5031 - ( من قام إذا استقبلته الشمس ؛ فتوضأ ، فأحسن وضوءه ، ثم قام فصلى ركعتين ؛ غفر له خطاياه ، وكان كما ولدته أمه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 54 :
$ضعيف$
أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (2/ 488) عن ابن عقيل عن ابن عمه عن عقبة بن عامر :
أنه خرج مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، فجلس رسول الله صلي الله عليه وسلم يوماً يحدث أصحابه ، فقال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة ابن عم ابن عقيل ؛ وإليه أشار الهيثمي بقوله (2/ 236) :
"رواه أبو يعلى ، وفيه من لم أعرفه" .
وأشار المنذري (1/ 236) إلى تضعيف الحديث .
وسائر رجاله ثقات رجال الشيخين ؛ غير ابن عقيل - وهو عبدالله بن محمد ابن عقيل - ، وهو صدوق في حديثه لين ؛ كما في "التقريب" .

(36/1)
5032 - ( إذا أراد الله بعبد خيراً ؛ فقهه في الدين ، وألهمه رشده ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 55 :
$منكر بهذا التمام$
أخرجه البزار (ص 21 - زوائده) : حدثنا الفضل بن سهل : حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب : حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي وائل عن عبدالله قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال :
"لا نعلم روي عن عبدالله بهذا الإسناد" .
قلت : ورجاله موثقون ؛ كما قال الهيثمي (1/ 121) ، وفي كلامه إشارة إلى أن في بعضهم شيئاً ، وهو - عندي - أحمد بن محمد بن أيوب ؛ فقد قال أبو حاتم :
"روى عن أبي بكر بالمناكير" .
قلت : وهذا منها ؛ فقد قال الذهبي في ترجمته :
"صدوق ، وله ما ينكر ، فمن ذلك ما ساقه ابن عدي أنه روى عن أبي بكر ابن عياش ..." فذكره .
قلت : وقول المنذري في "الترغيب" (1/ 51) :
"رواه البزار ، والطبراني في "الكبير" بإسناد لا بأس به" !
ففيه نظر من وجهين :
الأول : ما عرفته من النكارة .
والآخر : أن الطبراني ليس عنده قوله : "وألهمه رشده" ؛ وهو موضع النكارة ؛ فقد قال في "كبيره" (3/ 78/ 1) ، (10/ 242/ 10445 - ط" : حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل : أخبرنا أحمد بن محمد بن أيوب - صاحب المغازي - : أخبرنا أبو بكر بن عياش : ... فذكره دون الزيادة .
وخالف أبا بكر في إسناده زائدة فقال : عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن أبي عبيدة عن عبدالله قال : ... فذكره موقوفاً عليه دون الزيادة .
أخرجه الطبراني (3/ 12/ 1) ، (9/ 164/ 8756) .
وجملة القول ؛ أن الحديث بهذه الزيادة منكر ، وأما بدونها فهو صحيح ، جاء عن جمع من الصحابة ؛ منهم معاوية رضي الله عنه في "الصحيحين" وغيرهما ، وهو مخرج في "الصحيحة" (1194) .

(37/1)
5033 - ( ليس منا من لم يوقر الكبير ، ويرحم الصغير ، ويأمر بالمعروف ، وينه عن المنكر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 56 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد في "مسنده" (1/ 257) : حدثنا عثمان بن محمد - قال عبدالله بن أحمد : وسمعته أنا من عثمان بن محمد - : حدثنا جرير عن ليث عن عبدالملك بن سعيد بن جبير عن عكرمة عن ابن عباس يرفعه إلى النبي صلي الله عليه وسلم .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات رجال البخاري ؛ غير ليث - وهو ابن أبي سليم - ، وهو ضعيف مختلط .
وقد سقط من الإسناد عند ابن حبان ، فصار ظاهر
الصحة ، فقال في "صحيحه" (1913 - موارد) : أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع : حدثنا عثمان بن أبي شيبة : حدثنا جرير عن عكرمة ، وعن أبي بشر عن عكرمة به .
