مسرحية جحش الفرا الهارب من العدالة

[@المزعج]

مسرحية جحش الفرا الهارب من العدالة

جح : 1 : 1 : في البدء كان الجحش

جح : 1 : 2 : وكان الجحش في البرتعة

جح : 1 : 3 : وكان الجحش البرتعة

جح : 1 : 4 : هذا كان في البدء في البرتعة

جح : 1 : 5 : كل شيء بالجحش كان ، وبغيره لم يكن شيئ مما كان

جح : 1 : 6 : منه كان الشيكي ورور، والشيكي ورور كان طعام الناس









.. من هنا بدأت المأساة !

ظل الصبي " مينا " ذي الإثني عشر عاما يحاول استيعاب تلك الحكاية



في البدء كان الجحش !

أي بدء !! ومن الذي جحشه !!

وكان الجحش في البرتعة !



الجحش داخل البرتعة !!

وكان الجحش البرتعة

..

أحس الطفل بدوار في رأسه

فأغلق الكتاب المقدس، وأسرع إلى والده يسأله عن فهم تلك الحكاية



فقال له الوالد - القس في كنيسة أم الرب - : " يا ولدي أنت لازلت جحشا صغيرا ، عديم الفهم ، لما تكبر هتفهم .. "

أحس الطفل بخيبة أمل .. وبألم الخيبة

عاد الطفل إلى غرفته الصغيرة، وأطفأ نور الغرفة ونام..



عازما على سؤال مُدرسته في مدرسة "خصيان ملكوت السموات"

لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم.ويوجد خصيان خصاهم الناس.ويوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوت السموات.من استطاع ان يقبل فليقبل ( متى 19 : 12 )


التحق الطفل " مينا " بتلك المدرسة لأنه كان يعاني من هربز في مؤخرته، وامتد الهربز حتى شمل كل المنطقة ما بين السرة إلى الركبة، مما أدى به إلى أن يخصيه والده..

وكان مينا قد أُصيب بالهربز .. من بعد مقابلة تقابل بها مع نجاسة الأنبا شنوئة ، أكبر موزعي للهربز زوستر في الأسكندرية والحبشة والشرق الأوسط



.. استيقظ الطفل مبكرا كعادته، واستعد للذهاب إلى المدرسة، ولركوب الباص الخاص بها

كانت الساعة السابعة إلا الربع ..
والباص يأتي في الساعة السابعة ، وعادة لا ينتظر الباص طويلا ، ليكمل مشواره ويصل المدرسة في الوقت المحدد..



وكان من عادة أم مينا أن تحضِّر وجبة الإفطار لها ولزوجها من لانشون الـشيكي ورور، وتحضر لـ"مينا" ساندويتشات يأخذها معه ، ويأكلها في الفسحة ..




لكن للأسف ! لم يعد هناك شيكي ورور في الثلاجة ، وأم مينا تريد أن تأكل شيكي ورور..

اتصلت الأم بجارتها أم جرجس لتنقذها بلانشون شيكي ورور.. فأجابت بأن الشيكي ورور تم منعه من السوق لأنه تبين أنه لحم حمير



حزنت أم مينا لذلك ، وأخذت تحدث صديقتها أم جرجس في أمر خطير !

في ماذا كانت تتحدث الصديقتان يا تُرى !!

لم ينتبه " مينا " لحديث أمه، لأن الباص كان قد جاء وانتظره حتى ينزل ويركب ..

لم يجد مينا ساندويتشات شيكي ورور ، فنادى أمه فصرخت فيه قائلة

خد أي حاجة يا جحش

فزع مينا من صراخ أمه فيه.. ونظر فوجد ساندويتشات جبنة رومي .. فأخذها معه



ركب " مينا " الباص وانطلق الباص به إلى المدرسة، وعلى جانبي الباص مكتوب بالخط العريض
( مدرسة خصيان ملكوت السموات )






ودخل أول ( حِصَّة ) وهي حصة ميس " مونيكا "

وستبدأ ميس مونيكا بشرح عدد من أعداد الكتاب المقدس .. ألا وهو تثنية 28:57
بمشيمتها الخارجة من بين رجليها
وباولادها الذين تلدهم لانها تاكلهم سرا في عوز كل شيء في الحصار والضيقة التي يضايقك بها عدوك في ابوابك

وأخذت الميس مونيكا تشرح كيف أن تلك المرأة تأكل أولادها سرا ، وما الحكمة من وراء أكل الأولاد ، وكيف أن لحم الأولاد مفيد للمعدة والكبد ، وأن هذه معجزة من معجزات الكتاب المقدس ..





كتم " مينا " أنفاسه !

وتعجب من هول ما سمع !

اُمّ تأكل ابنها !!

