721 - " لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام و الشراب ، فإن القلب كالزرع يموت إذا كثر
عليه الماء " .


قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 154 ) :


لا أصل له .

و إن جزم الغزالي بعزوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ! فقد
قال مخرجه العراقي ( 3 / 70 ) " لم أقف له على أصل " .
(1/47)
________________________________________
722 - " الليل و النهار مطيتان ، فاركبوهما بلاغا إلى الآخرة ، و إياك و التسويف
بالتوبة ، و إياك و الغرة بحلم الله " .


قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 154 ) :

ضعيف جدا .

رواه أبو الطيب محمد بن حميد الحوراني في " جزئه " ( ورقة 70
وجه 1 - من مجموع ظاهرية دمشق رقم 87 ) من طريق عمرو بن بكر عن سفيان الثوري عن
أبيه عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا من أجل عمرو
هذا ، قال الذهبي : " واه ، قال ابن عدي : له أحاديث مناكير عن الثقات : ابن
جريج و غيره ، و قال ابن حبان : يروي عن الثقات الطامات " . ثم قال الذهبي في
ترجمته : " أحاديثه شبه موضوعة " . و قال الحافظ في " التقريب " : " متروك " .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " بالشطر الأول فقط و قال : " رواه
ابن عدي و ابن عساكر عن ابن عباس " . و تعقبه المناوي بقوله : " قضية كلام
المصنف أن ابن عدي خرجه و أقره ، و الأمر بخلافه ، فإنه أورده في ترجمة عبد
الله بن محمد بن المغيرة و قال : عامة ما يرويه لا يتابع عليه . و في " الميزان
" قال أبو حاتم : غير قوي ، و قال ابن يونس : منكر الحديث ، ثم ساق له هذا
الخبر " . قلت : و من طريقه رواه تمام ( 250 / 2 ) .
(1/48)
________________________________________

723 - " ما زنى عبد قط فأدمن على الزنا إلا ابتلي في أهل بيته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 154 ) :

موضوع .

رواه ابن عدي ( 15 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 278
) عن إسحاق بن نجيح عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ، و قال ابن
عدي : " و إسحاق بن نجيح بين الأمر في الضعفاء ، و هو ممن يضع الحديث " . و
أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 149 رقم 728 ) و قال : " إنه
من أباطيل إسحاق بن نجيح " . و مما يؤيد بطلان هذا الحديث أنه يؤكد وقوع الزنى
في أهل الزاني ، و هذا باطل يتنافى مع الأصل المقرر في القرآن *( و أن ليس
للإنسان إلا ما سعى )* . نعم إن كان الرجل يجهر بالزنا و يفعله في بيته فربما
سرى ذلك إلى أهله و العياذ بالله تعالى و لكن ليس ذلك بحتم كما أفاده هذا
الحديث ، فهو باطل . و مثله : " من زنى زني به و لو بحيطان داره " .
(1/49)
________________________________________

724 - " من زنى زني به و لو بحيطان داره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 155 ) :

موضوع .

رواه ابن النجار بسنده عن القاسم بن إبراهيم الملطي : أنبأنا
المبارك بن عبد الله المختط : حدثنا مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا . قال
ابن النجار : " فيه من لا يوثق به " . قلت : و هو القاسم الملطي كذاب . كذا في
" ذيل الأحاديث الموضوعة " للسيوطي ( ص 134 ) و " تنزيه الشريعة " لابن عراق (
316 / 1 ) . قلت : و مع ذلك فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية
ابن النجار هذا !! و خفي أمره على المناوي فلم يتعقبه بشيء ! .
(1/50)
________________________________________
725 - " اشتروا الرقيق و شاركوهم في أرزاقهم يعني كسبهم ، و إياكم و الزنج ، فإنهم قصيرة أعمارهم ، قليلة أرزاقهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 155 ) :

موضوع .