قلت : ولا أدري ممن هذا السقط ؟! ومثله زيادة : (أبي بشر) في الإسناد ؟!
وأخرجه الترمذي (1/ 350) من طريق يزيد بن هارون عن شريك عن ليث عن عكرمة به . وقال :
"حديث حسن غريب" !
كذا قال ! وشريك ضعيف أيضاً ؛ وقد أسقط من الإسناد عبدالملك بن سعيد ؛ خلافاً لجرير - وهو ابن عبدالحميد - ، وهو ثقة من رجال الشيخين .
والحديث أشار إليه الحاكم في "المستدرك" (1/ 62) ، وقال :
"وإنما تركته ؛ لأن راويه ليث بن أبي سليم" .
وهو صحيح بدون زيادة : "ويأمر بالمعروف ..." ؛ فإنه قد جاء من حديث ابن عمرو وغيره ، وهو مخرج في "التعليق الرغيب" (1/ 67) .

(38/1)
5034 - ( إنما الأمور ثلاثة : أمر تبين لك رشده ؛ فاتبعه ، وأمر تبين لك غيه ؛ فاجتنبه ، وأمر اختلف فيه ؛ فرده إلى عالمه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 58 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 97/ 2) وابن عبدالبر في "الجامع" (2/ 24) - وسقط من إسناده رجال - عن موسى بن خلف العمي عن أبي المقدام عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وسلم :
"أن عيسى ابن مريم عليه السلام قال : ..." فذكره . وليس عند ابن عبدالبر ذكر عيسى عليه السلام ، وقال المنذري (1/ 82) :
"رواه الطبراني في "الكبير" بإسناد لا بأس به" !
كذا قال ! ونحوه قول الهيثمي (1/ 157) :
"... ورجاله موثقون" !
وكلا القولين خطأ - وبخاصة الأول - ؛ فإن أبا المقدام هذا ؛ اسمه هشام بن زياد القرشي المدني ، وهو مجمع على تضعيفه ، وتركه جماعة . وقال ابن حبان :
"يروي الموضوعات عن الثقات" . وقال الحافظ في "التقريب" :
"متروك" .
ومن طريقه أخرجه الهروي في "ذم الكلام" (60/ 2) .
ومن عادة الهيثمي إذا قال في إسناد ما : "ورجاله موثقون" : أنه يعني أن في رواته من وثق توثيقاً ضعيفاً لا يعتد به ، وهذا لم يوثقه أحد ، فلعله اختلط عليه بأبي المقدام الكوفي الحداد ؛ فإنه من طبقة هذا ، وقد وثقه أحمد وابن معين وغيرهما ، وضعفه الدارقطني . وقال الحافظ :
"صدوق يهم" .
وغالب الظن أن المنذري توهم أنه هذا ، وإلا ؛ فما أظنه يتساهل هذا التساهل الشديد فيقول : "لا بأس بإسناده" ؛ وهو يعلم أنه القرشي المدني المتروك !
ومن هذا البيان ؛ يتضح أن الحديث شديد الضعف ، وأن إيراد الشيخ الغماري إياه في "كنزه" الذي ادعى في مقدمته أنه ليس فيه حديث ضعيف : إنما جاءه من تقليده لغيره ، وعدم رجوعه إلى الأصول وتطبيق قواعد علم الحديث على الأسانيد . ومثله المعلقون الثلاثة على "الترغيب" (1/ 184) ؛ فإنهم حسنوه ؛ تقليداً للمنذري ، وجهلاً منهم بمراد الهيثمي ، والله المستعان !

