4611 - ( من صام ثلاثة أيام من شهر حرام : الخميس والجمعة والسبت ؛ كتب له عبادة سنتين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 123 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 106/ 1 - زوائده) ، وتمام في "الفوائد" (8/ 127) ، وعنه ابن عساكر (6/ 230) ، وأبو عمر بن منده في "أحاديثه" (20/ 2) ، وأبو محمد الخلال في "فضل رجب" (14/ 2) ، والخطيب في "الموضح" (1/ 67) ، وأبو الغنائم الدجاجي في "حديث ابن شاه" (2/ 2) ، وابن الجوزي في "مسلسلاته" (الحديث 53) ، وعبدالغني المقدسي في "الفوائد" (15/ 2-3) كلهم عن يعقوب بن موسى المدني عن مسلمة بن راشد عن راشد أبي محمد عن أنس مرفوعاً به - واللفظ للطبراني - . وقال الآخرون :
"تسع مئة سنة" بدل : "سنتين" ! إلا الدجاجي فقال :
"كتب الله له مئة رحمة" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مسلمة بن راشد - وهو الحماني - ؛ قال أبو حاتم الرازي :
"مضطرب الحديث" . وقال الأزدي :
"لا يحتج به" .
قلت : ووالده راشد أبو محمد - راوي الحديث عن أنس - ؛ قال ابن أبي حاتم (1/ 2/ 484) عن أبيه :
"صالح الحديث" .
وقد ذكر نحو هذا الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 191) .
وأما ما نقله المناوي عنه أنه قال :
"ويعقوب مجهول ، ومسلمة ؛ إن كان الخشني فهو ضعيف ، وإن كان غيره فلم أعرفه" !
أقول : فلعل هذا في مكان آخر من "المجمع" غير المكان الذي أشرت إليه ؛ فإنه قد صرح فيه بأنه ابن راشد الحماني ؛ الذي ضعفه أبو حاتم والأزدي كما تقدم . والله أعلم .

(116/1)
4612 - ( من صام رمضان ، وشوالاً ، والأربعاء ، والخميس ، والجمعة ؛ دخل الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 124 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (3/ 416) عن هلال بن خباب عن عكرمة بن خالد قال : حدثني عريف من عرفاء قريش : حدثني أبي أنه سمع من فلق في رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة العريف القرشي .
وهلال صدوق تغير بآخره ، كما في "التقريب" .
والحديث ؛ أورده الهيثمي في "المجمع" (3/ 190) دون قوله : "والجمعة" ! وقال :
"رواه أحمد ، وفيه من لم يسم ، وبقية رجاله ثقات" .
وكذلك أورده السيوطي في "الجامع" من رواية أحمد عن رجل ، لكن بلفظ :
"وستاً من شوال" بدل قوله "وشوالاً" !
فلا أدري : أهذا الاختلاف نسخ "المسند" ، أم سهو من الناقل ؟!

