بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بقلم : الدكتور عبد العظيم المطعنى
من كتاب الاسلام فى مواجهة الايدلوجيات المعاصرة ص 366
الله – سبحانه - موجود – وهذه حقيقة الحقائق - ؛ لان هذا الكون لابد له من خالق ، ولا يصلح له خالق الا الله ، ومحال عقلا وعلما وواقعا ان يكون هذا الكون العجيب الدقيق الصنع قد (وجد) من لا شىء ، لان (لاشىء) لا ينتج شيئا . وليس هو قد خلق نفسه . فهذا باطل عقلا وعلما وواقعا . ولا خلقته الصدفة ؛ لان الصدفة بفرض التسليم بها تجرى بين اشياء موجودة . والمشكلة – هنا – لا تتعلق بالنظام والتنسيق بين اشياء عملت فيها (الصدفة) وانما المشكلة هى مشكلة الخلق والايجاد نفسه . ولا عمل للصدفة فى الايجاد بل هى تعمل ، وفى نطاق ضيق جدا . فى اشياء سبق وجودها قبل عمل الصدفة نفسها فمثلا قد تتكون كلمة من حروف طباعة مثل (ولد) اذا تناثرت الحروف من يد من يحملها ، فالصدفة هنا عملت فى اشياء موجودة وهى حروف الطباعة ولكنها هى – الصدفة – لم تصنع اشكال حروف الطباعة ، ولا المادة التى شكلت منها .
ومع هذا فان الصدفة تستحيل عقلا اذا زعم زاعم ان كتابا يقع من 100 صفحة مثلا وبه ثلاثون الف كلمة قد صنعته الصدفة . وللاستحالة العقلية هنا اسباب :
احدها : ان الصدفة لا تنشىء مادة وانما يمكن ان يقع تنظيم ضئيل منها لشكل مادى . مثل تجمع الحروف : الواو ، واللام ، والدال فى المثال السابق .
وثانيهما : ان العلماء بعد الدرس والتجربة والسبر وضعوا قانونا للصدفة قالوا فيه ( ان حظ المصادفة من الاعتبار (النجاح) يزداد وينقص بنسبة معكوسة مع عدد الامكانيات المتكافئة المتزاحمة ) .
اى كلما قل عدد الاشياء المتكافئة المتزاحمة ازداد حظ المصادفة من النجاح وكلما زاد عددها قل حظها من النجاح .
وتطبيق هذا القانون انك اذا رايت حجرين – مثلا – احدهما فوق الاخر كانهما بناء لا نستبعد المصادفة – بمعونة عامل اخر كالريح ، او سقوط الحجرين من عل – قد احدثت هذا الشكل لقلة التزاحم .
اما حين تمر على حجرة مكونة من اربعة جدران ولها باب نافذ وفتحات لتمرير الهواء فان العقل يستبعد – بكل قوة – الصدفة لكثرة الاشياء المتزاحمة ولابد ان يسلم العقل بوجود صانع مريد وراء هذا البناء قد اقامه لقصد اراده .
وماذا تكون الحجرة امام هذا الكون العظيم الهائل ذى النظام البديع الذى لم يحط به علم الانسان حتى مع تقدم البحوث والعلوم وانهم كلما ازدادوا علما ببعض اسراره ازدادوا جهلا وتبين لهم ان ما ظهر لهم منه لا يساوى شيئا مما لم يظهر . وان هذا الموقف قد فتح لهم ابواب الايمان بالخالق العظيم على مصراعيها يقول اينشتين صاحب قانون النسبية وقد عمل فيه هذا الكشف العلمى عمله قال : ( ان اجمل هزة نفسية تشعر بها هى تلك الهزة التى تعرونا عندما نقف عتب الخفاء من باب الغيب ؛ انها النواة لمعرفة الحق فى كل فن وعلم وانه لميت ذلك الذى يكون غريبا عن هذا الشعور فيعيش مستغلقا رعبا من غير ان يجد روعة التعجب الى نفسه سبيلا . ان جوهر الشعور الدينى فى صميمه هو ان نعلم بان ذلك الذى لا سبيل الى معرفة كنه ذاته (الله) موجود حقا . ويتجلى باسمى ايات الحكمة وابهى انوار الجمال التى لا تستطيع ملكاتنا العقلية المسكينة ان تدرك منها الا صورها (الظاهرة) دون الدقائق فى الاعماق )
اجل : ما اصدق هذا الكلام وما احلاه . ولانملك امامه الا ان نتلو قول الحق تبارك وتعالى : ( سنريهم اياتنا فى الافاق وفى انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق ) .

f'ghk hgw]tm