(39/1)
5035 - ( لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين عن عورتهما يتحدثان ؛ فإن الله يمقت على ذلك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 59 :
$ضعيف الإسناد$
أخرجه أبو داود (1/ 4) ، والنسائي في "الكبرى" (1/ 20/ 41،42 - هندية) ، وابن ماجه (1/ 142) ، والحاكم (1/ 157-158) ، والبيهقي (1/ 99) من طرق عن عكرمة بن عمار عن يحيى ابن أبي كثير عن هلال بن عياض (وقال بعضهم : عياض بن هلال على
القلب ، وبعضهم : عياض بن عبدالله) قال : حدثني أبو سعيد الخدري مرفوعاً . قال داود :
"لم يسنده إلا عكرمة" . قال المنذري في "مختصره" :
"وعكرمة هذا - الذي أشار إليه أبو داود - : هو أبو عمار عكرمة بن عمار العجلي اليمامي ، وقد احتج به مسلم في "صحيحه" ، وضعف بعض الحفاظ حديث عكرمة هذا عن يحيى بن أبي كثير ، وقد أخرج مسلم حديثه عن يحيى ابن أبي كثير ، واستشهد البخاري بحديثه عن يحيى بن أبي كثير" !
والحق : أن عكرمة هذا لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن في غير روايته عن ابن أبي كثير ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"صدوق يغلط ، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب ، ولم يكن له كتاب" .
وقد أبعد المنذري النجعة ؛ فلم يحم حول علة الحديث الحقيقية ؛ خلاف موقفه في "الترغيب" ؛ حيث أصاب كبد
الحقيقة ، حين قال - بعد أن عزاه لأبي داود وابن ماجه وابن خزيمة في "صحيحه" - :
"رووه كلهم من رواية هلال بن عياض - أو عياض بن هلال - عن أبي سعيد ، وعياض هذا روى له أصحاب "السنن" ، ولا أعرفه بجرح ولا بعدالة ، وهو في عداد المجهولين" . وقال الحافظ في "التقريب" :
"مجهول" . وقال الذهبي في "الميزان" :
"لا يعرف ، ما علمت روى عنه سوى يحيى بن أبي كثير" .
ومنه ؛ تعلم أن موافقة الذهبي الحاكم على قوله : "إنه حديث صحيح الإسناد" ! وهم ، فلا يغتر به !
وللحديث علة أخرى ؛ وهي الاضطراب ؛ كما سبقت الإشارة إليه في التخريج ؛ وإن كان البيهقي روى عن ابن خزيمة أن الصحيح في اسم الراوي عن أبي سعيد : عياض بن هلال ، قال ابن خزيمة :
"وأحسب الوهم فيه من عكرمة بن عمار حين قال : عن هلال بن عياض" . فتعقبه ابن التركماني في "الجوهر النقي" بقوله :
"قلت : كيف يتعين أن يكون الوهم عن عكرمة ، وهو مذكور في هذا السند الذي هو فيه على الصحيح ؟! بل يحتمل أن يكون الوهم من غيره ، وقد ذكر صاحب "الإمام" أن أبان بن يزيد رواه أيضاً عن يحيى بن أبي كثير فقال : هلال ابن عياض ، فتابع أبان عكرمة على ذلك ، وابن القطان أحال الاضطراب في اسمه على يحيى بن أبي كثير ، ثم ذكر البيهقي عن أبي داود أنه قال : لم يسنده إلا عكرمة بن عمار" .
قلت : تقدم قريباً أن أبان تابعه ، ثم إن البيهقي أخرج الحديث عن ابن أبي كثير عن النبي صلي الله عليه وسلم مرسلاً .
وبقي فيه علل لم يذكرها ، منها : أنه سكت عن عكرمة هنا ، وتكلم فيه كثيراً في (باب مس الفرج بظهر الكف) ، وفي باب (الكسر بالماء) . ومنها : أن راوي الحديث عن أبي سعيد الخدري لا يعرف ، ولا يحصل من أمره شيء . ومنها : الاضطراب في متن الحديث ؛ كما هو مبين في كتاب ابن القطان .
وأخرجه النسائي من حديث عكرمة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة .
والحديث المرسل : عند البيهقي (1/ 100) من طريق الوليد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن رسول الله صلي الله عليه وسلم مرسلاً .
وبالجملة ؛ فالحديث ضعيف ؛ لاضطراب عكرمة فيه عن يحيى ، ولجهالة تابعيه ؛ إلا في رواية النسائي عن عكرمة ؛ فسمى تابعيه أبا سلمة ، وهو ثقة من رجال الستة ؛ لكن هذا من اضطراب عكرمة ، فلا حجة فيه ، وقد رجح المرسل أبو حاتم ، فراجعه في "ضعيف أبي داود" (رقم 3) .
