بقلم / محمود القاعود

كتبت منذ عامين رداً على نيافة القُمّص يحيي الجمل الذى كتب مقالا بالمصرى اليوم عدد 25 / 5 / 2009م ، تغزل فيه نيافة القُمّص بسيده الأنبا شنودة ، حتى جعل عنوان المقال “ قداسة البابا شنودة ” ! وذكر في مقاله كلمة “ قداسة ” أكثر من عشرين مرة قبل ذكر كلمة شنودة !

الآن يعود القمص من جديد بعد أن شغل منصب “ نائب رئيس الوزراء ” ليستهزئ بالله تعالى فى التلفزيون المصري ، ويقول بالنص : ربنا لو طرحته على استفتاء وخد 70 % يحمد ربنا .. ليه بقي ؟ عندك الصين آدي مليار وربعميت مليون هيقولوا لأ والهند هيقولوا لأ واليابان . فبقولك لو ربنا طُرح على استفتاء لو خد 70 % يا سلام .. ربنا يحمد ربنا” أ.هـ ( مصر النهاردة 14 مارس 2011 ) .

وفى فقرة أخرى قال الجمل : “ لكن متقدرش تقول لربنا إنت ديكتاتور .. يقولك قال الله تعالى ” .

والواقع أني لا أستغرب هذه الهلوسة من القمص يحيي الجمل ، فهو لا مشكلة له في الحياة إلا مع الإسلام .. ولا هم له إلا المساهمة في إنشاء “ الدولة القبطية ” ، وهو على المستوي الفكري والقانوني لا قيمة له ، ولكن إعلام ساويرس هو الذي ينفخ فيه ويجعله “ الفقيه الدستوري الكبير ” !

يحيي الجمل هو أكبر اختراق صليبي لمؤسسات الحكم في مصر ، ووضعه فى منصب نائب رئيس الوزراء ، جاء في عهد المملوك الصهيوني حسني مبارك ، بما يعني أن هذا الجمل جاء لمهمة معينة تستهدف دين الأمة وثوابتها ..

عندما خرج المدعو أحمد شوبير في قناة فضائية لبنانية منذ فترة ليقول أنه ليس المسيح حتى يضرب على قفاه فيعرض خده الآخر للضرب ، قامت الدنيا ولم تقعد وقام صبيان شنودة برفع دعاوي قضائية بزعم أن شوبير يزدرى الأديان ! رغم أن أناجيلهم هي التى تذكر ذلك ، وعلى الفور توسل شوبير للأنبا بولا أسقف طنطا ليوقف هذه البلاغات ويعلن أنه لم يقصد الإساءة للمسيح وأنه يحترم قداسة البابا شنودة !

يحيي الجمل يزدري الله تعالي فلا تسمع شيئاً .. لا حديث عن ازدراء الأديان ، ولا حديث عن تهديد الوطن .. ولا حديث عن ضرورة إقالة هذا الفاجر الذى يعمل لحساب شنودة صراحة .. وهو ذات الموقف الذى تم اتخاذه بعد نشر جريمة “وليمة لأعشاب البحر ” اعتبرها أبناء الحرام “ حرية فكر ” و “ إبداع ” و “ إستنارة ” و “ تنوير ” و “ ليبرالية ” ، وبعدها بعام وعندما نشرت جريدة النبأ فضيحة القس برسوم المحروقي الذى زنا بخمسة آلاف نصرانية داخل الأديرة والكنائس ، تم اعتبار ما فعلته الجريدة تهديدا للوحدة الوطنية وازدراء للأديان وهرطقة وخروج عن المألوف ، ولم يدافع أحدهم بحجة حرية الرأي عن رئيس تحرير الجريدة الذى اعتقل وقضى داخل السجن !

ويوم نشرت جريدة البلاغ خبراً عن ضبط تنظيم للشذوذ الجنسي يتزعمه نور الشريف وبعض الممثلين الآخرين ، داخل أحد الفنادق ، قامت الدنيا ولم تقعد ، وأغلقت الجريدة وقام الأمن بالقبض على رئيس التحرير وحبسه ، والمضحك المبكي أن الصهيوني حسني مبارك اتصل بنور الشريف ليشد من أزره ويقول له “ متخافش يا نور كلنا معاك ” ! وظهرنور الشريف في عدة برامج توك شو ليبكي ويطالب بالقصاص من الجريدة التي تجاوزت الخطوط الحمراء !

لم يتحدث أحد المنتسبين لليبرالية عن حرية الفكر والإبداع بل أيدوا جميعا حبس رئيس تحرير “ البلاغ ” وغلق جريدته ، بزعم أن حرية الصحافة لا تعني انتهاك الحرمات وأن نور الشريف “ رمز وطني ” !

