2053" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض , كأنما صيغ من فضة , رجل الشعر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 82 :
أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( ص 29 ) و البيهقي في " الدلائل " ( 1 / 179 ) عن صالح بن أبي الأخضر عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # مرفوعا به . قلت : و هذا سند ضعيف , صالح بن أبي الأخضر قال الحافظ : " ضعيف يعتبر به " . قلت : و قد جاء الحديث مفرقا عن جمع من الصحابة : الأول : أنس بن مالك قال : " كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا , ليس بالسبط و لا بالجعد بين أذنيه و عاتقه " . أخرجه البخاري ( 4 / 97 ) و مسلم ( 7 / 83 ) و أحمد ( 3 / 135 و 203 ) عن قتادة عنه . و تابعه ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال : سمعت أنس بن مالك يصف النبي صلى الله عليه وسلم : " كان ربعة من القوم , ليس بالطويل و لا بالقصير أزهر اللون ليس بأبيض أمهق و لا آدم ليس بجعد قطط و لا سبط رجل ( الشعر ) ... " الحديث . أخرجه البخاري ( 2 / 391 - 392 ) و مسلم ( 7 / 87 ) و الترمذي في " الشمائل " ( ص 8 - 10 ) و البيهقي في " دلائل النبوة " ( 3 / 154 - 155 ) و أحمد ( 3 / 240 ) و الزيادة له . ( أمهق ) : أي شديد البياض , فهو صلى الله عليه وسلم أبيض و لكن ليس شديد البياض . الثاني : علي رضي الله عنه قال : " لم يكن بالطويل الممغط و لا بالقصير المتردد و كان ربعة من القوم ... كان جعدا رجلا ... أبيض مشرب ... " الحديث . أخرجه الترمذي ( 2 / 286 - 287 ) و في " الشمائل " ( ص 17 - 19 ) و ابن سعد ( 1 / 411 ) و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " , ليس إسناده بمتصل " . قلت : له عند ابن سعد طرق في بعضها : " كان أبيض اللون مشربا حمرة ... سبط الشعر ... كأن عنقه إبريق فضة ... " . و رواه ابن حبان ( 2117 ) من طريق ثالثة عنه بلفظ : " كان عظيم الهامة , أبيض مشربا حمرة , عظيم اللحية ... " . و أخرجه أحمد أيضا ( 1 / 96 و 116 و 127 و 134 ) و البيهقي ( 1 / 158 ) بعضه و في رواية لأحمد ( 1 / 116 - 117 ) : " عظيم الرأس رجله " . و زاد عبد الله ابن أحمد ( 1 / 151 ) و ابن سعد ( 1 / 411 ) في طريق رابعة عن علي : " أغر أبلج أهدب الأشفار " . روياه من طريق يوسف بن مازن أن رجلا سأل عليا ... و في رواية لعبد الله : " عن رجل عن علي ..." . و هذا الرجل لا يبعد أن يكون محمد بن الحنفية , فقد رواه عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب به دون قوله : " أغر أبلج " . أخرجه ابن سعد ( 1 / 410 ) و البيهقي ( 1 / 161 ) . قلت : و إسناده حسن . و يحتمل أن يكون هو عمر بن علي بن أبي طالب , فقد أخرجه ( 1 / 462 ) من طريق عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده قال : قيل لعلي : يا أبا حسن ! انعت لنا النبي صلى الله عليه وسلم . قال : فذكره . دون قوله : " أغر أبلج " أيضا . و إسناده صحيح . و رواه البيهقي أيضا , و زاد : " أسود الحدقة " . و جملة " أهدب الأشفار " ثبتت من حديث أبي هريرة من طرق عنه عند ابن سعد ( 1 / 414 - 415 ) , و رواه من حديث أبي أمامة أيضا . و هي في الطريق الأولى أيضا من حديث علي عند ابن سعد و " شمائل الترمذي " . الثاني : أبو الطفيل قال : " كان أبيض مليحا مقصدا " . أخرجه مسلم ( 7 / 84 ) و الترمذي في " الشمائل " ( ص 31 ) و ابن سعد ( 1 / 418 ) و البيهقي في " الدلائل " ( 1 / 156 ) . ( مقصدا ) : أي ليس بطويل و لا قصير و لا جسيم و لا نحيل . الرابع : هند بن أبي هالة قال : " كان فخما مفخما ... عظيم الهامة , رجل الشعر , ... أزهر اللون ... كأن عنقه جيد دمية ... " الحديث بطوله . أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( ص 21 - 27 ) و ابن سعد ( 1 / 422 - 423 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 59 / 2 ) عن جميع بن عمير بن عبد الرحمن العجلي قال : حدثني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة يكنى أبا عبد الله عن الحسن بن علي عنه . قلت : و هذا إسناد ضعيف , و له علتان : الأولى : جهالة أبي عبد الله التميمي , قال الحافظ و غيره : " مجهول " . الثانية : ضعف جميع بن عمير هذا , و اتهمه بعضهم . الخامس : البراء بن عازب قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مربوعا ... " الحديث . أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( ص 13 ) و أبو يعلى ( 2 / 478 ) . 2054" كان أحب الألوان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 86 :
أخرجه البزار في " مسنده " ( ص / 171 - زوائده ) من طريق سويد عن قتادة عن # أنس # به و قال : " لا نعلم أحدا رواه عن قتادة عن أنس إلا سويدا أبا حاتم " . قلت : و هو صدوق سيء الحفظ , له أغلاط . و قد توبع فقال ابن جريج : أخبرني أبو بكر الهذلي عن قتادة قال : " خرجنا مع أنس إلى أرض يقال لها الزاوية , فقال حنظلة السدوسي : ما أحسن هذه الخضرة ! فقال أنس : كنا نتحدث أن أحب الألوان إلى النبي صلى الله عليه وسلم الخضرة " . أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 248 / 1 ) . قلت : و أبو بكر الهذلي متروك الحديث . لكن يبدو أنه قد توبع أيضا , فقد قال الهيثمي عقب الحديث ( 5 / 129 ) : " رواه البزار و الطبراني في " الأوسط " , و رجال الطبراني ثقات " . فهذا صريح بأن رجال الطبراني غير رجال البزار , و أن رجاله ثقات , و يبعد جدا أن يقول ذلك و فيهم الهذلي , فإذن هو عند الطبراني من غير طريق الهذلي و سويد أبي حاتم , فإذا كان كذلك فالحديث بهذه المتابعة حسن . و الله أعلم . ثم تأكدت مما استبعدت , فقد رأيت الحديث في " المعجم الأوسط " للطبراني قد أخرجه فيه عن شيخيه ( 2 / 51 / 5861 و 2 / 207 / 8194 - بترقيمي ) محمد بن عبد الله الحضرمي و موسى بن هارون كلاهما عن إبراهيم بن المنذر الحزامي : حدثنا معن بن عيسى حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة به . و قال : " لم يروه عن قتادة إلا سعيد بن بشير , و لا عن سعيد إلا معن تفرد به إبراهيم بن المنذر " . قلت : و هو ثقة من شيوخ البخاري , و كذلك من فوقه ثقات من رجال الشيخين غير سعيد بن بشير , فهو مثل سويد في الضعف , قال الذهبي في " الكاشف " : " قال البخاري : يتكلمون في حفظه , و هو محتمل . و قال دحيم : ثقة , كان مشيختنا يوثقونه , كان قدريا " . قلت : فالحديث حسن كما تقدم . و الله ولي التوفيق . 2055" كان أحب العرق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذراع الشاة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 87 :
أخرجه الطيالسي ( 288 ) و عنه أبو داود ( 3780 و 3781 ) و أحمد ( 1 / 397 ) عن زهير عن أبي إسحاق عن سعد بن عياض عن # عبد الله # قال : فذكره . و في رواية لأبي داود : " كان يعجبه الزراع " . قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعد بن عياض لم يرو عنه غير أبي إسحاق , و لم يوثقه غير ابن حبان , فهو مجهول , و قد أشار إلى ذلك الذهبي بقوله في " الميزان " : " روى عنه أبو إسحاق السبيعي فقد " . و أبو إسحاق مدلس , و كان اختلط . لكن يشهد له حديث أبي هريرة قال : " وضعت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قصعة من ثريد و لحم , فتناول الذراع , و كانت أحب الشاة إليه ... " الحديث بطوله في الشفاعة . أخرجه البخاري ( 2 / 334 ) و مسلم ( 1 / 129 ) و السياق له و أحمد ( 2 / 435 ) . و حديث عائشة قالت : " كان أحب اللحم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذراع " . ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 23 ) من طريق عبد الرحمن بن عبد الملك الحزامي عن ابن أبي فديك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة , و قال : " قال أبو زرعة : هو حديث منكر " . قلت : لكن يشهد له ما قبله , و سنده حسن في الشواهد . و الله سبحانه و تعالى أعلم . 2056" كان أخف الناس صلاة على الناس , و أدومه على نفسه ( و في رواية : و أطول الناس صلاة لنفسه ) " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 88 :
أخرجه أحمد ( 5 / 219 ) و أبو يعلى ( 1 / 402 ) من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم حدثنا نافع بن سرجس : " أنه دخل على أبي واقد الليثي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه , فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ... " . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال مسلم غير ابن سرجس هذا , فقال أحمد : " لا أعلم إلا خيرا " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و هو في " الصحيحين " من حديث أنس بالشطر الأول نحوه و زاد : " في تمام " . 2057" كان إذا استراث الخبر تمثل فيه ببيت طرفة : و يأتيك بالأخبار من لم تزود " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 89 :
أخرجه أحمد ( 6 / 31 و 146 ) بسند صحيح عن الشعبي عن # عائشة # قالت : فذكره . قلت : لكن الشعبي لم يسمع من عائشة كما قال الحاكم و غيره . إلا أنه يقويه أن له طريقا أخرى , يرويه شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه عنها قال : " قيل لها : هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر ? قالت : كان يتمثل بشعر ابن رواحة , و يتمثل و يقول : ... " فذكره . أخرجه أحمد ( 6 / 138 و 156 و 222 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 867 ) و الترمذي في " الشمائل " ( ص 146 ) و " السنن " ( 2 / 138 ) و البغوي في " الجعديات " ( 103 / 2 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 297 ) و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . كذا قال , و لعله بالنظر إلى طريقيه و إلا فشريك - و هو ابن عبد الله القاضي - سيء الحفظ . نعم رواه سفيان بن وكيع حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن المقدام بن شريح . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 264 ) و قال : " غريب و لم أكتبه إلا من هذا الوجه " . قلت : و هذه متابعة قوية لشريك لكن في الطريق إليها سفيان بن وكيع و هو ضعيف . و للحديث طريق آخر يرويه الوليد بن أبي ثور عن سماك عن عكرمة قال : " سئلت عائشة رضي الله عنها : هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل شعرا قط ? قالت : كان أحيانا إذا دخل بيته يقول : ... " فذكره . أخرجه ابن سعد ( 1 / 383 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 155 ) و الضياء في " المختارة " ( 65 / 51 / 2 ) معلقا . قلت : و الوليد بن أبي ثور ضعيف . و قد خالفه زائدة فقال : عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمثل من الأشعار : و يأتيك بالأخبار من لم تزود " . أخرجه البزار ( ص 250 - زوائده ) و الطبراني في " الكبير " ( 3 / 134 / 2 ) و الضياء من طريق الطبراني و غيره . قلت : و إسناده صحيح . قوله : ( استراث ) أي : استبطا , و هو استفعل من الريث . 2058" كان إذا اشتدت الريح يقول : اللهم لقحا لا عقيما " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 90 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 718 ) و الطبراني في " الكبير " ( 7 / 37 ) و " الأوسط " ( 1 / 161 / 3005 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 294 ) و الحاكم في " المستدرك " ( 4 / 286 ) عن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي حدثنا يزيد بن أبي عبيد قال : سمعت # سلمة بن الأكوع # : فذكره مرفوعا و قال الحاكم : " هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي . قلت : و فيه نظر من وجهين : الأول : أن المغيرة بن عبد الرحمن - و هو ابن الحارث بن عبد الله بن عياش , أبو هاشم المدني - لم يخرج له مسلم . الثاني : أنه مختلف فيه و لذلك أورده الذهبي في " الميزان " و قال : " وثقه ابن معين و غيره , و قال أبو داود : ضعيف الحديث " . و قال الحافظ : " صدوق فقيه كان يهم " . قلت : فحسب حديث مثله أن يكون حسنا , و أما الصحة فلا . و في " مجمع الزوائد " ( 10 / 135 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و رجاله رجال الصحيح غير المغيرة بن عبد الرحمن و هو ثقة " . 2059" كان إذا اشتكى أحد رأسه قال : اذهب فاحتجم , و إذا اشتكى رجله قال : اذهب فاخضبها بالحناء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 91 :
هكذا أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ( طب - عن # سلمى امرأة أبي رافع # ) . قلت : و هذا قصور واضح , فإن الحديث في " مسند أحمد " ( 6 / 462 ) : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي حدثنا فائد مولى بني رافع عن عمته سلمى قالت : " و ما اشتكى أحد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا في رأسه إلا قال : احتجم , و لا اشتكى إليه أحد وجعا في رجليه إلا قال : اخضب رجليك " . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات , لكن اختلفوا في إسناده على فائد , فرواه أبو سعيد هكذا , و رواه أبو عامر : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي عن أيوب بن حسن بن علي بن أبي رافع عن جدته سلمى خادم النبي صلى الله عليه وسلم قالت : فذكره . و أسقط منه فائدا . أخرجه أحمد و البخاري في " التاريخ " ( 1 / 1 / 411 ) و الحاكم ( 4 / 206 ) و قال : " صحيح الإسناد , و قد احتج البخاري رحمه الله بعبد الرحمن بن أبي الموالي ". قلت : و وافقه الذهبي , و أيوب هذا قال الأزدي : " منكر الحديث " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و أما فائد في الوجه الأول فهو ثقة , لولا الاضطراب عليه و قد أشار إليه البخاري في " التاريخ " . و من ذلك ما روى حماد بن خالد الخياط حدثنا فائد مولى لآل أبي رافع عن علي بن عبيد الله عن جدته سلمى - و كانت تخدم النبي صلى الله عليه وسلم - قالت : " و ما كان يكون برسول الله صلى الله عليه وسلم قرحة و لا نكبة إلا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضع عليها الحناء " . أخرجه الترمذي ( 2 / 5 ) , و قال : " حديث حسن غريب " , إنما نعرفه من حديث فائد . و روى بعضهم هذا الحديث عن فائد و قال : عن عبيد الله بن علي عن جدته سلمى , و عبيد الله بن علي أصح " . ثم روى هو و ابن ماجة ( 3502 ) عن زيد ابن حباب عن فائد مولى عبيد الله بن علي عن مولاه عبيد الله عن جدته عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه بمعناه . و جملة القول أن الحديث حسن كما قال الترمذي لأن مداره على فائد , و من أسقطه فقد شذ , و هو إما تلقاه عن سلمى مباشرة كما في الطريق الأولى , فلا إشكال فيه لولا الشذوذ عنه , و إما بالواسطة , و هي إما علي بن عبيد الله , و لا يعرف , و إما عبيد الله بن علي و هو الأصح كما قال الترمذي , و هو ثقة فيثبت الحديث بإذن الله . 2060" كان إذا اشتكى رقاه جبريل فقال : بسم الله يبريك من كل داء يشفيك و من شر حاسد إذا حسد و من شر كل ذي عين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 93 :
رواه ابن سعد ( 2 / 213 - 214 ) عن زهير بن محمد عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن # عائشة # مرفوعا . و رواه من طريق سليمان بن بلال عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي جميعا , عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة به . قلت : و هذا سند صحيح على شرط مسلم و قد أخرجه في " صحيحه " ( 7 / 13 ) من طريق أخرى عن الدراوردي به و أحمد ( 6 / 160 ) عن زهير بن محمد به . و له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا نحوه . أخرجه مسلم و ابن ماجة ( 3523 ) . 2061" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب قال : الحمد لله الذي أطعم و سقى و سوغه , و جعل له مخرجا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 93 :
