بسم الله الرحمن الرحيم

لا شك قارئي الكريم أنك حين تنظر في الكتاب المقدس ستعلم علم اليقين أنه افتقد

الأخلاقية في تعامله تجاه الحيوانات من خلال تشريعاته ..

وسنقوم باستعراض بعض الفقرات منه ولتحكم أنت على ما جاء فيها إن لم يكن

بالعقل ، فبالقلب .. أو الفطرة .

والحق أن هذا غاية ما ستحتاجه لكي تحكم على هذه التشريعات ..

ثم بعد ذلك نأتي إلى الإسلام ولننظر إلى نظرة الإسلام للحيوان من خلال

القرآن والسنة الشريفة ، ولنقارن .

والحق أن قاعدة المقارنة هي أن المسيحية أو الكتاب المقدس يتعامل مع الحيوان

ويحكم على العلاقة بين الإنسان وبينه بــ (( التســــلط )) ..


فقد جاء فى تكوين 1: 26:

( وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الارض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الارض )

أما في الإسلام فالعلاقة غايتها علاقة (( تفضيل وتكريم )) ..

نجد فى القرآن:الاسراء (آية:70):

{ ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا } ..

والتفضيل واضح فقد فضل الله بني آدم على سائر مخلوقاته بنعمة العقل ، التي هي مناط تكليفه ..

هل رأيت قارئي الكريم كم هو شاسع الفرق بين النظرتين ؟!!

لنخض في الأمر بتفصيل أكبر ، ولنبدأ أولا بـ :

(( حقوق الحيوان في المسيحية ))

نجد في العهد القديم نصوصا ملئها العنف والقسوة واللا أخلاقية تجاه الحيوان ، و

أفظعها ما جاء في خروج 34 : 19-20 :

19لِي كُلُّ فَاتِحِ رَحِمٍ وَكُلُّ مَا يُولَدُ ذَكَراً مِنْ مَوَاشِيكَ بِكْراً مِنْ ثَوْرٍ وَشَاةٍ. 20 وَأَمَّا بِكْرُ الْحِمَارِ فَتَفْدِيهِ بِشَاةٍ. وإن لم تفده تكسر عنقه !!!

وهنا ألا يحق لنا التساؤل : لم يُعامَل الحمار بجريرة صاحبه ؟!

ثم هل لك أن تستشف - قارئي الكريم - الأنانية المسيطرة على كاتب هذا الكلام ،

فضلا عن أن يكون هو الله - حاشاه ؟!!

أفظع منه ما جاء في صموئيل1 : 15 : 3 -4

2هَكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُ مَا عَمِلَ عَمَالِيقُ بِإِسْرَائِيلَ حِينَ وَقَفَ لَهُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ صُعُودِهِ مِنْ مِصْرَ. 3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً"

فما دخل الحمار في أن يركبه عماليقي أو يهودي ؟؟؟؟؟!!!!

ثم إن وجه الفظاعة هنا أن الحمار لم يكن وحيدا للأسف !!!

ما سبق هو صورة كربونية من ( سياسة الأرض المحروقة ) وهى أبشع أنواع الابادة

الجماعية التى لا تقتصر على الأنسان فحسب بل تشمل كل ما فى المنطقة المنكوبة

( هكذا يقول رب الجنود ) ( هذا ليس تصرفا فرديا بربريا كالذى قام به أبناء داوود

انتقاما لأختهم بل بقول رب الجنود .. ( الله محبة !!!!! )
..

لنواصل معا .. ولتفتح معي سفر الخروج 21: 28 - 32 :

28"وَإِذَا نَطَحَ ثَوْرٌ رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً فَمَاتَ يُرْجَمُ الثَّوْرُ وَلاَ يُؤْكَلُ لَحْمُهُ. وَأَمَّا صَاحِبُ الثَّوْرِ فَيَكُونُ بَرِيئاً. 29وَلَكِنْ إِنْ كَانَ ثَوْراً نَطَّاحاً مِنْ قَبْلُ وَقَدْ أُشْهِدَ عَلَى صَاحِبِهِ وَلَمْ يَضْبِطْهُ فَقَتَلَ رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً فَالثَّوْرُ يُرْجَمُ وَصَاحِبُهُ أَيْضاً يُقْتَلُ. 30إِنْ وُضِعَتْ عَلَيْهِ فِدْيَةٌ يَدْفَعُ فِدَاءَ نَفْسِهِ كُلُّ مَا يُوضَعُ عَلَيْهِ. 31أَوْ إِذَا نَطَحَ ابْناً أَوْ نَطَحَ ابْنَةً فَبِحَسَبِ هَذَا الْحُكْمِ يُفْعَلُ بِهِ. 32إِنْ نَطَحَ الثَّوْرُ عَبْداً أَوْ أَمَةً يُعْطِي سَيِّدَهُ ثَلاَثِينَ شَاقِلَ فِضَّةٍ وَالثَّوْرُ يُرْجَمُ.

