بسم الله الرحمن الرحيم



إن المتخرصين و الزنادقة لا يهدأ لهم بال و لا يرتاحون بل يحاولون النيل من الإسلام و المسلمين .

إن هؤلاء الزنادقة و الملاحدة يعطون لأنفسهم الحق في فعل أي شيء يريدون فليشربوا الخمر متى شاءوا و ليزنوا بمن شاءوا مادام أن الأمر يتعلق بشخص لا دين له بل هو عابد لهواه .

إن عبدة الهوى قد ذكروا في القرآن الكريم و ذمهم الله تعالى و جعلهم أحط من البهائم .الرد الملاحدة النصارى فيما افتروه في سورة الفرقان
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43)

أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)


إن هؤلاء الملاحدة الذين يدعون إعمال العقل هم اشد الناس بعدا عن العقل و العقلاء . و هم ينكرون ما أعده الله تعالى لعباده من الطيبات من الحور العين و يستنكرون أن تكون الحور العين خلقت لإرضاء عباد الله المؤمنين في دار كرامته و هم في الآن نفسه لا يتفكرون و لا يعملون عقولهم لتشديد النكير على هؤلاء الذين يبيعون النساء في جنوب شرق آسيا و أمريكا اللاتينية إرضاء لنزوات الملاحدة من عبدة الهوى المخدرين بالكوكايين و الأفيون . و لا ينكرون على اصحاب الحفلات الصاخبة و من يهتك أعراض الفتيات و لا يقيم وزنا للدين و الخلق .


إن أمثال هؤلاء يجب أن تكون من حثالة البشر و من أحط أنواع الدواب لتنضم إلى ناديهم و جماعتهم.

1 _لماذا الفرية و الشبهة ؟



الزنادقة و الملاحدة و الكفرة عموما عندما يثيرون ما يثيرون يكون هدفهم :

1 _ تشكيك المسلم.
2 _ انتقاص دين الله و السخرية به .
3_ إظهار نوع من أنواع التفوق الذي يحقق لصاحبه ارتياحا نفسيا لمعاناته الخواء الداخلي لأنه يبني حياته على جرف هار .
4_ إقناع الناس بوجوده و إثارة انتباههم إليه لأنه يحس في أعماق نفسه أنه لا شيء و لا قيمة له و قد كتب الله عليه الذل و المهانة و صدق عليه قول المصطفى صلى الله عليه و سلم : و جعل الذل و الصغار على من خالف أمري و هو حديث صحيح رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما.
5 _ عبادة الدنيا بالركون إليها و إشباع غرئزهم و شهواتهم المادية فكم من واحد اغتنى بسبب إساءته إلى الإسلام و المسلمين و سب الله و رسوله .



2 _ بعض ما يثار عن الحور العين و الجنة من التخرصات و الفرى :
يقولون إن المسلمين لا هم لهم في الجنة سوى الجماع و هذا كذب محض و يقولون إن الله ظالم للحور العين لأنهن خلقن لإرضاء رغبات المسلمين أهل الجنة .
إن كلام هؤلاء الزنادقة و الكفرة لا يثبت إن محص لأنه كلام متخرصين لا يسنده إلا الحقد و الكراهية و التشنيع على كل ما يمت إلى الإسلام .
إن أهل الجنة لم يدخلوا الجنة فقط و يكرموا بالحور العين لا بل إنهم يكرمون برؤية ربهم و هي أفضل ما أكرموا به .الرد الملاحدة النصارى فيما افتروه في سورة يونس :
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26)

قال أبو جعفر الطبري في تفسيره : وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تبارك وتعالى وَعَد المحسنين من عباده على إحسانهم الحسنى ، أن يجزيهم على طاعتهم إيّاه الجنة ، وأن تبيض وجوههم، ووعدهم مع الحسنى الزيادة عليها. ومن الزيادة على إدخالهم الجنة أن يكرمهم بالنظر إليه، وأن يعطيهم غُرفا من لآلئ، وأن يزيدَهم غفرانا ورضوانًا، كل ذلك من زيادات عطاء الله إياهم على الحسنى التي جعلها الله لأهل جناته. وعمّ ربنا جل ثناؤه بقوله:(وزيادة)، الزيادات على "الحسنى"، فلم يخصص منها شيئًا دون شيء، وغير مستنكَرٍ من فضل الله أن يجمع ذلك لهم، بل ذلك كله مجموع لهم إن شاء الله. فأولى الأقوال في ذلك بالصواب ، أن يُعَمَّ ، كما عمَّه عز ذكره. انتهى قوله.