أخرجه أبو داود ( 3851 ) و ابن حبان في " صحيحه " ( 1351 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 464 ) عن أبي عقيل القرشي عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن # أبي أيوب الأنصاري # قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال البخاري . و أبو عقيل اسمه زهرة بن معبد . و الحديث أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 13 ) من رواية محمد بن معاوية النيسابوري - نزيل مكة - عن ليث بن سعد عن زهرة بن معبد به , و قال : " قال أبو زرعة : ليس هذا من حديث ليث بن سعد . قلت : هذا من حديث ابن وهب عن سعيد بن أبي أيوب عن أبي عقيل زهرة بن معبد ... " . قلت : يعني هذا , و النيسابوري متروك , فلا يحتج به , و لاسيما مع المخالفة . 2062" كان إذا أكل الطعام أكل مما يليه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 94 :
أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 206 ) عن أبي قتيبة أخبرنا رجل من بني ثور عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير الرجل الثوري فلم أعرفه و يحتمل أنه سفيان بن سعيد الثوري الإمام المشهور , فإنه من شيوخه هشام بن عروة . و الله سبحانه و تعالى أعلم . و له عنده ( ص 207 ) شاهد من حديث أبي رجاء : أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثني عبد الحكم قال : " رآني عبد الله بن جعفر و أنا غلام , و أنا آكل من ههنا , و من ههنا , فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل لم تعد يده بين يديه " . و خالفه النعمان بن شبل الباهلي : أخبرنا عبد الله بن جعفر المخرمي عن عبد الحكيم بن صهيب عن جعفر بن عبد الله قال : " رآني الحكم - قال النعمان : أراه الغفاري - و أنا آكل - و أنا غلام - من ههنا , و ههنا , فقال : يا بني ! لا تأكل هكذا , هكذا يأكل الشيطان , إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا وضع يده في القصعة أو في الإناء لم تجاوز أصابعه موضع كفه " . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 155 / 1 ) . قال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 27 ) : " رواه الطبراني , و فيه النعمان بن شبل و هو ضعيف " . قلت : بل هو أسوأ حالا من ذلك , فقد قال موسى بن هارون : " كان متهما " , و ساق له الذهبي حديثا موضوعا . و عبد الحكيم بن صهيب , قال ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 35 ) : " سمع جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم . روى عنه عبد الله بن جعفر المخرمي " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الظاهر أنه هو عبد الحكم الذي في رواية أبي رجاء المتقدمة , لكنه تحرف على الناسخ أو الطابع فسقط منه حرف ( الياء ) , إلا أنني لم أعرف أبا رجاء هذا . و مع ذلك فالقلب يميل إلى تقوية الحديث بمجموع الطريقين , و قد رواه خالد بن إسماعيل عن أيوب بن سلمة حدثنا هشام بن عروة بإسناده المتقدم عن عائشة نحوه , و زاد : " فإذا أتى بالتمر جالت يده " . أخرجه البزار ( ص 160 ) . لكن خالد هذا كذاب , فلا يفرح بمتابعته .
أخرجه أحمد ( 6 / 123 و 227 ) و الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 33 ) عن حماد ابن سلمة قال : حدثنا ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن عبد العزيز بن النعمان عن # عائشة # قالت : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد العزيز بن النعمان لم يوثقه غير ابن حبان . و لحماد بن سلمة إسناد آخر , رواه عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عنها به . أخرجه الطحاوي أيضا . و علي بن زيد - و هو ابن جدعان - ضعيف . لكن له طريق أخرى فقال بشر بن بكر حدثنا الأوزاعي قال : حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها : " أنها سئلت عن الرجل يجامع فلا ينزل ? فقالت : فعلته أنا و رسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا منه جميعا " . أخرجه الطحاوي . قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و أخرجه مسلم ( 1 / 187 ) من طريق أخرى عنها نحوه , و فيه جملة مستنكرة أخرجته من أجلها في " الضعيفة " . و جملة القول أن الحديث بهذه الطريق صحيح بلا ريب , و هو تطبيق عملي منه صلى الله عليه وسلم لقوله المشهور من روايتها أيضا : " إذا جلس بين شعبها الأربع و مس الختان الختان , فقد وجب الغسل " . أخرجه مسلم و غيره و هو مخرج في " الإرواء " ( 79 و 127 ) . 2064" كان إذا بلغه عن الرجل شيء لم يقل : ( ما بال فلان يقول ) , و لكن يقول : ( ما بال أقوام يقولون كذا و كذا ? ! ) " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 97 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 288 - تازية ) و عنه البيهقي في " الدلائل " ( 1 / 237 ) عن عبد الحميد الحماني حدثنا الأعمش عن مسلم عن مسروق عن # عائشة # رضي الله عنها قالت : فذكره . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن الحماني و اسم أبيه عبد الرحمن , قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . لكن تابعه أبو معاوية عن الأعمش بلفظ : " رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر , فتنزه عنه ناس من الناس , فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم , فغضب حتى بان الغضب في وجهه , ثم قال : ما بال أقوام يرغبون عما رخص لي فيه ? ! فوالله لأنا أعلمهم بالله و أشدهم له خشية " . أخرجه مسلم ( 7 / 90 ) و أحمد ( 6 / 45 ) . ثم أخرجه أحمد ( 6 / 181 ) و مسلم من طرق أخرى عن الأعمش به نحوه . و الحديث قال المنذري في " مختصر السنن " ( 7 / 168 / 4620 ) : " و أخرجه النسائي بمعناه " . قلت : فلينظر هل يعني غير ما خرجه مسلم و أحمد , و هل يعني النسائي في " الصغرى " أم في " الكبرى " ? و الظاهر الكبرى . ثم تبين من " التحفة " أنه في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 234 ) و هو يؤيد ما استظهرته , فإن " العمل " من " السنن الكبرى " . 2065" كان يرخص للنساء في الخفين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 98 :
أخرجه أحمد ( 6 / 35 ) عن محمد بن إسحاق قال : قال : حدثني نافع , و كانت امرأته أم ولد لعبد الله بن عمر : حدثته أن عبد الله بن عمر ابتاع جارية بطريق مكة , فأعتقها , و أمرها أن تحج معه , فابتغى لها نعلين , فلم يجدهما , فقطع لها خفين أسفل من الكعبين , قال ابن إسحاق : فذكرت ذلك لابن شهاب , فقال : " حدثني سالم بن عبد الله كان يصنع ذلك , ثم حدثته صفية بنت أبي عبيد أن # عائشة # حدثتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فذكره ) فترك ذلك " . قلت : و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق , فأخرج له مسلم مقرونا بغيره . 2066" كان إذا تضور من الليل قال : لا إله إلا الله الواحد القهار , رب السماوات و الأرض و ما بينهما العزيز الغفار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 98 :
أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " ( 43 ) و ابن حبان ( 2358 ) و الحاكم ( 1 / 540 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 753 ) و ابن منده في " التوحيد " ( 66 / 1 ) و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 103 ) كلهم عن يوسف بن عدي : حدثنا عثام بن علي العامري عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # رضي الله عنها قالت : فذكره مرفوعا , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " ! و وافقه الذهبي ! قلت : و إنما هو على شرط البخاري وحده , فإن من دون هشام , لم يخرج لهما مسلم . و الحديث أعله أبو حاتم و أبو زرعة بما لا يقدح , فقد ساق ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 74 و 2 / 165 و 186 ) , فقال : " سألت أبي و أبا زرعة عن حديث رواه يوسف بن عدي ( فساقه ) قالا : هذا خطأ إنما هو هشام بن عروة عن أبيه أنه كان يقول هذا . و رواه جرير هكذا . و قال أبو زرعة : حدثنا يوسف بن عدي هذا الحديث , و هو منكر , و سمعت أبي يقول : هذا حديث منكر " . قلت : جرير هو ابن عبد الحميد و هو و إن كان ثقة ففيه كلام كما يأتي و يوسف بن عدي ثقة و معه زيادة و في مثل هذا الموضع يجب قبولها لأن جريرا ليس بأحفظ منه بل قد قال البيهقي : " نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ " . و لعله لذلك قال الحافظ العراقي في " أماليه " كما في " المناوي " : " حديث صحيح " . 2067" كان إذا توضأ أدار الماء على مرفقيه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 99 :
أخرجه الدارقطني في " سننه " ( ص 31 ) و البيهقي ( 1 / 56 ) عن القاسم بن محمد ابن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جده عن # جابر # قال : فذكره مرفوعا , و قال الدارقطني : " ابن عقيل ليس بقوي " . قلت : الظاهر أنه عنى الجد و هو عبد الله بن محمد بن عقيل , فإنه مختلف فيه , و الراجح فيه أنه حسن الحديث إذا لم يخالف , و عليه فكان الأولى إعلاله بحفيده , فإنه شديد الضعف . قال الذهبي في " الضعفاء " : " قال أبو حاتم و غيره : متروك . و قال أحمد : ليس بشيء " . و في الباب عن ثعلبة بن عباد عن أبيه مرفوعا في حديث فضل الوضوء : " ثم غسل ذراعيه حتى يسيل الماء على مرفقيه " . أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 22 ) و كذا الطبراني في " الكبير " , و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 1 / 224 ) : " و رجاله موثقون " . قلت : هو عند الطحاوي من طريق قيس بن الربيع عن الأسود بن قيس عن ثعلبة به . و قيس سيء الحفظ , و ثعلبة مقبول عند الحافظ . و عن وائل بن حجر , عند البزار و الطبراني بسند ضعيف و قد بينت علله في " الأحاديث الضعيفة " ( 449 ) . و مما يقوي الحديث ما رواه نعيم بن عبد الله بن المجمر قال : " رأيت أبا هريرة يتوضأ , فغسل وجهه , فأسبغ الوضوء , ثم غسل يده اليمنى حتى أشرع في العضد , ثم يده اليسرى حتى أشرع في العضد , ... ثم قال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ " . أخرجه مسلم ( 1 / 149 ) . و الحديث قواه الصنعاني في " سبل السلام " بحديثي ثعلبة و وائل . 2068" كان إذا حلف على يمين لا يحنث حتى أنزل الله تعالى كفارة اليمين , فقال : لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا كفرت عن يميني , ثم أتيت الذي هو خير " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 100 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 301 ) عن أبي الأشعث حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة # و قال : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي . كذا قالا , و أبو الأشعث - و اسمه أحمد بن المقدام - و الطفاوي لم يخرج لهما مسلم شيئا . ثم إن الطفاوي فيه كلام , و قال الذهبي في " الميزان " : " شيخ مشهور ثقة " . و قال الحافظ : " صدوق يهم " . فالحديث حسن إن شاء الله تعالى . 2069" كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حلف قال : والذي نفس محمد بيده " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 101 :
أخرجه ابن ماجة في " سننه " رقم ( 2090 و 2091 ) عن محمد بن مصعب و عبد الملك ابن محمد الصنعاني كلاهما عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار , عن # رفاعة بن عرابة الجهني # قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن مصعب و عبد الملك بن محمد , ففيهما ضعف من قبل حفظهما , لكن الحديث جيد بمتابعة أحدهما للآخر , على أنهما قد توبعا , فقال الإمام أحمد ( 4 / 16 ) : حدثنا أبو المغيرة قال : حدثنا الأوزاعي به . قلت : و هذا إسناد صحيح , فإن أبا المغيرة و هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي ثقة من رجال الشيخين أيضا . و قد ذكر البوصيري أن الحديث رواه النسائي أيضا في " عمل اليوم و الليلة " بإسنادين , يعني عن الأوزاعي , أحدهما على شرط الشيخين , و الثاني على شرط البخاري . و لم أره في " عمل اليوم و الليلة " الذي طبع حديثا , و لا في " تحفة الأشراف " . 2070" كان إذا راعه شيء قال : هو الله ربي لا أشرك به شيئا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 102 :
أخرجه النسائي في " عمل اليوم و الليلة " ( 657 ) و عنه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " رقم ( 330 ) و أبو نعيم ( 5 / 219 ) عن سهل بن هاشم حدثنا الثوري عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن # ثوبان # رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ... إلى آخره . و قال أبو نعيم : " لم يروه عن الثوري إلا سهل بن هاشم " . قلت : و هو ثقة , و من فوقه ثقات من رجال الشيخين , فالسند صحيح . 2071" كان إذا رفع رأسه من الركوع في صلاة الصبح في آخر ركعة قنت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 102 :
رواه ابن نصر في " قيام الليل " ص ( 132 ) قال : حدثنا محمد بن عبيد بن حساب حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن # أبي هريرة # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ... قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه ( 2 / 135 ) من طريقين آخرين عن ابن عيينة به . و أخرجه هو و البخاري ( 3 / 217 - 218 ) و أحمد ( 2 / 255 ) من طرق أخرى عن الزهري به أتم منه . ( تنبيه ) : القنوت الوارد في هذا الحديث هو قنوت النازلة , بدليل قوله في حديث الشيخين : " فيدعوا للمؤمنين و يلعن الكفار " . و انظر " الإرواء " ( 2 / 160 - 164 ) . و أصرح منه رواية ابن خزيمة بلفظ : " كان لا يقنت إلا أن يدعو لأحد , أو على أحد " . و سنده صحيح . 2072" كان إذا رمى الجمار مشى إليها ذاهبا و راجعا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 103 :
رواه الترمذي ( 1 / 170 ) قال : حدثنا يوسف بن عيسى حدثنا ابن نمير عن عبيد الله عن نافع عن # ابن عمر # أن النبي صلى الله عليه وسلم ... و قال : " هذا حديث حسن صحيح " . قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين . ( فائدة ) : قال الترمذي عقب الحديث : " و العمل على هذا عند أكثر أهل العلم , و قال بعضهم : يركب يوم النحر و يمشي في الأيام التي بعد يوم النحر , ( قال أبو عيسى ) و كأنه من قال هذا إنما أراد اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في فعله , لأنه إنما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ركب يوم النحر حيث ذهب يرمي الجمار , و لا يرمي يوم النحر إلا جمرة العقبة " . قلت : رميه صلى الله عليه وسلم جمرة العقبة راكبا هو في حديث جابر الطويل في " حجة النبي صلى الله عليه وسلم " من رواية مسلم و غيره ( ص 82 - الطبعة الثانية ) و لذلك فحديث ابن عمر يفسر على أنه أراد الجمار في غير يوم النحر توفيقا بينه و بين حديث جابر . و الله أعلم . ثم رأيت ما يؤيد ذلك من رواية عبد الله بن عمر عن نافع بلفظ : " عن ابن عمر أنه كان يأتي الجمار في الأيام الثلاثة بعد يوم النحر ماشيا ذاهبا و راجعا , و يخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك " . أخرجه أبو داود ( 1969 ) و أحمد ( 2 / 156 ) . و في رواية له ( 2 / 114 و 138 ) : " كان ابن عمر يرمي جمرة العقبة على دابته يوم النحر , و كان لا يأتي سائرها بعد ذلك إلا ماشيا ذاهبا و راجعا , و زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يأتيها إلا ماشيا ذاهبا و راجعا " . و رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عمر و هو المكبر أخو عبيد الله بن عمر المصغر الذي في الطريق الأولى , و هو سيء الحفظ , لكن موافقته لأخيه في بعضه , و لحديث جابر في بعضه الآخر , دليل على أنه قد حفظ . و الله أعلم .
