مجزرة رفح ...مجزرة تفوق الوصف في روايات حية

رفح/ صابرون - 2004-05-21


وصف سكان وأهالي رفح المجزرة التي نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني بالدموية والبشعة مؤكدين انه يجب محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة والذين تسببوا في مقتل 57 شهيدا وإصابة ما يزيد عن 200 جريحا وتدمير مئات المنازل خلال أسبوع واحد .
صور حية بشعة
وكانت أبشع صور الدمار والمجازر في رفح هو ما وثقه د.'علي موسى' مدير مستشفى أبو يوسف النجار والذي قال ' من أن الفرق الطبية التي تعمل داخل مخيم رفح عثرت أثناء عملها على العديد من جثث الشهداء بعد أن قامت قوات الاحتلال الصهيونية باستهدافها بصواريخ الاباتشي وتفتيتها إلى عدة أجزاء .
وقال وصلت معظم جثامين الشهداء إلى مشفى الشهيد أبو يوسف النجار مقطعة الأوصال وأشلاء ومنها من غابت معالمها بالكامل واصفا تلك المشاهد بالمؤلمة والتي ستظل شاهدة على الإجرام الصهيوني .
يبحثون وسط الأنقاض على بقايا أشلاء
ووقف اهالى حي السلام يبحثون وسط الأنقاض على بقايا أشلاء جثمان الشهيد خالد أبو عنزة (42عاما ) احد قادة القسام في رفح بعد أن استهدفه صاروخ مباشرة وتحول إلى قطع صغيرة .
ولم تستطع كلمات المواطنون الذين تجمعوا بعد الانسحاب الجزئي من منطقة حي تل السلطان وحي البرازيل وحي السلام أن يوصفوا المجزرة حتى ان اغلب الصحفيين ووسائل الإعلام ذهلوا من شدة الدمار والخراب ولم يستطيع المواطنين و الذي طبق الصمت على نفوسهم أن يصفوا تلك المشاهد المؤلمة وما شاهدوه من أهوال في تلك المجزرة إلا بكلمة واحدة ' مجزرة دموية '.
الإعدام الجماعي
وفي إحدى عمليات الإعدام الجماعي التي ارتكبتها قوات الاحتلال.. يؤكد المواطن عبدالله ابو العنين (50عاما ) من سكان مخيم كندا والواقع الى الشمال من حي تل السلطان أن قوات الاحتلال أخذت تنادي عبر مكبرات الصوت على بعض المواطنين بالخروج وما أن خرجوا حتى فتحوا عليهم الرصاص مباشرة في مشهد يشيب منه شعر الرأس حيث اعدموا كل من الشهداء خليل أبو سعد وعماد المغاري وتيسير كلوب ومحمود أبو طوق بدم بارد واطلقوا عليهم النار مباشرة دون رحمة اوشفقة '.
معسكرات للاعتقال
ويشير المواطن محمود ابو جزر (25 عاما ) من سكان حي تل السلطان في رفح على ان قوات الاحتلال اقامت معسكرات اعتقال للمواطنين في موقع تل زعرب العسكري القريب من حي تل السلطان وعبر عن ذلك بقوله :' دعا جنود الاحتلال الشباب عبر مكبرات الصوت من سن (16عاما وحتى 40 عاما ) بالخروج من منازلهم والتجمع في مدرسة كمال عدوان ولكن العائلات رفضت اخراج ابناءها الى ان اقتحموا المنازل بصورة وحشية واقتحموا منزلنا وساقونا مع مجموعة من الشباب مكبلين بالقيود ومعصوبي العينين واقتادونا مشيا على الاقدام الى موقع تل زعرب العسكري ومن ثم و ضعونا في مكان واحد الى ان رحلونا عبر باصات إلى داخل مستوطنة رفيح يام المتاخمة لحي تل السلطان وقاموا بجولات تحقيق معنا وسألونا عن المقاومة والشهداء ومن ثم أطلقوا سراح بعضنا واحتجزوا البعض الأخر '.
منطقة منكوبة
أما سكان حي البرازيل فما توثقه قصصهم لا تكفيها الصفحات، ولا لقاءات فالحال يغنى عن السؤال ومشاهد تدمير عشرات المنازل مؤلم ؛ فعدد كبير من البيوت سويت بالأرض، ومئات من المنازل الأخرى أصبحت غير صالحة للسكن، فالصواريخ دمرت أجزاء منها، وكذلك القذائف والرشاشات الثقيلة، والبعض الآخر حُرق بالكامل وأشلاء المنازل وأشجار الزيتون والمزارع اختلط بالأرض وأصبحت المنطقة منطقة منكوبة .
