مرحبا يا ماهر بك في المنتدى تقول :
فالقــول بالإجمــاع باطــل أصــلا


فإن كان ما تقول حول أية بعينها فهو لك يا ماهر وفيه نظر لأن هناك من العلماء من نقل الإجماع على نسخ أيات بعينها كأبن عبد البرفي قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ ) [ البقرة : 240 ] نسختها ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا) [ البقرة : 234 ] .
ثُمَّ قال : ( وهذا من الناسخ والمنسوخ المجتمع عليه ) ا هـ .

أما أن كنت تعني أنه لا إجماع على الناسخ والمنسوخ في القرأن فحالك كحال صاحبيك يا ماهر وأقول لك تابع صفحة الحوار وخذ هذه ودقق فيها علك تصل :

جاء في الأثر أن ابن عباس - رضي الله عنهما - فسّر الحكمة في قوله تعالى : { وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) } [ البقرة : 269 ] بمعرفة ناسخ القرآن ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، ومقدمه ومؤخره ، وحلاله وحرامه ( 1) .

وروي أن عليًّا - رضي الله عنه - مرّ على قاص ، فقال : أتعرف الناسخ والمنسوخ ؟ قال : لا ، قال : هلكت وأهلكت( 2) . يريد أنه عرّض نفسه وعرض الناس للهلاك ، مادام أنه لايعرف الناسخ من المنسوخ )(3 ) .
وقد ذكر الحافظ ابن عبدالبر - رحمه الله - في كتابه جامع بيان العلم وفضله في باب معرفة أصول العلم وحقيقته وما الذي يقع عليه اسم الفقه والعلم مطلقاً - أثراً يبيّن أهمية هذا العلم ، حيث قال : ( وذكر أبو بكر محمد بن الحسن النقاش ، ثنا عبدالله بن محمود ، قال : سمعت يحيى بن أكثم يقول : ليس من المعلوم كلها علم هو أوجب على العلماء وعلى المتعلمين ، وكافة المسلمين من علم ناسخ القرآن ومنسوخه ؛ لأن الأخذ بناسخه واجب فرضاً ، والعلم به لازم ديانةً ، والمنسوخ لايعمل به ، ولاينتهي إليه ، فالواجب على كل عالم عِلْمُ ذلك لئلا يوجب على نفسه أو على عباد الله أمراً لم يوجبه الله عزوجل ، أو يضع عنه فرضاً أوجبه الله عزوجل )( 4) .
وقال القرطبي في بيان أهمية معرفة النسخ : ( معرفة هذا الباب أكيدة ، وفائدته عظيمة ، لايستغني عن معرفته العلماء ، ولاينكره إلاَّ الجهلة الأغبياء ، لما يترتب عليه من النوازل في الأحكام ومعرفة الحلال من الحرام )( 5) .

....................................

1- الناسخ والمنسوخ في القرآن ، لأبي عبيد القاسم بن سلام ( ت 224 هـ ) .
2 - الناسخ والمنسوخ في القرآن ، لأبي جعفر النحاس ( ت 328 هـ ) .
3 - الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه ، لمكي بن أبي طالب ( ت 407 هـ ) .
4 - الناسخ والمنسوخ ، لأبي منصور عبدالقاهر البغدادي ( ت 429 هـ ) .
5 - الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم ، لأبي بكر محمد بن عبدالله بن العربي ( ت 543 هـ ) .