أخرجه ابن ماجة في " سننه " رقم ( 3033 ) قال : حدثنا سويد بن سعيد حدثنا علي ابن مسهر عن الحجاج عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن # ابن عباس # قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف , لعنعنة الحجاج و هو ابن أرطأة , و ضعف سويد بن سعيد : لكن الحديث صحيح فقد أخرجه البخاري ( 1 / 438 ) و ابن ماجة ( 3032 ) و البيهقي ( 5 / 148 ) و أحمد ( 2 / 152 ) من حديث ابن عمر مرفوعا مثله . 2074" كان إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول : اللهم أنت السلام و منك السلام تباركت يا ذا الجلال و الإكرام " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 104 :
رواه مسلم ( 2 / 95 ) و أبو يعلى في مسنده ( 224 / 2 ) و ابن منده في " التوحيد " ( 61 / 1 ) من طريقين عن عبد الله بن الحارث عن # عائشة # به . و اللفظ لمسلم . و في رواية لأبي يعلى : عن عبد الله بن أبي الهذيل قال : " كانوا يحبون إذا قضى الرجل الصلاة أن يقول : " فذكره . قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم , و ابن أبي الهذيل تابعي كبير ثقة مات في ولاية خالد القسري على العراق . و للحديث شاهد من حديث عبد الله بن عمرو و عبد الله بن عمر مرفوعا مثله . أخرجه ابن منده . و من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا . أخرجه ابن حبان ( 2348 ) . 2075" كان إذا سمع المؤذن قال مثل ما يقول , حتى إذا بلغ ( حي على الصلاة , حي على الفلاح ) قال : لا حول و لا قوة إلا بالله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 105 :
أخرجه أحمد ( 6 / 9 ) و البغوي في " الجعديات " ( ق 102 / 2 ) و ابن السني ( 89 ) عن شريك عن عاصم بن عبيد الله عن علي بن حسين عن # أبي رافع # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف لضعف عاصم و شريك و هو ابن عبد الله القاضي . لكن الحديث صحيح له شاهد من حديث معاوية بن أبي سفيان نحوه . أخرجه الدارمي ( 1 / 273 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 416 ) و أحمد ( 4 / 98 ) من طريق محمد بن عمرو قال : حدثني أبي عن جدي عنه . و هذا إسناد فيه ضعف , رجاله ثقات غير عمرو و هو ابن علقمة بن وقاص , لم يرو عنه غير ابنه محمد . لكن تابعه أخوه عبد الله ابن علقمة بن وقاص عن علقمة بن وقاص به . أخرجه أحمد ( 4 / 91 - 92 ) . فالسند بهذه المتابعة حسن لأن عبد الله هذا روى عنه اثنان . و أخرجه البخاري في " صحيحه " ( رقم 613 ) و الدارمي و أحمد ( 4 / 91 ) من طريق أخرى فيها رجل لم يسم . و أسقطه ابن خزيمة ( 414 ) من إسناده , فظهر متصلا ! و للحديث شاهد آخر من حديث عمر بن الخطاب مرفوعا في فضل إجابة المؤذن و فيه : " ثم قال : حي على الصلاة . قال : لا حول و لا قوة إلا بالله , ثم قال : حي على الفلاح . قال : لا حول و لا قوة إلا بالله ... " الحديث . أخرجه مسلم و ابن خزيمة ( 417 ) و غيرهما و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 539 ) و غيره . ( تنبيه ) : عزا الجزري الحوقلة بعد الحيعلتين للبخاري و مسلم , و إنما هو للبخاري فقط عن معاوية كما سبق , و قد صرح الحافظ في شرحه أن مسلما لم يخرجه من أجل الرجل الذي لم يسمه . 2076" كان إذا صعد المنبر سلم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 106 :
و له طرق : الأول : عن # جابر # رواه ابن ماجة ( 1109 ) و تمام في " الفوائد " ( 60 / 2 ) و ابن عدي ( 211 / 1 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 123 / 1 ) عن عمرو بن خالد حدثنا ابن لهيعة عن محمد بن زيد بن المهاجر عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا . و قال ابن عدي : " لا أعلمه يرويه غير ابن لهيعة , و عن ابن لهيعة عمرو بن خالد " . و أعله عبد الحق في " الأحكام " ( 73 / 1 ) بابن لهيعة , و قال : " معروف في الضعفاء " ! و من طريقه رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 240 - 241 ) . الثاني : عن # الشعبي # مرسلا . رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 114 ) : حدثنا أبو أسامة قال : حدثنا مجالد عنه . و بهذا الإسناد رواه عبد الرزاق ( 3 / 193 ) و هو مرسل لا بأس به في الشواهد . و الثالث : عن # عطاء # مرسلا أيضا . رواه عبد الرزاق رقم ( 5281 ) و ذكره عبد الحق في " أحكامه " ( 73 / 1 ) عنه . و رجاله ثقات رجال الشيخين . و مما يشهد للحديث و يقويه أيضا جريان عمل الخلفاء عليه , فأخرج ابن أبي شيبة عن أبي نضرة قال : " كان عثمان قد كبر , فإذا صعد المنبر سلم فأطال قدر ما يقرأ إنسان أم الكتاب . و إسناده صحيح . ثم روى عن عمرو بن مهاجر : " أن عمر بن عبد العزيز كان إذا استوى على المنبر سلم على الناس و ردوا عليه " . و سنده صحيح أيضا . و للحديث شاهد آخر من حديث ابن عمر مرفوعا به و فيه زيادة أوردته من أجلها في " الضعيفة " ( 4194 ) من رواية البيهقي و ابن عساكر . 2077" كان إذا صلى الغداة في سفر مشى عن راحلته قليلا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 107 :
أخرجه أبو عثمان النجيرمي ( 2 / 4 / 2 ) و أبو نعيم ( 8 / 180 ) و البيهقي ( 5 / 255 ) و الضياء في " الأحاديث و الحكايات " ( 14 / 151 / 2 ) عن محمد بن عبد الله بن قهزاذ حدثنا أبو الوزير محمد بن أعين أنبأنا عبد الله عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن # أنس بن مالك # مرفوعا . و قال أبو نعيم : " تفرد به عبد الله بن المبارك " . قلت : و هو ثقة إمام من رجال الشيخين و كذلك من فوقه . و من دونه ثقتان فالسند صحيح . و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 215 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه محمد بن علي المروزي و فيه كلام , و قد وثق " . قلت : ذا لا يضر , فإنه يرويه عن ابن قهزاذ , و قد تابعه عليه غيره عند من ذكرنا , و قد وقفت على إسناد الطبراني في " زوائده " ( 1 / 113 / 1 ) و رواه عنه الضياء في " المختارة " ( ق 246 / 2 ) . 2078" كان إذا طاف بالبيت مسح , أو قال : استلم الحجر و الركن في كل طواف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 108 :
أخرجه الحاكم ( 1 / 456 ) و البيهقي ( 5 / 76 ) و أحمد ( 2 / 18 ) من طرق عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . قلت : و هو على شرط مسلم . 2079" كان إذا غضب احمرت وجنتاه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 108 :
أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 68 ) و الطبراني ( 3 / 49 / 2 ) عن أبي يحيى التيمي أخبرنا مخارق أخبرنا طارق بن شهاب قال : سمعت # ابن مسعود # يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و رجاله ثقات غير أبي يحيى التيمي و اسمه إسماعيل بن إبراهيم , قال الهيثمي بعد ما عزاه للطبراني ( 8 / 278 ) : " و هو ضعيف " . قلت : و له شاهد من حديث أم سلمة مرفوعا بلفظ : " ... احمر وجهه " . أخرجه أبو الشيخ ( ص 69 ) عن جعفر بن زياد أخبرنا جامع بن أبي راشد - قال جعفر : أحسبه - عن منذر الثوري عنها . قلت : و هذا إسناد رجاله موثقون غير أنه منقطع بين منذر و أم سلمة , و قال الهيثمي : " رواه الطبراني و فيه إسماعيل بن عمرو البجلي , وثقه ابن حبان و غيره و ضعفه الدارقطني و غيره و بقية رجاله رجال الصحيح " . قلت : إسناد أبي الشيخ سالم من البجلي , فلا أدري إذا كان إسناد الطبراني سالما من الانقطاع ? و سكوت الهيثمي عنه لا يعني سلامته منه . و مما يشهد له حديث جابر رضي الله عنه مرفوعا " و كان إذا ذكر الساعة احمرت و جنتاه و علا صوته و اشتد غضبه ... " . أخرجه أحمد ( 3 / 310 - 311 , 338 , 371 ) . و إسناده صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه في " صحيحه " ( 3 / 11 ) و لكنه لم يسق لفظه . و حديث زيد بن خالد : " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ضالة الإبل , فغضب و احمرت وجنتاه , و قال : ... " . الحديث . أخرجه أحمد ( 4 / 116 ) و الشيخان و غيرهما . 2080" كان إذا صعد المنبر أقبلنا بوجوهنا إليه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 110 :
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 / 2 / 47 ) و ابن حبان في " ثقات أتباع التابعين " ( 7 / 518 ) من طريق محمد بن القاسم عن # مطيع الغزال عن أبيه عن جده # مرفوعا . أورداه في ترجمة مطيع هذا , و كنياه بأبي الحسن . و روى ابن أبي حاتم عن ابن معين أنه وثقه , و عن أبي زرعة أنه قال : " كوفي لا بأس به " . و ذكر أنه روى عن الشعبي , و عنه يحيى بن سعيد القطان و وكيع , و يعلى بن عبيد و أبو نعيم , و لم يذكر في الرواة عنه محمد بن القاسم هذا , كما أنه لم يذكر أنه روى عن أبيه عن جده , و إنما ذكر هذا كله في ترجمة أخرى عقب هذه , فقال : " مطيع الأنصاري أبو يحيى , مديني روى عن أبيه عن جده , و روى عن زيد بن أسلم و نافع و أبي الزناد , و روى عنه محمد بن القاسم أبو إبراهيم الأسدي . قال أبي : مجهول " . و اختصر كلامه هذا الذهبي في " الميزان " و في " الضعفاء " , فقال : " مطيع أبو يحيى الأنصاري , عن نافع مجهول " . و زاد عليه الحافظ في " اللسان " فقال : " و في " ثقات ابن حبان " : مطيع أبو يحيى العرابي ( ! ) عن أبيه عن جده قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم .. ( فذكر حديث الترجمة ) و عنه محمد بن القاسم . قال : و لست أعرفه و لا أباه " . كذا وقع فيه ( أبو يحيى العرابي ) و الظاهر أنه خطأ من الطابع أو الناسخ , و الصواب ( أبو الحسن الغزال ) . و قوله : " و لست أعرفه .. " الذي في " الثقات " : " لست أعرف أباه و لا جده " . و لعله الصواب . ثم قال الحافظ عقب ما تقدم : " قلت : في الصحابة " مطيع بن الحكم " , أخرج له ابن منده من طريق مطيع بن فلان بن مطيع بن الحكم عن أبيه عن جده الأعلى الحديث المذكور أولا . و كذلك أورد ابن عبد البر مطيعا المذكور في الصحابة , يكنى أبا مسلم , شاعر بن شاعر " . قلت : لم أره في " الاستيعاب " لابن عبد البر , لا في الأسماء و لا في الكنى , و لم يورده الحافظ نفسه في أي منهما في " الإصابة " . فالله أعلم . و جملة القول أن مطيعا الغزال هو غير مطيع الأنصاري عند ابن أبي حاتم و أبيه , و ظاهر صنيع البخاري و ابن حبان أنهما واحد , لأنهما لم يذكرا غيره , و هو الذي ساقا له عن أبيه عن جده هذا الحديث . فعلة الحديث إما ممن فوقه و هو ظاهر كلام ابن حبان حيث قال عقبه : " روى عنه محمد بن القاسم و أهل الكوفة , لست أعرف أباه و لا جده , و الخبر ليس بصحيح من طريق أخرى , فيعتبر به " . و إما من الراوي عنه محمد القاسم , و هو أبو إبراهيم الأسدي الكوفي , ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 65 ) برواية جمع من الثقات عنه , و روى عن ابن معين أنه قال : " ثقة , قد كتبت عنه " . و عن أبي حاتم قال : " ليس بقوي , لا يعجبني حديثه " . و بالغ بعضهم في الطعن فيه , فقال أحمد في " العلل و المعرفة " ( 1 / 281 / 1813 ) : " يكذب , أحاديثه أحاديث موضوعة , ليس بشيء " . و أشار البخاري في " التاريخ " ( 1 / 1 / 214 ) إلى كلام أحمد هذا فيه . و قال في " التاريخ الصغير " : " كذبه أحمد " . و ذكر الفسوي في " تاريخه " ( 3 / 46 ) عن علي و هو ابن المديني قال : " قد تركت حديث محمد بن القاسم أبي إبراهيم لا أحدث عنه " . و قال ابن حبان نفسه في " الضعفاء " ( 2 / 288 ) : " كان ممن يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم , و يأتي عن الأثبات بما لم يحدثوا , لا يجوز الاحتجاج به و لا الرواية عنه بحال , كان ابن حنبل يكذبه " . قلت : فالعجب منه كيف لم يفصح باسم أحد ممن روى عن شيخه مطيع الغزال من أهل الكوفة إلا عن هذا المتهم ? ! قلت : فهو علة هذا الحديث , و أما قول ابن حبان : " و الخبر ليس بصحيح من طريق آخر " . ففيه نظر لأنه قد جاء من طرق يقوي بعضها بعضا مع شاهد لها في " صحيح البخاري " و إليك البيان : أولا : عن البراء بن عازب قال : فذكره . أخرجه البيهقي ( 3 / 198 ) من طريق محمد بن علي بن غراب : حدثنا أبي عن أبان بن عبد الله البجلي عن عدي بن ثابت عنه . قلت : و هذا إسناد ضعيف , محمد بن علي بن غراب , أورده ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 28 ) برواية أخرى عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , فهو مجهول الحال . و أبوه علي بن غراب صدوق مدلس , و قد عنعنه , و قد أعله بالمخالفة , فقال البيهقي : قال ابن خزيمة : " هذا الخبر عندي معلول , حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا النضر بن إسماعيل عن أبان بن عبد الله البجلي قال : رأيت عدي بن ثابت يستقبل الإمام بوجهه إذا قام يخطب , فقال ( لعله : فقلت ) له : رأيتك تستقبل الإمام بوجهك ? قال : رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يفعلونه " . قلت : فأعله ابن خزيمة بالوقف على الصحابة , و فيه نظر من وجهين : الأول : أن النضر بن إسماعيل ليس خيرا من علي بن غراب , فقد قال فيه الحافظ في " التقريب " : " ليس بالقوي " . و الآخر : أنه قد خالفه ابن المبارك , فقال البيهقي عقبه : " و كذلك رواه ابن المبارك عن أبان بن عبد الله عن عدي بن ثابت , إلا أنه قال : " هكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلون برسول الله صلى الله عليه وسلم " . ذكره أبو داود في " المراسيل " عن أبي توبة عن ابن المبارك " . و تعقبه ابن التركماني في " الجوهر النقي " فقال : " قلت : هذا مسند , و ليس بمرسل لأن الصحابة كلهم عدول فلا تضرهم الجهالة " . قلت : و هو كما قال لأن الظاهر أن عديا تلقاه عن الصحابة , فهذه متابعة قوية من ابن المبارك لعلي بن غراب ترجح رواية هذا على رواية النضر بن إسماعيل , و بذلك تندفع العلة بالوقف , و يتبين أنه إسناد جيد , فإن رجاله عند أبي داود ثقات رجال الشيخين غير أبان بن عبد الله و هو البجلي الكوفي , و هو حسن الحديث كما قال الذهبي في " الميزان " . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق , في حفظه لين " . و أبو توبة اسمه الربيع بن نافع و هو شيخ أبي داود في " المراسيل " ( ق 4 / 2 ) , و قد تابعه وكيع , فقال : عن أبان بن عبد الله البجلي عن عدي بن ثابت قال : فذكره مرسلا , و قد عرفت الجواب عنه . أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 117 - هندية ) . و خالف الهيثم بن جميل فقال : حدثنا ابن المبارك عن أبان ابن تغلب عن عدي بن ثابت عن أبيه قال : فذكره . أخرجه ابن ماجة ( 1 / 349 ) , و قال البوصيري في " زوائده " ( ق 72 / 2 ) : " هذا إسناد رجاله ثقات , إلا أنه مرسل " . قلت : و فيه أن الهيثم هذا مع كونه حافظا , فقد قال فيه ابن عدي : " يغلط على الثقات " . فالظاهر أنه أخطأ على ابن المبارك في موضعين من إسناده , فقد ذكر أبان بن تغلب مكان أبان بن عبد الله . و قال : عن عدي بن ثابت عن أبيه . فزاد عن أبيه . و كل ذلك خطأ مخالف لرواية أبي توبة عن ابن المبارك , و رواية وكيع عن أبان بن عبد الله . ثانيا : قال محمد بن الفضيل بن عطية عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله ابن مسعود قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا " . أخرجه الترمذي ( 509 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 1310 - 1311 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 9991 ) و تمام في " الفوائد " ( 11 / 2 ) و إسماعيل الصفار في " الثاني من حديثه " ( 7 / 2 ) و قال الترمذي : " و في الباب عن ابن عمر , و محمد بن الفضل ذاهب الحديث , و العمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم و غيرهم يستحبون استقبال الإمام إذا خطب . و هو قول سفيان الثوري و الشافعي و أحمد و إسحاق , و لا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء " . كذا قال , و فيه نظر لما تقدم من حديث ابن المبارك , و للشاهد الآتي . و قوله : " ... عن ابن عمر " لم أره مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فروى البيهقي بسنده عن أبي عمار ( الأصل : أبي عامر ) : حدثنا الوليد بن مسلم أخبرني إسماعيل و غيره عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال : " السنة إذا قعد الإمام على المنبر يوم الجمعة يقبل عليه القوم بوجوههم جميعا " . و بإسناده : حدثنا الوليد قال : فذكرت ذلك لليث بن سعد فأخبرني عن ابن عجلان أنه أخبره عن نافع : " أن ابن عمر كان يفرغ من سبحته يوم الجمعة قبل خروج الإمام , فإذا خرج لم يقعد الإمام حتى يستقبله " . قلت : و هذا إسناده جيد , رجاله مترجمون في " التهذيب " إلى ابن عمار و اسمه الحسين بن حريث المروزي , و ما في الأصل خطأ لعله من الطابع أو الناسخ , فإن الراوي عنه إبراهيم بن محمد بن الحسن , و هو ابن متويه الأصبهاني , و هو مترجم ترجمة حسنة في " طبقات الأصبهانيين " لأبي الشيخ و " أخبار أصبهان " لأبي نعيم , و هو من شيوخ أبي الشيخ , فقد ذكره المزي في الرواة عن أبي عمار , كما ذكر هذا في الرواة عن الوليد بن مسلم . و بالجملة , فهذا الأثر عن ابن عمر قوي الإسناد , و هناك آثار أخرى كثيرة , أخرجها ابن أبي شيبة في " المصنف " , و كذا عبد الرزاق في " مصنفه " ( 3 / 217 - 218 ) من ذلك عند ابن أبي شيبة عن المستمر بن الريان قال : رأيت أنسا عند الباب الأول يوم الجمعة قد استقبل المنبر . قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم . و إن مما لا شك فيه أن جريان العمل بهذا الحديث من الصحابة و من بعدهم لدليل قوي على أن له أصلا أصيلا عن النبي صلى الله عليه وسلم , و لاسيما أنه يشهد له قول أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر و جلسنا حوله .. " . أخرجه البخاري ( 921 و 1465 و 2842 و 6427 ) و مسلم ( 3 / 101 - 102 ) و النسائي ( 1 / 360 ) و البيهقي ( 3 / 198 ) وأحمد ( 3 / 26 و 91 ) من طريق عطاء بن يسار عنه به , و له عندهم تتمه فيها : " إنما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا .. " الحديث . و قد أخرجها دون موضع الشاهد الحميدي في " مسنده " ( 2 / 325 / 740 ) و أبو يعلى ( 1 / 340 ) و قد وقع معزوا في " صحيح الجامع الصغير و زيادته " ( 2313 ) تبعا لأصله " الفتح الكبير " لـ ( هـ ) أي ابن ماجة و ما أظنه إلا وهما , فإنه لم يعزه إليه الحافظ المزي في " التحفة " . ثم رأيته فيه ( برقم 4043 - الدكتور الأعظمي ) من طريق أخرى عن أبي سعيد مختصرا . هذا و قد أورد البخاري الحديث في " باب يستقبل الإمام القوم , و استقبال الناس الإمام إذا خطب , و استقبل ابن عمر و أنس رضي الله عنهم الإمام " . ثم أسند تحته حديث أبي سعيد . قال الحافظ في " الفتح " ( 2 / 402 ) : " و قد استنبط المصنف من الحديث مقصود الترجمة , و وجه الدلالة منه أن جلوسهم حوله لسماع كلامه يقتضي نظرهم إليه غالبا , و لا يعكر على ذلك ما تقدم من القيام في الخطبة لأن هذا محمول على أنه كان يتحدث و هو جالس على مكان عال و هم جلوس أسفل منه , و إذا كان ذلك في غير حال الخطبة كان حال خطبة أولى , لورود الأمر بالاستماع لها , و الإنصات عندها " . قال : " من حكمة استقبالهم التهيؤ لسماع كلامه , و سلوك الأدب معه في استماع كلامه , فإذا استقبله بوجهه و أقبل عليه بجسده و بقلبه و حضور ذهنه كان أدعى لتفهم موعظته , و موافقته فيما شرع له القيام لأجله " . ( تنبيه ) : تقدم في أثر أنس أن المستمر بن الريان رآه , فهذا يدل على أنه من صغار التابعين , فهذا ينافي جعل الحافظ إياه في " التقريب " من الطبقة السادسة , فحقه أن يجعله من الطبقة الخامسة لأنه يصدق عليه قوله في مقدمة " التقريب " بعد أن ذكر طبقات التابعين : " الخامسة : الطبقة الصغرى منهم الذين رأوا الواحد و الاثنين و لم يثبت لبعضهم السماع من الصحابة كالأعمش " . و لأنه لا يصدق عليه قوله بعدها : " السادسة طبقة عاصروا الخامسة , لكن لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة , كابن جريج " . لا يقال : لعل الحافظ لم يقف على رؤية المستمر لأنس , لأننا نقول : قد ذكر ذلك هو نفسه في " التهذيب " , فلعله نسي ذلك . و الله أعلم . 2081" كان إذا كان صائما أمر رجلا فأوفى على نشز , فإذا قال : قد غابت الشمس أفطر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 118 :
أخرجه الحاكم ( 1 / 434 ) عن محمد بن أبي صفوان الثقفي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن أبي حازم عن # سهل بن سعد # رضي الله عنه مرفوعا . و قال : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي . و أقول : إنما هو صحيح فقط , فإن الثقفي - و هو محمد بن عثمان بن أبي صفوان - لم يخرج له الشيخان شيئا و من فوقه من رجال الشيخين , لكن ابن مهدي ليس من شيوخهما . قوله : ( نشز ) أي : مرتفع من الأرض . قلت : و في الحديث اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالتعجيل بالإفطار بعد أن يتأكد صلى الله عليه وسلم من غروب الشمس , فيأمر من يعلو مكانا مرتفعا , فيخبره بغروب الشمس ليفطر صلى الله عليه وسلم , و ما ذلك منه إلا تحقيقا منه لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " . متفق عليه , و هو مخرج في " الإرواء " ( 917 ) . و إن من المؤسف حقا أننا نرى الناس اليوم , قد خالفوا السنة , فإن الكثيرين منهم يرون غروب الشمس بأعينهم , و مع ذلك لا يفطرون حتى يسمعوا أذان البلد , جاهلين : أولا : أنه لا يؤذن فيه على رؤية الغروب , و إنما على التوقيت الفلكي . و ثانيا : أن البلد الواحد قد يختلف الغروب فيه من موضع إلى آخر بسبب الجبال و الوديان , فرأينا ناسا لا يفطرون و قد رأوا الغروب ! و آخرين يفطرون و الشمس بادية لم تغرب لأنهم سمعوا الأذان ! و الله المستعان ! 2082" كان إذا كان قبل التروية بيوم خطب الناس , فأخبرهم بمناسكهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 119 :
أخرجه الحاكم ( 1 / 461 ) و عنه البيهقي ( 5 / 111 ) عن أبي قرة عن موسى بن عقبة عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " , و وافقه الذهبي , و زاد : " تفرد به أبو قرة الزبيدي " . قلت : و هو ثقة و اسمه موسى بن طارق اليماني . و تابعه عمرو بن مجمع عن موسى ابن عقبة به . أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( ق 246 / 1 ) . و عمرو هذا ضعفوه كما قال الذهبي .
