الداعي
مواطن بدأ نشاطه
تاريخ التسجيل بالموقع: December, 2008
المداخلات: 80



قبل الولوج في تفنيد ما سبق, وقبل الشروع في دحضه لا بدَّ ممًّا يلي:
عصمة الأنبياء, وعصمة النبي محمد_ عليهم السلام _تبدأ عندما يصبح الواحد فيهم نبيًّا, وعصمتهم ضابطها التبليغ؛ فكلُّ ما من شأنه أن يطعن في التبليغ فهم معصومون منه, فلمَّا ثبت لدينا_ نحن المسلمين _أن المعاصي تخل في التبليغ, وفي كون النبي قدوةً, قال العقل بعصمتهم منها, وهكذا في كلِّ أمر.
والنسيان الذي يعصم منه النبيُّ, أيُّ نبيٍّ هو الذي يخلُّ في التبليغ. فلمَّا كان نسيان الوحي قبل التبليغ مُخلًّا في التبليغ حصلت فيه العصمة حتى يُبلِّغه, فإذا بلَّغه لا ضير في نسيانه مع تكفل الله له بتذكُّره؛ لأنَّ النسيان من فطرة الإنسان وجبلته التي جبل عليها, ولا يستطيع أن يتحكم فيه؛ لأنَّه ليس في مقدوره, ولو كان كذلك, لما نسي امرؤ شيئًا حفظه بعدما تجشم مشاقِّ الحفظ وعنته!!
والنقد في هذه العصمة يكون بأحد أمرين:
1. أن يثبت المناظر أن النبي قد قام بما يخلُّ في التبليغ في المفهوم الإسلامي, كأن يثبت أنه زنا خلال نبوته, أو سرق, أو عبد وثنًا.
2. أن يثبت أن مفهوم العصمة خاطئ حسب وجهة النظر الإسلامية. فمثلاً لا يرى المسلمون بأسًا في عصمة نبيهم إذا نسي آية بعد تبليغها ثمَّ هيَّأ الله له الظروف لتذكرها. فإن كان المناظر يرى هذا خاطئًا, فنقبل قوله, ويكون حجَّةً علينا بشرطين اثنين:
أ‌- أن يكون ما يريد تِبْيِانَ خطئه مما يعتقد صوابه في العصمة لديهم مع الدليل. فمثلاً, إذا أراد المناظر أن ينتقد نسيان النبي للآية حتى ولو تذكرها فيما بعد, عليه أن يثبت لنا أن المسيحيين يقولون: إنَّ عصمة النبي تشمُل حفظ آيات ما يكتب, فلوقا يحفظ إنجيله عن ظهر قلب, ولا ينساه قطُّ, وسليمان يحفظ نشيد الأنشاد عن ظهر قلب, ولا ينساه قطُّ, وبطرس يحفظ رسالتيه عن ظهر قلب, ولا ينساهما قطُّ, وموسى يحفظ أسفاره عن ظهر قلب, ولا ينساهم قطُّ, وأن يوثق أن هذا الكلام كان صحيحًا, وهكذا دواليك. أمَّا أن ينتقد المناظر شيئًا لا نعتقد صوابه نحن, ولا يعتقد صوابه هو, فهذا هو التعنت والكبر, وهذا هو الضلال المبين, وهذا لا يقبله عقلي سوي, ولا تستسيغه فطرة سليمة!!
ب‌- أن يأتي بالبرهان الساطع, والسلطان المبين, والحجة الدامغة, والدليل الخريت على صدق معتقده, وزيف معتقد المناظر المقابل له.
وبغير هذين الشرطين لا نقبل أن نناقش ما يقول, ولا طائل من تحته, ولا فائدة كذلك.

__________________
ثمَّ تكونُ خلافةً على منهاجِ النبوةِ. فتحت القسطنطينية, والآن ننتظر فتح روما: فما موقفك من تحقيق هذه البشرى؟