الحمد لله الذي مَن علينا بعلم الحديث وجعل له رجال يبحرون في بحوره يثبتون عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله وفعله بالأسانيد .

أما بعد :

يذكر البابلي حديث هذا نصه ...



156668 - جيء بسارق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اقتلوه . فقالوا : يا رسول الله ، إنما سرق ! فقال : اقطعوه . قال : فقطع ، ثم جيء به الثانية ، فقال : اقتلوه . فقالوا : يا رسول الله ، إنما سرق ! قال : اقطعوه . قال : فقطع ، ثم جيء به الثالثة فقال : اقتلوه فقالوا : يا رسول الله ، إنما سرق ! قال : اقطعوه . ثم أتي به الرابعة فقال : اقتلوه . فقالوا : يا رسول الله ، إنما سرق ! قال : اقطعوه فأتي به الخامسة فقال : اقتلوه . قال جابر : فانطلقنا به فقتلناه ، ثم اجتررناه فألقيناه في بئر ، ورمينا عليه الحجارة

الراوي: جابر بن عبدالله الأنصاري المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4410

خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]









149866 - جيء بسارق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اقتلوه فقالوا يا رسول الله إنما سرق فقال اقطعوه قال فقطع ثم جيء به الثانية فقال اقتلوه فقالوا يا رسول الله إنما سرق قال اقطعوه . . . فأتي به الخامسة فقال اقتلوه قال جابر فانطلقنا به فقتلناه ثم اجتررناه فألقيناه في بئر ورمينا عليه الحجارة

الراوي: جابر بن عبدالله الأنصاري المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 8/86

خلاصة الدرجة: ثابت بمجموع طريقيه فهو صحيح إن شاء الله




ولا أعتب عليه أن يكتب بعدها ما يريد على اعتبار صحة الحديث ، وقد أشار أحد المسلمين جزاه الله خيراً " الأخ حكيم " أن الحديث منكر ، ولكن رد عليه احد الزملاء وأظنه " بهنس " قائلاً




رغم إن البابلى فى مداخلة 22 رد على قصة مصعب بن ثابت وأوضح أن للحديث طرقاً أخرى


وصدقاً إن من يقرأ مداخلات النصار ى - أو المسيحيين إن عارضوا تسميتهم بالنصار ى - يعتقد حقاً أنهم على دراية بعلم الحديث ، على الرغم أنهم لا يعرفون عنه إلا موقع الدرر السنية فهذا هو علمهم به .



فيا بابلي ومن والاه تعالوا معي في رحلة البحث عن صحة الحديث ..




ونبدأ بتخريج الحديث



يروي هذا الحديث ابن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : وللحديث ثلاثة طرق :



الطريق الأول .. عن مصعب بن ثابت .وله إليه ثلاثة طرق
* رواه أبو داود ( 4410) ومن طريقه البيهقي 8/272 ، ورواه النسائي في المجتبي 8/90 (4978) وفي الكبرى 4/348 (7471) وعنه الطبراني في الأوسط 2/198 (1706) والمزي في التهذيب 18/21 ، ورواه البيهقي 8/272 ، من طريق خليل بن أبي رافع وثلاثتهم عن محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل ، عن جده عبيد بن عقيل .
* ورواه البيهقي 8/272 ، من طريق بن ناجية ، عن محمد بن بكار ، عن أبي معشر .
* ورواه البيهقي 8/272 ، من طريق إسحاق بن موسى الأنصاري ، عن عاصم بن عبد العزيز الأشجعي .
والثلاثة ( عبيد بن عقيل ، وأبو معشر ، والأشجعي ) عن مصعب بن ثابت ، وبه .




الطريق الثاني .. عن هشام بن عروة .: وله إليه ثلاثة طرق :
رواه الدارقطني 4/239(3390) من طريق محمد بن عثمان ، عن عمه القاسم ، عن عائذ بن حبيب .
ورواه الدارقطني 4/239(3391) ، وبن عبد البر في الإستذكار 20/320، وهما من طريق سعيد بن يحيى بن صالح اللخمي.
والثلاثة ( بن سنان ، وعائذ ، واللخمي ) عن هشام بن عروة ، به .




الطريق الثالث .. عن محمد بن أبي حميد المديني .
ولم نقف عليه مسنداً ، وإنما أشار إليه البيهقي 8 /272.



وكان هذا تفصيلاً لتخريج الحديث فالطرق الثلاثة مروية عن بن المنكدر ، به . كما ذكرنا سابقاً .



التحقيق



قلنا في التخريج ان الحديث له ثلاثة طريق



فأما الطريق الأول
طريق مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام :
ضعفه أحمد وابن معين وبن سعد ، قال أحمد : لم أرى الناس يحمدون حديثه ، وقال بن معين : ليس بشيء ، وقال أبو حاتم : صدوق كثير الغلط ، ليس بالقوي ، وقال أيضاً لا يحتج به ، وقال بن حبان : إنفرد بالمناكير عن المشاهير ، فلما كثر ذلك منه استحق مجانبة حديثه ، وقال الدارقطني : ليس بالقوي ، وقال الذهبي في الكاشف : لُيِّن لغلطه ، وحكى تضعيفه في الميزان والمغني والديوان، وفي التقريب : لين الحديث ، وكان عابداً ، وفي الخلاصة حكى تضعيفه أيضاً .



للتوثيق راجع التهذيب 4/83 ، المغني 6261 ، اليوان 4132 ، الكاشف 5461 ، التقريب7786 ، الخلاصة ص 377.



فهو ضعيف ، ينفرد بالمناكير عن المشاهير ، ولهذا غلَّه الأئمة ، فمثله لا يحتج به استقلالاً ، فضلاً عن تفرده بالرواية عن ابن المنكدر ، وهو إمام كبير ، ورواية مكثر ، لا سيما عن جابر رضي الله عنه ، ولابن المنكدر أصحاب كثر من الأئمة ، روى عنه : عمرو بن دينار والزهري ومالك وأيوب وشعبة والسفيانان والأوزعي وأبو عوانة وابن إسحاق وابن جريج وخلق كثير من الحفاظ .



فلا يقبل تفرده بالرواية دونهم ن بل هو دليل ضعفه وغلطه .



وأما الطريق الثاني
فهي طريق هشام بن عروة .. وله إليه ثلاثة طرق


  • طريق محمد بن زيد بن سنان ، عن أبيه ، عن هشام .

قال البخاري : كان ابنه محمد يروي عن المناكير ، وقال أبو داود : ليس بشيء ، وابنه ليس بشيء ، وقال النسائي : يزيد بن سنان : متروك الحديث ، وقال محمد بن عبد الله بن عمار : منكر الحديث ، وقال العقيلي : لا يتابع على حديثه ، وقال بن عدي : له أحاديث مسروقة عن الشيوخ ، وعامة حديثه غير محفوظ ، وقال الحاكم : روى الزهري ويحيى بن أبي كثير وهشام بن عمرة المناكير الكثيرة . التهذيب 4/416،417.


فرواية ابنه عنه منكرة ، وروايته عن هشام منكرة أيضاً .


  • طريق عائذ بن حبيب ، عن هشام :

قال الجوزجاني: ضال زائغ ، وقال ابن معين: زيدي صويلح ، وقال ابن عدي : روى عن هشام بن عروة أحاديث أنكرت عليه .

وقال الذهبي في المغني : عن هشام بن عروة ، له مناكير ، وهو شيعي جلد ، وفي الديوان: عن هشام بن عروة ، شيعي غال ، له مناكير ، وفي التقريب : صدوق رمي بالتشيع .
التهذيب 2/274 ، الميزان 2/363 ، المغني 3020 ، الديوان 2064 ، التقريب 3117.



