صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 17 من 17
 
  1. #11
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    وأخرج أيضا عن أبي إسحق عن عامر بن سعد رضي الله عنه { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } قال : النظر إلى وجه الله (1) .

    وأخرج أيضا عن قتادة في قوله تعالى .. { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى } الجنة ( والزيادة ) فيما بلغنا النظر إلى وجه الله عزوجل (2) .

    وأخرج ابن خزيمة بسند آخر عن قتادة في قوله تعالى : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } قال : ذكر لنا أن المؤمنين إذا دخلوا الجنة ناداهم مناد إن الله تبارك وتعالى وعدكم الحسنى وهي الجنة وأما الزيادة فالنظر إلى وجه الرحمن قال الله تبارك وتعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } (3) .

    قال أبو بكر بن خزيمة عند ذكر هذا الحديث ما لفظه (( فأسمعوا الآن خبرا صحيحا ثابتا من جهة النقل يدل على أن المؤمنين يرون خالقهم حدثنا جل ثناؤه أنها بعد الموت وأنهم لايرونه قبل الممات ولو كان معنـى قوله :
    { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } على ماتتوهم الجهمية المعطلة الذين يجهلون لغة العرب فلا يفرقون بين النظر وبين الإدراك لكان معنى قوله : {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } أهل الدنيا قبل الممات (4) )) .

    وأخرج الطبري عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } قال (( النظر إلى وجه ربهم (5) )) .
    وأخرج عنه أيضا { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } قال النظر إلى وجه الله تبارك وتعالى .

    وأخرج عن عامر بن سعد { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } قال (( النظر إلى وجه ربهم )) .
    وأخرج عن عبد الرحمن بن أبي ليلى { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } قال : النظر إلى وجه ربهم وقرأ { وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ } قال بعد النظر (6) .

    وقال أيضا : حدثني يحي بن طلحة اليربوعي قال : ثنا شريك قال : سمعت أبا إسحاق يقول في قول الله عزوجل { وَزِيَادَةٌ } قال النظر إلى وجه الرحمن .

    وأخرج ابن جرير بسنده إلى أبي موسى الأشعري قال : إذا كان يوم القيامة بعث الله إلى أهل الجنة مناديا ينادي هل أنجزكم الله ماوعدكم فينظرون إلى ما أعد الله لهم من الكرامة فيقولون نعم فيقول : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } النظر إلى وجه الرحمن .


    وأخرج عن الحسن رضي الله عنه { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } النظر إلى الرب جل وعلا .

    وأخرج أيضا عن عبد الرحمن بن ساباط قال : الحسنى والزيادة النظر إلى وجه الله تعالى .
    وهذا التفسير هو من جملة الأقوال في معنى الحسنى وقد سبق أن قول جمهور الصحابة والتابعين أنها الجنة هو الراجح بل هو الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما الزيادة فإن ما أوردناه يبعث على الإقناع ويفيد اليقين بأن معناها النظر إلى الرب تبارك وتعالى .

    ولا شك أن الدليل القرآني حجة قاطعة لاسيما والذي نفى الرؤية لم يتمسك بشيء يصلح للإستدلال لا من الكتاب ولا من السنة ولكن من اتبع الأوهام اعتنق مهامه الضلال وذهب يتخبط في ليل من الحيرة لايدري أين يقع .

    وسوف أورد في ما يلي شبه مانعي الرؤية وأناقشها لتعرف مدى ضعفها والله ولي التوفيق .


    المصادر
    __________
    1 _ أنظر كتاب التوحيد / 183
    2_ أنظر كتاب التوحيد / 183
    3_ أنظر كتاب التوحيد / 184 / 185
    4_ أنظر كتاب التوحيد / 185
    5_ تفسير ابن جرير 1 / 104
    6_ تفسير ابن جرير 11 / 101







    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

  2. #12
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 48
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 35

    افتراضي


    p012

    نقل موفق أختي دانة ، جزاكِ الله خيراً .




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  3. #13
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذو الفقار مشاهدة المشاركة
    p012

    نقل موفق أختي دانة ، جزاكِ الله خيراً .
    وجزاكم مثله ونفع بكم
    شرفت صفحتي أخي الفاضل







    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

  4. #14
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    أدلة النافين للرؤية والرد عليها :


    إعلم أن المعتزلة وعلى رأسهم الزمخشري والجهمية ومن وافقهم من منكري رؤية المولى تقدست أسماؤه يوم القيامة تمسكوا بأدلة هي في الحقيقة حجة عليهم كما سيتضح لك من مناقشة استدلالاتهم .


