء خلف ربوة ، ووضع حبة بُر في إحليل المهر – دون أن يراه أحد – وربط فوقها بإحكام حتى لا تسقط .

    وذهبوا إلى الكاهن ، فأكرمهم ، ونحر لهم ، ثم قال له عتبة : قد جئناك اليوم في أمر ، ولكنني لا أدعك تتكلم حتى تبين لي ما خبأت لك ، فقال الكاهن : لقد خبأت لي تمرة في كمرة ، فقال عتبة : بين أكثر من ذلك ، فقال الكاهن : حبة بر في إحليل مهر ، قال عتبة : صدقت ، فانظر في أمر هؤلاء النسوة وأجلس النساء خلفه ، وهند بينهم لا يعرفها .

    فجعل الكاهن يدنو من النساء واحدة واحدة ، فيضرب كتفها ويبرؤها ، ويقول لها : إنهضي حتى دنا من هند ، فضرب كتفها وقال لها :
    انهضي وأنت حصان رزان *2 غير رسحاء *3 ولا زانية ، وسوف تلدين ملكا يقال له معاوية .

    فوثب إليها الفاكه فأخذ بيدها ، فنثرت يدها من يده ، وقالت : إليك عني ، فوالله لا يجمع رأسي ورأسك وساد ، ولأحرص أن يكون هذا الملك من غيرك ، وفي بعض الروايات قال الكاهن : ستلدين غلاما يسود قومه ، فقالت هند : عدمته إن لم يسد إلا قومه ، فتزوجها أبو سفيان بن حرب ، فجاءت منه بمعاوية ، وقد أسلم معاوية وأبوه وأمه ، وحسن اسلامهم .

    ولعل ما يدل على طهارة هند المرأة وشرفها ما روى عنها وقد صارت صحابية ذات شأن حين أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    أوتزني الحرة يا رسول الهه ؟ سؤال استنكاري تتعجب فيه أن تقترف الحرة مثل هذا السلوك الدنيء .

    ..... يتبعٍٍ

    luh,dm fk Hfd stdhk






  2. #2
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي رد: معاوية بن أبي سفيان


    أما ما جاء في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة فيأتي فيه وصف لمعاوية ، وصفه به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وهو من هو في تقييم الرجال ، إذ وصفه بفتى قريش ذلك عندما ذم معاوية عند عمر يوما ، فقال ، دعونا من ذم فتى قريش ، من يضحك في الغضب ، ولا ينال ما عنده إلا على الرضا ، ولا يؤخذ ما فوق رأسه إلا تحت رجليه .


    أما أسد الغابة في معرفة الصحابة ، فيخبرنا أن معاوية كان هو وأبوه من المؤلفة قلوبهم ، وحسن إسلامهم ، وكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد روى عن عبد الرحمن بن أبي عميرة وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قال لمعاوية : اللهم اجعله هاديا مهديا وأهد به ، وقال بن عباس : معاوية فقيه ، وقال ابن عمر : ما رأيت أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية أي أسخى وأعطى للمال ، وقيل أحلم منه . (والسيد على الرب والمالك والشريف والفاضل والكريم والحليم ومتحمل الأذى والزوج والرئيس ) .
    فقيل له : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ؟ فقال : كانوا – والله – خيرا من معاوية وأفضل ، ومعاوية أسود .


    وفي تحفة الألباب جاء ما يلي :
    ومع أن معاوية هو أول من اتخذ السيف فقد كان واسع الحلم حيث أجيبت فيه دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال له يوما : ماذا الذي يليني منك ؟ فقال معاوية : بطني ،فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ملأ الله بطنك حلما ، وتحققت فيه فعلا ، فقد كان معاوية بن أبي سفيان مضرب المثل في الحلم .