ورواية النسائي عن عكرمة : أخرجها في "السنن الكبرى" (1/ 19/ 40 - هندية) ، (1/ 70/ 31) ، وكذا الطبراني في "الأوسط" (1/ 32-33 - مصورة الجامعة الإسلامية) (2/ 154/ 1286) عن شيخه أحمد بن محمد بن صدقة ؛ كلاهما عن محمد بن عبدالله بن عبيد بن عقيل المقرىء : حدثنا جدي عبيد بن عقيل : حدثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً به نحوه . وقال الطبراني :
"لم يروه بهذا الإسناد إلا عبيد ، ورواه الثوري عن عكرمة بن عمار عن عياض بن هلال عن أبي سعيد الخدري" .
قلت : عبيد بن عقيل صدوق ، وكذلك من دونه ، وكذا من فوقه ، لكن العلة اضطراب عكرمة بن عمار فيه ، مع مخالفة الأوزاعي إياه ، حيث أرسله كما سبق .
ثم وجدت له طريقاً ؛ فانظر "الصحيحة" (3120) .

(40/1)
5036 - ( لا يسبغ عبد الوضوء ؛ إلا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 62 :
$منكر$
أخرجه البزار (ص 34 - زوائده) عن خالد بن مخلد : حدثنا إسحاق ابن حازم : سمعت محمد بن كعب : حدثني حمران قال :
دعا عثمان بوضوء وهو يريد الخروج إلى الصلاة في ليلة باردة ، فجئته بماء ؛ فغسل وجهه ويديه ، فقلت : حسبك ؛ قد أسبغت الوضوء والليلة شديدة البرد ، فقال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره ، وقال :
"لا نعلم أسند محمد بن كعب عن حمران إلا هذا" .
قلت : وكلاهما ثقة من رجال الشيخين .
وإسحاق بن حازم ثقة أيضاً .
وخالد بن مخلد - وإن كان من رجال "الصحيحين" - ؛ فقد تكلم فيه جماعة ، وساق له ابن عدي عشرة أحاديث استنكرها ، وقد ساق بعضها الذهبي في "الميزان" ؛ أحدها مما أخرجه البخاري في "صحيحه" ، وقال الذهبي فيه :
"ولولا هيبة "الجامع الصحيح" لعددته في منكرات خالد بن مخلد ..." .
قلت : وأرى أنا أن هذا الحديث من منكراته ؛ فإن الحديث في "الصحيحين" وغيرهما من طرق عن حمران به نحوه ، وليس فيه قوله : ".. وما تأخر" .
وعلى هذا ؛ فقول المنذري (1/ 95) :
"رواه البزار بإسناد حسن" ! وقول الهيثمي (1/ 237) :
"رواه البزار ، ورجاله موثقون ، والحديث حسن إن شاء الله" !! ومثله قول الحافظ ابن رجب في "اختيار الأولى" (ص 15-16) :
"وإسناده لا بأس به" !!
إنما هو جرياً منهم جميعاً على ظاهر الإسناد ، دون النظر إلى ما في متنه من النكارة التي ذكرتها . وقول الهيثمي أبعد عن الصواب ؛ لأنه صرح بتحسين متن الحديث وسنده ؛ فتنبه !
وقد أشار إلى ما ذكرت الحافظ ابن حجر في "الخصال المكفرة" بعد أن عزاه لابن أبي شيبة في "المصنف" - ولم أره فيه - ، و "المسند" ، وإلى أبي بكر المروزي ، والبزار ، فقال (ص 14-15) :
"وأصل الحديث في "الصحيحين" ، لكن ليس فيه : "وما تأخر"" .
وخفي هذا على المعلق الدمشقي عليه ؛ فقال :
"له شواهد كثيرة في الأصول الستة وغيرها باختلاف بعض ألفاظه" !!
قلت : فلم يتنبه لإشارة الحافظ المذكورة ، فضلاً عن أنه لم يعلم أن تلك الشواهد ضد الحديث ، وليست له ؛ لأنها كلها ليست فيها الزيادة !

