تعلم البلاغة من القران الكريم

توقف السيوطي رحمه الله في الإتقان عند قول الله تعالى في هذه الآية :

{ وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقُضيَ الأمر
واستوت على الجودي وقيل بُعداً للقوم الظالمين }هود:44.


فقال :أمر ونهى ، وأخبر ونادى ، ونعت وسمَّى ، وأهلك وأبقى ، وأسعد وأشقى ، وقصَّ من الأنباء
ما لو شُرِح ما اندرج في هذه الجملة من بديع اللفظ والبلاغة والإيجاز والبيان لجفت الأقلام .

يقول الأصمعي سمعتُ جارية أعرابية تنشد أبياتاً أعجبتني جداً ، فقلتُ لها : قاتلك الله ما أفصحك !
قالت : أَوَترك القرآن لغيره فصاحة ، وقد جمع في آيةٍ واحدة أمريْن ونهييْن وبشارتيْن !
فقلت : وأي آية تقصدين ؟
قالت :

{ وأوحينا إلى أم موسى أنْ أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني
إنّا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين } القصص 7


يقول الأصمعي : فكأني أسمعها لأول مرة !

وتفصيل ذلك :

-الأمر الأول : أن أرضعيه
-الأمر الثاني : فألقيه
-النهي الأول : ولا تخافي
-النهي الثاني : ولا تحزني
-البشارة الأولى : إنّا رادوه إليك
-البشارة الثانية : وجاعلوه من المرسلين

منقول