تابع المناظر المسلم !
................................

أنتهينا من الرد على الإدعات التي ذكرها مناظرنا الفاضل حول أنه قام بالرد على أسئلتي التي قدمتها في أول مداخلة ردا على ما اختار من مواضيع اراد بها رد فكرة الإسلام عن مسحيته ، وأقول لا أدري لما خاض في الإسلام بزعمه يقول قولا لم يقل به سابقون أو لاحقون ، فقوله تعالى في القرآن بأن كتابهم المقدس محرف لهو بلا شك كل الأدلة إلا أني سأخرج عن دائرة الإسلام في هذه المداخلة كما خرجت عنه في المداخلة السابقة ولم أقربه إلا بما تكلم الضيف عنه أي ردا على إدعاءته حوله ، وستعكف في هذه المداخلة على أقوال علماء المسيحية في التحريف بل وإثباته وليس وليس وليس الإسلام العظيم !

يقولالبروفسور الأمريكيBart Ehrmanالمختص بعلم اللاهوت ورئيس قسم دراسات العهدالجديد:
The Bible we now use can't be the inerrant word of God.
لا يمكن أن يكون الكتاب المقدس الذي بين أيدنا الآن كلمة الله! ثم يقول:
When people ask me if the Bible is the word of God I answer 'which Bible?
عندما يسألني الناس: هل الكتاب المقدس هو كلمة الله، أجيبأي كتاب؟ لأننا أمام آلاف المخطوطات وكل مخطوطة تختلف عن الأخرى. ويصرح هذاالبروفسور الذي يشغل منصب أستاذ الدراسات الدينية في جامعة كرولايناالشمالية
يؤكد مراراً وتكراراً بأنه تعمق لأكثر من عشرين عاماً في دراسةالكتاب المقدس، وخرج بنتيجة ألا وهي أنه فقد إيمانه بهذا الكتاب، لماذا؟لسبب بسيط وهو أن الكتاب المقدس الحالي مليء بالتناقضات والاختلافات!

وتقول لجنة الكتاب المقدسالبابوية في مدخلها سنة 1948م: " يوجد ازدياد تدريجي في الشرائع الموسويةسببتهمناسبات العصور التالية الاجتماعية والدينية " .

يقول البابا (بابياس أسقف هيرابوليس (القرن الثاني
( ويدون نفس الكاتبروايات أخرى يقول أنها وصلته من التقليد غير المكتوب وأمثالاً وتعاليمغريبة للمخلص، وأمور أخرىخرافية(
تاريخ الكنيسة ك3 ف39 فقرة11

ويستمر صاحب التاريخ الكنسي إذ يقول ( إذ يبدو أنه كان محدود الإدراك جداً كما يتبينمن أبحاثه . وإليه يرجع السبب في أن الكثيرين من أباء الكنيسة من بعدهاعتنقوا نفس الأراء مستندين في ذلك على أقدمية الزمن الذي عاش فيه ،كإيريناوس مثلاً وغيره ممن نادوا بآراء مماثلة)
تاريخ الكنيسة ك 3 ف 39 فقرة 13


اعمال الراهب جيروم المجلد الأول رسالته إلى البابا داماز
تحثنيعلى أن أقوم بتحويل عمل قديم لأخرج منه بعمل جديد ، وتريد منى أن أكونحكماً على نُسخ كل تلك النصوص الإنجيلية المتناثرة في العالم ، وأن أختارمنها وأقرر ما هي تلك التي حادت أو تلك التي هي أقرب حقا من النص اليوناني.
أنها مهمة ورعة، لكنها مغامرة خطرة إذ سيتعيّن علىّ تغيير أسلوب العالم
القديم وأعيده إلى الطفولة. وأن أقوم بالحكم على الآخرين يعنى في نفس الوقت
أنهم سيحكمون فيه على عملي.فمن من العلماء أو حتى من الجهلاء، حينما سيمسك
بكتابي بين يديه ويلحظ التغيير الذي وقع فيه ، بالنسبة للنص الذي اعتادقراءته ، لن يصيح بالشتائم ضدي ويتهمني بأنني مزور ومدنس للمقدسات ، لأننيتجرأت وأضفت ، وغيّرت، وصححت في هذه الكتب القديمة ؟

وحيال مثل هذه الفضيحة ، هناك شيئان يخففان من روعي ،
الأمر الأول: أنك أنتالذي أمرتنى بذلك ؛
والأمر الثانى : إن ما هو ضلال لا يمكن أن يكون حقاً.
هل رأيت أكثر من هذه الإعترافات وضوحا على وقوع التحريف فالأب جيروم يقر أن الكتاب في عهده كان متناثرا وقد امره البابا داماز بأن يختار منه ويقرر ما هو الأقرب إلى النص اليوناني الغير موجود في وقته أصلا ويعترف الرجل بصعوبة المهمة كما يوضح أنها مغامرة وأعترف ايضا أن الناس سوف تحكم عليه بالجهل إزاء عمله هذا وسأعرض رسالته كاملة مصورة من صفحات كتابة في مشاركة وحدها لطولها ولكن لنتهي أولا من تجميع أكبر عدد من أقوال الأباء والمراجع الكنيسية حول التحريف .