رواه الطبراني ( 3 / 93 / 1 ) و في " الأوسط " ( 1 / 155 / 1 ) :
حدثنا أحمد بن داود المكي : أخبرنا حفص بن عمر المازني : أخبرنا حجاج بن حرب
الشقري : أخبرنا سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده مرفوعا
. قلت : و هذا إسناد واه مظلم لا تعرف عدالة واحد منهم غير علي بن عبد الله
فإنه ثقة ، و أما ابنه سليمان فهو كما قال ابن القطان : " هو مع شرفه في قومه
لا يعرف حاله في الحديث " . و من دونه فلم أجد لهم ترجمة ، غير حفص بن عمر
المازني فقال الحافظ في " اللسان " : " لا يعرف " . و قد روي من غير طريقة ،
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 58 ) من طريقين عن عبد العزيز بن عبد
الواحد : حدثنا عبد الله بن حرب الليثي : حدثنا جعفر بن سليمان بن علي عن أبيه
به . و هذا سند مظلم أيضا فإن من دون سليمان ثلاثتهم لم أجد من ترجمهم ، غير أن
جعفر بن سليمان أورده الحافظ في الرواة عن أبيه سليمان من " التهذيب " . هذا
حال إسناد الحديث ، و أما متنه فإني أرى عليه لوائح الوضع ظاهرة ، فإن قصر
الأعمار و قلة الأرزاق لا علاقة لها بالأمم ، بل بالأفراد ، فمن أخذ منهم
بأسباب طول العمر و كثرة الرزق التي جعلها الله تبارك و تعالى أسبابا طال عمره
و كثرة رزقه ، و العكس بالعكس ، و سواء كانت هذه الأسباب طبيعية أو شرعية ، أما
الطبيعية فهي معروفة ، و أما الشرعية فمثل قوله صلى الله عليه وسلم : " من أحب
أن ينسأ له في أجله ، و يوسع له في رزقه ، فليصل رحمه " . رواه البخاري . و
قوله : " حسن الخلق و حسن الجوار يعمران الديار و يطيلان الأعمار " . رواه أحمد
و غيره و هو مخرج في " الصحيحة " ( 519 ) . و الله تبارك و تعالى سهل لكل أمة
لأخذ بأسباب الحياة من الرزق و طول العمر و غير ذلك و لم يخصها بقوم دون قوم و
لذلك نجد كثيرا من الأمم التي كانت متأخرة في مضمار الرقي أصبحت في مقدمة الأمم
رقيا و ثروة كاليابان ، و غيرها ، فليس من المعقول أن يحكم الشارع الحكيم على
أمة كالزنج بالفقر و يطبعهم بطابع قصر العمر ، مع أنهم بشر مثلنا و هو يقول :
*( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )* . و قصر العمر و قلة الرزق ليسا من التقوى في
شيء كما يشير إلى ذلك الحديثان المذكوران ، بل إنهما ليصرحان أن خلافهما و هما
الغني و طول العمر من ثمار التقوى ، فإذن أي أمة أخذت بأسباب طول العمر و سعة
الرزق لاسيما إذا كانت من النوع الشرعي فلا شك أن الله تبارك و تعالى يبارك لها
في عمرها و رزقها ، لا فرق في ذلك بين أمة و أمة ، للآية السابقة : *( يا أيها
الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم
عند الله أتقاكم )* . و خلاصة القول : إن هذا الحديث موضوع متنا لعدم اتفاقه مع
القواعد الشرعية العادلة التي لا تفرق بين أمة و أمة أو قوم و قوم . و لذلك ما
كنت أود للسيوطي أن يورده في " الجامع الصغير " و إن كان ليس في إسناده من هو
معروف بالكذب أو الوضع ، ما دام أن الحديث يحمل في طياته ما يشهد أنه موضوع ، و
في كلام ابن القيم الآتي ( ص 158 - 160 ) ما يشهد لذلك و الله أعلم .
(1/51)
________________________________________

726 - " إن اللوح المحفوظ الذي ذكر الله : *( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ )* في جبهة إسرائيل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 156 ) :

ضعيف .