    وفي أسد الغابة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه لما سير الجيوش إلى الشام سار معاوية مع أخيه يزيد بن أبي سفيان ، فلما مات يزيد استخلف على عمله باشام وهو دمشق ، فلما بلغ خبر وفاة يزيد إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وهو أمير المؤمنين يومئذ قال لأبي سفيان أحسن الله عزاءك في يزيد رحمه الله ، فقال له أبو سفيان : من وليت مكانه ؟ قال : أخاه معاوية ، قال وصلتك رحم يا أمير المؤمنين ، وقد رزقه عمر على عمله بالشام عشرة آلاف دينار كل سنة ، وظل معاوية أميرا في الشام نحو عشرين سنة ، وخليفة مثل ذلك حين اجتمع الناس عليه إذ بايع له الحسن بن علي رضي الله عنهما وجماعة ممن معه وقد سمى هذا العام ( عام الجماعة ) .
    ..... يتبعٍٍ





  3. #3
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي رد: معاوية بن أبي سفيان


    وإذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد وصفه بأنه فتى قريش يوما ، فقد وصفه أيضا قائلا : هذا كسرى العرب ، حدث هذا عندما دخل عمر رضي الله عنه وأرضاه الشام ، فرأى معاوية وقد تلقاه في موكب عظيم ،

    فلما دنا منه قال له : أنت صاحب الموكب العظيم ؟ قال نعم يا أمير المؤمنين ، قال : مع ما يبلغني عنك من وقوف ذوي الحاجات ببابك ؟ قال : نعم مع ما يبلغك من ذلك ، قال ولم تفعل ذلك ؟ قال نحن بأرض جواسيس العدو بها كثيرة فيجب أن نظهر من عز السلطان ما نهربهم به ، فإن أمرتني فعلت ، وإن نهيتني انتهيت ، فقال عمر : ما أسألك عن شيء إلا تركتني في مثل رواجب الضرس ، وإن كان ما قلت حقا إنه لرأي أريب وإن كان باطلا إنه لخدعة أديب ، قال معاوية ، فمرني يا أمير المؤمنين ، قال عمر : لا آمرك ولا أنهاك ، فقال عمرو بن العاص : يا أمير المؤمنين ، ما أحسن ما صدر الفتى عما أوردته فيه ، فقال عمر : لحسن مصادره وموارده جشمناه ما جشمناه ،

    وفي عهد معاوية به أبي سفيان كانت الانجازات الكثيرة ، فقد توالت الفتوحات في عهده إذ قام طوال مدة حكمه بمحاربة الروم في البر وفي البحر بدون إنقطاع ، حتى إنه قرع أبواب القسطنطينية أعدائه أكثر من مرة .

    واستطاع معاوية بمواهبه وعطاياه وحلمه أن يكسب العديد من خصومه ، فكان يجادل المجادل منهم ويصبر على كلامه القاسي ، وكان يقول : يا بني أمية فارقوا قريشا بالحلم ، فوالله لقد كنت ألقى الرجل في الجاهلية فيوسعني شتما وأوسعه حلما ، فأرجع وهو لي صديق إن استنجدته نجدني ، وأثور به فيثور معي ، وما وضع الحلم عن شريف شرفه .

    نعم كانت ممارساته السياسية درسا في الحكم والسياسة ، فقد كان لا يلجأ إلى القوة إلا كارها ، وكان يقول : إني لا أحول بين الناس وبين ألسنتهم ما لم يحولوا بيننا وبين ملكنا .

    وكان يرى أن الله نصبه في هذا الموقع لأنه أهل لذلك ، وإلا فلو كره الله ذلك لغيَّره ، كان يقول : ولو لم يرني ربي أهلا لهذا الأمر ما تركني وإياه ، ولو كره ما نحن فيه لغيَّره ، وأنا خازن من خزان الله تعالى أعطى من أعطاه الله وأمنع من منعه الله ، ولو كره الله أمرا لغيَّره .

    وبعد أن سقطت الدولة الأموية على يد العباسيين عام 132هـ ، وبعد القضاء على جل الأحياء من الأمويين بل ونبش قبور الخلفاء السابقين الأمويين مع كل هذا لم يمس قبران هما قبر معاوية بن أبي سفيان ، وقبر عمر بن عبد العزيز ، رضي الله عنهما .


    وقد ورد عن إبراهيم بن ميسرة قال : بلغني أن عمر بن عبد العزيز ما جلد سوطا في خلافته إلا رجلا شتم معاوية عنده ، فجلده ثلاثة أسواط .