(41/1)
5037 - ( يد الرحمن فوق رأس المؤذن ، وإنه ليغفر له مدى صوته أين بلغ ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 64 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (25/ 2 - زوائد المعجمين) عن عمر بن حفص العبدي عن ثابت عن أنس مرفوعاً . وقال :
"لم يروه عن ثابت إلا عمر" .
قلت : قال الهيثمي (1/ 326) :
"وقد أجمعوا على ضعفه" . وقال أحمد :
"تركنا حديثه وحرقناه" . وقال النسائي وغيره :
"متروك" .
لكن الشطر الثاني من الحديث صحيح ؛ لأنه ورد عن جمع من الصحابة ؛ منهم أبو هريرة والبراء بن عازب وغيرهم ، وأحاديثهم مخرجة في "صحيح أبي داود" رقم (528) .

(42/1)
5038 - ( لو أقسمت ؛ لبررت ؛ إن أحب عباد الله إلى الله : لرعاة الشمس والقمر - يعني : المؤذنين - ؛ إنهم ليعرفون يوم القيامة بطول أعناقهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 65 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 25 - زوائده) ، والخطيب في "التاريخ" (3/ 99) عن جنادة بن مروان الأزدي الحمصي : حدثنا الحارث بن النعمان : سمعت أنس بن مالك يقول : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان :
الأولى : الحارث بن النعمان - وهو ابن أخت سعيد بن جبير ؛ كما صرحت به رواية الطبراني - ؛ وهو متفق على ضعفه ، بل قال البخاري :
"منكر الحديث" .
والأخرى : جنادة بن مروان ؛ قال الذهبي :
"اتهمه أبو حاتم" .
وبهذا أعله الهيثمي (1/ 326-327) ، وفي ذلك بعض النظر ؛ فإن نص أبي حاتم عند ابنه (1/ 1/ 516) :
"ليس بقوي ، أخشى أن يكون كذب في حديث عبدالله بن بسر : أنه رأى في شارب النبي صلي الله عليه وسلم بياضاً بحيال شفتيه" .
قال الحافظ في "اللسان" - متعقباً على الذهبي ما ذكره من الاتهام - :
"قلت : أراد أبو حاتم بقوله : "كذب" : أخطأ ، وذكره ابن حبان في "الثقات" ؛ وأخرج له هو والحاكم في "الصحيح" ..." .
قلت : فإعلال الحديث بشيخه الحارث أولى ؛ كما لا يخفى .
والحديث مما أشارالمنذري (1/ 109) إلى تضعيفه .
والجملة الأخيرة من الحديث ؛ عزاها الحافظ لابن حبان ، فقال في "التلخيص" (1/ 208) :
"وفي "صحيح ابن حبان" من حديث أبي هريرة : "يعرفون بطول أعناقهم يوم
القيامة" زاد السراج : "لقولهم : لا إله إلا الله" . وفيه عن ابن أبي أوفى : "إن خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم والأظلة ؛ لذكر الله" ..." !
قلت : فيه ما يأتي :
أولاً : ما عزاه لابن حبان وهم ؛ فإن لفظه : "المؤذنون أطول
الناس أعناقاً يوم القيامة" (1668) ؛ وهكذا رواه هو (1667) ، ومسلم (52/ 5) ، والسراج في "مسنده" (ق 23/ 2) وغيرهما عن معاوية رضي الله عنه .
ثانياً : زيادة السراج المذكورة منكرة عندي ؛ وفي سندها جهالة ، وقد تقدم تخريجه .
ثالثاً : حديث : "إن خيار عباد الله ..." حسن لغيره ؛ كما تبين لي أخيراً في "الصحيحة" (3440) .

(43/1)
5039 - ( من بنى بيتاً يعبد الله فيه من مال حلال ؛ بنى الله له بيتاً في الجنة من در وياقوت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 67 :
$منكر بهذا التمام$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 19/ 1) : حدثنا محمد بن النضر الأزدي : حدثنا سعيد بن سليمان : حدثنا سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً .
وأخرجه البزار في "مسنده" (ص 46 - زوائده) : حدثنا محمد بن مسكين : حدثنا سعيد بن سليمان به ؛ دون قوله : "من در وياقوت" . وقال الطبراني :
"لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به سعيد" .
قلت : وهو النشيطي ؛ ضعيف ؛ لكن شيخه اليمامي أضعف منه ؛ فقد قال فيه البخاري :
"منكر الحديث" . وذكره العقيلي في "الضعفاء" (ص 197) ، وساق له هذا الحديث من طريق ثالث عن سعيد بن سليمان ، ثم ساقه من طريق أخرى عن أبان العطار : حدثنا يحيى بن أبي كثير عن محمود بن عمرو عن أبي هريرة نحوه موقوفاً . وقال :
"هذا أولى" .
وقال الحافظ في ترجمة اليمامي من "اللسان" - بعد أن ساق الحديث - :
"والمستغرب منه قوله : "من در وياقوت" ؛ فإن للحديث طريقاً جيدة ليس هذا فيها" .
قلت : وكأنه يشير إلى رواية أبان العطار المتقدمة ، ولكنها موقوفة ؛ كما سبق .
قد وجدت له طريقاً آخر مرفوعاً مختصراً ؛ يرويه المثنى بن الصباح عن عطاء ابن أبي رباح عن المحرر بن أبي هريرة عن أبيه بلفظ :
"من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في
الجنة" .
أخرجه الطبراني أيضاً ؛ وقال :
"تفرد به المثنى" .
قلت : وهو ضعيف ؛ لكنه بهذا اللفظ صحيح ؛ له شواهد كثيرة صحيحة ، بعضها في "الصحيحين" ، وهي مخرجة عندي في "الروض النضير" تحت رقم (883) .
ورواه المثنى أيضاً عن عطاء عن عائشة مرفوعاً بلفظه المتقدم ؛ لكنه زاد فيه :
"لا يريد به رياءً ولا سمعة" .
وهو منكر أيضاً ؛ أخرجه الطبراني في "الأوسط" عنه .
وتابعه عنده كثير بن عبدالرحمن عن عطاء به دون الزيادة ؛ وقال :
"لم يروه عن عطاء إلا كثير" .
قلت : وهو كثير بن أبي كثير العامري ، وهو ضعيف ؛ لكن لفظه هو الصحيح ؛ لشواهده التي سبقت الإشارة إليها .

(44/1)
5040 - ( كان في بني إسرائيل أخوان ملكان على مدينتين ، وكان أحدهما باراً برحمه ، عادلاً على رعيته ، وكان الآخر عاقاً برحمه ، جائراً على رعيته ، وكان في عصرهما نبي ، فأوحى الله إلى ذلك النبي : إنه قد بقي من عمر هذا البار ثلاث سنين ، وبقي من عمر العاق ثلاثون سنة ، فأخبر النبي رعية هذا ورعية هذا ، فأحزن ذلك رعية العادل ، وأحزن ذلك رعية الجائر ، ففرقوا بين الأمهات والأطفال ، وتركوا الطعام والشراب ، وخرجوا إلى الصحراء يدعون الله تعالى أن يمتعهم بالعادل ، ويزيل عنهم الجائر ؛ فأقاموا ثلاثاً ، فأوحى الله إلى ذلك النبي : أن أخبر عبادي أني قد رحمتهم ، وأجبت دعاءهم ، فجعلت ما بقي من عمر البار لذلك الجائر ، وما بقي من عمر الجائر لهذا البار . فرجعوا إلى بيوتهم ، ومات العاق لتمام ثلاث سنين ، وبقي العادل فيهم ثلاثين سنة ، ثم تلا رسول الله صلي الله عليه وسلم : (وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير) ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 69 :
$ضعيف$
رواه أبو الحسن بن معروف ، والخطيب ، وابن عساكر عن عبدالصمد ابن علي بن عبدالله بن عباس عن أبيه عن جده مرفوعاً ؛ كما في "الجامع الكبير" للسيوطي .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لأن عبدالصمد هذا ليس بحجة ؛ كما تقدم في حديث آخر له برقم (2898) .

(45/1)