رواه أبو داود ( 2 / 297 ) و الحاكم ( 4 / 281 ) و أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 98 ) و أبو العباس الأصم في " حديثه " ( ج 3 رقم 127 ) عن حميد الطويل أنه سمع # أنس بن مالك # يقول : فذكره مرفوعا , و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و أخرجه ابن سعد ( 1 / 413 ) من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس به , إلا أنه قال : " كان إذا مشى تكفأ " . و سنده صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه في " صحيحه " ( 7 / 81 ) و كذا أحمد ( 3 / 228 و 270 ) و الدارمي ( 1 / 31 ) وأبو الشيخ أيضا . و له شاهد من حديث علي بلفظ : " كان إذا مشى تكفأ كأنما يمشي في صعد " . أخرجه ابن سعد بسند حسن , و الترمذي في " الشمائل " ( ص 91 ) بلفظ : " كأنما ينحط من صبب " . 2084" كان إذا كان راكعا أو ساجدا , قال : سبحانك و بحمدك أستغفرك و أتوب إليك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 120 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ص ( 72 / 1 ) عن زيد بن أبي أنيسة عن حماد عن أبي الضحى عن مسروق عن # عبد الله بن مسعود # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله موثقون على شرط مسلم غير أن حماد هذا - و هو ابن أبي سليمان كما في ترجمة ابن أبي أنيسة من " التهذيب " ( 1 / 225 / 2 ) - فيه ضعف يسير كما يشعر بذلك قول الحافظ في " التقريب " : " صدوق له أوهام " . و للحديث طريق أخرى , يرويه إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله قال : " لما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم *( إذا جاء نصر الله و الفتح )* <1> كان يكثر إذا قرأها و ركع أن يقول : سبحانك اللهم ربنا و بحمدك , اللهم اغفر لي , إنك أنت التواب الرحيم ( ثلاثا ) " . أخرجه أحمد ( 3683 , 3745 ) . قلت : و رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عبيدة , و هو ثقة لكنه لم يسمع من أبيه على الراجح كما قال الحافظ . و قد صرح أبو إسحاق بسماعه من أبي عبيدة , في رواية شعبة عنه به نحوه . أخرجه أحمد أيضا ( 3719 , 3891 ) .
----------------------------------------------------------- [1] النصر : الآية 1 . اهـ . 2085" كان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 121 :
أخرجه الطيالسي ( 2329 ) و عبد الله بن المبارك ( 676 ) و الشيخان في " صحيحيهما " و البخاري في " الأدب المفرد " أيضا ( 599 ) و ابن سعد ( 1 / 368 ) من حديث # أبي سعيد الخدري # . و له شاهد من حديث عمران بن الحصين مرفوعا به . أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 71 ) و ابن عدي ( ق 122 / 2 ) من طريق الخليل بن مرة عن قتادة عن أبي السوار عنه . و الخليل بن مرة ضعيف . و له شاهد آخر من حديث أنس بلفظ : " ... رؤي ذلك في وجهه " . أخرجه الطبراني في " الأوسط " كما في " الجامع الصغير " , و أخرجه البزار أيضا ( ص 241 ) بلفظ أبي سعيد المذكور . و رجاله ثقات . 2086" كان إذا مشى لم يلتفت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 121 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 292 ) و ابن سعد ( 1 / 379 ) و ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 248 ) من طريق عن عبد الجبار بن عمر الأيلي عن محمد بن المنكدر عن # جابر # مرفوعا , و زاد الأخيران : " و كان ربما تعلق رداؤه بالشجرة أو بالشيء فلا يلتفت , و كانوا يضحكون , و كانوا قد أمنوا التفاته " . و قال ابن أبي حاتم : " قال أبي : هذا حديث منكر , و عبد الجبار ضعيف " . و قال الحاكم : " لا أعلم أحد رواه عن محمد بن المنكدر غير عبد الجبار " . و قال الذهبي عقبه : " قلت : عبد الجبار تالف " . و قال في " الضعفاء " : " ضعفوه " . و قال الحافظ : " ضعيف " . لكن للحديث شاهد من رواية داود بن أبي هند : حدثني رجل عن ابن عباس مرفوعا به و زاد : " و إذا مشى مشى مجتمعا ليس فيه كسل " . أخرجه ابن سعد ( 1 / 417 ) . قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم غير الرجل , فإنه لم يسم . و عن عوف قال : " كان لا يضحك إلا تبسما , و لا يلتفت إلا جميعا " . رواه ابن سعد ( 1 / 420 ) . قلت : و إسناده مرسل صحيح . و عن سعيد بن يزيد : أخبرنا أبو سليمان عن رجل عن عائشة مرفوعا . أخرجه ابن سعد . و الرجل لم يسم . و أبو سليمان لم أعرفه . و في حديث هند بن أبي هالة التميمي : " و إذا التفت التفت جميعا " . رواه ابن سعد ( 1 / 422 ) و الترمذي و غيرهما . 2087" كان إذا مشى مشى أصحابه أمامه , و تركوا ظهره للملائكة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 123 :
أخرجه ابن ماجة ( 1 / 108 ) و الحاكم ( 4 / 281 ) عن سفيان عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن # جابر بن عبد الله # مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . كذا قال ! و في " تلخيص الذهبي " : " صحيح " فقط . و هو الأقرب , فإن نبيحا هذا لم يخرج له الشيخان شيئا . و قد وثقه أبو زرعة و ابن حبان و العجلي , و لذلك قال البوصيري في " الزوائد " ( 19 / 1 ) : " و إسناده صحيح , رجاله ثقات , رواه أحمد بن منيع في " مسنده " بلفظ : ( مشوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال : امشوا أمامي , و خلوا ظهري للملائكة ) " . قلت : و قريب منه رواية للحاكم بلفظ : " لا تمشوا بين يدي و لا خلفي , فإن هذا مقام الملائكة " . أخرجه من طريق شعبة عن الأسود به . و هذا - كما ترى - فيه النهي عن المشي أمامه أيضا بخلاف روايتي سفيان , فالمقصود منها المشي أمامه بمعنى عن يمينه و يساره , لا بمعنى الأمام المقابل للخلف . و الله أعلم . 2088" كان إذا نزل الوحي عليه ثقل لذلك , و تحدر جبينه عرقا كأنه الجمان , و إن كان في البرد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 124 :
أخرجه أبو نعيم في " دلائل النبوة " ( 73 ) من طريق الطبراني حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا عقبة بن مكرم قال : حدثنا يونس بن بكير عن عثمان ابن عبد الرحمن عن الزهري عن سهل بن سعد قال : سمعت # زيد بن ثابت # يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد واه بمرة , عثمان بن عبد الرحمن هذا هو الزهري القرشي الوقاصي , و هو كذاب . لكن الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 257 ) بنحوه , و قال : " رواه الطبراني بإسنادين , و رجال أحدهما ثقات " . ثم تبين لي أن مدار الطريقتين على الوقاصي ! فقد أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 5 / 123 / 4787 ) بإسناده المتقدم من رواية أبي نعيم عنه , ثم قال الطبراني : ( ح ) : و حدثنا محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني : حدثنا أبو كريب , قالا ( يعني عقبة بن مكرم المتقدم في الإسناد الأول و أبا كريب هذا ) : حدثنا يونس بن بكير ... و أخرج أبو نعيم أيضا من طريق الحسن عن حطان بن عبد الله الرقاشي عن عبادة بن الصامت : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه الوحي كرب لذلك و ترهل له وجهه " . و للحديث شاهد قوي من حديث عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك . أخرجه أحمد ( 6 / 197 ) و الشيخان و غيرهما . 2089" كان أرحم الناس بالعيال و الصبيان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 125 :
رواه الرئيس عثمان بن محمد أبو عمرو في " حديثه " ( 208 / 1 ) عن عباس بن الوليد قال : حدثنا وهيب عن أيوب عن عمرو بن سعيد عن # أنس بن مالك # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم غير عباس بن الوليد و هو صدوق . و قد أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 65 ) : أخبرنا أبو يعلى : أخبرنا العباس النرسي به دون لفظة : " العيال " . و أخرجه مسلم ( 7 / 76 ) من طريق إسماعيل بن علية عن أيوب بلفظ : " العيال " و دون لفظ : " الصبيان " .
2090" كانت أكثر أيمان رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا و مصرف القلوب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 125 :
أخرجه ابن ماجة ( 1 / 644 ) عن عباد بن إسحاق عن ابن شهاب عن # سالم عن أبيه # قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد , و رجاله ثقات على شرط مسلم غير أبي إسحاق الشافعي إبراهيم بن محمد بن العباس شيخ ابن ماجة فيه , و هو ثقة . 2091" كان أكثر دعائه : يا مقلب القلوب ! ثبت قلبي على دينك . فقيل له في ذلك . فقال : إنه ليس آدمي إلا و قلبه بين إصبعين من أصابع الله , فمن شاء أقام و من شاء أزاغ " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 126 :
أخرجه الترمذي ( 3517 ) و ابن أبي شيبة في " الإيمان " ( رقم 56 - بتحقيقي ) و أحمد ( 6 / 302 , 315 ) عن شهر بن حوشب قال : " قلت # لأم سلمة # : يا أم المؤمنين ! ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك ? قالت : ... " فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن " . قلت : يعني لغيره , و هو كما قال أو أعلى لأن شهرا هذا و إن كان سيء الحفظ , فحديثه هذا له شواهد تقويه . منها ما روى الحسن أن عائشة قالت : " دعوات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر يدعو بها ... " فذكره . أخرجه أحمد ( 6 / 91 ) . و رجاله ثقات رجال مسلم غير أن الحسن - و هو البصري - لم يسمع من عائشة . و قد تابعه علي بن زيد عن أم محمد عن عائشة به نحوه . أخرجه ابن أبي شيبة ( رقم 57 ) . و علي بن زيد - و هو ابن جدعان - سيء الحفظ أيضا . و أم محمد - و هي زوجة أبيه - لا تعرف . و منها عن النواس بن سمعان الكلابي مرفوعا نحوه . أخرجه ابن ماجة ( 1 / 77 ) و أحمد ( 4 / 182 ) . و إسناده صحيح . 2092" كان بابه يقرع بالأظافير " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 127 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1080 ) و في " التاريخ " ( 1 / 1 / 228 ) و أبو نعيم في " أخبار أصفهان " ( 2 / 110 و 365 ) عن أبي بكر بن عبد الله الأصفهاني عن محمد بن مالك بن المنتصر عن # أنس بن مالك # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف , ابن المنتصر و أبو بكر الأصفهاني مجهولان . و له شاهد من حديث كيسان مولى هشام بن حسن عن محمد بن سيرين عن المغيرة بن شعبة قال : فذكره . أخرجه الحاكم في " معرفة علوم الحديث " ( ص 19 ) عن محمد بن أحمد الزيبقي حدثنا زكريا بن يحيى المنقري حدثنا الأصمعي حدثنا كيسان ... و كيسان هذا قال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 166 ) : " روى عن محمد بن سيرين . روى عنه أبو نعيم و مسلم بن إبراهيم " . قلت : و عنه الأصمعي أيضا كما في هذه الرواية , فهو مجهول الحال , فهو على شرط ابن حبان . فلعله أورده في " ثقاته " ثم رأيته فيه ( 7 / 358 ) . و أما الزبيقي , فأورده السمعاني في هذه النسبة , و قال : " حدث عن يحيى بن أبي طالب روى عنه القاضي أبو عمر بن أثيافا البصري " . ثم وجدت له طريقا أخرى عن أنس يرويه ضرار بن صرد : حدثنا المطلب بن زياد عن عمرو بن سويد عن أنس . أخرجه البزار ( 2008 - كشف الأستار ) : حدثنا حميد بن الربيع حدثنا ضرار بن صرد به . قلت : و ضرار , قال الحافظ : " صدوق له أوهام و خطأ " . و به أعله الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 43 ) , و قلده الأعظمي ! و إعلاله بحميد بن الربيع أولى , فإنه مختلف فيه , و قد أتهمه بعضهم , فراجع " اللسان " إن شئت . و عمرو بن سويد لم أعرفه . ثم تبينت أنه محرف , و أن الصواب عمير بن سويد , أورده ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 198 ) و ضعفه , و ساق له هذا الحديث من طريق حميد أيضا , و قال الذهبي عقبه : " و حميد ذو مناكير " .
أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( ص 40 ) عن بشر بن الوضاح أنبأنا أبو عقيل الدورقي عن أبي نضرة العوقي قال : سألت # أبا سعيد الخدري # عن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم غير بشر بن وضاح و هو صدوق . و العوقي بفتح المهملة و الواو ثم قاف , و وقع في الأصل بالفاء و هو خطأ شائع . و قد تابعه عتاب البكري قال : " كنا نجالس أبا سعيد الخدري بالمدينة , فسألته عن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان بين كتفيه ? فقال بإصبعه السبابة : هكذا : لحم ناشز بين كتفيه صلى الله عليه وسلم " . أخرجه أحمد في " مسنده " ( 3 / 69 ) عن أبي ليلى عبد الله بن ميسرة الخراساني عن عتاب البكري . قلت : و هذا إسناد ضعيف , عتاب البكري أورده ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 12 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و لم يذكره ابن حجر في " التعجيل " و هو على شرطه . و روى مسلم ( 7 / 86 ) و الترمذي أيضا و ابن سعد ( 1 / 425 ) و الطبراني ( 3 / 94 / 2 و 98 / 1 ) من طرق عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال : " رأيت الخاتم بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم غدة حمراء مثل بيضة الحمامة " . 2094" كان رحيما و كان لا يأتيه أحد إلا وعده و أنجز له إن كان عنده " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 129 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 278 ) و في " التاريخ " ( 2 / 2 / 211 ) عن سحامة بن عبد الرحمن بن الأصم قال : سمعت # أنس بن مالك # يقول " ( فذكره ) " و جاءه أعرابي فأخذ بثوبه فقال : إنما بقي من حاجتي يسيرة , و أخاف أنساها . فقام معه حتى فرغ من حاجته , ثم أقبل فصلى " . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال البخاري غير سحامة هذا , ذكره ابن حبان في " الثقات " و قد روى عنه جمع من الثقات . و قال الحافظ : " مقبول " . و هذا في رأيي تقصير , و عهدي به يقول في مثله في كثير من الأحيان : " صدوق " , و هذا هو الأولى لأنه تابعي موثق . و لطرفه الأول طريق أخرى , فقال الطيالسي في " مسنده " ( 2432 - ترتيبه ) : حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أنس به , و زاد : " بالعيال " . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله رجال الشيخين , و قول ابن حبان في " الثقات " : " قيل : إنه سمع من أنس , و لا يصح ذلك عندي " . فلا يعله بالانقطاع لأن الحافظ قد جزم في " التهذيب " بأنه رأى أنسا , و سنه يساعده على ذلك , فقد كان عمره حين مات أنس نحوا من خمس و عشرين سنة , ثم هو لم يعرف بتدليس , فروايته عنه محمولة على الاتصال عند الجمهور . و الله أعلم . و له شاهد من حديث مالك بن الحويرث مرفوعا بلفظ : " كان رحيما رفيقا " . أخرجه الشيخان و غيرهما . 2095" كان شبح الذراعين , أهدب أشفار العينين , بعيد ما بين المنكبين , يقبل جميعا و يدبر جميعا , لم يكن فاحشا و لا متفحشا و لا صخابا في الأسواق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 130 :
أخرجه الطيالسي ( 2413 - ترتيبه ) و أحمد ( 2 / 328 و 448 ) و ابن سعد ( 1 / 414 ) و البيهقي ( 1 / 181 ) عن ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن # أبي هريرة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد جيد , فإن صالحا هذا قال الحافظ : " صدوق , اختلط بآخره , فقال ابن عدي : لا بأس برواية القدماء عنه كابن أبي ذئب و ابن جريج " . 2096" كان شيبه نحو عشرين شعرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 130 :
أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( ص 39 - مختصره ) و ابن ماجة ( 2 / 383 ) و أحمد ( 2 / 90 ) و أبو الشيخ ( ص 309 ) عن شريك عن عبيد الله عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد جيد في الشواهد , رجاله ثقات رجال الشيخين غير شريك و هو ابن عبد الله القاضي , فقد أخرج له مسلم متابعة . و يشهد له حديث حميد قال : " سئل أنس بن مالك : أخضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ? قال : إنه لم ير من الشيب إلا نحو سبعة عشر أو عشرين شعرة في مقدم لحيته " . أخرجه ابن ماجة أيضا و أحمد ( 3 / 108 ) و ابن سعد ( 1 / 431 ) . قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و رواه ثابت قال : قيل لأنس : هل شاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فقال : ما شانه الله بالشيب , ما كان في رأسه و لحيته إلا سبع عشرة أو ثماني عشرة . أخرجه ابن سعد بسند صحيح على شرط مسلم , و كذلك صححه الحاكم ( 2 / 608 ) . و عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه سمع أنس بن مالك يقول : " توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم و ليس في رأسه و لحيته عشرون شعرة بيضاء " . أخرجه الشيخان و غيرهما كما في " مختصر الشمائل " ( رقم 1 ) . 2097" كان كلامه كلاما فصلا يفهمه كل من سمعه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 131 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 293 ) و النسائي في " عمل اليوم و الليلة " ( 412 و 413 ) و أحمد ( 6 / 138 ) عن سفيان عن أسامة عن الزهري عن عروة عن # عائشة # مرفوعا . و أخرجه ابن سعد ( 1 / 375 ) و أحمد أيضا ( 6 / 257 ) من طريق روح بن عبادة : أخبرنا أسامة بن زيد به نحوه . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال مسلم غير أن أسامة بن زيد - و هو الليثي - فيه ضعف من قبل حفظه , قال الحافظ : " صدوق يهم " . و الحديث عزاه الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 324 ) للنسائي فقط في " عمل اليوم و الليلة " و حسنه . 2098" كان له حمار يقال له : عفير " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 132 :
أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 478 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 492 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3 / 71 / 1 ) من طريق يزيد بن عطاء أبي إسحاق الهمداني عن # أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف منقطع . أبو عبيدة لم يسمع من أبيه . و يزيد بن عطاء - و هو اليشكري - لين الحديث كما في التقريب " . لكن يشهد له حديث سلمة بن الفضل : حدثني محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن عبد الله بن زرير الغافقي عن علي بن أبي طالب : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يركب حمارا اسمه عفير " . أخرجه أحمد ( رقم 886 ) . و إسناده ضعيف لعنعنة ابن إسحاق , و ضعف سلمة بن الفضل , قال الحافظ : " صدوق كثير الغلط " . و أما الشيخ أحمد شاكر فقال في تعليقه على " المسند " : " إسناده صحيح " ! قلت : و ذلك من تساهله الذي عرف به , و لاسيما بالنسبة لتمشيته لعنعنة ابن إسحاق و عدم تفريقه بين حديثه المعنعن و حديثه الذي صرح فيه بالسماع , على خلاف ما عليه العلماء . نعم الحديث حسن بمجموع الطريقين . و الله أعلم . ثم وجدت للحديث طريقا أخرى عن علي و في إسناده ضعف بينته في الكتاب الآخر ( 4227 ) بلفظ : " كان فرسه يقال له ... و حماره عفير ... " . فهو به صحيح . و الله أعلم . ثم روى ابن سعد بإسنادين مرسلين صحيحين : " أن اسم حمار النبي صلى الله عليه وسلم اليعفور " . و الله أعلم . 2099" كان له خرقة يتنشف بها بعد الوضوء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 133 :
و له طريقان : الأول : عن # عائشة # أخرجه الترمذي ( 1 / 74 ) و ابن عدي ( 154 / 1 ) و الحاكم ( 1 / 154 ) و البيهقي ( 1 / 185 ) عن زيد بن الحباب عن أبي معاذ عن الزهري عن عروة عنها . و قال البغوي في " شرح السنة " (1 / 37 / 2 ) : " و إسناده ضعيف " . و قال الحاكم : " أبو معاذ هذا هو الفضيل بن ميسرة بصري , روى عنه يحيى بن سعيد , و أثنى عليه " . قلت : و أقره الذهبي . و فيه نظر , بينه قوله الترمذي عقبه : " حديث عائشة ليس بالقائم , و لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء , و أبو معاذ يقولون : هو سليمان بن أرقم و هو ضعيف عند أهل الحديث " . قلت : و هذا هو الصواب , أن أبا معاذ هذا هو سليمان بن أرقم , و ليس هو - كما قال الحاكم - الفضيل بن ميسرة , و يؤيد ذلك أمران : الأول : أن ابن أرقم هو الذي ذكروا في ترجمته أنه روى عن الزهري , و عنه زيد بن الحباب . لم يذكروا ذلك في ترجمة ابن ميسرة . و الآخر : أن ابن عدي إنما أورده في ترجمة سليمان بن أرقم و لذلك جزم البيهقي بأنه هو , و قال : " و هو متروك " . ثم ساق الطريق الثاني و هو : الثاني : عن # أبي بكر الصديق # , أخرجه ابن عليك النيسابوري في " الفوائد " ( 239 / 1 ) و البيهقي عن أبي العيناء محمد بن القاسم حدثنا أبو زيد سعيد بن أوس حدثنا أبو عمرو بن العلاء عن أنس بن مالك عنه . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , أبو العيناء هذا اعترف بأنه وضع هو و الجاحظ حديث فدك ! و ضعفه الدارقطني , و قال البيهقي : " إسناده غير قوي , و إنما رواه أبو عمرو بن العلاء عن إياس بن جعفر أن رجلا حدثه " فذكر الحديث . و ساق سنده من طريق عبد الوارث عن أبي عمرو بن العلاء به مرسلا , و قال : " و هذا هو المحفوظ من حديث عبد الوارث " . ثم رواه من طريق أبي معمر عبد الله بن عمرو قال : سألت عبد الوارث عن حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له منديل أو خرقة فإذا توضأ مسح وجهه ? فقال : كان في قطينة فأخذه ابن علية فلست أرويه . قال البيهقي : " و هذا لو رواه عبد الوارث عن عبد العزيز عن أنس لكان إسنادا صحيحا إلا أنه امتنع من روايته و يحتمل أنه إنما كان عنده بالإسناد الأول . و الله أعلم " . و حديث عبد الوارث عن عبد العزيز , أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 19 ) و أعله بالوقف , فقال : " قال أبي : إني رأيت في بعض الروايات عن عبد العزيز أنه كان لأنس بن مالك خرقة . و موقوف أشبه , و لا يحتمل أن يكون مسندا " . و للحديث شاهد من رواية رشدين بن سعد عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عتبة بن حميد عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال : " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ مسح وجهه بطرف ثوبه " . أخرجه الترمذي ( 1 / 75 - 76 ) و البيهقي ( 1 / 236 ) و قال : " و إسناده ليس بالقوي " . و بين علته الترمذي فقال : " حديث غريب و إسناده ضعيف , و رشدين بن سعد و عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي يضعفان في الحديث " . قلت : و ضعفهما إنما هو من قبل حفظهما , و ليس لتهمة في ذاتهما , فمثلهما يستشهد بحديثهما , فالحديث حسن عندي بمجموع طرقه , و قد أغرب الشيخ أحمد شاكر فصحح إسناد حديث عائشة , ذهابا منه إلى موافقة الحاكم على أن أبا معاذ هو الفضيل بن ميسرة , و قد عرفت خطأه في ذلك و كذلك حسن حديث معاذ بن جبل , خلافا للترمذي و البيهقي , و ذلك تساهل منه غير محمود . و الله أعلم . 2100" كان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض , و رايته سوداء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 136 :
أخرجه الترمذي ( رقم 1681 ) و ابن ماجة ( 2 / 189 ) و الحاكم ( 2 / 105 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 14 / 332 ) عن يحيى بن إسحاق السيلحيني حدثنا يزيد بن حيان أخبرني أبو مجلز لاحق بن حميد عن # ابن عباس # مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " . و أقول : بل هو حسن لغيره , فابن حيان هذا - و هو أخو مقاتل بن حيان - صدوق يخطىء , كما قال الحافظ , و قال الذهبي في " التلخيص " متعقبا على الحاكم , و قد ذكره شاهدا : " قلت : يزيد ضعيف " . و شاهد الحديث ما رواه شريك عن عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح و لواؤه أبيض " . أخرجه أبو داود ( 1 / 405 ) و النسائي ( 2 / 30 ) و ابن ماجة و الترمذي أيضا ( 1679 ) و الحاكم و قال : " صحيح على شرط مسلم " . قلت : و بيض له الذهبي , أو هكذا وقع في " تلخيصه " , و فيما قاله الحاكم نظر , فإن شريكا - و هو ابن عبد الله القاضي - لم يحتج به مسلم , و إنما روى له مقرونا بغيره أو متابعة , ثم هو إلى ذلك سيء الحفظ , فهو حسن الحديث في الشواهد كما هنا , فإنه يشهد للشطر الأول من الحديث . و يشهد للشطر الثاني منه حديث أبي يعقوب الثقفي حدثني يونس بن عبيد - مولى محمد بن القاسم - قال : بعثني محمد بن القاسم إلى البراء بن عازب يسأله عن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانت ? فقال : " كانت سوداء مربعة من نمرة " . أخرجه أبو داود و الترمذي ( 1680 ) و أحمد ( 4 / 297 ) , و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " . و أقول : إنما هو حسن لغيره لأن يونس بن عبيد المولى مجهول . و أبو يعقوب - و اسمه إسحاق بن إبراهيم - ضعيف . و له شاهد آخر من رواية عاصم عن الحارث بن حسان قال : " قدمت المدينة , فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قائما على المنبر , و بلال قائم بين يديه , متقلد سيفا , و إذا راية سوداء , فقلت : من هذا ? قالوا : هذا عمرو بن العاص قدم من غزاة " . أخرجه ابن ماجة أيضا , و أحمد ( 3 / 481 ) من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود به . و في رواية لأحمد من طريق سلام بن سليمان النحوي أبي المنذر حدثنا عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن الحارث به . فأدخل بينهما أبا وائل . و كذلك أخرجه الترمذي ( 3269 و 3270 ) , و سكت عنه . قلت : و إسناده حسن , على الرواية الأخرى و هي الصحيح , كما قال الحافظ في " التهذيب " .
