بشاره ونبوءه رقم -14
........
وفي أشعيا {5 : 26- 29 } " فيرفعُ رايةً للأُمم ( راية النبوه والإسلام) من بعيد ويُصفر ( سوء ترجمه واصلُها يُنادي والله لا يُصفر) لهم من أقصى الأرض(كانت المسافه بين القُدس ومكه ، الواحده عن الأُخرى تُسمى أقصى الأرض ، ولذلك سُمي المسجد الأقصى )فإذا هُم بالعجلة يأتون سريعاً( ألا يا خيل الله إركبي ، لبيك اللهم لبيك ). ليس فيهم رازحٌ ولا عاثر . لا ينعسون ولا ينامون ولا تنحلُ حُزم أحقائهم ولا تنقطع سيرُ أحذيتهم . الذين سهامُهم مسنونه وجميعُ قسيهم ممدوده . حوافرُ خيلهم تُحسبُ كالصوان وبكراتهم كالزوبعه ( نياقهم وجِمالُهم) . لهم زمجرةٌ كاللبؤه ويُزمجرون كالشبل(لهم صوت وزمجره وهُم على صهوات خيولهم كالأُسود )"
............
{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }الحج27.
..........
ما ورد من فقرات قبل هذه النبوءه ، وصف لحال اليهود وما أقدموا عليه من أعمال ، ليكون ذلك سبب لغضب الله وإعراضه عنهم وإختياره لغيرهم ، وتسليط هؤلاء الذين ستُرفع رايتهم للنبوه والرساله بأمر من الله ، لا تُرفع رايه لأُمه من قبل الله إلا برساله سماويه ونبوه ، وهذه تمت في مُحمد نبي الإسلام ، وهذه الأُمه لم تكن قريبه من اليهود ، فيرفع الله رايه لهذه الاُمه ويُنادي عليهم ، للجهاد في سبيله وسبيل توحيده وإعلاء كلمته ، ونشر الدين الذي أرتضاه لخلقه وهو الإسلام ، فيُلبون دعوته بشكلٍ سريع وعلى العجل ، لا يتوانون لا رازحٌ فيهم أو مُبطئ ولا مُتعثر، لا يعرفون النوم إلا قليلاً نهارهم عباده وجهاد وقتال أعداء الله ، وليلهم قيامٌ وصلاه وتعبد وتسبيح لله .
.............
دائماً عل أُهبة الإستعداد رابطون أحزمتهم على أحقاءهم وبطونهم مشدوده مُستعدين لتلبية النداء ، ولا تنقطع سير وخيوط أحذيتهم دلاله على التأهب والإستعداد ، سهامهم مسنونه وجاهزه ورماحهم ممدوده ، ركوبهم الخيل حوافرها تقدح نار إذا لامست حجرالصوان ، وحوافر خيلهم أشد من الصوان وهو حذو الفرس الذي يُصنع من الحديد أو الفولاذ ، وبكراتهم أي جمالهم ونياقهم الفتيه مع خيولهم كأنها الزوابع تحدث الغبار الكثيف دلاله على الهمه في المشي ، والسُرعه في الركض ، فُرسان هذه الأُمه لهم زمجره وزئير كأنهم الأسود ، وكزمجرة أُنثى الأسد اللبؤه ، وكزمجرة ذكور النمور والأُسود ، وهذا ما تم من هؤلاء الصناديد الذين فتحوا البلاد ، وأخرجوا العباد من عبادة العباد إلى عبادةِ رب العباد ، ونشروا دين الله وتوحيده في الأرض ، وقضوا على إمبراطوريات الكُفر والشرك .

****************************************
بشاره ونبوءه رقم 14
...............