أخرجه الطبري في " التفسير " ( 30 / 90 ) عن قرة بن سليمان قال :
حدثنا حرب بن سريج قال : حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال :
فذكره موقوفا عليه ، و كذلك أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 67 ) و قال
: " قال أبي : هذا حديث منكر ، و قرة مجهول ضعيف الحديث " . و قال في " الجرح و
التعديل " ( 3 / 2 / 131 ) : " قرة بن سليمان الجهضمي الأزدي جليس حماد بن زيد
، روى عن هشام بن حسان و معاوية بن صالح ، روى عنه أبو الوليد الطيالسي و عمرو
بن علي ، سألت أبي عنه ؟ فقال : ضعيف الحديث " . و حرب بن سريج قال الحافظ : "
صدوق يخطئ " . و الحديث أورده ابن كثير في " تفسيره " ( 9 / 170 - منار )
ساكتا عليه و أتبعه برواية ابن أبي حاتم - يعني في " التفسير " - بسنده عن أبي
صالح : حدثنا معاوية بن صالح أن أبا الأعيس - هو عبد الرحمن بن سلمان - قال :
" ما من شيء قضى الله ، القرآن فما قبله و ما بعده لا و هو في اللوح المحفوظ ،
و اللوح المحفوظ بين عيني إسرافيل ، لا يؤذن له بالنظر فيه " . قلت : و هذا مع
كونه مقطوعا موقوفا على أبي الأعيس ، ففي السند إليه أبو صالح و هو عبد الله بن
صالح كاتب الليث ، و فيه ضعف من قبل حفظه ، على أن أبا الأعيس نفسه لم يوثقه
غير ابن حبان ، أورده في " ثقات التابعين " و قال : " يروي عن رجل من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم " . قلت : و الظاهر من ترجمة " التهذيب " له أنه من
أتباع التابعين . و الله أعلم . و قد ساق له الدولابي في " الكنى " ( 1 / 118 )
آثار أخرى ، و لم يذكر له حديثا مرفوعا .
(1/52)
________________________________________

727 - " دعوني من السودان ، إنما الأسود لبطنه و فرجه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 157 ) :

موضوع .

أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 122 / 2 ) و الخطيب ( 14 / 108
) من طريق عبد الله بن رجاء : أخبرني يحيى بن سليمان المديني عن عطاء بن أبي
رباح عن ابن عباس قال : ذكر السودان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
: فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف ، عبد الله بن رجاء هو الغداني . قال الحافظ :
" يهم قليلا " ، فليس هو علة الحديث و إنما شيخه يحيى هذا ، قال الحافظ : " لين
الحديث " . و به أعل ابن الجوزي الحديث فأورده في " الموضوعات " و قال : ( 2 /
233 ) : " لا يصح ، و يحيى قال البخاري : منكر الحديث " . و هو قد تبع البخاري
في هذا التجريح ، و من المعلوم أن البخاري لا يقول في الراوي " منكر الحديث "
إلا إذا كان متهما عنده . و لهذا فإن تعقب السيوطي في " اللآلي " على ابن
الجوزي بأن يحيى هذا روى له أبو داود و الترمذي و النسائي ، و قال أبو حاتم :
يكتب حديثه و ليس بالقوي ، و ذكره ابن حبان في " الثقات " - لا يساوي شيئا ،
فإن توثيق ابن حبان في مثل هذا المقام مما لا يعتد به العلماء الأعلام ، لاسيما
مع تضعيف الأئمة الآخرين لهذا الراوي . و جملة القول أن هذا الإسناد ضعيف لا
تقوم به حجة ، و أما المتن فلا أشك في وضعه ، و لنعم ما صنع ابن الجوزي في
إيراده إياه في " الموضوعات " ، و تعقب السيوطي إياه إنما هو جمود منه على
السند دون أن ينعم النظر في المتن و ما يحمله من معنى تتنزه الشريعة عنه ، إذ
كيف يعقل أن تذم هذه الشريعة العادلة أمة السودان بحذافيرها و فيهم الأتقياء
الصالحون العفيفون كما في سائر الأمم ، و ليت شعري ما يكون موقف من كان غير
مسلم من السودان إذا بلغه هذا الذم العام لبني جنسه من شريعة الإسلام ؟! فلا
جرم أن ابن القيم قال كما يأتي بعد حديث : " أحاديث ذم الحبشة و السودان كلها
كذب " . و أقره الشيخ ملا علي القاري في " موضوعاته " ( ص 119 ) ، بل إن ابن
القيم رحمه الله قال في صدد التنبيه على أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعا
، قال ( صفحة 48 - 49 ) : " و منها ركاكة ألفاظ الحديث و سماجتها بحيث يمجها
السمع و يسمج معناها الفطن " . ثم ساق أحاديث عدة هذا آخرها . و للحديث طريق
آخر عن ابن عباس و هو : " لا خير في الحبش ، إذا جاعوا سرقوا ، و إذا شبعوا
زنوا ، و إن فيهم لخلتين حسنتين : إطعام الطعام ، و بأس عند البأس " .
(1/53)
________________________________________