وفي العام 2007 قامت حملة مشبوهة فى عدة صحف صفراء ضد السيدة عائشة رضى الله عنها وبعض الصحابة وكتب الأحاديث ، وقتها لم يتحدث أحد عن ضوابط الحرية واحترام المقدسات ، وكانت فرحة صبيان شنودة عارمة وهم يرون الأزهر في قمة الضعف والهوان لدرجة أن كتبت إحدي الصحف “ علماء الأزهر يستغيثون بمبارك لوقف سب الصحابة” ! ولا أدري إن كان هؤلاء العلماء يعلمون وقتها أن الصهيوني السفاح حسني مبارك هو الذي كان يأمر بسب الإسلامأم لا .؟

وفي يوليو 2010 قامت جريدة اليوم السابع بسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بأمر مباشر من شنودة الذى يمول الجريدة هو و نجيب ساويرس وأقباط المهجر و أشرف صفوت الشريف .. وخرجت عناوين الجريدة تتحدث عن “محاكمة النبي محمد ” و “ الأسرار الحمراء لعلاقة محمد بالنساء ” .. ورغم ذلك لم يحاكم رئيس تحرير الجريدة هو أو الزنيم الذى كتب هذا الفحش بحق خير خلق الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يقم مثلا جهاز أمن الدولة البائد الذى كان يعمل لحساب إسرائيل ، بتعقب كاتب هذه الرواية المشينة .. ذلك أن الجهاز البائد كان متفرغا للملتحين والمنتقبات ومن يواظبون علي صلاة الفجر حتى يسمح بقيام دولة شنودة .

إذاً ما فعله القمص يحيي الجمل من استهزاء بالله تعالى في تلفزيون الدولة الرسمي ، يعبر عن سلسلة من الإساءات تتم برعاية الكنيسة ويرعاها بعض السفلة الفجرة من أذناب الصهيوني المخلوع حسني باراك والذين دأبوا طوال عقود على احتضان المسوخ المشوهين الذين يحاربون الإسلام والمسلمين .

يحيي الجمل يعتقد أن رئاسة الوزراء هى الكاتدرائية المرقصية ، لذلك سعي بكل قوته أن يخترع وزارة جديدة مفصلة على مقاس الصليبية المتطرفة “ جورجيت قليني ” وفق التعليمات التى يتلقاها من سيده “ صاحب القداسة ” ولما تنبه المسئولون إلى هذه المؤامرة رفضوا رفضا قاطعا دخول هذه الصليبية الحاقدة إلي الوزارة ، مما أحبط خطة الجمل وسيده ..

يحيي الجمل مشكلته ليست مع السلفيين أو الإخوان بل مع الإسلام ، وهذا هو سبب وضعه فى منصب رئيس المجلس الأعلي للصحافة ، وكانت أول قراراته منح رخصة يومية لجريدة اليوم السابع التى تمتلكها الكنيسة .. ويماطل في منح تراخيص الصحف الإسلامية ، بما يعني أن هذا الشخص تم تعيينه بهدف محاربة الإسلام والسيطرة على الفكر وتشكيل ثقافة الناس من خلال صحف تمولها الكنيسة لمسخ هوية الأمة .

يحيي الجمل يعرف قصة أحد العواجيز من عشاق “ قداسة البابا ” وكان وزيرا سابقاً ، ذهبت إليه صحافية شابة ذات يوم لتجري معه حوارا .. ففوجئت به بتغزل فيها ويتحرش بها ، بل ويمسك صدرها ، مما جعلها تدفعه في وجهه وتجري مسرعة لتحرر محضرا ، وتدخلت بعض الجهات من أجل ” لملمة ” الفضيحة والحفاظ على سمعة هذا العجوز الخرف ، وهذه الواقعة تم نشرها في عدة صحف مصرية ويحيي الجمل يعرف بطلها الحقيقي جيدا ..

إن المهزلة التى فعلها يحيي الجمل تستلزم وقفة من رئيس الوزراء عصام شرف .. فلو خرج مسئولا أو وزيرا ليتحدث عن أي شئ يخص النصاري لقامت الدنيا ولم تقعد ولتم قطع الطرق وتكسير السيارات وضرب الناس بالسنج والسيوف وعمل الاعتصامات أمام ماسبيرو .. بينما يحيي الجمل يتطاول على الله تعالى ، ويُكفر تيار إسلامي من أجل إرضاء سيدهشنودة ، ولا تسمع تنديداً أو استنكارا ..

لقد قال الدكتور عصام شرف أنه يستمد شرعيته من ميدان التحرير ومن ثوار 25 يناير .. لذا فإن الواجب يحتم على الدكتور عصام أن يرفع تقريرا للمجلس الأعلي للقوات المسلحة لإقالة هذا الشخص السفيه ومحاكمته ..

الثورة لم تقم من أجل سب الله تعالى .. ولم تقم من أجل التحدث بلسان شنودة والادعاء باضطهاد النصاري وتكفير المسلمين .‬

hgrEl~w dpdd hg[lg ,hgYsghl