3771 - ( صغروا الخبز ، وأكثروا عدده ؛ يبارك لكم فيه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 245 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 247) من طريق أبي بكر الإسماعيلي ، - وهو في "المعجم" (69/ 2) - ، والأزدي في "الضعفاء والمتروكين" من طريقين ، عن عبدالله بن إبراهيم : حدثنا جابر بن سليم الأنصاري ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمرة ، عن عائشة مرفوعاً .
وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" من رواية الأزدي ، وقال :
"موضوع ؛ جابر بن سليم منكر الحديث" .
وتعقبه السيوطي في "اللآلي المصنوعة" (2/ 216) بما في "لسان الميزان" في ترجمة جابر هذا :
"قال عبدالله بن أحمد عن أبيه : سمعت منه ، وهو شيخ ثقة مدني حسن الهيئة . (قال :) وهذا الخبر منكر لا شك فيه ، وقد أخرجه الإسماعيلي في "معجمه" من هذا الوجه ، فلعل الآفة ممن دونه" .
قلت : غالب الظن أنها من قبل عبدالله بن إبراهيم ، وأنه أبو محمد الغفاري المدني ، وهو متروك ؛ نسبه ابن حبان إلى الوضع ، كما في "التقريب" .
ثم ذكر له السيوطي شاهداً من حديث أبي الدرداء مرفوعاً بلفظ :
"قوتوا طعامكم ؛ يبارك لكم فيه" .
أخرجه البزار (ص 161) من طريق بقية بن الوليد ، عن أبي بكر بن أبي مريم ، عن ضمرة بن حبيب عنه ، وقال :
"قال إبراهيم (يعني ابن عبدالله ، شيخه) : سمعت بعض أهل العلم يفسره يقول : هو تصغير الأرغفة" . وقال البزار :
"لا نعلم يروى متصلاً إلا بهذا الإسناد ، وإسناده حسن من أسانيد أهل الشام" .
قلت : كذا قال ! وفيه تساهل لا يخفى ؛ فإن أبا بكر بن أبي مريم ضعيف مختلط ، وبقية بن الوليد ؛ مدلس وقد عنعن . وقال الهيثمي (5/ 35) :
"رواه البزار والطبراني ، وفيه أبو بكر بن أبي مريم ، وقد اختلط ، وبقية رجاله ثقات" . كذا قال ! وبقية معروف الحال كما ذكرنا ، فلعله عند الطبراني من غير طريقه .
والتفسير الذي حكاه إبراهيم عن بعض أهل العلم ذكره ابن الأثير عن الأوزاعي . ثم قال :
"وقال غيره : هو مثل قوله : كيلوا طعامكم" .

(/1)


3772 - ( صفوا كما تصف الملائكة عند ربهم ، قالوا : يا رسول الله ! كيف تصف الملائكة عند ربهم ؟ قال : يقيمون الصفوف ، ويجمعون مناكبهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 247 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 32/ 1) : حدثنا موسى : حدثنا حاتم : حدثنا سعيد ، عن عطاء ، عن ابن عمر مرفوعاً . وقال :
"لم يروه عن عطاء إلا سعيد" .
قلت : وهو سعيد بن راشد المازني السماك ؛ قال البخاري :
"منكر الحديث" ، وقال النسائي :
"متروك" .
ومن دونهما ؛ لم أعرفهما .
وأما الهيثمي ؛ فكأنه لم يعرف الذي قبلهما ؛ فقال (2/ 90) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه من لم أعرفه ، ولم أجد ترجمته" .
وأنا لم أجد في الرواة المشهورين عن عطاء ممن يسمى سعيداً غير ابن راشد هذا ، فغلب على ظني أنه هو . والله أعلم .

(/1)


