ثانيا : أمثلة للوقف اللازم على رؤوس الآيات :

1. (وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار) (الذين يحملون العرش)غافر7,6.

2. (ولاخوف عليهم ولا هم يحزنون) (الذين يأكلون الربا)البقرة274.

3. (إنك إذاً لمن الظالمين) (الذين أتينهم الكتب)البقرة145.

لاتوضع علامة ( ) على رؤوس الآيات في مثل هذه الأمثلة والوقف عليها سنة ، لكن نجد في هذه الآيات أن الوصل يوهم أن الإسم الموصول يعرب صفة لما قبله – كما هو الحاصل في كثير من الآيات – وفي ذلك تناقض لكن الإسم الموصول يعرب مبتدأ,في الأمثلة المتقدمة.

هناك سبعة مواضع يعرب الإسم الموصول فيها بأنه مبتدأ فقط .

13) بيان صور وأمثلة الوقف التام المطلق وموقعه من الآيات :

بيان صور وأمثلة الوقف التام المطلق :

له أربع صور في القرآن وهو أكثر وروداً في القرآن الكريم قياساً على النوع الأول ,وإذا وجد على رأس آية لا يضع عليها ( ) لأن الوقف على رؤوس الآيات سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

الصورة الأولى : يكون على رؤوس الآيات :

قال تعالى :

1. (وأولئك هم المفلحون) البقرة/5

2.(ولهم عذاب عظيم) البقرة/7.

3.(إن الله على كل شئ قدير) البقرة/20.


في سورة البقرة قسم الله الخلائق 3 أقسام ، القسم الأول يتحدث عن المؤمنين وصفاتهم وجزاءهم في الآخرة وذلك في الآيات من (2 إلى 5) وبذلك

يكون الوقف على الآية 5 وقف تام لانتهاء الكلام عن هذه الطائفة والانتقال إلى طائفة أخرى وهم الكفار تحدث الله عنهم أيضاً في آيتين وهم (6 ، 7) فيكون الوقف على الآية 7. وقف تام لعدم تعلقه بما بعده لا لفظاً ولا معنى .

والآيات بعدها من (8 إلى 20) تتحدث عن طائفة المنافقين ، والمنافقون داؤهم عضال ومرضهم خطير فالكافر واضع والجميع يحترس منه أما المنافق يندس خلف المؤمنين ويصلي مع النبي عليه الصلاة والسلام وهو يحارب الإسلام من خلفهم ، فبين الله تعريف هذه الطائفة بإسهاب وضرب أمثلة لهم فيكون الوقف على الآية (20) وقف تام ، والوقف خلال هذه الآيات إما حسن أو تام.

الصورة الثانية : يكون قبل نهاية الآية :

: (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً)الاحزاب39.

من هم الذين يبلغون رسالات الله ؟ هم الرسل ، فالله تعالى يثني عليهم وهي شهادة وتزكية من الله. انتهى المعنى عند كلمة (إلا الله) لأن ما بعدها لا ارتباط لها بما قبلها لا لفظاً ولا معنى إنما هي جملة استئنافية ، أي أن الله يقوم بحساب الخلائق في وقت واحد. لذلك عندما سئل على رضي الله عنه كيف يحاسب الله الخلائق في وقت واحد ؟ قال كما يرزقهم في وقت واحد فهو قادر على حسابهم في وقت واحد ’

الصورة الثالثة : يكون في وسط الآية :

: (لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا)الفرقان29,
سبب نزول الآية : كان رجل من صناديد الكفر يدعى – عقبة بن أبي معيط – جار للرسول عليه الصلاة والسلام وكان عنده صفة الحلم وكان يجلس مع النبي عليه الصلاة والسلام ويعجبه كلامه ، وكان من عادته إذا حضر من السفر أقام

وليمة وينادي لها جيرانه ، وفي أحد المرات أقام وليمة كعادته فوضع الطعام وقال كل يا محمد ، فقال عليه الصلاة والسلام : ما أنا بآكل حتى تشهد أني رسول، فاستحى الرجل ونطق الشهادتين فأكل النبي عليه الصلاة وخرج. وكان لعقبة صديق اسمه أبي بن خلف وكان من أشد أعداء النبي عليه الصلاة والسلام ودائماً يؤذيه وقد كان غائباً وقت الحادثة وعندما جاء وسأل عن صديقه قالت له زوجته أنه صبأ ، فذهب إليه ليسلم عليه فلم يرد عليه التحية لأنه صبأ ، فقال عقبة ما صبأت وقص عليه الخبر ، فقال أبي لا أرضى عليك حتى تذهب إليه وتبصق بوجهه وتشتمه ففعل عقبة فلم يرد عليه النبي عليه الصلاة والسلام إلا أنه مسح عن وجهه الكريم وقال له ان وجدتك خارجا من جبال مكة أضرب عنقك صبرا. وفي غزوة بدر لم يخرج عقبة من المشركين خوفاً من النبي عليه الصلاة والسلام وما وعده به ، لكن أصحابه وعدوه بحمايته وأعطوه جملا سريعا حتى يستطيع الهرب به إن هم هزموا ، لكن الجمل وحل فأسر من ضمن 70 أسيرا فأمر النبي بقتله ، قتله عاصم بن مثبت أو علي فقال أتقتلني من بين هؤلاء فقال نعم لأنك بصقت بوجهي فقتله صبراً أي قتلاً بطيئاً. ولم يقتل النبي عليه الصلاة والسلام أحداً بيده الشريفة إلا واحداً وهو أبي بن خلف. وبعد ذلك نزلت الآية تبين شدة الندم وكيف يدعو على نفسه بالويل والهلاك ، وقوله تعالى (وكان الشيطان ..) تعقيب من الله عز وجل على كلام الظالم, وبذلك يكون الوقف على كلمة (جاءني) وقف تام لتمام المعنى عندها.


الصورة الرابعة : يكون بعد تمام الآية بكلمة :

: (وإنكم لتمرون عليهم مصبحين) (وبالليل أفلا تعقلون)الصافات138, ومثلها : (ولبيوتهم أبواباً وسرراً عليها يتكئون) (وزخرفاً ...)الزخرف35,

في الآية خطاب لأهل مكة وهم يمرون في أسفارهم على هذه الأقوام التي أهلكها الله وكان النبي عليه الصلاة والسلام عندما يمر عليهم يسرع في السير ويدعو الله ويبكي ويضرب الإبل لكي تسرع ، فقد نزل في هذا المكان إبادة تامة.


فالله عز وجل يقول إنكم يا معشر المخاطبين من قريش لتمرون عليهم مصبحين وبالليل فخذوا العبرة ، فالله أمهل المشركين ولم يعاجلهم بالإبادة إكراماً لنبيه صلى الله عليه وسلم ـ قال تعالى (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم)الانفال33 وبالتالي يكون نوع الوقف على كلمة (وبالليل) تاماً لتمام المعنى عندها.


وذلك بالنسبة للآية الأخرى ، فإن الوقف على كلمة (يتكئون وقف كافي لكن الوقف على كلمة (وزخرفاً) عدت من الوقف التام وهي في الحقيقة من الوقف الكافي لوجود الاتصال في المعنى وقد دل عليه اسم الإشارة (ذلك).

14) بيان حكمه ورمزه :

حكمه : يحسن الوقف عليه ويحسن الابتداء بما بعده.

رمزه : ( ) رمز منحوت من جملة : الوقف أولى.

15) فائـدة : مذاهب العلماء في الوقف على رأس الآية :