دم الزواني يجري في عروق يسوع


يهوذا كان لديه ثلاثة أولاد هم (عيرا - أونان - شيلة) ... فتزوج "عيرا" من فتاة اسمها "ثامار" ولكن " عيرا" كان شريرا في عيني الرب فاماته الرب ولكننا لم نعرف السبب الحقيقي لموت "عيرا" رغم ان الكتاب المقدس عرفنا سبب موت أخيه أونان حيث أن الشريعة تقول : اذا سكن اخوة معا و مات واحد منهم و ليس له ابن فلا تصر امراة الميت الى خارج لرجل اجنبي اخو زوجها يدخل عليها و يتخذها لنفسه زوجة و يقوم لها بواجب اخي الزوج و البكر الذي تلده يقوم باسم اخيه الميت لئلا يمحى اسمه من اسرائيل (التثنية 25) ... فبعد موت "عيرا" تزوج "أونان" زوجة اخيه الميت ولكونه يعلم بأن الناموس أكد بأن المولود البكر لن يُنسب له لا شرعاً ولا جسدا بل يُنسب لأخيه الميت فتعمد "أونان" بأن يستمني امام زوجته ويلقي منيه على الأرض لكي لا ينجب منها ذكرية لا تُنسب له .. لكن ألقاء "أونان" منيه على الأرض قبح في عين الرب فاماته ايضاً .. ولم يتبقى ليهوذا إلا ابنه الصغير "شيلة" إلا أن "شيلة" لم ينضج بعد فطلب يهوذا من كنته ثامار بأن تنتظر إلى أن يكبر "شيلة" فتتزوجه .. وهذا يعني بأنه لا مانع من أن تكون الزوجة اكبر من زوجها ، ولكن بعد أن كبر "شيلة" رفض يهوذا ان يزوج ابنه "شيلة" لثامار متحججاً بانها السبب في موت إبنيه .

فحين إشتهت ثامار أن يكون لها نسلاً تغطت ببرقع لأن ناذرات أنفسهن للزني كن يضعن برقعاً. وكان هؤلاء يذهبن للهياكل الوثنية وينذرن أنفسهن لمدة سنة ويحصلن علي أجرهن من الزنا جدياُ يتبرعن به للهيكل. وكانوا يسمين الزانية : قدشة أي قديسة. فثامار عاشت وسط عائلة يعقوب وسمعت عن أن المسيح سيأتي من نسلهم فزنت ثامار مع يهوذا ... فثامار الوثنية قبلت أن تكون كزانية حتي يأتي منها نسل مقدس قد يكون المسيح (!) .. وبهذا العمل الإيماني تأهلت ثامار أن تكون جدة للسيد المسيح، دمها يجري في عروقه، وقد سجل متي أسمها في أنساب السيد المسيح (مت 23:1)

العجيب أن زنا يهوذا بثامار لم يقبح في عين الرب فإلقاء أونان منيه على الأرض هو أكثر قبحاً من زنا رجل بكنته (يا للعحب)(!).. أي أن ما فعله "عيرا" و"أونان" قبح في عين الرب ولم يقبح في عين الرب زنا يهوذا بثامار ...... الأغرب من ذلك هو اننا لو رجعنا لقصة زنا داود مع جارته بثشبع بنت اليعام امرأة اوريا الحثي وذبحه لزوجها قبح في عين الرب فحكم الرب عليه نشر الدعارة في أهله بيتهم وتزني نسائه في وضح النهار (2صموئيل12:11) وأيضا قتل ابنه الوليد (صموئيل12:14) ولكن لم نرى مثل هذا العقاب لثامار ويهوذا بل دم ثامار الزانية أصبح دم مقدس يجري في عروقه وأصبح ما فعلته من زنا هو فعل مقدس وشرف لها وليسوع وللكنيسة.


ملحوظة : يدعي البعض بأنه في زمن يهوذا ما كانت هناك تشريعات ، وهذا كلام باطل لأن القمص صموئيل ذكر في كتابه "موسوعة علم اللاهوت" بأن الوحي لم ينقطع منذ زمن آدم إلى زمن موسى (عليها السلام) .(المصدر) أو (هنــــا) .