3773 - ( صل الصبح ، والضحى ؛ فإنها صلاة الأوابين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 247 :
$ضعيف$
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص 150-151) ، وابن عدي (ق 175/ 2) ، وأبو عبدالله الصاعدي في "السداسيات" (3/ 2) ، وزاهر بن طاهر الشحامي في "سداسياته" (287/ 2) من طريقين ، عن سعيد بن زون ، عن أنس مرفوعاً ؛ بحديث طويل فيه هذا . وقال العقيلي :
"وهذا المتن لا يعرف له طريق عن أنس يثبت" .
قلت : وسعيد هذا ؛ قال النسائي :
"متروك" . وقال أبو حاتم :
"ضعيف جداً" . وقال الحاكم :
"روى عن أنس بن مالك أحاديث موضوعة" . وكذا قال النقاش .
قلت : وقد وجدت له متابعين كثيرين :
الأول : عويد بن أبي عمران ، عن أبيه ، عنه .
أخرجه ابن عدي (260/ 2) ، وابن عساكر (3/ 79/ 1-2) . وقال ابن عدي :
"عويد ؛ الضعف على حديثه بين" .
الثاني : علي بن الجند ، عن عمرو بن دينار ، عنه .
أخرجه العقيلي (ص 294) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 134 و 2/ 163) . وقال العقيلي :
"علي بن الجند مجهول ، حديثه غير محفوظ . وهذا الحديث يروى عن أنس من غير هذا الوجه بأسانيد لينة" .
الثالث : الأزور بن غالب ، عن سليمان التيمي ، عن أنس .
أخرجه العقيلي (43) ، وابن عدي (29/ 2) ، وقال الأول :
"لم يأت به عن سليمان التيمي غير الأزور هذا ، قال البخاري : منكر الحديث . ولهذا الحديث عن أنس طرق ، ليس فيها وجه يثبت" .
الرابع : عن بكر الأعنق ، عن ثابت ، عنه .
أخرجه العقيلي (54) ، وقال :
"ليس لهذا المتن إسناد صحيح ، قال البخاري : وبكر لا يتابع عليه" .
الخامس : اليسع بن زيد القرشي : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن حميد الطويل ، عنه .
أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (410) .
واليسع هذا ؛ لم أعرفه . ثم رأيت الحافظ ابن حجر قال في "طرق حديث أنس هذا" (ق 22/ 2) :
"واليسع مجهول ، وأظنه الذي ضعفه الدارقطني ، كأنه ذكر في "الضعفاء" : اليسع بن إسماعيل عن ابن عيينة ضعيف . فلعل إسماعيل جده . وهو آخر من زعم أنه سمع من سفيان بن عيينة ، وعاش إلى سنة ست وثمانين ومئتين" .
وبالجملة ؛ فجميع هذه الطرق ضعيفة ، وبعضها أشد ضعفاً من بعض ، فلم تطمئن النفس لتقوية الحديث بمجموعها ، لا سيما وفيها الأمر بصلاة الضحى ، ولم أر له شاهداً معتبراً إلا في رواية ضعيفة السند عن أبي هريرة ، والمحفوظ الذي أخرجه الشيخان وغيرهما عنه بلفظ :
"أوصاني" ، وهو مخرج في "صحيح سنن أبي داود" (1286) ، وله فيه (1287) شاهد من حديث أبي الدرداء .
وأما أن صلاة الضحى هي صلاة الأوابين ؛ فهو ثابت من حديث زيد بن أرقم ، رواه مسلم وغيره ، وهو مخرج في "الصحيحة" (1164) .
وقد قال الحافظ في آخر تخريجه لهذا الحديث - بعد أن ساق له عشر طرق ، ليس في الكثير منها ذكر لصلاة الضحى ، ومع ذلك فلم يصرح بتقوية الحديث بمجموع العشر - :
"وإذا تأملت ما جمعته ؛ عرفت أن طرق هذا الحديث كلها واهية ، لكن الحديث إذا تعددت طرقه ، واختلفت مخارجه ؛ أشعر بأن له أصلاً ، ولا سيما إذا كان في باب الترغيب ؛ فإن أهل العلم احتملوا في ذلك ما لم يحتملوه في باب الحلال والحرام" .

(/1)


3774 - ( صلوا ركعتي الضحى بسورتيها : (والشمس وضحاها) ، و (الضحى) ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 250 :
$موضوع$
أخرجه الروياني في "مسنده" (10/ 58/ 1) ، والديلمي (2/ 242) عن مجاشع بن عمرو : حدثنا ابن لهيعة ، عن عياش بن عباس القتباني ، عن أبي الخير اليزني ، عن عقبة بن عامر مرفوعاً . وزاد الروياني :
"قال عقبة : من فعل ذلك ؛ غفر له" .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته مجاشع هذا ؛ قال ابن معين :
"قد رأيته أحد الكذابين" .

