هناك أكثر من ظاهرة محيرة يشهدها مجتمع الكنيسة المصرية، وتحتاج إلى دراسة نفسية واجتماعية عميقة، لمحاولة تفسيرها..
من هذه الظواهر العجيبة: الصراع بين وازع الحياء الفطري، ووازع الطاعة الديني..
فوازع الحياء المغروس في فطرة كل إنسان يمنعه من إبداء عورته، خصوصاً إذا كان امرأة، ويجعل العلاقة بين النساء والرجال الأجانب عليهن محصورة في الضرورات، محصنة بالأخلاق والاحترام..
وإذا انتقل الحديث من فضاء الإنسانية العام إلى فضاء الدين.. أي دين، فإننا نتوقع أن يزيد معدل الحياء والاحترام، ولكن في واقع الكنيسة نجد شيئاً عجبا مخالفاً لهذا التوقع..
لقد تحولت الكنيسة إلى نادي اجتماعي ترفيهي رياضي .. "ديني" !
لذلك لا عجب أن تذهب النساء إلى الكنيسة بكامل زينتهن و"فتنتهن" !!
فإذا اعترض أحد الشباب المسيحي المتدين بوازع الحياء الفطري الطبيعي.. نجد "البابا" الذي يفترض فيه الحنان والرحمة، يقمعه بعنف، ويتهكم عليه بسخرية لاذعة..
فيذعن الشباب "المتدين" لسلطان الطاعة الديني، قامعاً وازعه الفطري !!
يقول أحد الأطباء المسيحيين ممن تبقى لديهم هذا الوازع الطبيعي: "في الكنيسة الأرثوذكسية كان التقليد (كما لا تزال تفعل والدتي الوقورة) أن تدخل المرأة الكنيسة مغطاة الرأس ومحتشمة الثياب. أما اليوم وللأسف ولأسباب متعددة فإننا نرى أحيانا مشاهد وأزياء لا تليق أبداً بقدسية الكنيسة. كما أن بعض الأكاليل أصبحت للأسف مناسبة لبعض السيدات لعرض أزياء نافرة وخارجة عن تقاليدنا وقيمنا الإجتماعية. وحتى الأطفال للأسف الشديد يصبحون أحيانا وبدون ذنب ضحية لها. إنها مناظر حقاً تقلق المؤمنين وتحرج الكهنة. وأخبرني ابن أخي مصمم الأزياء عن هذا الموضوع كيف أنه يحاول أحيانا أن يقنع بعض البنات بتلطيف وتعديل حشمة الزي ليكون مناسباً ولكنه لا ينجح في كل الأوقات.. الحشمة في الكنيسة واجب أخلاقي فلِما يا ترى هذا الإغراء الزائد للبعض أثناء الأكاليل والأعراس؟ أليس الكاهن الواقف أمام هؤلاء السيدات بشراً؟ كنت مؤخراً أحضر إكليلاً في أحد الكنائس، وكانت بعض المؤمنات غير محتشمة لدرجة مزعجة جداً. وبعد الإكليل تكلمت مع الكاهن في هذا الخصوص وتفهم قلقي ووعدني بالعمل من أجل توعية المؤمنات في هذا الخصوص. لكن إذا كان يسوع قد غضب لما رأى وطرد الباعة من الهيكل لأنهم دنسوا بيت الرب فلماذا لا يتعامل أيضا الكهنة اليوم مع من يسئ إلى بيت الرب بحزم وجرأة؟"..
هكذا قال الطبيب الذي يتمتع بالحياء..
فما هو رأي البابا "المقدس": "وإنت عرفت منين أصلاً إن ثيابها قصيرة؟!، عمال تبصبص من تحت لتحت وإنت في الكنيسة التي يفترض بمجرد أن تدخلها ألا تنظر يمينك أو يسارك، وعلى العموم ملكش دعوة خليك في حالك!"
هكذا رد البابا "المقدس".. قامعاً للفطرة.. ناصراً للشهوة..
وفي هذا الجو المثير من الفتنة والبهرجة.. نجد أن الشهوات الإنسانية لرجال الكهنوت تقمع بشدة، وبصورة مخالفة للفطرة البشرية، وإذا انطلق مارد الشهوات ليعبر عن ذاته -وهو شيء متوقع بداهة-.. وحدثت فضيحة وتسربت إلى الإعلام، نجد اليد الباطشة تنزل مجدداً لتضبط المارد المكبوت المحروم من حقوقه الطبيعية..!
لكن الطريف هنا.. هو أن وازع الطاعة الديني ينطلق عند العوام والبسطاء -إما بصورة تلقائية أو بصورة تحريضية (!)- ماحياً أي أثر لوازع الحياء الفطري..( انظر الفيديو الخاص باحتجاج نساء عزبة الهجانة على نقل القس الذي مارس التحسيس؟؟؟.
هل هي آثار اللمسة الحانية للبابا "المقدس" التي وصلت للركب.. أم آثار سلطان الطاعة الديني في مواجهة الوازع الفطري ؟kh]d hguvhm hg;kdsm shfrh
المفضلات