    أدلة مانعي رؤية الله يوم القيامة والرد عليها :



    دليلهم الأول :

    قوله سبحانه : { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ }
    قالوا فلما عطف الله عزوجل بقوله وهو يدرك الأبصار وكان قوله وهو يدرك الأبصار على العموم أنه يدركها في الدنيا والآخرة كان قوله لاتدركه الأبصار دليلا على أنها لاتراه الأبصار في الدنيا والآخرة كعموم قوله لا تدركه الأبصار لأن أحد الكلامين معطوف على الآخر (1) .

    وقد أجاب أبو الحسن الأشعري على هذا الإستدلال الواهي بجواب يحسن ذكره في هذا البحث وذلك لزيادة الفائدة . وإلا فالكتاب والسنة مملوءان بالآيات والأحاديث على إثبات الرؤية مما يلزم المخالف ويقمع شبهه .

    قال أبو الحسن : (( يجب إذا كان عموم القولين واحدا وكانت الأبصار أبصار العيون وأبصار القلوب لأن الله عزوجل قال : { فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } وقال : { أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ } .
    فأراد أبصار القلوب التي يقصد بها المؤمنين والكافرين ، ويقول أهل اللغة فلان بصير بصناعته يريدون بصير العلم ويقولون قد أبصرته بقلبي كما يقولون قد أبصرته بعيني فإذا كان البصر بصر العيون وبصر القلوب ثم أوجبوا علينا أن يكون قوله : { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } في العموم كقوله : { وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ } لأن أحد الكلامين معطوف على الآخر وجب عليهم بحجتهم أن الله عزوجل لا يدرك بأبصار العيون ولا بأبصار القلوب لأن قوله : { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } في العموم كقوله : { وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ } .

    قال أبو الحسن رحمه الله (( وإذا لم يكن عندهم فقد وجب أن يكون قوله : { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } أخص من قوله : { وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ } وانتقض احتجاجهم وقيل لهم إنكم زعمتم أنه لو كان قوله : { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } خاصا في وقت دون وقت كان قوله : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ }

    وقوله : { لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ } وقوله : { لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا } في وقت دون وقت ، فإن جعلتم قوله : { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } خاصا لو لم يجب خصوص هذه الآيات فلم أنكرتم أن يكون قوله عزوجل : { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } أراد بعض الأبصار دون بعض ولا يوجب ذلك تخصيص هذه الآيات التي عارضتمونا بها .


    فإن قالوا : قوله : { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } يوجب أنه لايدرك بها في الدنيا ولا في الآخرة وليس ينفي ذلك أن نراه بقلوبنا ونبصره ، ولاندركه بها .
    قيل لهم : فما أنكرتم أن يكون لاندركه بأبصار العيون ولايوجب إذا لم ندركه بهما ألا نراه بها فرؤيتنا له بالعيون وإبصارنا له بها ليس بإدراك له بها كما أن إبصارنا له بالقلوب ورؤيتنا له بها ليس بإدراك ، فإن قالوا : رؤية البصر هي إدراك البصر قيل لهم ماالفرق بينكم وبين من قال أن رؤية القلب وإبصاره هو إدراكه وإحاطته فإذا كان علم القلب بالله عزوجل وإبصار القلب له ورؤيته إياه ليس بإحاطة ولا إدراك ، فلم أنكرتم أن تكون رؤية العيون وإبصارها لله عزوجل ليس بإحاطة ولا إدراك (2) .

    ومن أجوبة أبي الحسن الأشعري أيضا قوله : (( ويقال لهم إذا كان قول الله عزوجل : { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } كقوله : { وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ } لأن أحد الكلامين معطوف على الآخر فخبرونا أليس الأبصار والعيون لاتدركه رؤية ولا لمساً ولا ذوقاً ولا على وجه من الوجوه فإن قالوا نعم فيقال لهم أخبرونا عن قوله عزوجل : { وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ } أتزعمون أنه يدركها لمساً وذوقاً بأن يلمسها فإن قالوا : لا فيقال لهم فقد انتقض قولكم أن قوله وهو يدرك الأبصار في العموم كقوله : { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } (3) .


    ومن أجوبته أيضا قوله (( فإن قال قائل منهم إن البصر في الحقيقة هو بصر العين لا بصر القلب قيل له زعمت هذا وقد سمى أهل اللغة بصر القلب بصراً كما سموا بصرالعين بصراً وإن جاز لك ما قلته جاز لغيركم أن يزعم أن البصر في الحقيقة هو بصر القلب دون العين وإذا لم يجز هذا فقد وجب أن البصر بصر العين وبصر القلب (4) )) .