(/1)


3775 - ( صلاة المسافر ركعتان حتى يؤوب إلى أهله أو يموت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 250 :
$ضعيف جداً$
رواه أبو محمد الأردبيلي في "الفوائد" (188/ 1) ، وأبو جعفر الرزاز في "حديثه" (4/ 76/ 2) ، والخطيب في "التاريخ" (12/ 312) عن بقية بن الوليد : حدثنا أبان بن عبدالله ، عن خالد بن عثمان ، عن أنس بن مالك ، عن عمر ابن الخطاب مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ أبان بن عبدالله : الظاهر أنه الشامي الذي روى عن عاصم بن محمد العمري وثور بن يزيد . قال الأزدي :
"تركوه" .
وخالد بن عثمان ؛ لم أعرفه ، وفي "تاريخ البخاري" (2/ 1/ 163) و "جرح ابن أبي حاتم" (1/ 2/ 244) - والسياق للأول - :
"خالد بن عثمان المزني ، سمع عبدالرحمن بن أبي عائشة ، روى عنه موسى ابن إسماعيل ، يعد في البصريين" .
قلت : وابن أبي عائشة هذا إنما يحدث عن التابعين كما قال ابن أبي حاتم (2/ 2/ 274) ، فإذا كان المترجم هو هذا المزني الذي روى عن ابن أبي عائشة ؛ فيكون الحديث منقطعاً بينه وبين أنس ، بل معضلاً .

(/1)


3776 - ( أيما رجل طلق امرأته ثلاثاً عند الأقراء أو ثلاثاً مبهمة ؛ لم تحل له حتى تنكح زوجاً غيره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 251 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 133/ 1) ، والبيهقي في "سننه" (7/ 336) عن محمد بن حميد الرازي : أخبرنا سلمة بن الفضل ، عن عمرو بن أبي قيس ، عن إبراهيم بن عبدالأعلى ، عن سويد بن غفلة قال :
كانت عائشة الخثعمية عند الحسن بن علي - رضي الله عنه - ، فلما قتل علي - رضي الله عنه - قالت : لتهنئك الخلافة ! قال : بقتل علي تظهرين الشماتة ؟!
اذهبي فأنت طالق ، يعني ثلاثاً ، قال : فتفعلت بثيابها ، وقعدت حتى قضت عدتها ، فبعث إليها ببقية بقيت لها من صداقها ، وعشرة آلاف صدقة ، فلما جاءها الرسول قالت : (متاع قليل من حبيب مفارق) ، فلما بلغه قولها ، بكى ، ثم قال : لولا أني سمعت جدي ؛ أو حدثني أبي ، أنه سمع جدي يقول : (فذكره) لراجعتها . وقال البيهقي :
"وكذلك روي عن عمرو بن شمر ، عن عمران بن مسلم وإبراهيم بن عبدالأعلى ، عن سويد بن غفلة" .
قلت : وقال
الكوثري في رسالته "الإشفاق" (ص 28) - بعد ما عزاه للطبراني والبيهقي - عقبه :
"وإسناده صحيح ، قاله ابن رجب الحنبلي الحافظ بعد أن ساق الحديث في كتابه : (بيان مشكل الأحاديث الواردة في أن الطلاق الثلاث واحدة)" .
ولم يتعقبه بشيء ؛ مما يدل على أنه موافق له على التصحيح ، وهذا أمر عجيب ، لا سيما من ابن رجب ؛ فإن الإسناد لا يحتمل التحسين ، فضلاً عن التصحيح ! فإن سلمة بن الفضل صدوق كثير الخطأ . ومحمد بن حميد الرازي ضعيف كما في "التقريب" ، بل الرازي قد اتهمه غير واحد بالكذب ، وتساهل البعض في إعطائه حقه من الجرح ؛ فقد قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 339) :
"رواه الطبراني ، وفي رجاله ضعف ، وقد وثقوا" .
فإن قال قائل : أفلا يتقوى الحديث بطريق عمرو بن شمر التي علقها البيهقي ؟
فأقول : كلا ؛فإن عمراً هذا كذاب يروي الموضوعات عن الثقات ؛ فلا يستشهد به ولا كرامة .
واعلم أنه لا يوجد حديث صحيح صريح في إيقاع الطلاق بلفظ ثلاثاً - ثلاثاً ، فلا تغتر بكلام
الكوثري في كتابه "الإشفاق" ؛ فإنه غير مشفق على نفسه ؛ فإنه يتفق مع انحرافه عن السنة ؛ كتأويله حديث ابن عباس في "صحيح مسلم" على أنه في غير المدخول بها ! ومن أراد مفرق الحق في هذه المسألة فليراجع كتب شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم وغيرها من أئمة السنة والذابين عنها .