رائحة الدمار والخراب
وفي حي البرازيل المنكوب تفوح رائحة الدمار والخراب من كل زاوية ، وتجمع السكان في ساعات الصباح بعد سماعهم نبأ الانسحاب الجزئي فوجدوا منازلهم قد دمرت وممتلكاتهم ممزقة تحت الأنقاض، ومنهم من اخذ يستخدم معدات بسيطة للبحث عن بطاقته الشخصية ومقتنياته ومن الأطفال من اخذ يبحث عن لعبه التي وجدها محطمة واخذ يجمع فيها لعله يلهى نفسه عن مشاهد البؤس والشقاء التي تعم في كل مكان ، بسبب العدد الكبير من المنازل المدمرة ومن الأطفال من اخذ يلملم دفاتره المدرسية وحقيبته التي وجدها وقد تناثرت هنا وهناك .
وفي مشهد مؤثر أمام ثلاجة الموتى والتي جمع فيها ما يزيد على جثامين 30 شهيدا هرع ذوى الشهداء لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة علي جثامين أحبتهم حيث وقفت والدة الشهيد (هاني قفه ) والذي استشهد ابنها أثناء قصف مسجد بلال بن رباح عند صلاة الفجر في حي تل السلطان وتذكرت في وداعه صورة ابنها الشهيد القسامي أمير قفة والتي اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي مع مجموعه من رفاقه بتاريخ 8/6/20025م وقالت أكثر شئ آلمنا أننا علمنا باستشهاده ونحن محاصرين لا نستطيع الخروج وبقينا في منزلنا حتى انسحاب قوات الاحتلال '.
وأخذت أم الشهيدين أمير وهانى تسرد اللحظات الصعبة التي مرت عند سماع اهالى المخيم صوت صواريخ الاباتشي وهي تنهال على المسجد حيث هرع الجميع إلى المسجد فوجدوا أبناءهم أشلاء غارقين في دماءهم '.
وقالت الممرضة 'تهانى البيومي ' لـ 'مراسلنا ':والتي استطاعت ان تسعف العديد من الجرحى الذين لجأوا إليها :' بعد سماعي لصراخ وانين الجرحى بالخارج وهم ينزفون لعدة ساعات تمكن السكان وبصعوبة من التسلل بعيدا عن عيون القناصة من التنقل من منزل إلى آخر وقمنا بحمل المصابين الى داخل منزلي وكانت اصابتهم صعبة حيث فارقوا الحياة ببطء، مع منع طواقم الإسعاف من الوصول إلى المخيم وكان من بين الشهداء الذين قمت باسعافهم الشهيدين عماد المغاري ومحمود ابو طوق '.
وتقول المواطنة ام خالد ابو حماد -55 عاماً-: 'كنا في المنزل 70 شخصاً، وكانت الصواريخ والقذائف تهز أركان المنزل على مدى ثلاثة أيام متتالية'.
وأضافت قائلة: بدأت الجرافات تدمر المنازل المجاورة وكانت تقترب منا حتى أصبحنا محاصرين أنا وأبنائي إبراهيم ومحمد ويوسف وزوجته وأطفاله وتجمع عندنا جيراننا معنا وشعرنا بالخوف الشديد وما أن بدأت الجرافات بهدم غرف منزلنا حتى تعالت صيحاتنا ورفعنا الراية البيضاء وسط صراخ الاطفال وتركون نخرج من منزلنا زحفاً إلى منازل أخرى مجاورة إلى أن تمكنا من مغادرة المخيم.
على رؤوس ساكنيه
وأكد المواطن طلب ابو طعيمة -50 عاما- 'أن الجرافات الإسرائيلية كانت تعمل ليل نهار لإنجاز عمليات الهدم المنهجية في حي البرازيل لتمكين الدبابات على دخول الحي. وأضاف 'صبيحة اليوم الثاني لاجتياح المنطقة شعرنا بالزلزال يضرب البيت الذي كنا 16نفراً بداخله، فخرجنا انا وأبنائي مراد وهشام وزكريا وهشام ومحمد ودياب وغازي وهبة نصرخ في وجه القتلة، تحت الهدم ونجونا من موت محقق .
بيانات حرب نفسية
وفي إطار الحرب النفسية وتبرير الجرائم الإسرائيلية وزعت قوات الاحتلال بيانا على السكان حيث جاء فيه أن المخربون يواصلون تنفيذ عملياتهم من بين بيوت المواطنين من اجل فائدتهم الشخصية بينما هم يختبئون في جحورهم على حسب تعبير البيان
وان جيش الاحتلال سوف يستمر بالعمل بلا هوادة ضد المخربين وكتبت اسماء بعضهم ، وضد من يمد يد العون لهم او يؤمن لهم المأوى وضد كل من يتاجر بالأسلحة ودعا البيان اهالى رفح الى التصدى والوقوف ضد العمليات التخريبية على حد زعمهم وذيل البيان بتوقيع قيادة قوات جيش الدفاع الصهيوني.