السلام عليكم.

مع شدة من تصدى للظاهرة الاستشراقية ومع كل ما يبذله علماؤنا الافاضل من جهود لرد كيد المستشرقين الى نحورهم الا انهم تركوا بعض الاثار على مجتمعاتنا الاسلامية.

سأحاول من خلال المشاركات القادمة تلخيصها وعرض المهم منها.

الاثار العقدية.

من ابرز مظاهر هذا الاثر ظهور طبقة من المفكرين والساسة وحتى من العامة تنادي بفصل الدين عن الحياة وهو ما يسمى بالعلمانية.

و العقيدة الاسلامية كما هو معلوم تربط كل المجالات بالايمان بالله تعالى وباتباع تعاليم الاسلام. ولما كانت النصرانية عاجزة عن ايجاد التوازن بين الدين والحياة فأعاقت بالتالي حركة التطور والتقدم بسبب تحريفها ظهر ما يعرف في اروبا بفكر التنوير الذي يقضي بالعلمانية وينادي الى فصل الدين عن الحياة والاقتصاد فالدين حسب اقوال التنويرين(الاغربة السود في رايي) يجب ان يبقى في دور العبادة فقط. وبما ان ذلك لا ينطبق على الاسلام بذل المستشرقون جهدهم لنقتدي بهم. وكان لهم ذلك من خلال ارسالنا لطلبتنا للدراسة في جامعاتهم والعودة الينا منكري الفكر ومناهضين لكل ما هو اسلام منتفخين بروسو وغيره من الاوباش.

يقول محمد الصبّاغ (الابتعاث ومخاطره) "إنّ إفساد الطلبة المبعوثين لم يكن ليتحقق في بـلد من البلاد الأوروبية كما كان يمكن أن يتحقق في فرنسا التي خرجت من الثورة الفرنسية وهي تسبح في بحور من الفوضى الخلقية والفكرية والاجتماعية …من أجل ذلك كانت فرنسا محل البعثـات"

ومن اثار الاستشراق علينل ايضا الاهتمام المفرط بالصوفية المحرفة وعبادة الاولياء الصالحين واعرف قصة حدثت في الاستعمار الفرنسي لتونس تؤكد ذلك وهي موثوقة عندي.

تقول القصة بان منطقة بالجنوب التونسي كانت تتعرض يوميا الى القصف الجوي وكان السكان خائفين كثيرا من ذلك واخر ما خطر ببالهم هو دعاء الله ليفك الكرب بل ذهبوا الى زاوية ما يسمونه وليا صالحا(والله يعلم امر الرجل) واعتصموا فيها يدعون باسمه لينقذهم ويدعونه ليدمر الاعداء وهو في قبره لا حول له ولا قوة. المهم انه اتت طائرة وقامت بسبع دورات فوق الزاوية وفي الاخيرة قفز طيّارها وسقطت الطائرة قرب الزاوية فجعل ذلك الناس تغتر بالراقد في ذلك القبر لتصل الى حد الكفر ومازال تأثير الحادثة السيىء موجودا الى الان في اناشيد الصوفية وتعظيمهم للمكان حتى ان اغلبهم يحلف كذبا باله تعالى ولا يجرؤ على القسم كاذبا بذلك الشخص الميت وكل هذا من تدبير سلطة الاستعمار لتعمق الجهل وتبعد الناس عن دينها.

يتبع مع بقية الاثار.

تحياتي