جزاكم الله خيراً أستاذنا الكريم

(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات 56 ، هذا هو السبب الذي خلقنا الله من أجله منذ أن خلق آدم عليه السلام وإلى يومنا هذا وحتى يرث الله الأرض ومن عليها ، فكيف يمكن أن نكون كما أرادنا الله وكيف يتسنى لنا أن نعبد الله بالوجه الصحيح كما أرشدنا على لسان رسله وبالتشريع الذي ارتضاه الله لهذه الأمة ؟


ونضيف على ما تفضلتم ببعض كلمات ..

إذا علم المسلم أن الغاية من خلقه إنما هي عبادة الله الواحد فتعلم العبادة والتفقه فيها فرض لازم بلزوم هذه الغاية وإن شرط قبول العمل أن يكون موافقاً للشرع أي ما أمر به الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم " مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ " رواه مسلم .
هذا وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً بتعلم العبادات والقيام بها وتعليمها على الوجه الذي كان يقوم به صلى الله عليه وسلم فعنْ أَبِي سُلَيْمَانَ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ :
" أَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً فَظَنَّ أَنَّا اشْتَقْنَا أَهْلَنَا وَسَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا فِي أَهْلِنَا فَأَخْبَرْنَاهُ وَكَانَ رَفِيقًا رَحِيمًا فَقَالَ ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ فَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي " رواه البخاري

إذا فوجب علينا أن نتعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كان طهوره وكيف كان وضوءه وكيف كانت صلاته وهكذا حتى يكون العمل مقبولاً وحتى نُتم العبودية لله حقاً ..

وإن الخير في الفقه والتفقه ولا خير في دونه وقوله صلى الله عليه وسلم " مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَيُعْطِي اللَّهُ وَلَنْ يَزَالَ أَمْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مُسْتَقِيمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَوْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ " متفق عليه

فيه دلالة على أن من لم يتفقه في الدين فهو ممن لم يرد الله به خيرا وإن استقامة الأمة لا تكون إلى عن طريق الفقه في الدين .

فمن منكم لا خير فيه ؟

وصح عن الزهري أنه قال " ما عبد الله بمثل الفقه " اخرجه الخطيب في الفقيه والمتفقه.

فإن تعلم الفقه نفسه عبادة بل خير من فضل في عبادة كما قال صلى الله عليه وسلم " وَقَصْدٌ فِي عِلْمٍ خَيْرٌ مِنْ فَضْلٍ فِي عِبَادَةٍ " رواه البيهقي في الشعب وصححه الألباني في الجامع .

وروى أبو داود في سننه وغيره وحسنه الألباني من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ "

وقال الخطيب البغدادي رحمه الله : " ولا تصح العبادة إلا بعد التفقه "

لذا فكما أشر أستاذنا ذو الفقار أننا عزمنا على البدء في دروس فقهية لنتعلم ديننا ونقيم العبودية لله بحقها كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم ونعرض مباحث فقهية وفوائد عدة من أقولا العلماء وأدلة الأحكام وأصول الفقه بأسلوب مبسطونرجوا منكم المشاركة والإستفادة وتصحيح عباداتكم على إثر هذه الدروس النافعة إن شاء الله ومن كانت عنده زيادة علم يتفضل بها ومن أراد النقاش فليفعل ومن أراد السؤال فلن نتأخر عنه فالغرض من الموضوع هو أن نرى تفاعلكم معنا والمدارسة والنقاش أفضل الأساليب لترسيخ المعلومة في الذهن .

وقريبا إن شاء الله نبدأ في عملنا ونسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ..

في انتظار تفاعلكم
وجزاكم الله حيراً