ثالثاً: تحرير المرأة

مقدمة

ـ كما كانت العلمانية شعاراً خادعاً .. يخفي وراءه الحرب على الدين .. وكانت لقومية شعاراً خادعاً كذلك .. يستعمل في مواجهة الدين .. فلقد رفع هذا الشعار (( تحرير المرأة )) قصداً إلى اجتذاب المرأة المسلمة لاستخدامها حرباً على دينها.

وأول من أوصى به مؤتمر من مؤتمرات التبشير.
وكان الهدف .. أولا تنصير المرأة المسلمة ..
ثم انتقل الهدف إلى ..
إبعاد المرأة المسلمة عن دينها ..




ماذا يقصدون بالتحرير:

إن التحرير لا يكون إلا من عبودية ..؟
فهل كانت المرأة المسلمة مستعبدة .. حتى تحتاج إلى تحريرهم .. أن العبودية لا يعطيها المسلم إلا للخالق ولا يعطيها لمخلوق
وإذا أعطى العبودية للخالق تحققت له الحرية الكاملة .. فلا يحني رأسه لمخلوق! وإذا أعطيت المرأة عبوديتها للخالق تحققت حريتها الكاملة فلا تحني رأسها لمخلوق .. ومن ثم فلا تكون بحاجة إلى تحرير أحد!


وفي مجال الحقوق العملية .. وبعيداً عن الكلام النظري
فقد أعطى الإسلام المرأة المسلمة من الحقوق ما لم تعطها أختها الأوربية!
وإلا فليسألوا المرأة الفرنسية (نموذج التحرر الأوربي) متى استطاعت أن تتصرف باسمها وحدها دون اعتماد التصرف من زوجها؟!




فماذا يعني التحرر ..؟

قالوا إنه يعني التحرر من بيتها
والتحرر من زيها ..
فماذا يخدمهم تحرير امرأة من بيتها ومن زيها في مجال إبعاد المسلمين عن الإسلام؟


أما تحررها من بيتها ..

فإنه يعني حرمان البيت .. من جامعة تخرج جيلاً .. فتح من قبل .. أوربا وآسيا .. وإفريقيا ..!
إنه يعني .. أن هذا الجيل لن يتكرر!
إنه يعني .. أن جيلاً .. آخر .. سوف يتخرج ..
ليمسك بزمام الأمة وزمام الأمور
جيل .. ربما لا يعرف أمه .. أو لا يعرف أباه
جيل يتصدره في مجال الفكر أو في مجال السلطة
من كانت أمه راقصة في ناد ليلي
أو كانت أمه تعمل في البغاء
وليس بين الاثنين كبير اختلاف




أما تحريرها من زيها ..

فإنه يعني بصراحة كشف ما أمر الله أن يستر ..!
يعني إثارة اللحم والدم .. ونتائجه .. معروفة ..!
لكن المتحررين .. قد يعنيان فوق النتائج السابقة .. نتائج أخرى
.. أقلها الانحلال .. الذي قال عنه رئيس وزراء فرنسا وهي يومئذ دولة عظمى .. عن فرنسا هزمها الانحلال قبل أن يهزمها الاحتلال!
إن أمة إسلامية .. هي اليوم أمة تبغي بناء نفسها .. ماذا يحدث بها الانحلال .. وقد فعل ما فعل في دولة كانت يومئذ إحدى دولتين كبيرتين ..!


أما المرأة الريفية ..

.. فلم يشأ المخططون لتغريب المسلمين أن يتركوها في حالها .. وحيائها .. أصروا على أن يغزوها في عقر دارها .. ليذهبوا بما بقي من حيائها.
فتحت شعار الأمم المتحدة .. يباشر التبشير .. الانحراف بالمرأة الريفية تحت اسم التربية الأساسية التي تعترف أحد سدنتها أنها تعني (( تغيير الأفكار والنزعات ))
والأمر يجري في قرية سرس الليان .. في محافظة المنوفية ويجري في قرية بياض العرب .. في محافظة بني سويف
تحت اسم .. (( التنمية الاجتماعية ))
ويجري في أماكن أخرى في الوطن العربي



أما قضايا المرأة ..

فإثارات متعددة ـ لأمر لا يرتفع إلى مستوى (( المشكلة )) لينشغل بها الناس عما يتهدد الإسلام!
فنسبة تعدد الزوجات .. التي يثيرونها .. لا تعدو واحداً في الألف ونسبة الطلاق كذلك ضئيلة!
وحل هذه المشاكل على فرض وجودها ليس بالتشريعات .. ولكن بالعودة: .. إلى أخلاق الإسلام
ثم التزام كل طرف .. بأحكام الإسلام ..

{ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }

(( وبعد )) فتلك كانت وسائل التبشير الحديثة
علمانية: في التعليم
والإعلام
والقانون
قوميات: تمزق الأمة الواحدة
وتمزق الدولة الواحدة..
تحرير المرأة: ليسقط المجتمع في حماة الرذيلة
ويقضي بنفسه على نفسه
وآثار ذلك كله بادية في مجتمعاتنا
انحراف عن الإسلام
وابتعاد عنه .. تختلف درجته بين بلد .. وآخر..!




ويستجيب لهذا الانحراف:

الطامعون في السلطة .. يدفعون الثمن من مصائر شعوبهم الراغبون في السقوط .. لأنهم لا يقدرون على الارتفاع وأخيراً السذج الجاهلون الذين يحسبون ذلك الانحراف وذلك السقوط تقدماً ومدنية!
لكن .. ما علاقة ذلك كله ..
بالتخطيط السياسي .. الذي يجربه أعداء الإسلام هذا ما نحاول الإجابة عنه تحت عنوان: (( التغيير السياسي ))

......يُتبع