قال الإمام الباقلاني رحمه الله :
فأما كلام مسيلمة الكذاب وما زعم أنه قرآن فهو أخس من أن نشتغل به وأسخف من أن نفكر فيه
وإنما نقلنا منه طرفا ليتعجب القارئ وليتبصر الناظر فإنه على سخافته قد أضل وعلى ركاكته قد أزل وميدان الجهل واسع ومن نظر فيما نقلناه عنه وفهم موضع جهله كان جديرا أن يحمد الله على ما رزقه من فهم وآتاه من علم
فما كان يزعم أنه نزل عليه من السماء والليل الأطخم والذئب الأدلم والجذع الأزلم ما انتهكت أسيد من محرم وذلك قد ذكر في خلاف وقع بين قوم أتوه من أصحابه
وقال أيضا والليل الدامس والذئب الهامس ما قطعت أسيد من رطب ولا يابس
وكان يقول والشاء وألوانها وأعجبها السود وألبانها والشاة السوداء واللبن الأبيض إنه لعجب محض وقد حرم المذق فما لكم لا تجتمعون
وكان يقول ضفدع بنت نقي ما تنقين أعلاك في الماء وأسفلك في الطين لا الشارب تمنعين ولا الماء تكدرين لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ولكن قريشا قوم يعتدون
وكان يقول والمبديات زرعا والحاصدات حصدا والذاريات قمحا والطاحنات طحنا والخابزات خبزا والثاردات ثردا واللاقمات لقما إهالة وسمنا لقد فضلتم على أهل الوبر وما سبقكم أهل المدر ريفكم فامنعوه والمعتر فآووه والباغي فناوئوه

#######كلام سخيف حذفته ثم قال الباقلاني رحمه الله :

ولم ننقل كل ما ذكر من سخفه كراهية التثقيل
وروي أنه سأل أبو بكر الصديق رضي الله عنه أقواما قدموا عليه من بني حنيفة عن هذه الألفاظ فحكوا بعض ما نقلناه فقال أبو بكر:

سبحان الله ويحكم إن هذا الكلام لم يخرج عن إل فأين كان يهذب بكم ؟

ومعنى قوله لم يخرج عن إل أي عن ربوبية

ومن كان له عقل لم يشتبه عليه سخف هذا الكلام .

انتهى من كتابه أعجاز القرآن.

فهذا المعتوه سبقوه من هم اشد تمكنا من العربية فلم يفلحوا فما بال الأعاجم الأغبياء ؟