ومن أهم المصطلحات التي أحرزت شيوعاً في لغات العالممصطلح «معاداة السامية»، وهو مصطلح يعكس التحيزات العرْقية والمركزية الغربية التيترجمت نفسها إلى نظام تصنيفي (آري/سامي)، والسامي بالنسبة للغرب هو اليهودي، وهو مالا يمكن أن يقبله أي دارس للتشكيل الحضاري السامي. ومع هذا، شاع المصطلح وسببالخلل. وقد أصبح المجال الدلالي لمصطلح «معاداة السامية» يشير إلى أي شيء ابتداءًمن محاولة إبادة اليهود، وانتهاءً بالوقوف ضد إسرائيل بسبب سياساتها القمعية ضدالعرب، مروراً بإنكار الإبادة.

2
ـ يَصدُر الغرب عن رؤية إنجيلية لأعضاءالجماعات اليهودية. وحتى بعد أن تمت علمنة رؤية العالم الغربي لليهود، ظلت بنيةكثير من المصطلحات ذات طابع إنجيلي، فاليهود هم «شعب مقدَّس» أو «شعب شاهد» أو «شعبمدنَّس» أو «شعب ملعون». وبغض النظر عن الصفات التي تلتصق باليهود، فإن صفةالاستقلال والوحدة هي الصفة الأساسية، فسواء كان اليهود شعباً مقدَّساً أم مدنَّساًفهم شعب واحد. وقد ترجم هذا المفهوم نفسه إلى فكرة «الشعب اليهودي»، تماماً كماأصبح «التاريخ المقدَّس» الذي ورد في التوراة هو «التاريخ اليهودي». وتُشكِّلمفاهيم الوحدة والاستقلال هذه الإطار النظري لكل من الصهيونية ومعاداةاليهود.


ومشكلة هذه المصطلحات أنها تفترض وجود وحدة تاريخية بل عضويةبين يهود الصين في القرن الرابع عشر ويهود الولايات المتحدة في القرن العشرين. وهيتؤكد وجود استمرارية حيث هناك انقطاع. والعكس أيضاً صحيح، فهي تفترض وجود انقطاعكامل بين اليهود والأغيار حيث يوجد في واقع الأمر استمرار. ونجم عن ذلك فشل في رصدكثير من العناصر التي تفاعل معها أعضاء الجماعات اليهودية وتأثروا بها وأثروا فيها.