و قال أبو حاتم الرازي قال أبو صالح كاتب الليث أملى على ابن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون و سألته عما جحدت الجهمية فقال لم يزل يملي الشيطان حتى جحدوا قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة فقالوا لا يراه أحد يوم القيامة فجحدوا و الله افضل كرامة الله التي اكرم بها أولياءه يوم القيامة من النظر إلى وجهه و نضرته إياهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر فورب السماء و الأرض ليجعلن رؤيته يوم القيامة للمخلصين له ثوابا لينضر بها وجههم دون المجرمين و تفلح بها حجتهم على الجاحدين و هم عن ربهم يومئذ لمحجوبون لا يرونه كما زعموا أنه لا يرى و لا يكلمهم و لا ينظر إليهم و لهم عذاب اليم.

إن المؤمنين لما نجحوا في دار الابتلاء أكرمهم الله بالآلاء و النعماء . جزاء وفاقا فأكرمهم الله باللباس و الطعام و الشراب و الأهل و النعيم المقيم . و إن تعجب فعجب صنيع هؤلاء المارقين الزنادقة الذين لو دعوا إلى حفنة ماجنة في فندق من الفنادق الفخمة أو محل لعب قمار قاخر لعدوا ذلك من أطيب الذكريات و أرفع التكريمات و لو التقطوا صورة مع نجسة من تلك النجسات الممثلات أو اللاعبين المشاهير لعدوا ذلك من باب الدخول في التاريخ لكن أن يكرم الله تعالى عباده الطيبين و يزوجهم بالحور العين فهذا من أسخف السخف و أبطل الباطل عند هؤلاء الأنجاس .

صدق الله العظيم الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ

نعم إنهم خبيثون و إنهن خبيثات و هيهات للطيب أن يجتمع مع الخبث !
فكيف لهؤلاء الأنجاس أن ينكروا عالما ما فيه نجاسة و ما فيه عرق و لا بول و لا غائط عالم لا وجود لمثله في الخلق فلا بغضاء و لا تحاسد و لا كراهية طعام طيب و شراب طيب و نساء طيبات و رجال طيبون ورب طيب و منزل طيب و جيران طيبون فبالله عليكم من كان جاره محمدا صلى الله عليه و سلم و إخوته من الرسل و الأنبياء هل يشنع على منزله و هل يقال شيء عن الحور العين اللواتي لم تر عينهن جريمة أخلاقية و هن بالأشواق إلى أزواجهن من عباد الله الصالحين .
هل اشتكين كما أطقهن ربهن ؟

و هل تبرمن ؟

حاشا لله رب العالمين.


كنت أقول دائما إن الإنسان يجب أن يكون من أسفل الناس و أحطهم دركة ليكون من هؤلاء الزنادقة و الكفرة العفلانيين عفوا لم أقل العقلانيين لأنهم من ابعد الناس عن العقل و إنما نسبتهم إلى العفل في لسان العرب: والعَفْلُ الموضع الذي يُجَسُّ من الكَبْش إِذا أَرادوا أَن يَعْرِفوا سِمَنه من غيره .اهـ
لماذا لا يشنع الزنادقة و الملاحدة و الكفرة على المكبوتين الذين يخرجون لرؤية ملكات الجمال و المغنيات و عارضات الأزياء ينظرون إليهن و يمتعون أنظارهم و يعبرون بالصراخ عن إعجاب شديد و يتمنون القرب من تلك الأوانس و الحظوة لديهن و يمزقون ما ظهر من أجسادهن بأبصارهم ؟؟؟!!
و ما رأيناههم يشنعون على من تهتك أعراضهن من الفاجرات المومسات
و ما سمعنا منهم نكيرا على الشواذ و الشاذات من قوم لوط
و ما رأيناهم يلمزون عبدة الشيطان و الصلبان
ألا لعنة الله على القوم الظالمين .


