مكيدة الخلط بين الأديان...وعلاقتها بالاحداث مع النصارى...
الحمد لله وبعد...أما بعد : ففي الوقت الذي يجري فيه صريف الأقلام الجهادية من علماء المسلمين في شتى فجاج أرض الله ، بالدعوة إلى الله ، والتبصر في الدين ، ومواجهة موجات الإلحاد والزندقة ، وردِّ دعاوى الجاهلية القديمة والمعاصرة : القومية .... البعثية . . . الماركسية .... العلمنة .... الحداثة . . . وصد عاديات التغريب ، والانحراف ، والغزو المعنوي بجميع أنواعه وضروبه ، وأشكاله ، بدت محنة أخرى في ظاهرة هي أبشع الظواهر المعادية للإسلام والمسلمين ؛ إذ نزعت في المواجهة نزعا عنيفا بوقاحة ، وفراهة ؛ كيدا للمسلمين ، وطعنا في الدين ، وليًّا بألسنتهم ، لإفساد نزعة التدين بالإسلام ، والدخول فيه ، وتذويب شخصيته في معترك الديانات ، ومطاردة التيار الإسلامي ، وكبت طلائعه المؤمنة ، وسحب أهله عنه إلى ردة شاملة .وكل ذلك يجري على سنن الصراع والتقابل والتدافع ، كما قال أبو العلاء المعري : يُجْنَى تزايد هذا من تناقص ذا ... كالليل إن طال غال اليوم بالقِصَروأعلى من ذلك وأجلُّ قول الله تعالى- : " وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا "... [البقرة / 217] .وقوله سبحانه :" وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً "... [النساء / 89] .وذلك فيما جَهَرَتْ به اليهود والنصارى ، من الدعوة الجادة إلى :" نظرية الخلط بين الإسلام وبين ماهم عليه من دين محرَّف منسوخ " .... وزرع خلاياهم في أعماق أمة الإسلام في كل صقع ودار ، وصهر المسلمين معهم في قالب واحد ، فلا ولاء ، ولا براء ، ولا تقسيم للملأ إلى مسلم وكافر أبدا ، ولا لتعبدات الخلائق إلى حق وباطل . ونصبوا لذلك مجموعة من الشعارات ، وصاغوا له كوكبة من الدعايات ، وعقدوا له المؤتمرات ، والندوات ، والجمعيات ، والجماعات ، إلى آخر ما هنالك من مخططات وضغُوط ، ومباحثات ظاهرة ، أو خفية ، معلنة ، أو سرية ، وما يتبع ذلك من خطوات نشطة ، ظهر أمرها وانتشر ، وشاع واشتهر .وهم في الوقت نفسه في حالة استنفار ، وجد ودأب في نشر التنصير ، وتوسيع دائرته ، والدعوة إليه ، واستغلال مناطق الفقر ، والحاجة ، والجهل ، وبعث النشرات عبر صناديق البريد...من هنا اشتد السؤال كثيرا من أهل الإسلام عن هذه : " النظرية " التي حلَّت بهم ، ونزلت بساحتهم :ما الباعث لها؟ وما الغاية التي ترمي إليها؟ وما مدى مصداقية شعاراتها؟ وعن حكم الإسلام فيها ، وحكم الاستجابة لها من المسلمين ، وحكم من أجاب فيها ، وحكم من دعا إليها ، ومهد السبيل لتسليكها بين المسلمين ، ونشرها في ديارهم ، ونشر من أجلها وسائل التغريب ، وأسباب التهويد ، والتنصير ، في صفوف المسلمين .حتى بلغت الحال ببعضهم إلى فكرة : "طبع القرآن الكريم ، والتوراة والإنجيل" في غلاف واحد؟وحتى بلغ الخلط والدمج مبلغه ببناء "مسجد ، وكنيسة ، ومعبد" في محل واحد ، في : "رحاب الجامعات" و"المطارات" و"الساحات العامة"؟فما الجواب؟؟ اقول بين يدي الجواب :لا شك أن الوضع قائم مشهور ، والسؤال وارد مطلوب ، والجواب واجب محتوم ، على كل من آتاه الله علما وبصيرة في دين الله ، وهذا من بعض حق الله على كل عبد مسلم ؛ لتبصير المسلمين في أمر دينهم ، وكشف الحقيقة عما يحل بهم ، حتى يصيروا على بصيرة من أمرهم ، وحراسة الشريعة ... برد كل مكيدة توجه إليهم ، وإلى دينهم : "دين الإسلام" وتطعن في الله ، وفي كتابه ، وفي رسوله ، وسنته ، وهو باب عظيم من أبواب مجاهدة الكافرين ودفع مكايدهم وشرورهم عن المسلمين ، وهي تكون بالحجة والبيان ، والسيف والسنان ، والقلب والجنان ، وليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان .... قال الله تعالى : " كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ " [ آل عمران / 79 ] .
وقد رأيت أن أعرض الجواب عن هذا السؤال ، مبينا له بالحجة ، والبيان ، والدليل ، والبرهان ، فى مقامين:* المقام الأول : المسرد التاريخي لهذه النظرية ، وتشخيص وقائعها ، وخطواتها في الحاضر والعابر ؛ ليحصل تمام التصور لمحل السؤال .* المقام الثاني : في الجواب على سبيل الإجمال .

l;d]m hgog' fdk hgH]dhk>>>