ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله العلى العظيم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واقرواذعن واشهد أن لا اله الا الله واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صفيه من خلقه وحبيبه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله جل وعلى به الغمة وجاهد فى الله جل وعلى حق جهاده حتى أتاه اليقين صلى الله عليه وسلم
كنت ابحث فى التاريخ عن عصر ذى القرنين القرأنى وهو بحث تاريخى صعب جدا ومهم جدا للرد على الملحدين العرب وفى اثناء البحث وبتوفيق من الله جل وعلا واجهت ثلاثة صور من الاعجاز التاريخى فى القرأن الكريم والسنة المطهرة فرأيت ان اضعها فى موضوع منفصل وهى
1-الاعجاز التاريخى فى هلاك النمرود وقوم ابراهيم صلى الله عليه وسلم
2-الاعجاز التاريخى فى زمن يوسف صلى الله عليه وسلم
3-الاعجاز التاريخى فى تاريخ المسجد الاقصى


قمت بأذن الله جل وعلا بتجميع بعض الاخبار عن ازمنة الملوك المعاصرين للانبياء لمحاولة الوصول الى زمن تقريبى لخليل الله ابراهيم صلوات الله وسلامه عليه.
اولا نارام سن:
هذا الملك هو الاقرب بأذن الله جل وعلى لكونه شخصية الملك الكافر المعاصر لابراهيم صلى الله عليه وسلم حيث وجدت كل وصف للمفسرين المسلمين مرتبط بسيرته:
1- تشابه الاسم الاول الذى هو عند المفسرين احيانا النمروذ (وان كنت لم ابحث فى الفرق) وكذلك كان يتشابه مع النمرود فى ان كليهما يُنسب للاصل فالنمرود يُنسب لكوش فى سفر التكوين رغم انه وفقا لنفس الاسطورة التوراتية فأن كوش هو جده وليس والده وايضانارام سن يُنسب لجده سرجون مؤسس دولة اكاد وليس لوالده حتى فى النقوش المكتشفة وكذلك فى الثقافة الشعبية لشعوب الرافدين القديمة.
2-يبدو انه كان مغرما بالغزوات شرسة وهذه شخصية النمرود من سفر التكوين ايضا رغم اعترافنا بأختلاف شخصية النمرود عند المفسرين الاسلاميين عنها فى سفر التكوين تماما حيث ان النمرود او النمروذ فى التراث الاسلامى هو ملك عاصر ابراهيم صلى الله عليه وسلم اما النمرود فى تراث اهل الكتاب فهو يرمز لشخص تم ذكره سابقا فى اسطورة جلجامش وهو متمرد ضد السلطة ولكن يبدو ان الشخصين اختلطا نتيجة الطريقة الهزلية التى تم بها تدوين وجمع وحفظ ما يسمى زورا وبهتانا بالكتاب المقدس ونضيف ان نمرود معناها سيد الارض فتكون اكثر انطباقا على ملك من الملوك ولكن سيرة النمرود فى اسفار اهل الكتاب تقترب كثيرا من الاسطورة السومرية وان كان لها اصل تاريخى وقد كان معاوية رضى الله عنه وارضاه اكثر حذرا من الاخرين فقد انتبه الى شىء من هذا بحكم فطنته وذكائه الشخصى رضى الله عته وارضاه فلم يُصرح بأسمه فى الرواية المتقدمة والله جل وعلى اعلى واعلم.
3- سُمى بملك الجهات الاربع لاتساع ملكه-هل تذكر رواية سفيان الثورى ومجاهد انه ملك الارض كلها اربعة-واتسعت فى عهده امبراطورية اكد اتساعا عظيما جدا وهذا وجه مهم من وجوه التشابه اذ انه هو الذى اطلق هذا اللقب على نفسه ويقول التاريخ ان هذا اللقب ظل متوارثا الى اجيال طويلة جدا فى العراق بل جعلته مثالا للبطولة بسبب فتوحاته الهائلة وغزواته القوية ويبدو ان ذاكرة الشعوب قوية فظل اللقب متوارثا من الاكاديين الى السومريين الى البابليين ثم الى الاسرائيليين مع السبى البابلى ثم انتقل الى العرب المسلمين الذين نقلوا عن تفاسير اهل الكتاب.