لكنه لم يرد أن يظهر ذلك للـ"ميس" حتى لا تعاقبه

بالذات وأن في جعبته سؤالا .. لا يدري ما جوابها عليه

انتهت ميس مونيكا من شرحها على جَرَس انتهاء الحصة الأولى..


سارع " مينا " إلى المُدرسة، وقال لها

" عندي سؤال ! "

مونيكا : قول يا حبيب قلبي

مينا : ما معنى قول الكتاب المقدس في عهد النعمة في سفر الجحش : 1 : 1 إلى 3

في البدء كان الجحش

وكان الجحش في البرتعة

وكان الجحش البرتعة

ارتبكت ميس مونيكا من مفاجأة السؤال

فلم تظن أن السؤال سيكون شديدا لهذه الدرجة

قالت له : مينا حبيبي .. إيه اللي خلاك تقرأ السفر ده ؟
إنت قرأت نشيد الأنشاد يا حبيبي ؟



مينا : لأ !

مونيكا : طيب خلاص ، اقرأ نشيد الأنشاد وهيعجبك جدا
هيخليك تعيش نعيم الروح، وينزل عليك الروح القدس

###################
#####################

نش : 1 : 1 - 17 :
نشيد الأنشاد الذي لسليمان
ليقبلني بقبلات فمه لأن حبك أطيب من الخمر
لرائحة أدهانك الطيبة اسمك دهن مهراق لذلك أحبتك العذارى
اجذبني ورائك فنجري ادخلني الملك إلى حجاله نبتهج ونفرح بك نذكر حبك أكثر من الخمر بالحق يحبونك
أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم كخيام قيدار كشقق سليمان
لا تنظرن إلى لكوني سوداء لأن الشمس قد لوحتني بنو أمي غضبوا عليّ جعلوني ناطورة الكروم أما كرمي فلم أنطره
أخبرني يا من تحبه نفسي أين ترعى أين تربض عند الظهيرة لماذا أنا أكون كمقنعة عند قطعان أصحابك
إن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء فاخرجي على آثار الغنم وارعي جداءك عند مساكن شيراتون
لقد شبهتك يا حبيبتي بفرس في مركبات فرعون
ما أجمل خديك بسموط وعنقك بقلائد
نصنع لك سلاسل من ذهب مع جمان من فضة
ما دام الملك في مجلسه أفاح نرديني رائحته
صرة المر حبيبي لي، بين ثديي يبيت
طاقة فاغية حبيبي في كروم عين جدي
ها أنت جميلة يا حبيبتي ها أنت جميلة عيناك حمامتان
ها أنت جميل يا حبيبي وحلو وسريرنا أخضر
جوائز بيتنا ارز وروافدنا سر

؟

##################
#####################

ثم ابتسمت وقالت : وانت في الآخر لسا جحش صغير.. يعني صعب عليك تفهم الكلام التاني ده .. لما تكبر هتفهم ..




.. هكذا ، لم يأخذ " مينا " جوابا من ميس مونيكا ..

لكن مينا تضايق جدا هذا اليوم .. من شيء آخر

أبوه قال له يا جحش
وأمه قالت له يا جحش
والمدرسة قالت له يا جحش

فعلى صوته وهو يفكر.. وهو في الباص عائدا إلى البيت :
" بس انا مش جحش "




سمعه السائق .. فبادره مستفهما ..

: مالك يا مينا ؟

مينا : كل الناس بتقول عليّ جحش .. وأنا مش جحش !

السائق : لا يا مينا .. إنت مقرأتش الكتاب المقدس قبل كدة ؟

مينا : ليه هو الكتاب المقدس بيقول عليّ إني انا جحش !!؟

السائق : هههههههه، بل كل الناس يا مينا ، الكتاب المقدس يقول

اما الرجل ففارغ عديم الفهم وكجحش الفراء يولد الانسان
( أيوب 11 : 12 )ـ


لم يصدق مينا ما سمع

فقال له أنت كذاب

وبسرعة جدا فتح مينا سفر أيوب ، الإصحاح 11 ، العدد 12 .. و!

صُعق مينا
وأغشي عليه

وبدلا من أن ينقله السائق إلى البيت نقله إلى مستشفى
( راهبات نشيد الإنشاد )




واتصل فورا بأهل مينا ، أن يأتوا إلى المستشفى حالا لأن حالة مينا حرجة

وبعد ساعتين، جاء الآب والأم وأحضروا معهم اتنين كيلو روح فـُطـُس في كيس

لكن الأم كانت مشغولة بمشكلة بينها وبين صديقتها أم جرجس، فألقت على مينا نظرة، وعادت المنزل ..

فاصل ونواصل ,,,,,,,,,, تابعونا

---

lsvpdm [pa hgtvh hgihvf lk hgu]hgm