تائهة واريد الحوار

[الرافعي]

الحمد لله الذي هدانا إلى الحق وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ...

أري السيوطي والبخاري في الصفحة فهلا وضعتم الزبد !

الحمد لله وبعد ،

فأكره والله أن تكون راية غير راية شيخنا ذي الفقار في ميدان واحد ، وإنما هو حينها الزبد الذي يذهب جفاء ، أفيُرجى منه أن يحيف على ما ينفع الناس ويمكث في الأرض ؟! وما نحن من ذي الفقار إلا بمنزلة هذا من هذا .
على أنه لا عراك مناظرة ، أو صدام شجار .. وإنما هو إعلاء بحق وخسف بباطل ، وعسى الله أن يجعل لنا منه نصيباً .

أما وقد استبان الحق لكِ أختنا الكريمة بعد خلوص نيتك وسلامة طويتك ، فما لنا عليك إلا بضع كلمات نقرر بها المنهج القويم للفهم السليم للنصوص .

فأما أولاها فاعلمي هدانا الله وإياكِ أنه لا تعارض أبداً بين صريح العقل وصحيح النقل ، وكما قال الأخ الإدريسي من قبل : إن عنت للمرء منا عارضُ شبهة أو داخلُ شكٍّ فما عليه إلا أن يتهم فهمه للنص أولاً ، ثم ينكب على أقوال سادتنا وكبرائنا من أهل العلم الذين أفنوا حيواتهم في العلم تأصيلاً وشرحاً وتفسيراً ، فهم قد فتح الله عليهم بصنوف شتى من الفهم والتبصرة ، فجزاهم الله عنا خيراً .

واعلمي أنه ما من شبهة إلا لها في كتبهم رد ، لكنا في عهد تكلم فيه الرويبضة وكل من لا يحسن في ما لا يحسن فأتى بالعجائب ، ولا حول ولا قوة إلا بالله !

وأرجو بعد أن يقضي الله في هذا الحوار على خير إن شاء الله أن تكون ثمة وقفة نقرر فيها معاً أصول الرواية ، وقواعد النقل ، لتعلمي أختاه يقيناً ما قد سبق وقلناه أنه ليس ثمة تعارض بين صحيح المنقول ، وصريح المعقول .

فاللهم هيئ لنا الخير ، واعزم لنا على الرشد ، وآتنا من لدنك رحمة ، واكتب لنا السلامة في الرأي ، وجنبنا فتنة الشيطان أن يقوى بها فنضعف ، أو نضعف لها فيقوى ، ولا تدعنا من كوكب هداية منك في كل ظلمة شك منا ، واعصمنا أن تكون آراؤنا من الحق البين مكان الليل من نهاره ، أو تنزل ظنوننا من اليقين النير منزلة الدخان من ناره ، نسألك بوجهك ، ونتوسلك إليك بحمدك ، وندعوك بأفئدة عرفتك حين كذب غيرها فأقرت ، وآمنت بك فزُلزل غيرها واستقرت .

والآن ، أرجع لمكاني بين المتابعين ..
والسلام ،