إذا كنت تقصد بالتأول: الاجتهاد الذي يوجب لصاحبه العذر، فنحن نقطع أن الفئة الباغية لم تكن متأولة، والدليل أنها داعية إلى نار جهنم بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وآله، والذي يكون مجتهداً متأولاً يكون معذوراً، فلا يتم التعبير عنه بأنه داع إلى النار..
ثم إنه لا مجال للتأول والاجتهاد بعد صراحة النصوص النبوية، فالنبي جعل مقتل عمار دليلاً على ضلال الفئة التي تقتله، ولكن تلك الفئة لم ترعوي حتى بعد مقتل عمار رضي الله عنه..
والنبي قال في حق الإمام علي: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.. ولكن هذه الفئة عادته وقاتلته..
والنبي قال - كما صح عن الحسن البصري - : (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه) ، فلم يقتلوه، بل وانضموا معه يحاربون الخليفة الراشد..
والنبي ذم بشدة الخارج عن الجماعة والشاق لعصا الطاعة، والفئة الباغية كانت من أبرز الصور المجسدة لهذه المخالفة الشرعية الصارخة..
إلى غير ذلك من الأدلة الصريحة التي تنفي أي وجه للعذر لصالح الفئة الباغية، وهو ما يعني نفي التأول عنهم..