وهنا الرب بيخالف كلامه بين الايتين
فى الاولى يقول انهم بيقولو ان الحسنه من عند الله والسئه من عندهم فيرد عليهم ويقول
الله عز وجل في العقيدة الإسلامية هو خالق الخير والشر والظلام والنور وليس عندنا إله خير هو الله وإله شر هو الشيطان ! (2كو 4:4) .
الله عز وجل يقدر الخير والشر والله عادل بمعنى انه لا يعاقب إلا بذنب
وبالتالي الآية الاولى تتكلم عن القدر ان كل القدر خيراً كان ام شراً فهو من عند الله والآية الثانية تتكلم عن العقاب فالله عز وجل لا يعاقب إلا بذنب او تقصير . .
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just_jesus
النقطه التانيه بقى هو ازاى رب يقول على نفسه ان السيئات من عنده وبعدين يجى يحاسب عبده ده
والهداية نوعان :
1- هداية ارشاد وبيان .
2- هداية الدخول للدين الحق (الهداية القلبية) .
امّا النوع الأول فيقوم به الأنبياء والرسل ليبشروا الناس وينذروهم لكي لا يكون للناس حجة على الله ان يقولوا ما جائنا من بشير ولا نذير
مثال قول الله لنبيه {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} .
والنوع الثاني لا يستطيعه احد إلا الله عز وجل وهي الهداية القلبية كما قال الله لنبيه {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص:56] . .
فالإسلام يقول ان الإنسان له الحرية المطلقة في إختيار الإيمان أو الكفر ولذلك يقول القرآن "وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" و يقول " قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ" ..
في الآية الأولى يقول الله تعالى "قل كل من عند الله"
أي أن كل ما يقع بمشيئة الله وقدرته وحده سبحانه وتعالى وليس من عند النبي صلى الله عليه وسلم
لكن في الآية الثانية " مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ "
أي أن ما أصاب الانسان من حسنة فهذا من فضل الله عليه وتكرمه عليه
وما أصابه من سيئة فبسبب ذنبه وخطيئته لأن الله لا يظلم الناس شيئا
ففي نفس السورة الكريمة يقول الله تعالى "فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم..."
أي أن سبب المصيبة التي أصابتهم هو ما قدمت أيديهم
وفي نفس الوقت فالله هو المقدر والفاعل لهذه المصيبة أو السيئة
وهذا ما ورد في ظلال القرآن للشيخ سيد قطب حول هذه المعاني
(إن الله هو الفاعل الأول والفاعل الواحد لكل ما يقع في الكون وما يقع للناس وما يقع من الناس فالناس يملكون أن يتجهوا وأن يحاولوا ولكن تحقق الفعل أي فعل لا يكون إلا بإرادة من الله وقدر فنسبة إنشاء الحسنة أو إنشاء السيئة وإيقاعها بهم للرسول ص وهو بشر منهم مخلوق مثلهم نسبة غير حقيقية ; تدل على عدم فقههم لشيء ما في هذا الموضوع إن الإنسان قد يتجه ويحاول تحقيق الخير ; بالوسائل التي أرشد الله إلى أنها تحقق الخير ولكن تحقق الخير فعلا يتم بإرادة الله وقدره لأنه ليست هناك قدرة غير قدرة الله تنشى ء الأشياء والأحداث وتحقق ما يقع في هذا الكون من وقائع وإذن يكون تحقق الخير بوسائله التي اتخذها الإنسان وباتجاه الإنسان وجهده عملا من أعمال القدرة الإلهية وإن الإنسان قد يتجه إلى تحقيق السوء أو يفعل ما من شأنه إيقاع السوء ولكن وقوع السوء فعلا ووجوده أصلا لا يتم إلا بقدرة الله وقدر الله لأنه ليس هناك قدرة منشئة للأشياء والأحداث في هذا الكون غير قوة الله وفي الحالتين يكون وجود الحدث وتحققه من عند الله وهذا ما تقرره الآية الأولى أما الآية الثانية ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك فإنها تقرر حقيقة أخرى ليست داخلة ولا متداخلة مع مجال الحقيقة الأولى إنها في واد آخر والنظرة فيها من زاوية أخرى إن الله سبحانه قد سن منهجا وشرع طريقا ودل على الخير وحذر من الشر فحين يتبع الإنسان هذا المنهج ويسير في هذا الطريق ويحاول الخير ويحذر الشر فإن الله يعينه على الهدى كما قال والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ويظفر الإنسان بالحسنة ولا يهم أن تكون من الظواهر التي يحسبها الناس من الخارج كسبا إنما هي الحسنة فعلا في ميزان الله تعالى وتكون من عند الله لأن الله هو الذيسن المنهج وشرع الطريق ودل على الخير وحذر من الشر وحين لا يتبع الإنسان منهج الله الذي سنه ولا يسلك طريقه الذي شرعه ولا يحاول الخير الذي دله عليه ولا يحذر الشر الذي حذره منه حينئذ تصيبه السيئة السيئة الحقيقية سواء في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما معا ويكون هذا من عند نفسه لأنه هو الذي لم يتبع منهج الله وطريقه وهذا معنى غير المعنى الأول ومجال غير المجال الاول كما هو واضح فيما نحسب ولا يغير هذا من الحقيقة الأولى شيئا وهي أن تحقق الحسنة وتحقق السيئة ووقوعهما لا يتم إلا بقدرة الله وقدره لأنه المنشى ء لكل ما ينشأ المحدث لكل ما يحدث الخالق لكل ما يكون أيا كانت ملابسة إرادة الناس وعملهم في هذا الذي يحدث وهذا الذي يكون ثم يبين لهم حدود وظيفة الرسول ص وعمله وموقف الناس منه وموقفه من الناس ويرد الأمر كله إلى الله في النهاية )
معذرة من الاخوة على وضع هذه المشاركة لكني أردت أن أشارك معكم في الأجر ان شاء الله وإذا كان هناك مخالفة أو اعتراض فاحذفوا المشاركة بارك الله فيكم وجزاكم الله جميعا كل الخير
المفضلات