    وقال أبو الحسن أيضا (( حدثونا عن قول الله عزوجل : { وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ } ما معناه فإن قالوا : معنى يدرك الأبصار أنه يعلمها قيل لهم وإذا كان أحد الكلامين معطوفا على الآخر وكان قوله عزوجل : { وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ } معناه يعلمها فقد وجب أن يكون قوله { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } لاتعلمه وهذا نفي للعلم لا لرؤية الأبصار (5) )) .

    ومما يدل دلالة واضحة لاغبار عليها على أن الله سبحانه وتعالى يرى بالأبصار هو أن كل موجود جائز أن يريناه الله عزوجل وإنما لايجوز أن يرى المعدوم وهذا لاشك فيه فلما كان الله سبحانه وتعالى موجودا كان غير مستحيل أن يرينا نفسه عزوجل .




    ______________
    1_ أبو الحسن الأشعري الابانة / 18
    2_ الابانة عن أصول الديانة /18

    3_ الابانة عن أصول الديانة /18
    4_ الابانة عن أصول الديانة / 18
    5_ الابانة عن أصول الديانة / 19









    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

  5. #15
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    وأما من أراد أن ينفي رؤية الله عزوجل بالأبصار فإنما أراد بذلك التعطيل فلما لم يمكنهم أن يظهروه صُراحا أظهروا ما يؤول بهم إليه فتعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .

    قال المحدث المفسر ابن كثير في قوله تعالى : { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } مانصه (( فيه أقوال للائمة من السلف أحدها لاتدركه في الدنيا وإن كانت تراه في الآخرة كما تواترت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلممن غير ما طريق ثابت في الصحاح والمسانيد والسنن إلى أن قال : وقال آخرون من المعتزلة بمقتضى ما فهموه من هذه الآية إنه لايرى في الدنيا ولا في الآخرة فخالفوا أهل السنة والجماعة في ذلك مع ما ارتكبوه من الجهل بما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تم ذكر أدلة في ذلك )) (1) .


    وأما ما ذكرته سابقا من أن قوله عزوجل : { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } دليل على منكري الرؤية لالهم فهو ماذكره شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله : (( إنما نفى الإدراك الذي هو الإحاطة كما قاله أكثر العلماء ولم ينف مجرد الرؤية لأن المعدوم لايرى وليس في كونه لايرى مدح إذ لو كان كذلك لكان المعدوم ممدوحا وإنما المدح في كونه لا يحاط به وإن رئي كما أنه لايحاط به وإن علم فكما أنه إذا علم لايحاط به فكذلك إذا رئي لا يحاط به رؤية فكان في نفي الإدراك من إثبات عظمته مايكون مدحا وصفة كمال وكان دليلا على إثبات الرؤية لا على نفيها لكنه دليل على إثبات الرؤية مع عدم الإحاطة وهذا هو الحق الذي اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها )) (2) .


    ومعلوم أن المدح إنما يكون بالصفات الثبوتية وأما العدم المحض فليس بكمال فلا يمدح به الرب عزوجل وإنما يمدح بالنفي إذا تضمن أمرا وجوديا كمدحه سبحانه وتعالى بنفي الشريك والصاحب والولد والظهير المتضمن كمـال
    الربوبية والألوهية وقهره ، وبنفي الأكل والشرب المتضمنين كمال صمديته وغناه وبنفي الشفاعة عنده عزوجل إلا بإذنه المتضمن كمال توحده وغناه عن خلقه ، وبنفي الظلم المتضمن كمال عدله وغناه ولهذا لم يمدح عزوجل بعدم محض لم يتضمن أمرا ثبوتيا لأن المعدوم يشارك الموصوف في ذلك العدم ولا يوصف الكامل بأمر يشترك هو والمعدوم فيه فلهذا فإن قوله عزوجل : { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } يدل على كمال عظمته وأنه أكبر من كل شيء وأنه لكمال عظمته لايدرك بحيث يحاط به وإن رئي لأن الإدراك هو الإحاطة بالشيء وهو قدر زائد على الرؤية كما يدل على ذلك قوله سبحانه : { فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } .

    { قَالَ كَلَّا} (3) فموسى عليه السلام لم ينف الرؤية وإنما نفى الإدراك والرب عزوجل يرى ولا يدرك كما يعلم ولايحاط به علما بل الشمس هذه المخلوقة لايتمكن رائيها من إدراكها على ماهي عليه وكذلك السماء فإن الرائي يقلب فيها بصره ولا يتمكن من الإحاطة بها والله عزوجل أعظم من ذلك كله .




    ______________
    1_ ابن كثير في تفسير 3 / 161 .
    2_ الرسالة التدمرية /25 .

    3_ الشعراء 63 .







