مقدمـــة

الحمد لله رب السموات والأرض ، الذي يخرج الناس من الظلمات إلى النّور ، الذي يهدي الضال ويعفو عن السيئات.
اللهمّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ، تعرف سرّ قلبي ، عليك توكلت ، أشهد أن لا اله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمدا ( صلى الله عليه وسلم) عبده ورسوله ، هو أسوتي في العبادة الحقّة لله .
* * *
تظل النصرانية خطرا داهما ، كل مسلم مدعو لمجابهته ، ليس بالعدوان ، لكن بتحصين كامل ضد هذه الآفة التي تأتي لتضاف إلى مختلف الظواهر التي تهدد مجتمعنا الإسلامي عامة ، ومجتمعنا خاصة.
بعيدا أن يكون هذا الكتاب شبه اضطهاد، ما هو إلا إيقاظ لضمائر من يجهلون هذا الخطر.
وهي نجدة للنصارى الذين – ربما – هم مرهقون بالشكوك ، وهي كذلك ذكرى لأولئك الذين يصرون ويتشبثون في ضلالهم ، في هذه العقيدة الخاطئة المحرّفة ، والتي هي بعيدة عن أن تعتبر كرسالة حقّة من الله إلى الناس .
إذن بدافع الحبّ للحقيقة والاحترام الذي أكنّه تجاه جميع المسيحيين، خاصّة أولئك الذين كانوا في الماضي إخوة لي في الإيمان ، أتوجّه إليهم بالنية الصادقة ، والباعث على ذلك واجب تنبيههم تجاه الشذوذ الموجود في الإنجيل .
يا أيها النّصارى إنّي لا أشك في صدقكم ،ولا في حبّكم لله ، ولا في النّور الذي ترونه في كلام عيسى ( عليه الصلاة والسلام ) ، ولا في نشوة الإخاء التي تعيشونها معا.
إنّي أطرق باب قلوبكم ، ودعوني أبوح لكم بقصتي التي سأحكيها لكم بكل وفاء ، لا تتسرعوا في الحكم عليّ ، لكن ابدؤوا أولا بفهمي.
دعوا إذن جانبا أحكامكم المسبقة ، ولنبحث معا عن الحقيقة بكل موضوعية ، ولندعوا الله ليهدنا سواء السبيل لأنّ :" كل من يدعو يستجاب له ، وكل من يبحث يجد ، ويفتح لكلّ من يدق الباب " كما جاء في العهد الجديد.
...أحكي لكم شهادتي عسى أن تكون نافعة لكم ، إن شاء الله ، وأعلم علم اليقين ، أنّي لست الوحيد الذي مرّ بهذه التجربة ، والكثير من النّصارى سيعرفون أنفسهم من خلال هذه الشهادة.
(فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلّهُمْ يَتَفَكّرُونَ) [سورة: الأعراف - الأية: 176]

;kj kwvhkdh