4- هو اول من ادعى الالوهية فى العراق القديم تماماكما ذكر المفسرون المسلمون عن النمرود بأنه اول من ادعى الالوهية وكذلك الادبيات التوراتية ان النمرود متمرد ضد اله اليهود قال الله جل وعلى عن هذا الطاغوت:(البقرة 258)
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)
5- قهر الساميين عموما واضطهدهم نتيجة تمردهم عليه منذ بداية حكمه وقوم ابراهيم صلى الله عليه وسلم من السومريين جنوبى العراق خصوصا بل واحتقرمعبوداتهم ومعتقداتهم ومن خلال النقوش الاثرية يبدو على الرجل التكبر والغرورفمثلا يدوس اعدائه بقدمه ماشيا فى خيلاءوعدم الرحمة فهو يقتل المنهزمين من اعداؤه مهما كانت توسلاتهم ويفتخر بذلك وهذا يتناسب مع سياق القصة القرأنية حيث يبدو الملك انانيا لا يرى الا نفسه ومنطقى من يرى قدرته على الاحياء والاماتة لن يعترف بأى معبودات اخرى ومناظرة ابراهيم صلى الله عليه وسلم له ووصف القرأن الكريم له بالظلم نتيجة كفره وكذلك سفر التكوين وصفه بالجبروت وحتى مجموع الاسرائيليات التى جمعها المفسرون تربط بينه وبين الاستبداد والظلم.
6-انتشرت بعد وفاته مقولات تربط نهايته ومصير البلاد بغضب الالهة وانتقامها بتسليط القبائل الشمالية الوحشية عليه وربما كانت القبائل الوحشية الكثيفة العدد التى دمرت فى بلاده هى الذباب الكثير المذكور فى اسطورة الملك الصالح والنمروذ والذى يقول اهل السير انه دمر ملكه(قصص الانبياء لابن كثير عن زيد ابن اسلم) وهناك نقطة اهم الا وهى انه بعد هلاكه بفترة تفككت دولته وهذه هى عاقبة الظالمين المنطقية لتكذيبهم الانبياء وادعاؤهم الالوهية من دون الله جل وعلا ونلاحظ ان مصير دولته قد اخذ نفس شكل ومصير الدولة المصرية بعد هلاك فرعون موسى (رمسيس الثانى على احدث الدراسات راجع موقع الاعجاز العلمى فى القرأن والسنة)حيث سادت اضطرابات متصاعدة ادت الى تفكك وهلاك الدولة تمامافى العراق ومصر.وقد تشابهت النتائج ايضافهاجر ابراهيم وموسى عليهما الصلاة والسلام من العراق ومصر الى فلسطين وسيناءهروبا من الكفروهجرة الى الله جل وعلا وقد وضح القرأن الكريم ما حدث لابراهيم صلى الله عليه وسلم بعد تكذيب قومه له َقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(العنكبوت)
(لمزيد من التفاصيل راجع كتاب تاريخ العراق القديم ومقدمة تاريخ الحضارات وقصة الحضارةاو اى موقع او كتاب يتحدث عن تاريخ الحضارة الاكدية فى العراق القديم.)
وقد صّدق الله جل وعلا على هذه النظرية فى ايتين كريمتين فى التوبة والحج
أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ۚ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70)
وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ 42 (وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ ۖ وَكُذِّبَ مُوسَىٰ فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ ۖ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44) فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45))
وهذا هو ما حدث فى العراق بعد زمن نارام سن ولم يحدث فى غيره

klh`[ []d]m lk hghu[h. hgjhvdon ,hgydfn tn hgrvHk hg;vdl ,hgskm