(117/1)
4613 - ( دخلت أمة الجنة بقضها وقضيضها ؛ كانوا لا يكتوون ، ولا يسترقون ، وعلى ربهم يتوكلون ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 125 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (ق 46/ 1 - خط) و (1/ 450/ 470 - ط) : أخبرنا محمد : أخبرنا شعيب بن حرب : أخبرنا عثمان بن واقد : أخبرنا سعيد بن أبي سعيد مولى المهري عن أبي هريرة مرفوعاً .
ومن هذا الوجه : أخرجه ابن حبان (1409 - موارد) ، وتمام في "الفوائد" (ق 82/ 1 - خط) و (3/ 245/ 1025 - ترتيب الفوائد) من طرق أخرى عن محمد ابن عيسى بن حيان : حدثنا شعيب بن حرب به .
وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ ابن حبان هذا - وهو المدائني البغدادي - ؛ قال الدارقطني والحاكم :
"متروك" .
وأما البرقاني ؛ فوثقه . وكذا ابن حبان (9/ 143) !
ولم يعبأ بذلك الذهبي ؛ فإنه لما أورده في "المغني" ؛ لم يحك هذا التوثيق ، وإنما ذكر ترك الدارقطني والحاكم له . وزاد فيه وفي "الميزان" :
"وقال آخر : كان مغفلاً" .
لكنه قد توبع ؛ فقال الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 210/ 1/ 8249) : حدثنا موسى بن هارون : حدثنا الحسن بن الحكم العرني : أخبرنا شعيب بن حرب به . وقال :
"لم يروه عن سعيد مولى المهري إلا عثمان بن واقد ، تفرد به شعيب بن حرب" .
قلت : هو ثقة من رجال البخاري ، والعلة ممن فوقه ، أو دونه - وهو الحسن بن الحكم العرني - ، وهو غير معروف ؛ إلا أنه يغلب على ظني أنه الحسن بن الحسين العرني ؛ فإنه من هذه الطبقة وكوفي ، روى عن شريك القاضي الكوفي وغيره . قال الذهبي في "الميزان" :
"قال أبو حاتم : لم يكن بصدوق عندهم . وقال ابن عدي : لا يشبه حديثه حديث الثقات . وقال ابن حبان : يأتي عن الأثبات بالملزقات ويروي المقلوبات" .
فأقول : وعلى هذا ؛ فيكون اسم "الحكم" والد "الحسن" قد تحرف من "الحسين" ، وهذا ممكن لبعض الشبه بين الاسمين كما ترى ، كما أن نسبته "العرني" قد تحرفت في "مجمع البحرين" إلى ما يشبه نسبة "القطراني" !
وإنما قلت : "يشبه" لأن ما بعد الراء غير ظاهر في مصورة "المجمع" التي عندي .
فإذا صح ما ذكرت من التحريف فهو السبب - والله أعلم - في خفاء حاله على الهيثمي ؛ فقال في "مجمع الزوائد" (5/ 109) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه من لم أعرفه" !
يشير إلى الحسن هذا . والله أعلم .
وأما العلة من فوق ؛ فقد كشف عنها ابن حبان نفسه في "ثقاته" (6/ 363) ؛ فقال في ترجمة سعيد بن أبي سعيد المهري :
"كنيته أبو السميط . روى عن أبيه وإسحاق مولى زائدة . روى عنه أسامة بن زيد وحرملة بن عمران" .
قلت : وكذا في "تاريخ البخاري" (2/ 1/ 474/ 1586) . ثم قال ابن حبان :
"وليس هذا بسعيد بن أبي سعيد المقبري ، ذاك أدخلناه في التابعين ، وهذا في أتباع التابعين" .
وهذا يعني أنه منقطع بين سعيد هذا وأبي هريرة ، فهذه علة أخرى غير ضعف الراوي عن شعيب ، فيتعجب من ابن حبان كيف أورد حديثه هذا في "صحيحه" ؟! ومن شروط الصحيح عنده - كغيره من المحدثين - الاتصال وعدم الانقطاع !
وهذا من الأدلة الكثيرة على أنه لم يتمكن من الوفاء بالشروط التي وضعها لكتابه "الصحيح" وبينها في مقدمته ، ومقدمة كتابه الآخر "الثقات" . ولتفصيل هذا مجال آخر ؛ أرجو أن أوفق لبيانه إن شاء الله تعالى .
(تنبيه) : كنت خرجت حديثاً آخر لسعيد هذا في "الصحيحة" (1228) ؛ لكنه من روايته عن أبيه أبي سعيد ، فهو متصل ، ومن مخرجيه هناك ابن حبان ، فلعل هذا - أعني : ابن حبان - لم يتنبه لعدم ورود أبي سعيد في حديث الترجمة ، فتوهم أنه متصل أيضاً ! والله أعلم .
ونستفيد من إسناده فائدة قد تكون هامة ، وهي أن لسعيد هذا راوياً آخر عنه ؛ وهو عثمان بن واقد ، فيضم إلى أسامة بن زيد وحرملة بن عمران ؛ اللذين ذكرهما البخاري وابن حبان في الرواة عنه كما سبق ، ولعلهما لم يذكراه معهما لعدم صحة الإسناد إليه كما تقدم . والله أعلم .
هذا ؛ وقد أشار ابن عبدالبر في "التمهيد" (5/ 266 و 273) إلى تليينه ، وهو حري بذلك ؛ لانقطاعه على الأقل .
وخفيت هذه العلة على المعلق على "الإحسان" (2/ 505) ؛ وأعله فقط بابن حيان ، وفاتته متابعة الحسن بن الحسين - أو الحكم - العرني ! ثم استدرك فقال :
"لكن يشهد له حديث ابن عباس في البخاري (5752) .. ومسلم (220) .. وحديث عمران عند مسلم (218)" !
قلت : وهذا الاستدراك يوهم خلاف الواقع ؛ فإنه ليس في الحديثين اللذين أشار إليهما قوله :
"أمة بقضها وقضيضها" ! فكان ينبغي التنبيه عليه ؛ دفعاً للإيهام .