وفي أشعيا{35 :5-10} " حينئذٍ تتفتح عيون العُمي وأذان الصُم تتفتح ( على نور الله وعلى وحدانيته ) حينئٍذٍ يقفز الأعرج( خروج أحد صحابته للجهاد وقوله إذا أُستُشهد لرسول الله هل سأدوس الجنة بعرجتي هذه) كالأيل ويترنم لسان الأخرس لأنه قد إنفجرت في البريه ( الصحراء للجزيره العربيه ) مياهٌ وأنهارٌ في القفر( وهذا ما نراه الآن في أرض الحجاز ، وأماكن الحج والطُرق إليها ، وفي الجزيرة العربيه كُلها ) . ويصيرُ السرابُ أجماً ( سرابُ الصحراء يُصبح فيه بساتين ومزارع وواحات وغابات وشجر وخُضره)والمُعطشةُ(مكة المُكرمه) ينابيع ماءٍ في مسكن الذئاب في مربضها دارٌ للقصبِ والبردى . وتكونُ هُناك سِكةٌ وطريقٌ يُقال لهُا الطريق المُقدسه(الطُرق المؤديه للحجاز أو الطريق الحجازي (سكة الحديد لقطار الحجاز) وكان همه لنقل الحُجاج والمُعتمرين من جهة بيت المقدس وبلاد الشام ) . لا يعبر فيها نجس بل هي لهم (غير مختون لأن غير المختون نجس كالكلب في نجاسته).من سلك في الطريق حتى الجهال لا يضل . لا يكونُ هُناك أسدٌ . وحشٌ مُفترس لا يصعد إليها ( طُرق آمنه وواضحه ومُيسره للسالكين لها لبيت الله الحرام ) " .
................
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌفَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَاوَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }التوبة28
..........
عند مجيء الآتي تتفتح عيون العُمي لإبصار نور الله وهدايته ، هذه العيون التي حُرمت من بعد زمن نبي الله إبراهيم وإبنه إسماعيل ، وظلت على هُداهم ودينهم الحنيف ، حتى طال بهم الزمن فعبد غالبيتهم الأصنام لتُقربهم إلى الله ، وتكونُ وسيطاً لهم ، فأشركوا وكفروا بالله بعملهم هذا ، وبقوا على عماهم دون من يُضيء لهم الطريق ليُبصروا نور الله وهدايته ، وبهذا الآتي ستتفتح العيون والآذان ستسمع لهُدى الله وقُرآنه ، وبهذه العيون والينابيع من الهُدى والنور الذي سيأتي به ، والأعرج كنايه عن أحد الصحابه وهو إبن الجموح الذي أصر إلا ان يُجاهد في سبيل الله ، لينال الشهادة ويدخل الجنه ، عندما قال لرسول الله أوأدخل الجنة بعرجتي هذه يا رسول الله .
...............
والذي يرى حال الجزيره العربيه ، وما كانت عليه عبر قرون ٍ مرت عليها من الجدب والوحشه والقفر والجفاف ، وإفتقارها لمُتطلبات الحياه ، بعد أن أكرمها الله بادءاً ذلك بماء زمزم الذي نفر عند قدمي إسماعيل وهو طفل ليكون في مكةَ ماء وإلى الآن لم يجف لحظه واحده ، والطرقُ المُقدسةُ يؤمها الحُجاج كُل عامٍ والمُعتمرون والزائرون يؤمونها طوال العام ، حتى أنه لا يأتي إليها نجس أغلف ، بل هي لمن أخذوا بسُنة أبيهم إبراهيم وختنوا أنفسهم بلحم غُرلتهم ، وحُرم حرمُها من دخول مُشركٍ فيه ، والطُرقُ الى مكة والزائرين لحرمها ، وللمارين بطيبة وساكنها عليه أفضلُ الصلاة والسلام ، مؤمنةٌ واضحه لا يضلُ فيها جاهل للطريق ، أو جاهلٌ لصغر سنه ، أو جاهل في عقله ، لا قُطاع طرق في الطريق للوصول إليها ، ولا وحوش مُفترسه في طريقها أو فيها ، فهو حرمٌ آمن مؤمنٌ بإذن الله وبإرادةٍ منه إلى قيام الساعه .
*********************************************
يتبع ما بعده