(/1)


3777 - ( خذل عنا ؛ فإن الحرب خدعة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 253 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (1/ 109/ 226) ، وأبو عوانة (4/ 82) ، والديلمي (2/ 111-112) عن يعقوب بن محمد : حدثنا عبدالعزيز بن عمران : حدثنا إبراهيم بن صابر الأشجعي ، عن أبيه ، عن أمه بنت نعيم بن مسعود الأشجعي ، عن أبيها قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عبدالعزيز بن عمران هو المعروف بابن أبي ثابت الزهري المدني ، وهو متروك .
ومن فوقه لم أعرفهم ، وبنت نعيم اسمها زينب ، ونعيم صحابي مشهور قالوا : وهو الذي أوقع الخلاف بين الحيين (قريظة وغطفان) في وقعة الخندق ، فخالف بعضهم بعضاً ورحلوا عن المدينة ، والقصة رواها ابن إسحاق بغير إسناد ؛ وفيها أن النبي صلي الله عليه وسلم قال له : "فخذل عنا إن استطعت ؛ فإن الحرب خدعة" . انظر "تاريخ ابن كثير" (4/ 111) ، ورواها الطبري (1/ 114/ 236) عن الزهري مرسلاً ؛ دون حديث الترجمة .
(تنبيه) : "إبراهيم بن صابر" هكذا وقع في "تهذيب الطبري" ، ووقع في "مسند أبي عوانة" : "..هانىء" مكان "صابر" ، وفي "الديلمي" : "جابر" . وهذا تحريف شديد ، أضاع علينا معرفة هوية إبراهيم هذا ، وقد ذكر الحافظ المزي في شيوخ عبدالعزيز بن عمران ثلاثة باسم إبراهيم :
الأول : إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة .
الثاني : إبراهيم بن حويصة .
الثالث : إبراهيم بن أبي الصقر .
ولم أعرف من هؤلاء إلا الأول ؛ وهو أشهلي أنصاري مولاهم ، ولم يذكروا له رواية عن أبيه ، ثم هو ضعيف . والله أعلم .
واعلم أنني إنما خرجت الحديث هنا من أجل طرفه الأول : "خذل عنا" ، وإلا ؛ فبقيته صحيح ، بل متواتر ، أخرجه ابن جرير عن عشرة من الصحابة ، وبعضها في "الصحيحين" ، وخرجه السيوطي في "الجامع الصغير" عن أربعة عشر صحابياً ، ليس فيهم أبو الطفيل وأسماء بنت يزيد ، وقد أخرجهما الطبري ، فيصير العدد (16) . وقد أخرجته عن بعضهم في "الروض النضير" (770) ، وغيره ، فانظر "صحيح الجامع الصغير" (3171) .
ثم وقفت على الكتاب الذي سماه مؤلفه الشيخ عبدالله الدويش رحمه الله : "تنبيه القاري على تقوية ما ضعفه الألباني" ! ومما قواه هذا الحديث ! فقد ساقه من رواية البيهقي في "دلائل النبوة" (3/ 445-446) من طريق أحمد بن عبدالجبار : حدثنا يونس ، عن ابن إسحاق قال : فحدثني رجل ، عن عبدالله بن كعب بن مالك قال :
جاء نعيم بن مسعود الأشجعي إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ! إني قد أسلمت ؛ ولم يعلم بي أحد من قومي ، فمرني أمرك ... إلخ .
قلت : كذا
صورة الأصل ، وهي بخطه ؛ كما أخبرني من أهداه إلي ، وهذا من أوهامه رحمه الله ! لأنه كان عليه أن يذكر جواب النبي صلي الله عليه وسلم لنعيم بن مسعود ؛ لأن موضع استشهاده أو انتقاده علي إنما هو فيه ، وهو :
فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إنما أنت فينا رجل واحد ، فخذل عنا ما استطعت ؛ فإنما الحرب خدعة" . فانطلق نعيم بن مسعود ... الحديث .
قلت : فهنا محل تلك اللفظة : "إلخ" كما هو ظاهر .
ثم ساقه من رواية البيهقي أيضاً من الطريق ذاتها ، عن ابن إسحاق قال : حدثنا يزيد بن رومان ، عن عروة ، عن عائشة قالت :
كان نعيم بن مسعود رجلاً نموماً ، فدعاه رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال : ... ، فذكر القصة مختصرة جداً ، وفيه :
فلما ولى نعيم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إنما الحرب خدعة" .
وقال الدويش عقبه :
"وهذا إسناد حسن ، وقد أشار إليه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/ 403) بأطول من هذا ، وسكت عليه . والله أعلم" .
كذا قال ! غفر الله له ، وفيه أوهام عجيبة !
أولاً : قوله : "وقد أشار إليه الحافظ .." إلى قوله : "وسكت عنه" .
فأقول : الذي سكت عنه الحافظ ليس هذا الذي ساقه الدويش من رواية البيهقي عن عبدالله بن كعب المرسلة ، ورواية عروة عن عائشة المسندة ، وإنما سكت عن رواية ابن إسحاق في "السيرة" (3/ 247-250) مطولة جداً ، ساقها الحافظ ملخصة ، وسبب سكوته واضح ؛ لأن ابن إسحاق لم يسندها ، فهي ظاهرة الإعضال ، ككثير من روايات سيرته ؛ كما هو معروف عند أهل العلم .
ثانياً : قوله : "وهذا إسناد حسن" ! خطأ واضح ؛ لأنه إن أراد به الطريق الأول الذي فيه موضع الشاهد : "خذل عنا" ؛ ففيه ثلاث علل :
الأولى : الإرسال ؛ لأن عبدالله بن كعب بن مالك تابعي لم يدرك القصة .
والثانية : فيه
الرجل الذي لم يسم !
والثالثة : أحمد بن عبدالجبار - وهو العطاردي - ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف" .