(118/1)
4613 / م - ( إن للرحم حقاً ، ولكن وهبت لك الذهب ؛ لحسن ثنائك على الله عز وجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 128 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 306/ 2/ 9602 - بترقيمي) قال : حدثنا يعقوب بن إسحاق بن الزبير : حدثنا عبدالله بن محمد أبو عبدالرحمن الأذرمي : حدثنا هشيم عن حميد عن أنس :
أن رسول الله صلي الله عليه وسلم مر بأعرابي وهو يدعو في صلاته ؛ وهو يقول :
يا من لا تراه العيون ، ولا تخالطه الظنون ، ولا يصفه الواصفون ، ولا تغيره الحوادث ، ولا يخشى الدوائر ! بعلم مثاقيل الجبال ، ومكاييل البحار ، وعدد قطر الأمطار ، وعدد ورق الأشجار ، وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار ، لا تواري منه سماء سماء ، ولا أرض أرضاً ، ولا بحر ما في قعره ، ولا جبل ما في وعره ! اجعل خير عمري آخره ، وخير عملي خواتمه ، وخير أيامي يوم ألقاك فيه .
فوكل رسول الله صلي الله عليه وسلم بالأعرابي رجلاً فقال :
"إذا صلى فأتني به" .
فلما صلى أتاه ، وقد كان أهدي لرسول الله صلي الله عليه وسلم ذهب من بعض المعادن ، فلما أتاه الأعرابي وهب له الذهب ، وقال :
"ممن أنت يا أعرابي ؟!" .
قال : من بني عامر بن صعصعة يا رسول الله ! قال :
"أتدري لم وهبت لك الذهب ؟" . قال :
للرحم بيننا وبينك يا رسول الله ! فقال ... فذكر الحديث . وقال :
"لم يروه عن حميد إلا هشيم ، تفرد به الأذرمي" .
قلت : وهو ثقة ، ومن فوقه كذلك ، بل هما من رجال الشيخين .
لكن هشيم مدلس ، وقد عنعنه .
فهذه علة الحديث .
ودون ذلك علة أخرى ، وهي شيخ الطبراني يعقوب بن إسحاق بن الزبير ، وهو الحلبي ؛ كما صرح بذلك في أول ترجمته - أعني : الطبراني - في الحديث الأول من عشرة أحاديث ساقها له ؛ هذا عاشرها ، وثامنها - وهو في فضل (قل هو الله أحد) - ؛ أخرجه في "الصغير" أيضاً (234 - هندية) . وقال الهيثمي في تخريجه (7/ 146) :
"رواه الطبراني في "الصغير" و "الأوسط" عن شيخه يعقوب بن إسحاق بن الزبير الحلبي ؛ ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات" .
وأما في حديث الترجمة ؛ فلم يتعرض للحلبي بذكر ، بل سكت عنه ، فقال (10/ 158) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، ورجاله رجال "الصحيح" ؛ غير عبدالله بن محمد أبي عبدالرحمن الأذرمي ، وهو ثقة" !
فأوهم بسكوته عن الشيخ الحلبي أنه ثقة ، فاغتر به الشيخ الغماري المغربي ، فجود إسناده في رسالته "إتقان الصنعة في معنى البدعة" (ص 27) ، وقلده ظله السقاف ، بل وصرح بأنه صحيح في كتابه الذي أسماه : "صحيح صفة صلاة النبي صلي الله عليه وسلم .." (ص 236) ! وكل ذلك ناشىء من التقليد الأعمى واتباع الهوى ، نسأل الله السلامة !
والشيخ الحلبي المذكور ؛ يبدو أنه من شيوخ الطبراني المغمورين غير المشهورين ، فلم يذكر له الطبراني إلا عشرة أحاديث كما تقدم ، وكأنه لذلك لم يذكره الحافظ المزي في الرواة عن شيخه الأذرمي في ترجمة هذا من "تهذيب الكمال" ، ولا وجدت له ذكراً في شيء من كتب الرجال ! والله أعلم .

