عاوز كلام فى الرد على هذه الشبهة
يقول الشيعة والروافض هذا الكلام

رُوِيَ عَنْ زرارة أنه سُئل الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) عن بدء النسل من آدم على نبينا و آله و عليه السلام كيف كان ؟ و عن بدء النسل من ذرية آدم فإن أناسا عندنا يقولون إن الله تعالى أوحى إلى آدم أن يزوج بناته بنيه و إن هذا الخلق كله أصله من الإخوة و الأخوات ؟

فقال أبو عبد الله ( عليه السَّلام ) [1] تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، يقول من قال هذا بأن الله عَزَّ و جَلَّ خلق صفوة خلقه و أحباءه و أنبياءه و رسله و المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات من حرام ! و لم يكن له من القدرة ما يخلقهم من حلال و قد أخذ ميثاقهم على الحلال الطهر الطاهر الطيب !

فو الله لقد تبينت أن بعض البهائم تنكرت له أخته فلما نزا عليها و نزل كُشف له عنها ، فلما علِمَ أنها أخته أخرج غرموله [2] ثم قبض عليه بأسنانه حتى قطعه فخر ميتاً ، و آخر تنكرت له أمه ففعل هذا بعينه ، فكيف الإنسان في إنسيته و فضله و علمه .

غير أن جيلا من هذا الخلق الذي ترون رغبوا عن علم أهل بيوتات أنبيائهم و أخذوا من حيث لم يؤمروا بأخذه فصاروا إلى ما قد ترون من الضلال ، و الجهل بالعلم كيف كانت الأشياء الماضية من بدء أن خلق الله ما خلق و ما هو كائن أبدا .

ثم قال : ويح هؤلاء أين هم عما لم يختلف فيه فقهاء أهل الحجاز و لا فقهاء أهل العراق إن الله عَزَّ و جَلَّ أمر القلم فجرى على اللوح المحفوظ بما هو كائن إلى يوم القيامة قبل خلق آدم بألفي عام و إن كتب الله كلها فيما جرى فيه القلم في كلها تحريم الأخوة مع ما حرم ، و هذا نحن قد نرى منها هذه الكتب الأربعة المشهورة في هذا العالم التوراة و الإنجيل و الزبور و القرآن أنزلها الله من اللوح المحفوظ على رسله صلوات الله عليهم أجمعين منها التوراة على موسى و الزبور على داود و الإنجيل على عيسى و القرآن على محمد ( صلى الله عليه و آله ) و على النبيين ليس فيها تحليل شي‏ء من ذلك حقا .

أقول ما أراد من يقول هذا و شبهه إلا تقوية حجج المجوس ، فما لهم قتلهم الله .

ثم أنشأ يحدثنا كيف كان بدء النسل من آدم و كيف كان بدء النسل من ذريته .

فقال : إن آدم ( عليه السَّلام ) وُلِدَ له سبعون بطناً في كل بطن غلام و جارية إلى أن قُتل هابيل ، فلما قتل قابيلُ هابيلَ جزع آدم على هابيل جزعاً قطعه عن إتيان النساء ، فبقي لا يستطيع أن يغشى حواء خمسمائة عام ، ثم تخلى ما به من الجزع عليه فغشي حواء فوهب الله له شيثاً وحده ليس معه ثاني ، و اسم شيث هبة الله ، و هو أول وصي أوصي إليه من الآدميين في الأرض ، ثم ولد له من بعد شيث يافث ليس معه ثاني .

فلما أدركا و أراد الله عَزَّ و جَلَّ أن يبلغ بالنسل ما ترون و أن يكون ما قد جرى به القلم من تحريم ما حرم الله عَزَّ و جَلَّ من الأخوات على الإخوة ، أنزل بعد العصر في يوم الخميس حَوراء من الجنة اسمها بركة ، فأمر الله عَزَّ و جَلَّ آدم أن يزوجها من شيث فزوجها منه ، ثم نزَّل بعد العصر من الغد حَوراء من الجنة اسمها منزلة ، فأمر الله عَزَّ و جَلَّ آدم أن يزوجها من يافث فزوجها منه ، فولد لشيث غلام و ولد ليافث جارية ، فأمر الله عَزَّ و جَلَّ آدم حين أدركا أن يزوج بنت يافث من ابن شيث ففعل ذلك فولد الصفوة من النبيين و المرسلين من نسلهما و معاذ الله أن ذلك على ما قالوا من الإخوة و الأخوات " [3] .

[COLOR="red"]هذا كلام الشيعة كوبي/COLOR]

--------------------------------------------------------------------------------

[1] أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) ، سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .

[2] الغرمول : الذكر .

[3] بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 11 / 224 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود باصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية ، نقلاً عن علل الشرايع .