إن من الأخطاء القاتلة التي يسقط فيها الزنادقة و الملاحدة أنهم يقيسون عالم الغيب على عالم الشهادة و هذا لا يمكن و .ا قال الله تعالى في سورة السجدة :
فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)


وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
قَالَ اللَّهُ أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ
{ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ }
رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه.


ألا فليعلم الخبيثون أن أهل الجنة راضون عن الله و الله تعالى راض عنهم .
الرد الملاحدة النصارى فيما افتروه في سورة البينة:
إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)


و الرد الملاحدة النصارى فيما افتروه في سورة الزمر:
وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75)


قال ابن القيم رحمه الله في كتابه روضة المحبين و نزهة المشتاقين:
فيحمده أهل السموات وأهل الأرض والأبرار والفجار والإنس والجن حتى أهل النار قال الحسن أو غيره لقد دخلوا النار وإن حمده لفي قلوبهم ما وجدوا عليه سبيلا وهذا والله أعلم هو السر الذي حذف لأجله الفاعل في قوله قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها وقوله وقيل ادخلا النار مع الداخلين كأن الكون كله نطق بذلك وقاله لهم والله تعالى أعلم بالصواب . اهـ


إن أهل النجاسة و الباطل يحاربون القيم و الأخلاق و لو قال لهم قائل تعالوا إلى الزنا للبوا و هم جامحون أو تعالوا إلى حفل راقص لقاموا نشطين و لو دعتهم شقراء إلى الحرام لهبوا لا يلوون على شيء ألا فليعلم الزنادقة و العفلانيين [ نسبة إلى عفل الخروف] أن الذي يزوج العباد هو رب العالمين الرد الملاحدة النصارى فيما افتروه في سورة الطور:
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فَاكِهِينَ بِمَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28)


قال الطاهر بن عاشور رحمه الله :

وليس فعل {زوجناهم} هنا مشتقا من الزوج الشائع إطلاقه على امرأة الرجل وعلى رجل المرأة لأن ذلك الفعل يتعدى بنفسه يقال: زوجه ابنته وتزوج بنت فلان، الرد الملاحدة النصارى فيما افتروه {زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37] وليس ذلك بمراد هنا إذ لا طائل تحته، إذ ليس في الجنة عقود نكاح، وإنما المراد أنهم مأنوسون بصحبة حبائب من النساء كما أنسوا بصحبة الأصحاب والأحبة من الرجال استكمالا لمتعارف الأنس بين الناس. وفي كلا الأنسين نعيم نفساني منجر للنفس من النعيم الجثماني، وهذا معنى سام من معاني الانبساط الروحي وإنما أفسد بعضه في الدنيا ما يخالط بعضه من أحوال تجر إلى فساد منهي عنه مثل ارتكاب المحرم شرعا ومثل الاعتداء على المرأة قسرا، ومن مصطلحات متكلفة، وقد سمى الله سكونا فقال {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21] انتهى قوله بنصه.


أعجبني قول الشاعر:
قد تُنكِرُ العينُ ضوءَ الشمسِ من رَمَدٍ ـــــــــــــــــــ ويُنْكِرُ الفمُ طَعْمَ الماءِ مِنْ سَقَمِ
فهؤلاء الكفرة لما أشربوا الدنيا و المادة راحوا يزنون الأشياء بميزان المادة و الهوى فالمقبول ما وافق هواهم و المردود ما خالف نزواتهم . و لو أنهم حكموا عقولهم حقا و صدقا لوجدوا أنهم ليسوا على شيء.
بالله عليكم هل تحبون أن يقارن ذلك العالم الذي لم يسمع به أحد و لا رآه بعالم الزنادقة و الملاحدة النتنين النجسين عالم الروائح الكريهة من الخمور و المخدرات و السجائر و الأمراض المهلكة كالسيدا و الزهري و الهربس و غيرها و روائح الفن و النتن في الأفكار و الكلام .



الحمد لله على نعمة العقل و الإسلام .

رضيت بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد رسولا و نبيا.


و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.





الصارم الصقيل عفا الله عنه
بعد مغرب يوم الحادي عشر من شعبان المعظم 1431 للهجرة
المغرب الأقصى



hgv] ugn hglghp]m , hgkwhvn tdlh htjv,i ugn hgp,v hgudk>