معركة مقرات مباحث أمن الدولة
جمال سلطان | 05-03-2011 00:41

أستغرب كثيرا تأخر القوات المسلحة في التعامل مع ملف جهاز مباحث أمن الدولة ، رغم مناشدات مختلف القوى الوطنية لهم بذلك على مدار الأسابيع التي تلت إسقاط النظام الفاسد ، ورغم أن هذا الملف أحد أخطر الملفات التي حركت الثورة وارتبطت في أذهان الناس بعهد الظلام والقمع والدموية ، إضافة إلى ما كشفنا عنه في المصريون من وصول ذراع أمن الدولة إلى التجسس على المؤسسة العسكرية ذاتها ، وقد قدمنا نسخة من المستندات التي حصلنا عليها ونشرنا إشاراتها إلى الجهات العسكرية بناء على طلبهم أول أمس .

ليلة أمس حدثت تطورات بالغة الخطورة ، تمثلت في قيام قيادات الجهاز في نقل الملفات عالية الخطورة من مقرات الجهاز إلى أماكن مجهولة ، وقيام بعض المقرات بحرق ملفات كثيرة والمقرات التي كانت تملك ماكينات لفرم الملفات دمرت بهذه الطريقة أطنانا من الملفات ، وهذه جريمة لا يمكن السكوت عليها ، وكانت تتطلب تدخلا سريعا من المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، لأن هذه الملفات كانت ملكا للدولة ، بوصف هذا الجهاز الخطير يعمل وفق منظومة رسمية وميزانيته من المال العام وجميع العاملين فيه يتقاضون رواتبهم من المال العام ، فهو ليس عزبة يتصرفون فيها وفي ممتلكاتها ومستنداتها بمثل هذا الإجرام ، وبالتالي كان من المفهوم ومن المبرر أن تجتاح الجماهير الغاضبة ليلة أمس العديد من مقرات أمن الدولة وتحاصر مقرات أخرى لمنع الجريمة أو وقفها أو تعطيلها ، على النحو الذي حدث في الاسكندرية وفي الجيزة وما يتردد أنه يحدث الآن ، أثناء كتابة هذه السطور ، في المقر الرئيس للجهاز في مدينة نصر .

كنت أتمنى أن يتحرك المجلس الأعلى للقوات المسلحة بشكل عاجل للسيطرة على مقرات جهاز مباحث أمن الدولة ، ومنع أي تصرف في الملفات أو المستندات أو المقتنيات الخاصة بداخله ، قبل أن يخضع كل ذلك للجان تحقيق ومراجعة ، لأن بعض ما حدث يمثل جرائم ضد الإنسانية ، وبعضها الآخر يمثل جرائم عسكرية تستوجب المحاكمة العسكرية لمن اقترفوها ، أما تأجيل التحرك فكان إشارة إلى جنرالات جمهورية الخوف للعبث وإزالة أدلة إدانتهم ، والحقيقة أن عمليات حرق الملفات وفرمها بهذا الشكل يعني أن هناك أسرارا خطيرة وعمليات قذرة كانت تمارس ، وكانت بالتالي تستوجب إخضاعها للعدالة .

وعلى كل حال ، فإن هذه التطورات الخطيرة التي حدثت الليلة السابقة تستدعي قرارا عاجلا ، احترازيا ، بإعلان وقف هذا الجهاز عن العمل وإعلان سيطرة القوات المسلحة على جميع مقراته التي ما زالت باقية في محافظات مصر الأخرى ، ومنع أي عامل بالجهاز من دخوله أو الخروج منه بأي شيء ، ومنحهم إجازة مؤقتة لحين النظر في مستقبل هذا الجهاز الذي أثار التأخر في قرار حله أو تفكيكه أكبر قدر من الإثارة والاستفزاز لملايين المصريين ، وخاصة القوى السياسية والوطنية والأحزاب والنقابات التي طالما عانت من رعب هذا الجهاز وتجاوزاته وقمعه وإرهابه .

أيها السادة ، رجال المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، من أجل الوطن ، ومن أجل الثورة التي تضامنتم معنا في تأكيد شرعية مطالبها ، أوقفوا هذا الجهاز عن العمل وأحكموا السيطرة على مقراته ، وأنا على يقين أنكم ستجدون في داخله ما يذهلكم .

http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=50936

luv;m lrvhj lfhpe Hlk hg],gm >