    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

  6. #16
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي



    ومما استدل به منكرو الرؤية أيضا قوله عزوجل لموسى : { لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي } .
    ووجه استدلالهم : أن لن كلمة تدل على التأبيد كما هو مشهور في كتب اللغة عن الزمخشري المعتزلي ومن نحا نحوه . وذلك ليس بسديد من وجوه .

    أولاً : دعواهم تأبيد النفي بلن وأن ذلك يدل على نفي الرؤية فاسد وباطل
    والدليل على فساده وبطلانه قوله عز من قائل في صفة اليهود :{وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا } (1) لأنهم يتمنون الموت يوم القيامة بدليل قوله تعالى : {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } .


    ثانيا : أنها لو كانت تفيد التأبيد لما كان يحسن ذكر لفظ الأبد بعدها إذ يكون ذكره بعدها تكراراً والأصل عدمه ولكن ذكر الأبد بعدها واقع في أفصح الكلام قال عزوجل : { وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا } ، و : { وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا } .


    ثالثا : أنها لو كانت للتأبيد لم يقيد منفيها باليوم في قوله عزوجل :{ فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا } .


    رابعا : أنها لو كانت للتأبيد المطلق لما جاز تحديد الفعل بعدها وقد جاء ذلك في قوله تعالى : { فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي } فثبت حينئذ أن لن لا تقتضي النفي المؤبد قال ابن مالك رحمه الله .

    ومن رأى النفي بلن مؤبداً : فقوله اردد وسواه فاعضدا .

    قلت وقد ذكر الزمخشري في كشافه عند قوله تعالى :{ لَن تَرَانِي .. الخ } ما نصه (2) (( فإن قلت مامعنى لن قلت معناها تأكيد النفي الذي تعطيه لا وذلك أن لا تنفي المستقبل تقول لا أفعل غدا فإذا أكدت نفيه قلت لن أفعل غدا والمعنى أن فعله ينافي حالته كقوله تعالى : { لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ } اهـ .

    أقول وبالله التوفيق إن قول الزمخشري إن لن تفيد التأكيد هو خلاف ما عليه جل النحاة .
    قال أبو الحسن الأشموني (3) (( فأما لن فحرف نفي تختص بالمضارع وتخلصه للاستقبال وتنصبه كما تنصب لا الاسم نحو لن أضرب ولن أقوم فتنفي ما أثبت بحرف التنفيس ولا تفيد تأبيد النفي ولا تأكيده خلافا للزمخشري وقال ابن هشام (4) ولا تفيد لن توكيد النفي خلافا للزمخشري في كشافه ولا تأبيده خلافا له في أنموذجه وكلاهما دعوى بلا دليل )) .
    وقال أيضا (5) (( بل قولك لن أقوم محتمل لأن تريد بذلك أنك لاتقوم أبدا وأنك لا تقوم في بعض أزمنة المستقبل وهو موافق لقولك لا أقوم في عدم إفادة التأكيد . وفي حاشية الخضري (6) (( لن حرف ينفي المضارع وينصبه ويخلصه للاستقبال فهو ينفي المستقبل والسين يثبته ولايفيد تأبيد النفي خلافا للزمخشري في أنموذجه .

    ______________
    1_ البقرة / 95
    2_ الكشاف للزمخشري مع الانصاف لأحمد الاسكندري 2 / 113 .

    3_ شرح الأشموني على ألفية ابن مالك مع حاشية الصبان 3 / 378 . طبع دار احياء
    الكتب العربية .
    4_ في مغنى اللبيب مع حاشية محمد الأمير 1 / 331 طبع دار احياء الكتب العربية .
    5_ شرح القطر / 80 بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد طبع السعادة الثانية عشرة .
    6_ حاشية الخضري على شرح ابن عقيل على الألفية 2 / 110 الطبعة الأخيرة
    مصطفى البابي الحلبي 1359 .








    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

  7. #17
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي



    وأما قوله تعالى : { لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا } فالتأكيد فيه خارج عن لن لا منها (1) ولا تأكده خلافا له في كشافه لكن وافقه على التأكيد كثيرون اهـ . قلت فقول الخضري لكن وافقه كثيرون . نعم وافقه كثيرون ولكن هذه الكثرة بالنسبة للقائلين بعدم التأكيد قليل ويظهر ذلك جليا لمن تتبع كتب اللغة وأقوال المتبحرين في هذا الفن ولو سلمنا جدلا بأن لن في قوله تعالى :{ لَن تَرَانِي } للتأكيد فهل يا ترى تفيد النفي الدائم الذي فهمه الزمخشري وأمثاله حتى جعلوا رؤية الله عزوجل بالأبصار مستحيلة بمقتضى ما فهموه من الآية الكريمة .