(/1)
وإن أراد به الطريق الآخر ؛ فليس فيه موضع الشاهد أولاً ، ثم هو من طريق أحمد بن عبدالجبار الضعيف ثانياً . وإذا كان مدار الطريقين عليه ؛ فعدم ذكره في الطريق الآخر موضع الشاهد إن كان قد حفظه ؛ فهو يدل على ضعف الشاهد ، وإن كان لم يحفظه ؛ فهو يدل على ضعفه هو ؛ لأنه مرة ذكره ، ومرة لم يذكره .
وبالجملة ؛ فانتقاد
الرجل تضعيفي للحديث برواية البيهقي هذه على ما فيها من الاضطراب والضعف ؛ لهو من الأدلة الكثيرة على أنه لا يحسن هذه الصناعة الحديثية ، ولا الكتابة فيها .

(/2)
3778 - ( نهى عن الفهر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 256 :
$ضعيف جداً$
أخرجه العسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/ 128-129) من طريق سعد بن طريف : حدثني عمير بن مأمون ، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما ، عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه نهى .. إلخ .
قلت : وهذا إسناد واه جداً إن لم يكن موضوعاً ؛ آفته سعد بن طريف ؛ قال ابن حبان :
"كان يضع الحديث على الفور" .
وضعفه غيره جداً ، وتقدمت له أحاديث أقربها تناولاً (رقم1578 و 1789) .
(فائدة) : فسر العسكري (الفهر) بقوله :
"أن يجامع امرأة ، ثم يتحول عنها إلى أخرى ، فينزل" .
وفي "النهاية" :
"أفهر
الرجل : إذا جامع جاريته وفي البيت أخرى تسمع حسه ، وقيل : ..." .
ثم ذكر ما تقدم عن العسكري ، فأشار إلى توهينه ، مع أن صاحب "القاموس" لم يذكر غيره . والله أعلم .

(/1)
3779 - ( خديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله وبمحمد صلي الله عليه وسلم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 257 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (3/ 184) عن عبدالرحمن بن أبي الرجال ، عن أبي اليقظان عمران بن عبدالله ، عن ربيعة السعدي قال :
أتيت حذيفة بن اليمان وهو في مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فسمعته يقول : ... فذكره مرفوعاً .
سكت عليه الحاكم والذهبي ، وكأنه لجهالة بعض رواته ؛ فإن أبا اليقظان هذا لم أجد له ترجمة لا في الكنى ، ولا في الأسماء . وفي الطريق إليه سعيد بن عجب الأنباري ؛ ولم أعرفه أيضاً .

(/1)
3780 - ( ذروة الإيمان أربع خلال : الصبر للحكم ، والرضا بالقدر ، والإخلاص للتوكل ، والاستسلام للرب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 258 :
$موقوف$
أخرجه نعيم بن حماد في "زوائد الزهد" (رقم 123) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 216) عن بقية بن الوليد : حدثنا بحير بن سعيد ، عن خالد بن معدان : حدثني يزيد بن مرثد الهمداني أبو عثمان ، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : ... فذكره موقوفاً .
قلت : وهذا إسناد جيد ؛ رجاله ثقات ، وبقية قد صرح بالتحديث .
قلت : والحديث أورده السيوطي في "الجامع الصغير" دون "الكبير" من رواية أبي نعيم وحده ، وصنعيه يشعر بأنه عنده مرفوع ، ولم أره عنده إلا في الموضع المشار إليه موقوفاً ، ويؤيد الوقف وروده كذلك موقوفاً في "الزوائد" ، فالله أعلم ؛ أهو وهم من السيوطي ، أم رواية أخرى عند أبي نعيم ؟! والأول أرجح . والله أعلم .

(/1)