يقول الله تعالى في سورة النحل" وَأَوْحَىَ رَبّكَ إِلَىَ النّحْلِ أَنِ اتّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشّجَرِ وَمِمّا يَعْرِشُونَ * ثُمّ كُلِي مِن كُلّ الثّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَآءٌ لِلنّاسِ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَةً لّقَوْمٍ يَتَفَكّرُونَ " [النحل:68_69]

هاتان الايتان الكريمتان تبين لنا ادق التفاصيل العلمية التي اكتشفها العلم الحديث في اسلوب حياة هذا النوع من الحشرات ذات النظام الرائع ، نظام لا نملك تجاهه الا ان نقول "تبارك الله" احسن الخالقين "

وفيما يلي جانب من التعبيرات القرأنية الرائعة التي جاءت في تناسق واتفاق تام مع ما اثبته العلم الحديث القائم على الملاحظات الدقيقة بالتقنيات والادوات الحديثة.

ورد لفظ النحل في الايات الكريمة مؤنثا (اتخذي ،كلي ،فاسلكي ،بطونها ) بيد أنه في اللغه العربية مذكر ، ومثله تماماً لفظ النمل ،

وفي قوله تعالى "يَا أيُهَا النّملُ ادخُلوا مَسَاكِنَكم " جاء لفظ النمل مذكرا ولم ياتي مؤنثا مثل الحال مع النحل ، ولكنه كلام الله بلسان عربي مبين ، فكيف يصح ذلك ؟؟!!

هذا الوحي الرباني موجه لمجموعة من النحل داخل الخلية النحلية مهمتها الكشف والبحث عما تحتاجه الخلية ، تسمى هذه المجموعه بالنحل الكاشف ، وهي إناث وليست ذكور ، بل إن كل الاعمال داخل الخلية وخارجها يقتصر فقط على الإناث دون الذكور وينحصر دور الذكور فقط في تلقيح ملكه النحل ، بل قد تلجأ الخلية الى طرد الذكور خارجها بعد تمزيق أجنحتها لضمان عدم العودة الى الخلية ، وذلك في حالات ندرة الغذاء توفيرا لطاقه الخلية ولهذا وردت الالفاظ مؤنثة مطابقة لما اثبته العلم الحديث منافية لما اعتادت عليه السنه العرب حتى ندرك ان كلام الله صالح لكل زمان ومكان.


- مِنَ الجِبَال بُيُوتاً وَمِنَ الشّجَرِ وَمِمّا يَعرِشُونَ، حرف الجر "من " افضل وادق من حرف الجر " في " حمل معنى الجزئية والكيفية والمكانية فحشرات النحل تستخدم الاجزاء المحيطة بالعش كدعمات له تقيها قسوة الظروف المناخية وتبني عليه اقراص العسل فمثلا في حال الجبال أفاد لفظ " من الجبال " ان مكان السكن هو الجبال وجزء من المسكن مشتق من الجبال وهو ما يفعله النحل فعلا لكن حرف الجر "في " يفيد المكانية فقط " مكان السكن "

- الترتيب في قوله تعالى "من الجبال ، من الشجر ، مما يعرشون " جاء مطابق تماماً لحفريات النحل ، فدلت الحفريات الجيولوجية للنحل أن اول ما سكنت حشرات النحل في العصور السحيقة سكنت الجبال ثم تطورت وسكنت الاشجار واخيرا سكنت ما صنعه لها الإنسان عندما بدأ يستانسها (جذوع أشجار مفرغة ، ثم اسطوانات من الطين ، وأخيراً مكعبات من الخشب)

- وَمِمّا يَعرِشونَ ، معنى يشمل جذوع الأشجار المفرغة والاسطوانات الطينية ، التي كانت معروفة في زمن نزول القرأن وحتى وقتنا القريب وهي السكن الوحيد الذي أخترعه الإنسان للنحل حتى ذلك الحين ، بالإضافة للخلايا الخشبية الحديثة المختلفة في الشكل والمحتوى الداخلي من تجهيزات التي ظهرت حديثاً بعد اكتشاف المسافة النحلية ( المسافة اللازمة لمرور النحل بين اقراص العسل ) . فكلمة يعرشون شملت كل انواع المساكن الحديثة والقديمة، ولو كان الكلام من عند غير الله لجاء على غير هذا النحو ، مثلا " مما يكورون " كما كان معروف آنذاك من تكوير لاسطوانات الطين.

يتبع .....

hgYu[h. hgrvHkd td hgkpg