    ..... يتبعٍٍ





  4. #4
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي رد: معاوية بن أبي سفيان


    وفي خلافه مع الإمام علي رضي الله عنه قالوا لمعاوية :

    أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟

    فقال معاوية :

    لا والله إني لأعلم أن علياً أفضل مني، وإنه لأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أنّ عثمان قتل مظلومـا، وأنا ابن عمه، وإنمـا أطلب بدم عثمان، فأتوه فقولوا له فليدفـع إليّ قتلة عثمـان وأسلّم لـهُ فأتوْا علياً فكلّموه بذلك فلم يدفعهم إليه.
    (سير أعلام النبلاء جـ3 ص (140) وقال المحقق: رجاله ثقات)

    ومن شعرة معاوية التي اتخذت مثلا في الشد والإرخاء مما يسجد أسلوبه وسياسته نورد ما أخبرتنا به الروايات أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما كانت له أرض قريبة من أرض لمعاوية ، فيها عبيد له من الزنوج يعمرونها ، فدخلوا في أرض عبد الله فكتب إلى معاوية : أما بعد ، فإنه يا معاوية إن لم تمنع عبيدك من الدخول في أرضي وإلا كان بي ولك شأن ، فلما وقف معاوية على الكتاب دفعه إلى ابنه يزيد ، فلما قرأه ، قال له : ما ترى ؟ قال : أرى أن تنفذ إليه جيشا أوله عنده وآخره عندك يأتوك برأسه ، فقال : يا بني عندي خير من ذلك ، عليًّ بدواة وقرطاس ، وكتب : وقفت على كتابك يا ابن حواري رسول الله وساءني ما ساءك ، والدنيا هنية عندي في جنب رضاك ، وقد كتبت على نفسي رقما بالأرض والعبيد وأشهدت على ما فيه ، ولتضف الأرض إلى أرضك والعبيد إلى عبيدك ، والسلام .

    فلما وقف عبد الله بن الزبير على كتاب معاوية كتب إليه : وقفت على كتاب أمير المؤمنين فلا عدم الرأي الذي أحله من قريش هذا المحل ، والسلام .
    فلما قرأه معاوية رماه إلى ابنه يزيد ، فلما قرأه أسفر وجهه ، فقال : يا بني إذا رميت بهذا الداء فداوه بهذا الدواء .

    وهكذا تتجلى لنا إحدى صور الحنكة والمعالجة للأمور عند معاوية بن أبي سفيان ، وما تحلى به من عقل كبير يواجه مثل هذه المشكلات ، فتصير بسياسته من معاندات إلى معاضدات ، وإذن فقد صدق رضي الله عنه حين قال قوله المأثور : لو بين عدوي وبيني شعرة ما انقطعت ، إذا أشدوها أرخيت ، وإذا أرخوها شددت .

    يؤكد ذلك ما جاء في زهر الآداب عن معاوية حيث قال : نحن الزمان ، من رفعناه ارتفع ومن وضعناه اتضع ، وقال : إني لأقف من أن يكون في الأرض جهل لا يسعه حلمي وذنب لا يسعه عفوي ، وحاجة لا يسعها جدوي .

    وروى صاحب الأغاني أن معاوية بن أبي سفيان خشية مما عمل أوصى بأن يكفن في ثوب من أثواب النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يملكها ، وأن يوضع في أنفه شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم ، وروى مثل ذلك من عمر بن عبد العزيز وأنس بن مالك ذلك أنه لما حضره الموت أوصى أن يكفن في قميص كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كساه إياه وأن يجعل مما يلي جسده ، وكان عنده قلامة أظفار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأوصى أن تسحق وتجعل في عينيه وفمه ، وقال : افعلوا ذلك ، وخلوا بيني وبين أرحم الراحمين .

    ولما نزل به الموت قال : ليتني كنت رجلا من قريش بذي طوى ( واد بمكة ) وأنى لم آل من هذا الأمر شيئا .

