شبهات باطلة حول العقيدة
الشبهة الرابعة والعشرون (24):
- يذكر القرآن فى سورة (الفيل) أن الله أهلك جيش أبرهة لأنه أراد أن يهدم الكعبة, مع أن كفار قريش قد ملأوا الكعبة بالأصنام من قديم الدهر, ولا شك أن ذلك كان أقبح من تخريب الكعبة, فكيف يسلط الله العذاب على من قصد تخريب الجدران, ولم يسلطه على من قصد تخريب الإيمان؟

الرد:
- لقد كان مُقدَّراً فى علم الله سبحانه وتعالى منذ الأزل أنه سيبعث رسولاً يدعو إلى التوحيد, ويطهر الكعبة المشرَّفة من هذه الأوثان, وتكون قِبلته, وقِبلة أُمَّته, وكان مُقدَّراً أيضاً أن هذا النبى صلى الله عليه وسلم سَيُرسَل لقومه خاصَّة, وللناس عامَّة, فلو أهلكهم الله بذنوبهم, فمن أين ولِمَن كان سيُبعَث نبيهم؟, والله أعلم.


شبهات باطلة حول العقيدة
الشبهة الخامسة والعشرون (25):
- لله عندكم تسعة وتسعون اسماً, ليس فيها اسم المحبَّة كما عندنا!

الرد:
- إن الذين يقولون: (الله محبَّة) ويتغنَّون بها ليل نهار, يخفون – أو لا يعلمون – أن كتابهم المقدس قال: لأن إلهنا نار آكلة (الرسالة إلى العبرانيين12: 29) كما أنهم لا يذكرون ما جاء فى كتابهم المقدس من العقوبات التى يُنْزِلها الله بمن عصاه, والتى تتعارض مع قولهم: (الله محبَّة) وسنذكر نصّاً واحداً كمثال على هذه العقوبات, ولكننا سنؤجل ذكره بعد الرد على الشبهة إن شاء الله تعالى.
إن من أسماء الله الحسنى ما يدل على المحبة, والحنان, والرأفة, والرحمة, واللُّطْف, والحِلم, والعفو, والمغفرة, وغير ذلك من صفات الجمال والكمال, ومن هذه الأسماء: اسمه سبحانه وتعالى (الودود) قال ابن كثير فى تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ} [البروج:14] إن عبد الله بن عباس – رضى الله عنهما – وغَيْرَه قالوا: (الودود) هو (الحبيب). وبالإضافة لما قاله فإن (الودود) هو الذى يتودد إلى خلقه بنعمه عليهم لعلهم يُسْلِمُون, فقد قال سبحانه وتعالى بعد سَرْد العديد من نعمه على عباده: {كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُون} [النحل:81]
ولكن مَن الذين يحبهم الله تعالى؟ إن الإجابة على هذا تتمثل فى بضع آيات من كتابه الكريم, وأحاديث رسوله البشير النذير , نذكر من الآيات: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة:195] {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين} [البقرة:222] {وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران:146] {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران:159] {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [المائدة:42] {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [التوبة:4] {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ} [الصف:4] ونذكر من الأحاديث: ((إن الله رفيق يحب الرفق ويرضاه, ويُعين عليه ما لا يُعين على العنف)) [صحيح الجامع:1770] ((إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)) [صحيح الجامع:1880] ((إن الله يحب معالى الأخلاق, ويكره سَفسافها)) [صحيح الجامع:1889] وقد وردت صفات أخرى فى الكتاب والسنَّة للذين يحبهم الله تعالى, وكلها صفات تدور حول طاعة الله ورسوله .
والآن نورد بعض العقوبات التى وردت فى الكتاب المقدس كما وعدناكم:
ولكن إن لم تسمع لصوت الرب إلهك لتحرص أن تعمل بجميع وصاياه وفرائضه التى أنا أوصيك بها اليوم تأتى عليك جميع هذه اللعنات وتدركك. ملعوناً تكون فى المدينة وملعوناً تكون فى الحقل. ملعونة تكون سَلَّتُكَ ومِعْجَنُكَ. ملعونة تكون ثمرة بطنك وثمرة أرضك نتاج بقرك وإناث غنمك. ملعوناً تكون فى دخولك وملعوناً تكون فى خروجك. يرسل الرب عليك اللعن والاضطراب والزجْر فى كل ما تمتد إليه يدك لتعمله حتى تهلك وتفنى سريعاً من أجل سوء أفعالك إذ تركتنى. يُلصِقُ بكَ الرب الوَبَأ حتى يبيدك عن الأرض التى أنت داخل إليها لكى تمتلكها. يضربك الرب بالسُّل والْحُمَّى والبُرَداء والالتهاب والجفاف واللفح والذبول فتتَّبِعُك حتى تف###… ويجعل الرب مطر أرضك غباراً وتراباً ينزل عليك من السماء حتى تهلك. يجعلك الرب منهزماً أمام أعدائك. فى طريق واحدة تخرج عليهم وفى سبع طرق تهرب أمامهم… وتكون جُثَّتُكَ طعاماً لجميع طيور السماء ووحوش الأرض وليس من يزعجها. يضربك الرب بقرحة مصر وبالبواسير والجرب والحِكَّة حتى لا تستطيع الشفاء. يضربك الرب بجنون وعمى وحيرة قلب. فتتلمس فى الظُّهر كما يتلمس الأعمى فى الظلام ولا تنجح فى طرقك بل لا تكون إلا مظلوماً مغصوباً كل الأيام وليس مُخَلِّص. تخطب امرأة ورجل آخر يضطجع معها. تبنى بيتاً ولا تسكن فيه. تغرس كرماً ولا تستغله. يُذبَح ثوْرك أمام عي### ولا تأكل منه. يُغتَصب حمارك من أمام وجهك ولا يرجع إليك. تُدْفَع غنمك إلى أعدائك وليس لك مُخَلِّص. يُسَلَّم بنوك وبناتك لشعب آخر وعيناك تنظران إليهم طول النهار فتكِلان وليس فى يدك طائلة. ثمر أرضك وكل تعبك يأكله شعب لا تعرفه فلا تكون إلا مظلوماً ومسحوقاً كل الأيام. وتكون مجنوناً من منظر عي### الذى تنظر. يضربك الرب بقرح خبيث على الركبتين وعلى الساقين حتى لا تستطيع الشفاء من أسفل قدمك إلى قمة رأسك…بنين وبنات تلد ولا يكونون لك لأنهم إلى السَّبْى يذهبون… وتأتى عليك جميع هذه اللعنات وتتبعك وتدركك حتى تهلك لأنك لم تسمع لصوت الرب إلهك لتحفظ وصاياه وفرائضه التى أوصاك بها… من أجل أنك لم تعبد الرب إلهك بفرح وبطيبة قلب لكثرة كل شىء تُستَعبَد لأعدائك الذين يرسلهم الرب عليك فى جوع وعطش وعُرْى وعَوَز كل شىء. فيجعل نير حديد على عنقك حتى يهلكك. يجلب الرب عليك أمَّة من بعيد من أقصاء الأرض… فتأكل ثمرة بهائمك وثمرة أرضك حتى تهلك ولا تُبْقِى لك قمحاً ولا خمراً ولا زيتاً ولا نتاج بقرك ولا إناث غنمك حتى تف###. وتحاصرك فى جميع أبوابك حتى تهبط أسوارك الشامخة الحصينة التى أنت تثق بها فى كل أرضك. تحاصرك فى جميع أبوابك فى كل أرضك التى يعطيك الرب إلهك. فتأكل ثمرة بطنك لحم ب### وبناتك الذين أعطاك الرب إلهك فى الحصار والضيقة التى يضايقك بها عدوك. (تثنية28: 15-53) وهناك عقوبات أخرى, مثل ما ورد فى الرد على الشبهة رقم (236) وغيرها, والله أعلم.

يتبع باءذن الله