فهو شيعي ضال ، منكر الحديث ، وروايته عن هشام خصوصاً منكرة .


  • طريق سعيد بن يحيى بن صالح اللخمي ، ولقبه ( سعدان) :

قالد دحيم : ما هو عندي ممن يتهم بالكذب ، وقال الدارقطني : ليس بذلك ، ووثقه بن حبان ، وقال أو حاتم : محله الصدق ، وذكره الذهبي في الميزان ، وفي المغني وقال : صويلح ، وقال في التقريب : صدوق وسط .

التهذيب 2/50 ، الميزان 2/162 ، المغني 2468 ، التقريب 2416 ، فحاله ليس بذلك ، وروايته كذلك ، وفي إسناده سقط ، كما بينه أبو حاتم وأبو زرعة .
قال أبو محمد بن أبي حاتم الرازي :
سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه عن حديث رواه هشام بن عمار ، عن سعدان بن يحيى ، عن هشام بن عروة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر ، عن الني صلى الله عليه وسلم قال " إذا سرق فاقطعوه ، ثم إذا سرق فاقطعوه ، ثم إذا سرق فاقطعوه ، ثم إذا سرق فاقطعوه "
فقالا : هذا خطأ ،إنما هو : هشام بن عروة ، عن رجل ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قلت : فالخطأ ممن هو ؟
قالا : ليس هناك خطأ ، وإنما ترك من الإسناد رجلاً .
قلت : من التارك ؟ هشام أو سعدان.
قالا: يحتمل أن يكون من كلاهما : من هشام أو من سعدان .
علل الحديث 2/146(1339).



وأخيراً : فرواية هؤلاء الثلاثة عن هشام ، وتفردهم بالرواية عنه من بين سائر أصحابه الأئمة الأثبات – لا قيمة له ولا اعتبار ، هذا لو كانوا مقبولين ، فكيف وحالهم لا تحتمل إستقلالاً ، فضلاً عما انفردوا به .



ولهذا أنكر الأئمة النقاد روايتهم التي تفردوا بها عن هشام من دون أصحابه الكبار ، وهو وأصحابه من الأئمة المكثرين ، ومدارات الأسانيد :



كأيوب والليث ومالك وبن جريج وابن إسحاق وشعبة والسفيانين والقطان ووكيع وابن إدريس وابن نمير ويونس بن يزيد وخلق كثير



وأخيراً الطريق الثالث
هو طريق محمد بن أبي حميد المديني الملقب : حمّاداً



قال الإمام أحمد : أحاديث مناكير ، وقال بن معين وأبو حاتم والبخاري والترمذي والساجي : منكر الحديث ، وقال أبو حاتم أيضاً : ضعيف الحديث ، يروي عن الثقات المناكير ، وقال بن معين أيضاً : ضعيف ليس حديثه بشيء ، وضعفه أبو داود وأبو زرعة والدارقطني ، والجوزجاني، وزاد : واهي الحديث ، وقال النسائي : ليس بثقة ، وقال بن حبان : لا يحتج به ، وقال بن عدي : ضعفه بيِّن على ما يرويه ، وحديثه متقارب ،وهو مع ضعفه يكتب حديثه ، وفي الكاشف والمغني والديوان : ضعفوه ،وفي الخلاصة قال البخاري : منكر الحديث ، وفي التقريب : ضعيف .
التهذيب 3/549 ، الكاشف 4812 ، المغني 5450 ، الديوان3681 ، الخلاصة ص 333،334 ، التقريب 45836 .
فأحسن أحواله انه ضعيف ، يروي المناكير عن المشاهير ن فروايته مردودة استقلالاً ، فضلاً عن تفرده بالرواية عن ابن المنكدر ، لا يوفقه عليه إلا أمثاله أو من هم دونه .



وعلى هذا يتضح ضعف حديث بن المنكدر ، بل نكارته الظاهرة .





يتبع إن شاء الله ..