    ولما مات أخذ الضحاك بن قيس أكفان وصعد المنبر وخطب الناس فقال : إن أمير المؤمنين معاوية كان حَدَّ العرب وعَودَ العرب ، قطع الله الفتنة ، وملكه على العباد وسير جنوده في البر والبحر ، وكان عبدا من عبيد الله ، دعاه فأجابه ، وقد قضى نحبه وهذه أكفانه فنحن مدرجوه ومدخلوه قبره ومخلوه وعمله فيما بينه وبين ربه ، إن شاء رحمه ، وإن شاء عذبه .

    هذا فقد مات معاوية حين كان يزيد ابنه غائبا ، فلما قدم بعد الوفاة دخل منزله ، ولم يظهر للناس ثلاثة أيام ، فلما كان اليوم الرابع خرج إلى الناس ، وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن معاوية كان حبلا من حبال الله ، مده الله ما شاء أن يمده ، ثم قطعه حيث شاء أن يقطعه ، وكان دون من قبله وخير من بعده ، فإن الله إذا أراد شيئاً كان ، اذكروا الله واستغفروه ، ثم نزل ودخل منزله .

    وبلغ عبد الله بن الزبير وفاة معاوية ، فقال : رحم الله معاوية ، لقد كنا نخدعه فيتخادع وما ابن أنثى بأفكر منه ، وما الليث المجَّرب بأجرأ منه ، كان والله كما قالت بنت رُقيقة :

    ألا يا بنته أبكيه ... ألا كل الغنى فيه

    والله لبودي أن بقى ما بقى أبو قبيس لا يتَخوَّن له عقد ، ولا يُنقص له قوة وبلغ عبد الله بن عباس وفاة معاوية ، وكان يتعشى مع أصحابه ، وقد رفع اللقمة إلى فمه ، فألقاها ، وأطرق هينهة ، ثم قال :

    جبل تدكدك ثم مال بجَمعهِ ... في البحر واشتملت عليه الأبحرُ

    لله در ابن هند ، ما كان أجمل وجهه ، وأكرم خلقه ، وأعظم حلمه ، فقطع عليه الكلام رجل من أصحابه ، وقال : تقول هذا فيه ؟ فقال : ويحك ، إنك لا تدري من مضى عنك ، ولا من ولى عليك ، وستعلم ، ثم سكت .
    وكان عبد الله بن عباس يكره ولاية يزيد بعد أبيه معاوية .
    ..... يتبعٍٍ





  5. #5
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي رد: معاوية بن أبي سفيان


    ولمعاوية بن أبي سفيان أوليات منها :

    أنه كان أول من ركب بحر الروم للغزو ، وأول من اتخذ السيف لتأديب الناس خلفا للعصى كما كانت دِرَّة عمر بن الخطاب التي اتخذها لتأديب الناس يضرب بها العاصي فاتخذت الملوك بعد ذلك السيف ، وكان أول من جلس في خطبة منبرية ( لترهل جسمه وعجزه عن القيام طويلا ) ، وأول من أقام على رأسه حرسا ، وأول من قيدت بين يديه الجنائب ، وأول من اتخذ الخصيان في الإسلام ، وأول من قتل مسلما صبراً وأول من بلغ درجات المنبر خمس عشرة مرقاة ، وأول من أخذ البيعة لابنه ، وكان يقول أنا أول الملوك .

    ولعل القضية بين الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وبين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه إنما هي بنتائجها التاريخية الكثيرة والمختلف عليها تمثل أمرا قدره المولى عز وجل من قبل يصدق فيها قوله سبحانه :

    " وكان أمر الله قدرا مقدورا " 38الأحزاب .

    ولعل هذا الفريق وذاك ، وهم خير القرون لا يمكننا إلا أن نتصور فيهم قوله تعالى :
    " ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين " 47 الحجر .
    فرضى الله عنهم وأرضاهم أجمعين .

    هذا وقد أورد ابن حزم الأندلسي في الرسائل الخمس أن معاوية بن أبي سفيان روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 163 حديثا .

    وقد روى عنه جماعة من الصحابة : ابن عباس والخدري وأبو الدرداء وجرير والنعمان ابن بشير وابن عمر وابن الزبير وغيرهم ، ومن التابعين أبو سلمة وحميد ابنا عبد الرحمن وعروة وسالم وعلقمة بن وقاس وابن سيرين والقاسم بن محمد وغيرهم .

    وإذا كان كتاب محاضرات في تاريخ العالم الإسلامي للأستاذ الدكتور محمد الطيب النجار قد ذكر أن معاوية كان مولده بالخيف من منى قبل الهجرة بخمس عشرة سنة ، وأسلم يوم فتح مكة وله من العمر حينئذ ثلاث وعشرون سنة فإنه بذلك وقد توفى في شهر رجب عام 60 هـ يكون عمره في حدود الخامسة والسبعين فإن كتاب الإصابة في تمييز الصحابة يورد أن معاوية وقد توفى في دمشق ودفن بها يوم الخميس لثمان بقين من رجب عام 59 هـ وهو ابن اثنتين وثمانين سنة وقيل ابن ثمان وسبعين وقيل ابن ست وثمانين .

    وكانت خلافته تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر وعشرين يوما .
    وكان يتمثل وهو قد احتضر :
    فهل من خالد إما هلكنا ... وهل بالموت يا للناس عار

    وإلى هنا حيث اكتفينا بالمختصر المفيد عن حياة هذا الصحابي الذي ملأ الأرض بسيرته الخالدة نرجو ألا يكون اختصارنا مخلا بصفات حياته التي يجدر أن نفرد لها مكانا كبيرا في كتابنا " مسلمون يخلدهم التاريخ " . فرضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعن التابعين إلى يوم الدين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

    صــلاح جــاد ســلام

    باحث إسلامي

    المراجع :
    1. البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي .
    2. الإصابة في تمييز الصحابة .
    3. أسد الغابة في معرفة الصحابة .
    4. تحفة الألباب في شرح الإنسان للشيخ أحمد الشنقيطي .
    5. زهر الآداب وثمر الألباب لأبي اسحق الحصري القيرواني .
    6. الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني .
    7. الموسوعة الذهبية للعلوم الإسلامية العدد 43 ، د. فاطمة المحجوب .
    8. محاضرات في تاريخ العالم الإسلامي ، أ.د. محمد الطيب النجار .
    9. مجلة العربي الكويتية العدد 266 والعدد 450




    من أقوال المنصفين في الصحابي الخليفة معاوية رضي الله عنه



    [rams]http://75.126.222.101/data/ar/ih_sounds/single/ar8098.rm[/rams]

    http://www.islamhouse.com/p/30585





  6. #6
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

    افتراضي


    من أقوال المنصفين في الصحابي الخلفية معاوية رضي الله عنه
    قال فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد - حفظه الله -:

    أيها الإخوة الكرام: فهذا حديث عن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله تعالى عنهما - مشتملٌ على ذكر بعض أقوال المنصفين فيه، ولا أريد أن أتكلم فيه عن نسبه، وحياته، وحديثه، وما إلى ذلك مما يتعلق به، وإنما سيكون مقصوراً على ناحية معينة وهي كلام أهل الإنصاف فيه، الذين وفقهم الله - سبحانه وتعالى - لأن يسلكوا المسلك القويم، وأن يتكلموا فيه بما يليق به، وبما يناسب مقامه، ولم يقعوا فيما وقع فيه أناس لم يحالفهم التوفيق، ولم يحصل لهم ما يكون فيه سلامتهم ونجاتهم وسعادتهم.

    ومعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - هو أحد الصحابة الذين أكرمهم الله بصحبة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - وكل كلام يقال في الصحابة فيما يتعلق بفضلهم عموماً وما يجب لهم عموماً، فإن معاوية - رضي الله عنه - يدخل في ذلك، ولهم فيه كلام يخصّه ويتعلق به مما ينبغي أن يوصف به، وأن يتكلم فيه بشأنه - رضي الله تعالى عنه وأرضاه - وما أُورِدُه في هذا الحديث عنه ليس لي منه إلاّ مجرد النقل من كتب بذل أصحابها جهوداً مشكورة في خدمة السّنّة النبوية، وفي بيان ما يجب للصحابة - رضي الله عنهم -
    فأنا سآتي بكلام عام في الصحابة جميعاً، ويدخل فيهم معاوية بن أبي سفيان، ثم بالكلام الخاص الذي يتعلق بمعاوية - رضي الله عنه -.
    سبب اختيار الحديث عن معاوية - رضي الله عنه -:

    وقد يقول قائل: لماذا اخترت معاوية بن أبي سفيان فخصصته بالحديث دون غيره؟
    والجواب عن ذلك: هو أن أحد السلف وهو أبو توبة الحلبي قال قولة مشهورة وهي قوله:
    " إن معاوية بن أبي سفيان ستر لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمن كشف الستر اجترأ على ما وراءه ".

    فالذي يتكلم في معاوية ويجرؤ على أن يتكلم فيه - رضي الله عنه - بكلام لا يليق فإنه من السهل عليه أن يتكلم في غيره.
    ولم يكن الأمر مقتصراً عليه بل تجاوزه إلى من هو خير منه ومن هو أفضل منه، بل إلى من هو أفضل البشر بعد الأنبياء والمرسلين أبو بكر الصديق
    ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنهم وأرضاهم - وكذا غيرهم من الصحابة حصل في حقهم ما حصل من الكلام.
    وفي الحقيقة إنما حصل لهم من كلام يليق بهم فهم أهله وهو اللائق بهم - رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم - وهو محمدة لمن تكلم به، ولمن حصل منه.

    ولهذا كان ذكر هؤلاء الأسلاف الذين تكلموا في حق أولئك الأخيار - رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم - كان ذكرهم دائماً على الألسنة، يُذكَر كلامهم الجميل
    ويُتَرَحَّم عليهم ويثنى عليهم في كونهم قاموا بما يجب لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورضي الله تعالى عن الصحابة أجمعين.

    أما من تكلم فيهم بكلام لا ينبغي فهو في الحقيقة لم يضرَّهم إنما ضرَّ نفسه؛ وذلك أنهم - رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم - قدِموا على ما قدَّموا
    وقد قدَّموا الخير الكثير، وقد قدَّموا الأعمال الجليلة التي قاموا بها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    ورضي الله تعالى عنهم، فالذي يتكلم فيهم بما لا ينبغي هو في الحقيقة لا يضرهم وإنما يضرُّ نفسه.

    بل إن ذلك يكون زيادة في حسناتهم، ورفعة في درجاتهم؛ لأنه إذا تكلم فيهم بغير حق أضيف إليهم من حسنات المتكلم فيهم إذا كان له حسنات
    فيكون ذلك رفعة في درجاتهم، وإن لم يكن له حسنات فإنه لا يضر السحاب نبح الكلاب كما يقولون.






  7. #7
    مراقبة الأقسام العامة
    أمـــة الله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 15
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 14,900
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    معدل تقييم المستوى : 32

  8. #8

    عضو مؤسس للمنتدى

    الصورة الرمزية صفاء
    صفاء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 74
    تاريخ التسجيل : 22 - 11 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 3,654
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : المغرب الأقصى
    الاهتمام : التاريخ
    معدل تقييم المستوى : 21

    افتراضي


    سيدنا معاوية رضي الله عنه من اكثر الشخصيات التي ظلمت وشوهتها اقلام المؤرخين

    بارك الله في جهودك الطيبة اختي الحبيبة نورا
    جعلها الله في ميزان حسناتك








 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ماذا تعرف عن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان؟
    بواسطة عبد خطاء في المنتدى نصرة الإسلام و الرد على الافتراءات العامة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 2011-01-08, 11:23 PM
  2. دهاء معاوية بن ابي سفيان
    بواسطة التوحيد في المنتدى منتدى التاريخ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 2010-11-29, 10:18 AM
  3. قناة رافضية تنال من الصحابي معاوية بن ابي سفيان رضوان الله عليه
    بواسطة مها الحلبيه في المنتدى الرد على الإفتراءات حول السنة النبوية
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 2010-09-19, 12:13 PM
  4. هل رسولنا الكريم دعا على الصحابي معاوية بن ابي سفيان رضوان الله عليه
    بواسطة مها الحلبيه في المنتدى الرد على الإفتراءات حول السنة النبوية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 2010-08-17, 12:38 AM
  5. أبو سفيان بن الحارث
    بواسطة زنبقة الاسلام في المنتدى منتدى التاريخ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 2010-07-13, 04:41 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML