1373 " إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 361 :

أخرجه أحمد ( 5 / 169 ) : حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شمر بن عطية عن
أشياخه عن # أبي ذر # قال : " قلت : يا رسول الله أوصني , قال " فذكره .و زاد :
" قال : قلت : يا رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله ? قال : هي أفضل
الحسنات " . و بهذا الإسناد أخرجه في " الزهد " ( ص 27 ) .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات غير أشياخ شمر , فلم يسمعوا , لكنهم جمع
ينجبر الضعف بعددهم , كما قال السخاوي في غير هذا الحديث . و تابعه أبو نعيم :
حدثنا الأعمش به إلا أنه قال : " عن شيخ من التيم " . أخرجه أبو نعيم في
" الحلية " ( 4 / 217 ) من طريقين عنه . و قال : " رواه أبو نعيم عن الأعمش ,
و جوده يونس بن بكير عنه " . ثم ساقه من طريق عقبة بن مكرم حدثنا يونس بن بكير
عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر به نحوه . و هذا إسناد جيد
رجاله كلهم ثقات رجال مسلم . و والد إبراهيم اسمه يزيد بن شريك التيمي .
و للحديث شاهد من رواية ميمون بن أبي شبيب عن أبي ذر مرفوعا بلفظ : " اتق الله
حيثما كنت و خالق الناس بخلق حسن , و إذا عملت سيئة فاعمل حسنة تمحها " . أخرجه
أحمد ( 5 / 153 و 158 و 177 ) و اللفظ له في رواية , و الدارمي ( 2 / 323 )
و الترمذي ( 1 / 359 ) و قال : " حديث حسن صحيح " ! ثم أخرجه هو و أحمد ( 5 /
228 و 236 ) من طريق ميمون أيضا عن معاذ بن جبل مرفوعا نحوه و قال : " قال
محمود - يعني ابن غيلان - : و الصحيح حديث أبي ذر " .
قلت : و هو على الوجهين منقطع لأن ميمونا لم يسمع من معاذ و أبي ذر كما بينته
في " الروض النضير " ( 855 ) و راجع " جامع العلوم و الحكم " ( 111 - 132 )
لابن رجب الحنبلي , فقد بسط الكلام على الحديث سندا و شرحا بسطا شافيا .
و جملة القول أن حديث الترجمة صحيح بمجموع طرقه . و الله أعلم .
1374 " إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا , فإن لهم ذمة و رحما " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 362 :

أخرجه الحاكم ( 2 / 553 ) من طريق معمر عن الزهري عن # ابن كعب بن مالك عن أبيه
# قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال : " صحيح على شرط
الشيخين " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا , و ابن كعب اسمه عبد الرحمن .
و قد تابعه الأوزاعي عن عبد الرحمن بن كعب به . أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار
" ( 3 / 124 ) . و تابعه إسحاق بن راشد عن عبد الرحمن بن كعب به نحوه . و زاد
فيه " إن أم إسماعيل منهم " . أخرجه الطحاوي أيضا . و إسناده صحيح , و هذه
الزيادة في حديث معمر عند الحاكم مقطوعا بلفظ : " قال الزهري : فالرحم أن أم
إسماعيل منهم " . و للحديث شاهد من حديث أبي ذر مرفوعا نحوه . أخرجه مسلم ( 7 /
190 ) و الطحاوي و أحمد ( 5 / 173 و 174 و 175 ) . ( انظر الاستدراك رقم 363 /
6 ) .
1375 " علموا و يسروا و لا تعسروا و بشروا و لا تنفروا و إذا غضب أحدكم فليسكت " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 363 :

رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 1230 ) و أحمد ( 1 / 239 و 283 و 365 )
و ابن عدي ( 227 / 2 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 66 / 1 ) من طريق ليث
ابن سليم قال : حدثني طاووس عن # ابن عباس # مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف , ليث كان اختلط . لكن تابعه أبو جناب عن طاووس عن ابن
عباس به دون قوله : " و بشروا و لا تنفروا " . رواه أبو جعفر البختري الرزاز في
" جزء من الأمالي " ( 2 1 ) .
قلت : بيد أن هذه المتابعة لا تفيد الحديث قوة لأن أبا جناب هذا و اسمه يحيى بن
أبي حية الكلبي قال الحافظ : " ضعفوه لكثرة تدليسه " . فيحتمل أنه تلقاه عن ليث
ثم دلسه ! و الحديث بيض المناوي لإسناده , و لم يزد على قوله : " زاد في الأصل
( يعني الجامع الكبير ) و حسن " .
قلت : و لعله يعني حسن لغيره و إلا فضعفه بين لا يخفى , لكن وجدت له شاهدا رواه
ابن شاهين في " الفوائد " ( ق 112 / 1 ) من طريق إسماعيل بن حفص الأبلي حدثنا
أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " إذا
غضبت فاسكت " .
قلت : و هذا إسناد حسن , الأبلي هذا قال الحافظ : " صدوق " . و من فوقه من رجال
البخاري . و سائر الحديث شواهده معروفة , فالحديث صحيح إن شاء الله تعالى .
1376 " إذا غضب الرجل فقال : أعوذ بالله سكن غضبه " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 364 :

أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " ( ص 252 ) من طريق ابن عدي و هذا في " الكامل
" ( 297 / 1 ) عن عمار بن رجاء حدثنا أحمد بن أبي طيبة عن أبيه عن الأعمش عن
أبي صالح عن # أبي هريرة # مرفوعا . و قال : " إنه من غرائب أحاديث أبي طيبة "
. و اسمه عيسى بن سليمان الدارمي , و كان من العلماء و الزهاد كما قال السهمي ,
و أطال في ترجمته , و قال ابن عدي : " كان رجلا صالحا و لا أظن أنه كان يتعمد
الكذب , و لكن لعله كان يشبه عليه فيغلط , و قد حدث جماعة عنه " .
قلت : فهو ممن يستشهد بحديثه لسلامته من الضعف الشديد , و عمار بن رجاء ثقة
حافظ ترجمه السهمي أيضا , و سائر الرواة من رجال " التهذيب " . و للحديث شاهد
من حديث ابن مسعود مرفوعا نحوه . أخرجه الطبراني و غيره , و قد تكلمت على
إسناده في " الروض النضير " ( 635 ) و ذكرت له هناك شواهد أخرى , فالحديث
بمجموع ذلك صحيح .