(119/1)


4614 - ( من صام يوماً تطوعاً ، لم يطلع عليه أحد ؛ لم يرض الله له بثواب دون الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 130 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب (1/ 278) عن عصام بن الوضاح عن سليمان بن عمرو عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعاً .
وقال عصام بن الوضاح : حدثنا سليمان - يعني : ابن عمرو - عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير اليزني (الأصل : البرقي ؛ وهو خطأ) عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم ... بمثله .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته سليمان بن عمرو هذا ؛ وهو أبو داود النخعي الكذاب ؛ قال ابن عدي :
"أجمعوا على أنه يضع الحديث" .
وعصام بن الوضاح - وهو السرخسي - ؛ قال ابن حبان :
"لا يجوز أن يحتج به إذا انفرد ، روى عن مالك وغيره المناكير" .
وله طريق أخرى عن أبي هريرة ؛ يرويه حاتم بن زياد العسكري عن بشر بن مهران عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عنه به ، وزاد :
"ومن صلى علي عشرة ؛ كتب له براءة من النار" .
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 360) .
قلت : وبشر بن مهران ؛ قال ابن أبي حاتم :
"ترك أبي حديثه" .
وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" ؛ وقال (8/ 140) :
"روى عنه البصريون الغرائب" !
وحاتم بن زياد لم أجد له ترجمة .

(120/1)
4615 - ( من صدع رأسه في سبيل الله فاحتسب ؛ غفر له ما كان قبل ذلك من ذنب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 131 :
$ضعيف$
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/ 153/ 2) ، وعبد بن حميد في "المنتخب من المسند" (43/ 1) ، وأحمد بن الفرات في "جزئه" (36/ 2) ، والبزار في "مسنده" (ص 82 - زوائده) ، وابن عدي (230/ 2) ، والطبراني في "الكبير" (13/ 27/ 53) ، والخطيب في "التاريخ" (12/ 100) ، والبيهقي في "الشعب" (7/ 175/ 9899) كلهم عن عبدالرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي عن عبدالله بن يزيد عن عبدالله بن عمرو مرفوعاً . وقال ابن عدي :
"والإفريقي عامة حديثه لا يتابع عليه" .
قلت : وقال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف في حفظه ، وكان رجلاً صالحاً" . وقال الذهبي في "المغني" :
"مشهور جليل ، ضعفه ابن معين والنسائي . وقال الدارقطني : ليس بالقوي . ووهاه أحمد" .
قلت : فتحسين المنذري (4/ 153) والهيثمي لإسناده - كما نقله المناوي - مما لا يخفى بعده على العارفين بهذه الصناعة ! واغتر بهما المعلقون الثلاثة على الترغيب (4/ 192) !

(121/1)