أعلنت الدكتورة مارجا بوريج مديرة مركز إجتماعات بولدرن لكنيسة البلدية الإنجيلية في إحدى محاضراتي التي ألقيتها في اللقاء المنعقد في شهر مايو1972 قائلة: " إنه لذنب كبير يقترفه اللاهوتيين تجاه أمتهم بتكتمهم هذه المعلومات (الخاصة بنقد نصوص [الكتاب المقدس]) عن أمتهم مدة طويلة ، إلا أن هذا لم يك شيئاً جديداً . " ويوجد نسخة كامله من تقرير الإجتماع صفحة 46 من كتاي حقيقة الكتاب المقدس للدكتور روبرت كتسلر ) .

و أعلن اللاهوتي ماكس أولرش بالزيجر في كتابه " المسيحية الحرة " الصادر بتاريخ 1979 صفحة 231 وما بعدها قائلاً : " من البديهي أن نتكلم عن أزمة الكنيسة، لكن هل سمع أحد في الأونة الأخيرة عن أزمة فهم الكتاب المقدس؟ فمنذ زمن بعيد وتتفاقم مثل هذه الأزمة، وينتج عنها الكثير من المشاكل التي يمكن السيطرة عليها في كنيستنا التي تطلق على نفسها " كنيسة الكلمة ".

ونقلاً عن مقال لإرنست فالتر شميث في كتاب "النصرانية الحرة" لعام 1977 صفحة 67، فقد أعلن عالم اللاهوت المعروف ميشكوفسكي قائلاً: " هناك فجوة كبيرة راسخة منذ عشرات السنين بين اللاهوت العلمي وخطب الكنيسة، حيث يعهد لقساوستنا في المحاضرات اللاهوتية بالنقد الحديث لنص الكتاب المقدس. مع علمهم أن إنجيل يوحنا على سبيل المثال يُعد وثيقة للاهوت الكنيسة القديمة ولا يُعد مصدراً لحياة يسوع ، إلا أنهم يرددون في خطبهم كلمات يسوع لإنجيل يوحنا دون أدنى حد من النقد ، وكذلك نراهم أيضاً قد غضوا أطرافهم أثناء التعميد عن قراءة " أمر تعميد " يسوع والذي تعلموا عنه أنه شيء غير حقيقي . "

و يقرر شميث أيضاً أنه ينبغي على الكنائس إظهار الشجاعة والتمسك بأن الكتاب المقدس ليس هو الكتاب الذي يجب أن ننفق في سبيله بدلاً من التعتيم الدائم للحقائق الواضحة وطمسها ( صفحة 51 ) .
وليس أقل من أن يطالب الأسقف الأنجليكاني جون روبنسون الكنائس بقلب الأوراق على المنضدة [ أي يطالبها باللعب على المكشوف ] ( صفحة 52 من كتابه " مناقشة "، ميونيخ 1964) ، مع أن الأهم هو منهم هو أساس الدين أولاً قبل التطرق إلى إصلاح العقيدة .
وأكد قاموس الكنيسة الإنجيلية ( جوتنجن 1956 تحت كلمة نقد الكتاب المقدس لسوركاوصفحة 458 ) أنالكتاب المقدس يحتوي على " تصحيحاتمفتعلة " تمت لأسباب عقائدية ويشيربلذلك إلى مثال واضح جداً وهو الخطاب الأولليوحنا (5 : 7) [ القائل : " فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الأب والكلمةوالروح القدس وهؤلاءالثلاثة هم واحداً" ]
وكان يعتقد آباء الكنيسة في القرون الأولى للمسيحية أنالنصوص الأصلية قد إمتدت إليها يد التحريف في مواقع كثيرة عن عَمْد، إنظرهولتسمان صفحة 28،
يقول أستاذ اللاهوتإيتلبرت شتاوفر في كتابه "رســالة" صفحة 84 فيما يتعلق بجزء محدد من الكتاب المقدس : " إن من يدرس القصة المتواترة المثيرة التي يسردهاإنجيل يوحنا (8: 1-11) عن الخائنة، فإنه يتأكد من تكتم هؤلاء الرجال المسئولين عنالدوائرالمختصة أو الجهات الكنسية لبعض تواترات يسوع المؤكدة (وهذا ما حدث بكلتأكيد؟)، فقد كانت الكنيسة تتمتع بمركزها القوي التي تحتاج إليه، ولم تستطع (آنذاكتماما مثل اليوم) أن تتخيل أن يسوع الناصرى كان لديه مركزاً آخر. أترى .. هل قاليسوع ...؟ (فهل يمكن لإنسان يفكر تفكيراً تاريخياً أن يوجهاللوم الي الكنيسه؟) ولكن هذا قد حدث يوم أن فرضت الرقابة المسيحية نفسهافي بداية التاريخ الكنسي، ومنالمحتمل أن تظل أيضا كلمات يسوع التيلاتؤيدها الكنيسةمفقودة إلي الأبد،أما ما تبقّي فقد نقحه أناسنزولاً علي إرادة السلطة الحاكمة بالزيادة أو النقصان،لذلك تدل فقراتالزنى عند إنجيل متى في الإصحاحين الخامس والتاسع عشر، ويدل الموقفالمعادللمرأة في إنجيل لوقاعلى كيفية تقدم علماء الأخلاق الصغار تقدما مدروساًفيتوسيع كلمات يسوع القديمة. وبالإختصار : فإن المسيحية المبكرة لم تلغدون مبالاةمشكلة تقليدية مثل ما حدث في كلمات يسوع المتواترة عن الرجلوالمرأة " .
هذا بالنسبة لمن قالوا بالتحريف ، ننتقل الآن إلى وجه اخر من التحريف وتحريف مخطوطات الكتاب المقدس !