728 - " لا خير في الحبش ، إذا جاعوا سرقوا ، و إذا شبعوا زنوا ، و إن فيهم لخلتين
حسنتين : إطعام الطعام ، و بأس عند البأس " .


قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 158 ) :

موضوع .

رواه الطبراني ( 3 / 152 / 1 ) عن محمد بن عمرو بن العباس الباهلي
: أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عوسجة عن ابن عباس قال : قيل
: يا رسول الله ما يمنع حبش بن المغيرة أن يأتوك إلا أنهم يخشون أن تردهم قال :
فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف رجاله كلهم ثقات غير عوسجة و هو المكي مولى ابن
عباس ليس بالمشهور كما في " التقريب " ، و من طريقه أخرجه ابن عدي ( 261 / 1 )
و روى عن البخاري أنه قال : " لم يصح حديثه " . ثم ساقه . قلت : و ذكره السيوطي
شاهدا للحديث الذي بعده فلم يصب ، فإنه حديث موضوع المتن كما سبق بيانه في الذي
قبله . و قد روي من حديث عائشة و هو : " الزنجي إذا شبع زنى ، و إذا جاع سرق ،
و إن فيهم لسماحة و نجدة " .
(1/54)
________________________________________

729 - " الزنجي إذا شبع زنى ، و إذا جاع سرق ، و إن فيهم لسماحة و نجدة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 158 ) :

موضوع .

رواه أبو سعيد الأشج في " حديثه " ( 114 / 2 ) : حدثنا عقبة بن
خالد : حدثني عنبسة البصري عن عمرو بن ميمون عن الزهري عن عروة عن عائشة
مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، آفته عنبسة هذا و هو ابن مهران البصري
الحداد ، قال أبو حاتم : " منكر الحديث " . و قال أبو داود : " ليس بشيء " . و
قال ابن حبان ( 2 / 167 ) : " كان يروي عن الزهري ما ليس من حديثه ، و في حديثه
المناكير التي لا يشك من الحديث صناعته أنها مقلوبة " . و من طريقه أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن عدي عن أبي سعيد الأشج به . ثم قال ابن
الجوزي ( 2 / 233 ) : " لا يصح ، عنبسة قال النسائي : متروك " . و تعقبه
السيوطي بالحديث الذي قبله و سبق الجواب عنه . و قد وافق ابن الجوزي على وضع
الحديث الإمام ابن القيم فقال في " المنار " ( ص 49 ) : " أحاديث ذم الحبشة و
السودان كلها كذب " . " ثم ذكر أحاديث هذا أحدها ، و ثانيها الحديث الآتي : "
تخيروا لنطفكم ، و أنكحوا في الأكفاء ، و إياكم و الزنج فإنه خلق مشوه " .
(1/55)
________________________________________

730 - " تخيروا لنطفكم ، و أنكحوا في الأكفاء ، و إياكم و الزنج فإنه خلق مشوه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 159 ) :

موضوع .

رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 314 ) عن روح بن جبر :
حدثنا الهيثم بن عدي عن هشام مولى عثمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
مرفوعا . قلت : و روح هذا لم أعرفه . و أما الهيثم فكذاب ، كذبه ابن معين و
البخاري و أبو داود و غيرهم . و أما هشام مولى عثمان فلم أعرفه أيضا . و الحديث
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن حبان و هذا في " الضعفاء " ( 2
/ 281 ) بسنده عن محمد بن مروان السدي عن هشام بن عروة به و قال ( 2 / 233 ) :
" السدي كذاب ، و تابعه عامر بن صالح الزبيري عن هشام و ليس بشيء ، و قال
النسائي : ليس بثقة " . و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( ص 272 ) فقال : " قلت
: له طريق آخر " . ثم ساقه من رواية أبي نعيم في " الحلية " ( 3 / 377 ) :
حدثنا أحمد بن إسحاق : حدثنا أحمد بن عمرو بن الضحاك : حدثني عبد العظيم بن
إبراهيم السالمي : حدثنا عبد الملك بن يحيى : حدثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن
سعد عن الزهري عن أنس مرفوعا ، و قال : غريب من حديث زياد و الزهري ، لم نكتبه
إلا من هذا الوجه " . قلت : و سكت عليه السيوطي في " اللآلي " و أورده في "
الجامع " من هذا الوجه ، و إسناده مظلم ، فإن من دون ابن عيينة لم أجد لهم
ترجمة ، غير عبد العظيم هذا فأورده الحافظ في " اللسان " و قال : " يغرب ، من
ثقات ابن حبان " . قلت : فهو أو شيخه أو من دونه آفة هذا الحديث ، فإن شطره
الثاني منكر جدا ، و قد سبق قول ابن القيم : " أحاديث ذم الحبشة و السودان كلها
كذب " . ثم ذكر أحاديث هذا أحدها . و أما الجملة الأولى من الحديث ، فقد وجدت
لها طريقا أخرى ، رواه الضياء في " المختارة " ( 223 / 2 ) من طريق تمام الرازي
: حدثنا أبو عبد الرحمن ضحاك بن يزيد السكسكي بـ ( بيت لهيا ) : حدثنا محمد بن
عبد الملك : حدثنا سفيان بن عيينة به مقتصرا على قوله " تخيروا لنطفكم " . قلت
: و هذا سند ضعيف ، الضحاك هذا مجهول الحال أورده ابن عساكر في " تاريخ دمشق "
( 8 / 230 ) و قال : " روى عن وزيرة بن محمد و أبي زرعة الدمشقي ، روى عنه تمام
بن محمد و عبد الرحمن بن عمر بن نصر ، مات سنة 347 " ، و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا . و شيخه محمد بن عبد الملك لم أعرفه ، و يحتمل أن يكون ابن أبي الشوارب
الأموي البصري . و الله أعلم . و لهذه الجملة شواهد لا تخلو أسانيدها من مقال ،
و لعلنا نتفرغ لتتبعها و تحقيق القول فيها إن شاء الله ، و هي على كل حال لا
تبلغ أن تكون موضوعة <1> ، بخلاف الجملة الأخيرة " و إياكم و الزنج ... " فإنها
ظاهرة البطلان كسائر الأحاديث التي تقدمت بمعناها ، و قد ذكر هذه الجملة ابن
معين في " التاريخ و العلل " ( 29 / 1 ) من حديث عائشة موقوفا عليها ، و لعله
أشبه فقال : " مسلمة بن محمد ليس حديثه بشيء يروي عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة قالت : ...... " فذكره . و نحو هذه الزيادة في الضعف ما يرويه عيسى بن
ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا بلفظ : " تخيروا لنطفكم ، فإن النساء
يلدن أشباه إخوانهن ، و أشباه أخواتهن " . أخرجه ابن عدي في ترجمة عيسى هذا ( ق
294 / 2 ) و قال : " و عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد " . و روى عن البخاري
أنه قال فيه : " صاحب مناكير و قال في موضع آخر : " منكر الحديث " و عن النسائي
: " متروك الحديث " . و قال ابن حبان ( 2 / 116 ) : " منكر الحديث جدا ، يروي
عن الثقات أشياء كأنها موضوعات " .

-----------------------------------------------------------
[1] بل هي صحيحة بمجموع طرقها ، و قد جمعتها و خرجتها في " الصحيحة " ( 1067 )
. اهـ .
***************************************
يتبع