    أليس قوله تعالى حكاية عن قصة موسى مع الخضر :{ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا } (2) وهو جائز غير محال .
    وهذا الفخر الرازي يوافق الزمخشري في أن لن للتأكيد ولكنه يرد عليه في كونها لتأكيد النفي الدائم . فيقول (3) (( إن لن لتأكيد نفي ما وقع السؤال عنه والسؤال إنما وقع عن تحصيل الرؤية في الحال فكأن قوله عزوجل : { لَن تَرَانِي } نفي لذلك المطلوب فأما أن يفيد النفي الدائم فلا )) .

    قلت وقد سبق أن نظر الزمخشري (4) لقوله تعالى : { لَن تَرَانِي }

    بقوله عزوجل : { لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ } (5) على أن مفاد الآيتين سواء في تأكيد النفي المؤبد وهذا مغالطة منه وهروب من الحق لأن بين الآيتين بونا وفرقا شاسعا وقد مر بنا قول الخضري (6) وأما قوله تعالى : { لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا } التأييد فيه خارج عن لن لا منها اهـ قلت ومن ذلك أيضا قوله تعالى :{ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ } (7) فليس التأبيد دلت عليه لن بل من دليل خارج .

    قال أحمد الإسكندري في الإنصاف (8) (( لن كما قال تشارك لا في النفي وتمتاز بمزيد تأكيده وأما استنباط الزمخشري من ذلك منافاة الرؤية لحال الباري عزوجل ثم إطلاق الحال على الله مما يستحرز عنه واستشهاده على أن لن تشعر باستحالة المنفي بها عقلا مردود كثيرا بكثير من الآي كقوله تعالى : { فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا } (9) فذلك لايحيل خروجهم عقلا { لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ } (10){ لَّن تَتَّبِعُونَا } (11) فهذه كلها جائزات عقلا لولا أن الخبر منع من وقوعها فالرؤية كذلك اهـ

    قلت فإذا فهمت ذلك فاعلم أن قوله تعالى : { لَن تَرَانِي الخ } هي أدل على جواز الرؤية منها على استحالتها عكس مافهمه النفاة كالمعتزلة وغيرهم ويظهر ذلك جليا لمن نهج سبيل الحق واجتنب اتباع الهوى وأمعن النظر في الآية الكريمة أعني في سؤال موسى عليه السلام { رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ }
    ______________
    1_ وذلك أن جملة لن يخلقوا الخ وارادة مورد التعجيز لأنه لما كان الخلق والايجاد
    للانفس مختصا بالمولى تقدست أسماؤه وما سواه عاجز عن ذلك دلت الآية الكريمة
    بجملتها على عجز المخلوق عجزا مؤبدا عن أن يخلق ذبابة فوضح أن التأبيد
    مستفاد من غير لن .
    2_ سورة الكهف 67 .
    3_ في تفسيره الكبير 14 / 333 الطبعة الأولى بمطبعة البهية المصرية سنة 138 .
    4_ انظر صفحة 21 من هذا الكتيب : ومعنى نظراتي للآية بنظير لها أي بشبيه .
    5_ الحج 73 .
    6_ صفحة 25 .
    7_ الحج 47 .
    8_ الانصاف على الكشاف للزمخشري 2/ 114 .
    9_ التوبة 83 .
    10_ هود 36 .
    11_ الفتح 15 .








    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

 

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ( وَأَشْرَقَتِ الأرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا )
    بواسطة عزتي بديني في المنتدى التفسير وعلوم القرآن
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 2010-02-14, 10:23 PM
  2. الْعَالَمُ مِنَ الْذَرَّةِ إِلَى مَا فَوْقَ الْمِجَرَةِ
    بواسطة عَبْدٌ مُسْلِمٌ في المنتدى العالم بين يديك
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 2009-09-24, 09:13 PM
  3. الإعجاز فى ( وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا)
    بواسطة عبد للرحمن في المنتدى موسوعة الإعجاز العلمي في الكتاب و السنة
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 2008-11-01, 04:02 PM
  4. مَشْرُوْع60 يَوْم إِلَى حَجِ سَنَةِ 1929هـ
    بواسطة عَبْدٌ مُسْلِمٌ في المنتدى الطب النبوي والتداوي بالأعشاب
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 2008-10-28, 11:45 PM
  5. (إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى)
    بواسطة عزتي بديني في المنتدى التفسير وعلوم القرآن
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2008-08-07, 12:09 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML