( وخرج ومضى كالعادة إلى جبل الزيتون ، وتبعه أيضاً تلاميذه ، ولما صار إلى المكان قال لهم صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة ، وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلي ، قائلاً يا أبتاه إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس ، ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك ، وظهر له ملاك من السماء يقويه ، وإذ كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض . ثم قام من الصلاة وجاء إلى تلاميذه فوجدهم نياماً من الحزن ، فقال لهم لماذا أنتم نيام ، قوموا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة .
وبينما هو يتكلم إذا جمع والذي يدعي يهوذا أحد الاثني عشر يتقدمهم فدنا من يسوع ليقبله ، فقال له يسوع يا يهوذا أبقبلة تسلم ابن الإنسان ، فلما رأي الذين حوله ما يكون قالوا يا رب أنضرب بالسيف ، وضرب واحد منهم عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمني ، فأجاب يسوع وقال دعوا إلى هذا . ولمس أذنه وأبرأها.
ثم قال يسوع لرؤساء الكهنة وقواد جند الهيكل والشيوخ المقبلين عليه . كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي ، إذ كنت معكم كل يوم في الهيكل لم تمدوا على الأيدي ، ولكن هذه ساعتكم وسلطان الظلمة ، فأخذوه وساقوه وأدخلوه إلى بيت رئيس الكهنة ) (ص 22 : 39 - 54)
( والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه ، وغطوه وكانوا يضربون وجهه ويسألونه قائلين تنبأ ، من هو الذي ضربك ، وأشياء أخر كثيرة كانوا يقولون عليه مجدفين .
ولما كان النهار اجتمعت مشيخة الشعب رؤساء الكهنة والكتبة وأصعدوه إلى مجمعهم ، قائلين إن كنت أنت المسيح فقل لنا ، فقال لهم إن قلت لكم لا تصدقون وإن سألت لا تجيبوني ولا تطلقونني ، منذ الآن يكون ابن الإنسان جالساً عن يمين قوة الله ، فقال الجميع أفأنت ابن الله ، فقال لهم أنتم تقولون أني أنا هو ، فقالوا ما حاجتنا بعد إلى شهادة لأننا نحن سمعنا من فمه ) (22 : 63 - 71).( فقام كل جمهورهم وجاءوا إلى بيلاطس ، وابتدأوا يشتكون عليه قائلين إننا وجدنا هذا يفسد الأمة ويمنع أن تعطي جزية لقيصر قائلاً إنه هو مسيح ملك فسأله بيلاطس قائلاً أنت ملك اليهود . فأجابه وقال أنت تقول . فقال بيلاطس لرؤساء الكهنة والجموع أني لا أجد علة في هذا الإنسان ، فكانوا يشددون قائلين أنه يهيج الشعب وهو يعلم في كل اليهودية مبتدئاً من الجليل إلى هنا . فلما سمع بيلاطس ذكر الجليل سأل هل الرجل جليلي . وحين علم أنه من سلطنة هيرودس أرسله إلى هيرودس إذ كان هو أيضاً تلك الأيام في أورشليم .
وأما هيرودس فلما رأي يسوع فرح جسداً لأنه كان يريد من زمان طويل أن يراه لسماعه عنه أشياء كثيرة وترجي أن يري آية تصنع منه . وسأله بكلام كثير فلم يجبه بشيء ، ووقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتداد ، فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأ به وألبسه لباساً لامعاً ورده إلى بيلاطس ، فصار بيلاطس وهيرودس صديقين مع بعضهما في ذلك اليوم لأنهما كانا من قبل في عداوة بينهما .
فدعا بيلاطس رؤساء الكهنة والعظماء والشعب ، وقال لهم ، قد قدمتم إلى هذا الإنسان كمن يفسد الشعب ، وها أنا قد فحصت قدامكم ولم أجد في هذا الإنسان علة مما تشتكون به عليه ، ولا هيرودس أيضاً لأني أرسلتكم إليه ، وها لا شيء يستحق الموت صنع منه ، فأنا أؤدبه وأطلقه ، وكان مضطراً أن يطلق لهم كل عيد واحداً ، فصرخوا بجملتهم قائلين خذ هذا وأطلق لنا باراباس . وذاك كان قد طرح في السجن لأجل فتنة حدثت في المدينة وقتل ، فناداهم أيضاً بيلاطس وهو يريد أن يطلق يسوع ، فصرخوا قائلين أصلبه أصلبه ، فقال لهم ثالثة فأي شر عمل هذا . إني لم أجد فيه علة للموت ، فأنا أؤدبه وأطلقه ، فكانوا يلجون بأصوات عظيمة طالبين أن يصلب ، فقويت أصواتهم وأصوات رؤساء الكهنة ، فحكم بيلاطس أن تكون طلبتهم فأطلق لهم ولما مضوا به أمسكوا سمعان رجلا قيراونياً كان آتياً من الحقل ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع . وتبعه جمهور كثير من الشعب والنساء اللواتي كن يلطمن أيضاً وينحن عليه. فالتفت إليهن يسوع وقال . يا بنات أورشليم لا تبكين على بل أبكين على أنفسكن وعلى أولادكن ، لأنه هو ذا أيام تأتي يقولون فيها طوبي للعواقر والبطون التي لم تلد والثدي التي لم ترضع ، حينئذ يبتدئون يقولون للجبال اسقطي علينا وللأكام غطينا ، لأنه إن كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا فماذا يكون باليابس ، وجاءوا أيضاً بائنين آخرين مذنبين ليقتلا معه .
ولما مضوا به إلى الموضع الذي يدعي جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين واحداً عن يمينه والآخر عن يساره . فقال يسوع يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ، وإذ اقتسموا ثيابه اقترعوا عليها .
وكان الشعب واقفين ينظرون ، والرؤساء أيضاً معهم يسخرون به قائلين خلص آخرين فليخلص نفسه إن كان هو المسيح مختار الله ، والجند أيضاً استهزأوا به وهم يأتون ويقدمون له خلا قائلين إن كنت أنت ملك اليهود فخلص نفسك ، وكان عنوان مكتوب فوقه بأحرف يونانية ورومانية وعبرانية هذا هو ملك اليهود . وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلاً إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا. فأجاب الآخر وانتهره قائلاً أو لا أنت تخاف الله إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه ، أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلناه وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس في محله ، ثم قال ليسوع اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك ، فقال له يسوع الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس .
وكان نحو الساعة السادسة ، فكانت ظلمة على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة ، وأظلمت الشمس وانشق حجاب الهيكل من وسطه ، ونادي يسوع بصوت عظيم وقال يا أبتاه في يديك أستودع روحي ، ولما قال هذا أسلم الروح ) (ص 23 : 1 - 46).ehgehW : Yk[dg g,rh ,vHdi tn rqdm hgwgf
المفضلات