قصتي و الحصاة السبع..!

عندما بلغت العاشرة من عمري بدأت أرافق والدي
عندما كان يذهب لحراثة الحقول و البساتين
أساعده في حمل البذار و الزاد.
كنت أراقبه و هو يعمل ...و ذات يوم قلت له:
أبي علّمني الحراثة
فابتسم و قال :ائت بسبع حصاة .

و بسرعة البرق جمعت سبع حصاة
فطلب اليّ أن أضعها على المقود الخشبي للمحراث
وأحفظها بيدي من السقوط على الأرض.
ثم ضغط على يدي و بدأنا الحراثة ،
ثم ضغط بشدة أكثر فصرخت من شدة الوجع.

فقال لي:رسبت...
فقلت له و متى انجح؟
قال :عندما لا تصرخ و تقول آخ.
فطلبت إليه أن أجرب مرة ثانية، فسمح لي.

وضعت من جديد البحصات على المقود الخشبي.
حضنتها بيدي ،و ضغط أبي على يدي ضغطا شديدا،
وبدأنا الحراثة ذهابا و إيابا سبع مرات.
حبست أنفاسي و ضبطت أعصابي و لم انبس بكلمة.
عندئذ ابتسم أبي و قال :"نجحت.." .

فتحت يدي ،و إذا بالحصاة مغروزة باللحم ،يكاد الدم ينزّ منها.

هنا سألت أبي قائلا له :
لماذا هي سبع حصاة و إلام ترمز؟!
فكان جوابه الذي ظل راسخا في ذاكرتي حتى كبرت تماما
مثل اثر الجرح الذي ظل في راحة يدي هذه السنين الطويلة :

الحصاة الأولى : النية الطيبة(القرار).
الحصاة الثانية : النفس الطويل(الصبر).
الحصاة الثالثة : الإرادة و الإصرار.
الحصاة الرابعة : التنفيذ المتقن.
الحصاة الخامسة : الحزم.
الحصاة السادسة : المرونة و السلاسة.
الحصاة السابعة : الابتسامة في خضم المحن.

وأردف قائلا لا تنس يا بني ما يلي :

من يكن ماهرا في اتخاذ القرار السليم و مرتاحا له
و متحليا بالصبر على تنفيذه
بإرادة و عزيمة قوية و إصرار و حزم و مرونة
و ابتسامة نابعة من القلب في وجه المصاعب و المحن
يكن إنسانا ذا ثقة سامية و قوية و ناجحا و محققا لأحلامه بإذن الله.


و اعلم أن الحياة ليست سهلة، لذا عليك بالمثابرة
وتدعيم الثقة بالنفس وعدم الاستسلام للفشل.


و كانت آخر الكلمات التي كررها على مسمعي :

إذا أردت أن تنجح

لا تستسلم أبدا..لا تستسلم أبدا..لا تستسلم أبدا


منقول