2101" كان له ملحفة مصبوغة بالورس و الزعفران يدور بها على نسائه , فإذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء و إذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء , و إذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 137 :
أخرجه الخطيب البغدادي في " تاريخه " ( 13 / 320 ) عن مؤمل بن إسماعيل حدثنا عمارة بن زاذان عن ثابت عن # أنس # قال : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف , عمارة بن زاذان صدوق كثير الخطأ . و مؤمل بن إسماعيل صدوق سيء الحفظ كما في " التقريب " . لكن للحديث شاهد قوي مرسل من رواية هشام بن حسان عن بكر بن عبد الله المزني قال : " كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ملحفة مورسة فإذا دار على نسائه رشها بالماء " . أخرجه ابن سعد ( 1 / 451 ) . قلت : و هذا إسناد مرسل صحيح . و لعل المزني تلقاه عن أنس فإنه كثير الرواية عنه و قد رواه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 169 ) من طريق عثمان بن حفص أخبرنا سلام بن أبي خبزة أخبرنا ثابت عنه . و ابن أبي خبزة متروك , و قد ذكره الذهبي في " المشتبه " في ( الحاء ) و ذكر أنه " خبزة " تأنيث الخبز . و عثمان بن حفص الظاهر أنه الزرقي , قال البخاري : " في إسناده نظر " . و وثقه ابن حبان و ابن عبد البر , فالعمدة على المرسل مع الوصول قبله . 2102" كان مما يقول للخادم : ألك حاجة ? قال : حتى كان ذات يوم فقال : يا رسول الله ! حاجتي . قال : و ما حاجتك ? قال : حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة . قال : و من دلك على هذا ? قال : ربي . قال : أما لا , فأعني بكثرة السجود " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 138 :
أخرجه أحمد في " مسنده " ( 3 / 500 ) عن خالد - يعني : الواسطي - قال : حدثنا عمرو بن يحيى الأنصاري عن # زياد بن أبي زياد مولى بني مخزوم عن خادم للنبي صلى الله عليه وسلم رجل أو امرأة # قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . 2103" كان وسادته التي ينام عليها بالليل من أدم حشوها ليف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 139 :
أخرجه أبو داود ( رقم 4146 ) و الترمذي ( 1 / 326 - 327 ) و في " الشمائل " ( ص 188 ) و أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ( ص 166 ) و أحمد في " مسنده " ( 6 / 48 ) من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عنها به . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . قلت : و هو صحيح على شرط الشيخين و قد أخرجه البخاري مختصرا ( 4 / 221 ) و كذا ابن ماجة ( 4151 ) و هو رواية لأبي داود ( 4147 ) و أبي الشيخ و أحمد ( 6 / 56 , 73 , 108 , 207 , 212 ) . 2104" ما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا قط , و لا يطأ عقبه رجلان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 139 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 140 ) و أحمد ( 2 / 165 و 167 ) و ابن سعد ( 1 / 380 ) و أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 213 ) عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن # شعيب بن عبد الله بن عمرو عن أبيه # قال : فذكره . و في رواية لأحمد : " ما رأيت رسول الله .. " . قلت : و هذا إسناد جيد , فإن شعيبا هنا جده عبد الله بن عمرو بن العاص , و اسم أبيه محمد , فقد رواه سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت البناني عن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو عن عبد الله بن عمرو قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن يطأ أحد عقبه , و لكن يمين و شمال " . رواه الحاكم , و قد مضى ( 1239 ) . 2105" كان له قصعة يقال لها : الغراء , يحملها أربعة رجال " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 140 :
أخرجه أبو داود ( أطعمة 17 ) و أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 215 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 1 / 379 ) عن عمرو بن عثمان : أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن عرق قال : سمعت # عبد الله بن بسر # يقول : فذكره . قلت : و إسناده صحيح , رجاله كلهم ثقات . و تابعه يحيى بن سعيد القطان عن محمد ابن عبد الرحمن الرحبي به مختصرا بلفظ : " كان له جفنة لها أربع حلق " . أخرجه أبو الشيخ من طرق عن محمد بن مصفى : أخبرنا يحيى بن سعيد القطان . قلت : و هذا إسناد حسن , محمد بن مصفى صدوق له أوهام كما في " التقريب " و سائر رجاله ثقات و هو بمعنى الطريق الأولى أي : يحملها أربعة رجال من أربع حلق . و الله أعلم . 2106" كان لا يجد ما يملأ بطنه من الدقل , و هو جائع " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 140 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 324 ) عن قيس بن أنيف : حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن سماك عن # النعمان بن بشير # , قال سماك : سمعت النعمان - و هو على المنبر - يقول : فذكره , و قال : " صحيح على شرط مسلم " , و وافقه الذهبي . قلت : و رجاله كلهم ثقات من رجال مسلم غير قيس بن أنيف , فلم أعرفه و هو قيس بن أبي قيس البخاري , فقد ذكره المزي في الرواة عن قتيبة و هو ابن سعيد . و لم أجد له ترجمة أيضا و من طبقته قيس بن مسلم بن منصور الأزرق البخاري , ترجمه الخطيب في " تاريخه " ( 12 / 463 ) و ذكر أنه حدث ببغداد عن علي بن حجر و غيره . روى عنه محمد بن مخلد و الطبراني و غيرهما , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . قلت : فيحتمل أنه هو راوي هذا الحديث , و يكون اسم أبيه مسلم , و كنيته أبو قيس و أما أنيف في " المستدرك " فلعله محرف من ابن أبي قيس , و الله أعلم , فإن فيه كثيرا من التحريف و التصحيف . لكن رأيت له حديثا آخر قد عزوته في " صحيح الترغيب " ( 1 / 227 / 564 ) للحاكم من طريق ابن أنيف هذا و صححه . و قال الذهبي : " إسناده صالح " . فالله أعلم . و أيا ما كان , فهو لم يتفرد بالحديث , فقد أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 297 - 298 ) من طريقين آخرين عن أبي عوانة به . و مسلم ( 8 / 220 ) و الترمذي ( 2373 ) و أحمد ( 4 / 268 ) من طرق أخر عن سماك بن حرب به نحوه . و قال الترمذي : " حديث صحيح " . و خالفهم شعبة فقال : عن سماك عن النعمان بن بشير عن عمر قال : فذكره , فجعله من مسند عمر , و هو شاذ عندي , و الصواب أنه من مسند النعمان كما رواه الجماعة . و أخرجه ابن ماجة ( 2 / 536 ) و أحمد ( 1 / 24 ) عن شعبة به . 2107" كان لا يدفع عنه الناس , و لا يضربوا عنه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 142 :
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 90 / 1 ) عن حماد بن سلمة عن أبي عاصم الغنوي عن أبي الطفيل عن # ابن عباس # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي عاصم هذا , فقال أبو حاتم : " لا أعرفه , و لا حدث عنه سوى حماد " . و قال ابن معين : " ثقة " . و من طريقه أخرجه أبو داود ( 1885 ) و أحمد ( 3707 ) . و الحديث صحيح لأن له شاهدا من حديث قدامة بن عبد الله بن عمار نحوه بإسناد صحيح عنه مخرج في " المشكاة " ( 2623 ) و أخرجه أبو الشيخ أيضا في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 61 ) . 2108" كان لا يراجع بعد ثلاث " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 142 :
عزاه السيوطي لابن قانع عن زياد بن سعد , و قال المناوي : " قال ابن الأثير : كذا جعله ابن قانع من الصحابة , و المشهور بالصحبة أبوه و جده . ذكره الأندلسي " . قلت : و يشهد له ما روى عبد الله بن محمد بن أبي يحيى عن أبيه عن ابن أبي حدرد الأسلمي : " أنه كان ليهودي عليه أربعة دراهم , فاستعدى عليه , فقال : يا محمد ! إن لي على هذا أربعة درهم , و قد غلبني عليها , فقال : أعطه حقه , قال : والذي بعثك بالحق ما أقدر عليها , قال : أعطه حقه , قال : و الذي نفسي بيده ما أقدر عليها , قد أخبرته أنك تبعثنا إلى خيبر , فأرجو أن تغنمنا شيئا , فأرجع فأقضيه , قال أعطه حقه , قال : و كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال ثلاثا لم يراجع , فخرج به بن أبي حدرد إلى السوق , و على رأسه عصابة , و هو متزر ببرد , فنزع العمامة عن رأسه فاتزر بها , و نزع البردة , فقال : اشتر مني هذه البردة فباعها بأربعة الدراهم , فمرت عجوز , فقالت : ما لك يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فأخبرها , فقالت : ها , دونك هذا , ببرد طرحته عليه " . أخرجه أحمد ( 3 / 423 ) . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات , و ابن أبي حدرد اسمه عبد الله و له صحبة كما قال ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 38 ) . و نقل المناوي عن العراقي أنه حسنه . 2109" كان لا يسأل شيئا إلا أعطاه , أو سكت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 143 :
أخرجه الحاكم ( 2 / 130 ) عن الحارث بن أبي أسامة : حدثنا روح بن عبادة حدثنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن # أنس بن مالك # رضي الله عنه : " أن هوازن جاءت يوم حنين بالنساء و الصبيان و الإبل و الغنم , فصفوهم صفوفا ليكثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فالتقى المسلمون و المشركون , فولى المسلمون مدبرين كما قال الله تعالى , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا عبد الله رسوله , و قال : يا معشر الأنصار ! أنا عبد الله و رسوله , فهزم الله المشركين و لم يطعن برمح و لم يضرب بسيف , فقال النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ : من قتل كافرا فله سلبه , فقتل أبو قتادة يومئذ عشرين رجلا , و أخذ أسلابهم , فقال أبو قتادة : يا رسول الله ! ضربت رجلا على حبل العاتق , و عليه درع له , فأعجلت عنه أن آخذ سلبه , فانظر من هو يا رسول الله ? فقال رجل : يا رسول الله ! أنا أخذتها , فأرضه منها , فأعطنيها ! فسكت النبي صلى الله عليه وسلم , و كان لا ( فذكره ) فقال عمر : لا والله , لا يفيئ الله على أسد من أسده و يعطيكها ! فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم " . و قال : " صحيح على شرط مسلم " , و وافقه الذهبي . قلت : و هو كما قالا . و أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 52 ) مختصرا بلفظ الترجمة دون قوله : " أو سكت " من طريق ابن مبارك عن حماد بن سلمة به . و كذلك أخرجه مسلم ( 7 / 74 - 75 ) من طريق يزيد بن هارون عن حماد به نحوه . و هو و البيهقي ( 1 / 243 ) من طريق موسى بن أنس عن أبيه قال : " ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا إلا أعطاه " . ثم أخرجه أبو الشيخ من حديث جابر و عائشة و أبي أسيد نحوه . و أخرجه الطيالسي ( 2437 - ترتيبه ) و الدارمي ( 1 / 34 ) و مسلم و ابن سعد ( 1 / 368 ) عن جابر . و الدارمي عن سهل بن سعد . و أحمد ( 3 / 497 ) عن أبي أسيد . و أخرج ابن سعد بسند جيد عن محمد بن الحنفية قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يقول لشيء : لا , فإذا هو سئل , فأراد أن يفعل قال : نعم , و إذا لم يرد أن يفعل سكت , فكان قد عرف ذلك منه " . قلت : و هذا مرسل صحيح و شاهد قوي لحديث الترجمة . و قد وصله الطبراني في حديث طويل عن علي رضي الله عنه . قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 9 / 13 ) : " و فيه محمد بن كثير الكوفي , و هو ضعيف " . و رواه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 13 / 2 ) عن سليمان بن أيوب حدثني أبي عن جدي عن موسى بن طلحة عن أبيه مرفوعا نحوه و فيه قصة , و لفظه : " كان لا يكاد يسأل شيئا إلا فعله " . و هذا إسناد ضعيف , سليمان بن أيوب - و هو ابن سليمان بن موسى بن طلحة التيمي - قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . و ابنه أيوب بن سليمان , ساق نسبه ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 248 ) , فأدخل بين أبيه سليمان و جده موسى عيسى , فهو عنده أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة . و لم يذكر له راويا غير ابنه سليمان . و أبوه سليمان لم أجده . 2110" كان لا يصلي المغرب و هو صائم حتى يفطر , و لو على شربة من ماء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 145 :
رواه ابن الأعرابي في " معجمه " ( 222 / 2 ) قال : قرأت على علي ( يعني ابن داود القنطري ) : أخبرنا محمد بن عبد العزيز الرملي أخبرنا شعيب بن إسحاق أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن # أنس # مرفوعا . و رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 100 / 2 ) من طريق أخرى عن الرملي , و قال : " لم يروه عن قتادة إلا سعيد , و لا عنه إلا شعيب , تفرد به محمد " . قلت : و هو صدوق يهم , و كانت له معرفة , احتج به البخاري و بقية الرجال ثقات رجال الشيخين لكن شعيبا سماعه عن ابن أبي عروبة بآخرة كما في " التقريب " فالسند من أجل هذا ضعيف , فلا تغتر بقول الهيثمي ( 3 / 155 ) : " رواه أبو يعلى و البزار و الطبراني في " الأوسط " , و رجال أبي يعلى رجال الصحيح " . قلت : و كذلك رجال " الأوسط " كما علمت , فلا داعي لتخصيص أبي يعلى بالذكر ! ثم قد علمت أيضا أن سماع شعيب من ابن أبي عروبة في حالة اختلاطه . فتنبه . ثم وجدت له طريقا آخر عن أنس , أخرجه الضياء في " المختارة " ( 101 / 1 - 2 ) من طريق أبي يعلى و غيره عن أبي بكر بن أبي شيبة : أخبرنا حسين بن علي عن زائدة عن حميد عن أنس به . و قال : " أخرجه ابن حبان عن أبي يعلى الموصلي " . قلت : و هذا سند صحيح , و هو في " موارد الظمآن " ( 890 ) و هذا يبين أن طريق أبي يعلى غير طريق الطبراني التي فيها ذاك المختلط , فكان على الهيثمي أن يبين ذلك . ثم وجدته في " المصنف " لابن أبي شيبة ( 2 / 184 ) من هذا الوجه . و أخرجه ابن عدي ( 25 / 1 ) عن أبان عن أنس , لكن أبان - و هو ابن أبي عياش - متروك , و من طريقه رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " ( ج 3 رقم 84 ) .
