الحمد لله كثيرا على النعم

يقول أحد الشباب :

أعمل بأحد المستشفيات ، وقاربت فترة دوامي على نهايتها ،
ابلغني المشرف أن شخصيه اقتصاديه تتعامل بمئات الملايين في الأسهم قادم
وعلي استقباله وإكمال إجراءات دخوله

انتظرت عند بوابة المستشفى ،
راقبت من هناك سيارتي القديمة جدا وتذكرت خسائري الكبيرة وأقساطي المتعددة
وعندها وصل الهامور ليكمل مأساتي حيث حضر بسيارة اعجز حتى في أحلام المساء أن امتلك مثلها
يقودها سائق يرتدي ملابس أغلى من الملابس التي أرتديها،

دخلت في دوامة التفكير في الفارق بين حالي وحاله ، مستواي ومستواه ، شكلي وشكله
وقلتها بكل حرقه ومنظر سيارتي الرابضة كالبعير الأجرب يؤجج مشاعري :

هذي عيشة . . . !

عموما سبقته إلي مكتبي ، وحضر خلفي وكان يقوده السائق على كرسي متحرك ،
رأيت أن رجله اليمنى مبتورة من الفخذ ، اهتزت مشاعري وسألته:
عندك مشكله في الرجل المبتورة ؟؟

أجاب : لا ..

قلت فلماذا حضرت يا سيدي؟؟
قال عندي موعد تنويم

قلت ولماذا ؟؟

نظر إلي وكتم صوته من البكاء وأخفى دمعه حارة وقال :
ذبحتني ( الغرغرينا ) وموعدي هو من اجل بتر الرجل الثانية ...

عندها أنا الذي أخفيت وجهي وبكيت بكاءا حارا .. ليس على وضعه فحسب ،
بل لكفر النعمة الذي يصيب الإنسان عند أدنى نقص في حاله

ننسى كل نعم المولى في لحظه ونستشيط غضبا عند اقل خسارة

هل أصبح المؤشر ليس للأسهم فقط بل لقياس مدى إيماننا الذي يهبط مع هبوطه


تحسست قدماي وصحتي فوجدتها تسوى كل أموال و( سيارات ) العالم ..

وهذا غيض من فيض من نعم الله

فكيف بنا نحصر الرضا والغضب في مؤشر هبط اليوم وسيصعد غدا

منقول