والمتمعن في هذه العقوبة يجدها شاذة بكل المقاييس ... لماذا ؟؟!!

- معلوم أن هدف الرجم ليس التعذيب بالأولوية بل الردع ( منع تكرار الجريمة )

فهل هذا ينطبق على الثيران النطاحة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

2- كان ممكن ببساطة ذبح الثور( و ده شىء طبيعى بالنسبه للحيوانات ) وبالتالى :

* يتم التخلص من مصدر المشكلة .
* معاقبة صاحبه المتكاسل
* توزيع لحمه على الناس وبالتالي تعويض المجتمع عما لحق به من أضرار دون تعذيب الثور الذى سيحتاج الى المئات من الحجارة لقتله ( كل حجارة بألم منفصل ) .


فأنت ترى - قارئي الكريم - كم أن هذا الحل أكثر مناسبة من الحل في الكتاب المقدس ،

مما يؤيد بشدة أن هذا الكلام أو هذا التشريع ليس تشريعا إليها لأن هناك قانونا وضعيا

يمكنه أن يحل محله ويؤتي بثمار أفضل منه .. وهذا أيضا يؤيد قول من قال إن هذا

التشريع إنما هو مأخوذ من تشريعات (( حمورابي )) الذي وُلد قبل (( موسى )) بـ 400 عاما ..

ومن هذه التشريعات :

250If while an ox is passing on the street (market) some one push it, and kill it, the owner can set up no claim in the suit (against the hirer). 251. If an ox be a goring ox, and it shown that he is a gorer, and he do not bind his horns, or fasten the ox up, and the ox gore a free-born man and kill him, the owner
shall pay one-half a mina in money.


http://eawc.evansville.edu/anthology/hammurabi.htm

أما في العهد الجديد فقد كان من الفترض للوضع أن يتحسن قليلا خاصة مع مجىء

الراعى الصالح (الذى يصف من قبله بأنهم سراق ولصوص يوحنا 10 :7-8: 7 فقال

لهم يسوع ايضا الحق الحق اقول لكم اني انا باب الخراف. 8 جميع الذين أتوا قبلي هم

سراق ولصوص ) .

لكن هذا لم يحدث :

متى 8 :28-32:
28وَلَمَّا جَاءَ إِلَى اَلْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ اَلْجِرْجَسِيِّينَ اَسْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ خَارِجَانِ مِنَ اَلْقُبُورِ هَائِجَانِ جِدَّاً حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ اَلطَّرِيقِ. 29وَإِذَا هُمَا قَدْ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: "مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ اَبْنَ اَللَّهِ؟ أَجِئْتَ إِلَى هُنَا قَبْلَ اَلْوَقْتِ لِتُعَذِّبَنَا؟" 30وَكَانَ بَعِيداً مِنْهُمْ قَطِيعُ خَنَازِيرَ كَثِيرَةٍ تَرْعَى. 31فَالشَّيَاطِينُ طَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: "إِنْ كُنْتَ تُخْرِجُنَا فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَذْهَبَ إِلَى قَطِيعِ اَلْخَنَازِيرِ". 32فَقَالَ لَهُمُ: "امْضُوا". فَخَرَجُوا وَمَضَوْا إِلَى قَطِيعِ اَلْخَنَازِيرِ وَإِذَا قَطِيعُ اَلْخَنَازِيرِ كُلُّهُ قَدِ اَنْدَفَعَ مِنْ عَلَى اَلْجُرْفِ إِلَى اَلْبَحْرِ وَمَاتَ فِي اَلْمِيَاهِ. 33أَمَّا اَلرُّعَاةُ فَهَرَبُوا وَمَضَوْا إِلَى اَلْمَدِينَةِ وَأَخْبَرُوا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ وَعَنْ أَمْرِ اَلْمَجْنُونَيْنِ.

ولنا أن نتساءل من جديد : ماذنب هذة الخنازير؟؟؟؟؟

لماذا لم يصطد هذه الأرواح الشريرة كما كان يعلم التلاميذ صيد الناس بدل من السمك؟؟؟؟؟؟؟؟

فكرة ان المسيح كان يخفى لاهوته عن أبليس و الشياطين *** فكرة ظريفة ***
بعض النظر عما اذا كان يليق بالرب ان يخاف على مخططه فهنا هذا التبرير لا يصلح

(( لأنه بالفعل انكشف بدليل قول المجنونين يا يسوع ابن الله ))

هكذا ينكشف لك أيها القاريء الكريم مقدار الهمجية في تعامل المسيحية مع الحيوان

فتابع معي إن شاء الله نظرة الإسلام له .. ثم قارن واحكم .

يُتبع - إن شاء الله - مع نظرة الإسلام للحيوان ...

pr,r hgpd,hk fdk hglsdpdm ,hgYsghl