2111" كان لا ينام إلا و السواك عنده , فإذا استيقظ بدأ بالسواك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 146 :
أخرجه أحمد ( 2 / 117 ) و ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 43 ) عن محمد بن مسلم ابن مهران - مولى لقريش - سمعت جدي يحدث عن # ابن عمر # مرفوعا به . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات غير محمد - و هو ابن إبراهيم بن مسلم بن المثنى بن مهران - ففيه خلاف , و الراجح أنه وسط حسن الحديث , و قد صحح له ابن حبان و عبد الحق الإشبيلي كما ذكرته في " صحيح أبي داود " ( 1155 ) . و روى الطبراني ( 3 / 207 / 2 ) عن سعيد بن راشد عن عطاء عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقعد ساعة من ليل إلا أمر السواك على فيه . و سعيد بن راشد - و هو السماك - متروك كما قال النسائي . و تابعه حسام بن المصك : حدثنا عطاء به , و لفظه : " كان لا يتعار من الليل ساعة إلا أجرى السواك على فيه " . أخرجه ابن عدي ( 109 / 1 ) . و حسام هذا قال الحافظ بن حجر : " ضعيف , يكاد أن يترك " . قلت : فالعمدة في تقوية الحديث على الطريق الأول . 2112" كان يأتي ضعفاء المسلمين و يزورهم و يعود مرضاهم و يشهد جنائزهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 147 :
أخرجه الحاكم ( 2 / 466 ) عن سفيان بن حسين عن الزهري عن # أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه # رضي الله عنه مرفوعا . و قال : " صحيح الإسناد " , و وافقه الذهبي . قلت : و فيه نظر , فإن سفيان بن حسين قد ضعفوه في روايته عن الزهري خاصة و هذه منها . لكن يشهد له حديث مسلم الأعور عن أنس مرفوعا : " كان يعود المريض و يتبع الجنائز و يجيب دعوة المملوك و يركب الحمار و لقد كان يوم خيبر و يوم قريظة على حمار خطامه حبل من ليف و تحته إكاف من ليف " . أخرجه الطيالسي ( 2425 - ترتيبه ) و الترمذي ( 1017 ) و ابن ماجة ( 2 / 545 ) و الحاكم و قال : " صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! و أما الترمذي فقال و أصاب : " حديث لا نعرفه إلا من حديث مسلم الأعور - و هو مسلم بن كيسان - يضعف " . و قال الحافظ فيه : " ضعيف " . بل قال الذهبي نفسه في " الضعفاء " و غيره : " تركوه " . و خير منه في الشهادة حديث سماك بن حرب : سمعت عباد بن زاهر أبا الرواع : سمعت عثمان بن عفان يقول : " إنا قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر و الحضر , فكان يعود مرضى المسلمين و يشهد جنائزهم أو قال : يتبع جنائزهم " . أخرجه البزار ( 1 / 388 / 819 ) و قال : " لا نعلمه عن عثمان إلا بهذا الإسناد و لا نعلم روى عباد غير هذا , و لا روى عنه غير سماك " . قال الحافظ عقبه في " زوائده " ( ص 89 ) : " قلت : و هو مجهول الحال , و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " على قاعدته " . و أقول : قد روى عنه أبو إسحاق الهمداني أيضا كما في " الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 80 ) , و قال : " سئل أبي عنه ? فقال : شيخ " . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 3 / 29 ) و قلده الأعظمي في تعليقه على " الكشف " : " رواه البزار , و رجاله ثقات " ! و روى النسائي في " عمل اليوم و الليلة " ( 329 ) و ابن حبان ( 2145 ) عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس مرفوعا : " كان يزور الأنصار و يسلم على صبيانهم و يمسح رؤوسهم " . قلت : و إسناده صحيح على شرط مسلم , و التسليم على الصبيان ثابت في " الصحيحين " من طريق أخرى عن أنس رضي الله عنه . 2113" كان يؤتى بالتمر فيه دود , فيفتشه , يخرج السوس منه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 149 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 148 ) و عنه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 191 / 201 ) و ابن ماجة ( 2 / 317 ) مختصرا و كذا أبو الشيخ ( ص 221 ) كلهم عن سلم بن قتيبة عن همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن # أنس بن مالك # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و همام هو ابن يحيى بن دينار الأزدي العوذي المحلمي مولاهم . و أعله البيهقي بالإرسال لأنه رواه من طريق محمد بن كثير أنبأنا همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالتمر فيه الدود , فذكر معناه . و ما أرى ذلك بعلة , ذلك لأن سلم بن قتيبة أوثق من محمد بن كثير - و هو العبدي - كما يظهر ذلك جليا لكل من راجع أقوال أئمة الجرح و التعديل فيهما في كتب الرجال , و لاسيما أن معه الزيادة و زيادة الثقة مقبولة هنا اتفاقا . و قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن تفتيش التمر و لكنه لا يصح كما بينته في " الضعيفة " ( 5228 ) . 2114" كان يأمر بتغيير الشيب مخالفة للأعاجم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 150 :
رواه الطبراني في " الكبير " و عبد الغني المقدسي في " السنن " ( 177 / 1 ) عن الأحوص بن حكيم عن أبيه عن عبد الله بن غابر عن # عتبة بن عبد # رفعه . قلت : و هذا إسناد ضعيف , الأحوص بن حكيم ضعيف الحفظ . و أبوه حكيم بن عمير صدوق يهم . و له شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه ابن عساكر ( 2 / 353 / 1 ) عن بشر بن عمارة عن الأحوص بن حكيم عن راشد بن سعد و أبي عون عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا ضعيف أيضا لأن مداره على الأحوص , و قد عرفت حاله . و بشر بن عمارة - و هو الخثعمي - ضعيف أيضا , بل قال الدارقطني : " متروك " . لكن يشهد للحديث قوله صلى الله عليه وسلم : " إن اليهود و النصارى لا يصبغون , فخالفوهم " . متفق عليه من حديث أبي هريرة و هو مخرج في " تخريج الحلال " ( رقم 105 ) . 2115" كان يأمر بناته و نسائه أن يخرجن في العيدين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 150 :
أخرجه أحمد ( 1 / 231 ) عن حجاج عن عبد الرحمن بن عابس عن # ابن عباس # مرفوعا . و هكذا أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 182 ) إلا أنه قال : " يخرج " بدل : " يأمر " . قلت : و رجاله ثقات إلا أن الحجاج هذا - و هو ابن أرطأة - مدلس و قد عنعنه . و في رواية لأحمد ( 1 / 354 ) من هذا الوجه : " كان يعجبه في يوم العيد أن يخرج أهله " . و في أخرى له ( 3 / 363 ) و كذا الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 250 ) من طريق الحجاج أيضا عن عطاء عن جابر مرفوعا بلفظ : " كان يخرج في العيدين , و يخرج أهله " . و قال الإمام أحمد ( 6 / 184 ) : حدثنا علي قال : أنبأنا خالد عن أبي قلابة عن عائشة قالت : " قد كانت تخرج الكعاب من خدرها لرسول الله صلى الله عليه وسلم في العيدين " . قلت : و هذا إسناد ضعيف منقطع بين أبي قلابة و عائشة . و علي - و هو ابن عاصم - ضعيف لسوء حفظه , و إصراره على خطئه لكنه قد توبع عند ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 182 ) . و قد ثبت الأمر بإخراج النساء جميعا حتى الحيض منهن أن يخرجن إلى المصلى عند الشيخين و غيرهما من حديث أم عطية . و روى الطيالسي ( 706 ) : حدثنا شعبة عن محمد بن النعمان عن طلحة اليامي عن أخت عبد الله بن رواحة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " وجب الخروج على ذات نطاق , يعني في العيدين " . و إسناده حسن لولا أن البيهقي ( 3 / 306 ) أخرجه من هذا الوجه , فأدخل بين طلحة بن مصرف و أخت عبد الله امرأة من عبد القيس لم تسم . و خالفه الحسن بن عبيد الله فقال : عن طلحة اليامي قال : قال أبو بكر ... فذكره موقوفا عليه . أخرجه ابن أبي شيبة . و رجاله ثقات . 2116" رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل مما مسته النار , ثم يصلي و لا يتوضأ " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 152 :
أخرجه أحمد ( 1 / 272 ) عن ابن أبي الزناد عن أبيه عن محمد بن عمرو بن عطاء عن علقمة القرشي قال : " دخلنا بيت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فوجدنا فيه # عبد الله بن عباس # , فذكرنا الوضوء مما مست النار , فقال عبد الله : ( فذكره ) , فقال له بعضنا : أنت رأيته يا ابن عباس ? قال : فأشار بيده إلى عينيه فقال : بصر عيني " . قلت : و هذا إسناد حسن . و تابعه وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو بن عطاء بلفظ : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل عرقا من شاة ثم صلى و لم يتوضأ و لم يمس ماء " . أخرجه مسلم ( 1 / 188 ) و أبو عوانة ( 1 / 272 ) . و له شاهد من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء قال : " كنا نأكل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الخبز و اللحم , ثم نصلي و لا نتوضأ " . أخرجه ابن حبان ( 223 ) . قلت : و إسناده صحيح . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني فقط في " الكبير " بلفظ : " كان يأكل مما ... " الحديث . و بيض له المناوي في " الفيض " , فلم يتكلم على إسناده بشيء , سوى أنه قال : " رمز المؤلف لحسنه " ! و أما في " التيسير " , فقال : " إسناده صحيح " ! و لم أره عند الطبراني في " مسند ابن عباس " و لا في " مجمع الزوائد " و لا ذكره مفهرسه , و الله أعلم . 2117" كان يبدأ إذا أفطر بالتمر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 153 :
رواه النسائي في " السنن الكبرى " ( 65 / 2 ) و الفريابي في " الصيام " ( 4 / 62 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 4 / 286 / 1 ) و الضياء في " المختارة " ( 1 / 292 ) عن يزيد بن عبد العزيز عن رقبة عن بريد بن أبي مريم عن # أنس # مرفوعا . و قال النسائي : " رواه شعبة فأرسله عن بريد عن النبي صلى الله عليه وسلم و شعبة أحفظ ممن روى هذا الحديث " . قلت : و خالفه الدارقطني فرجح الموصول , فقال كما نقله الضياء : " و يشبه أن يكون رقبة حفظه " . قلت : و هذا هو الصواب لأن رقبة - و هو ابن مصقلة - ثقة مأمون كما في " التقريب " و احتج به الشيخان , فلا يضره إرسال شعبة إياه لأن من حفظ حجة على من لم يحفظ . و يزيد بن عبد العزيز هو ابن سياه الأسدي الحماني , و هو ثقة أيضا من رجال الشيخين . و بريد بن أبي مريم تابعي ثقة , فالإسناد صحيح . 2118" كان يبعث إلى المطاهر , فيؤتى بالماء , فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 154 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( ص 35 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 203 ) عن حسان بن إبراهيم الكرماني عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن # ابن عمر # قال : " قلت : يا رسول الله ! الوضوء من جر جديد مخمر أحب إليك , أم من المطاهر ? قال : لا بل من المطاهر , إن دين الله يسر , الحنيفية السمحة " , قال : فذكره , و قال : " لم يروه عن عبد العزيز إلا حسان " . قلت : و هو مختلف فيه و الأكثرون على توثيقه , و الذي يترجح عندي أنه وسط حسن الحديث , و لاسيما و قد خرج له البخاري في " صحيحه " , و قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . و الحديث قال الهيثمي ( 1 / 214 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله موثقون , و عبد العزيز بن أبي رواد ثقة ينسب إلى الإرجاء " . قلت : و احتج به مسلم و إرجاؤه لا يضر حديثه كما هو مقرر في " مصطلح الحديث " . ( المطاهر ) : جمع ( المطهرة ) : كل إناء يتطهر منه كالإبريق و السطل و الركوة و غيرها كما في " المعجم الوسيط " . 2119" كان يبيت الليالي المتتابعة طاويا و أهله لا يجدون عشاء و كان أكثر خبزهم الشعير " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 154 :
أخرجه الترمذي ( 3 / 272 - تحفة ) و ابن ماجة ( 2 / 320 ) و أحمد ( 1 / 255 و 373 - 374 ) و الضياء في " المختارة " ( 66 / 89 / 1 ) من طريق ثابت بن يزيد عن هلال بن خباب عن عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . قلت : و إسناده حسن , رجاله ثقات رجال الشيخين غير هلال بن خباب و هو ثقة لكنه كان تغير بآخره . 2120" كان يتخلف في المسير , فيزجي الضعيف و يردف و يدعو لهم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 155 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 411 ) و الحاكم ( 2 / 115 ) عن الحجاج بن أبي عثمان عن أبي الزبير أن # جابر بن عبد الله # حدثهم به مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " , و وافقه الذهبي . قلت : هو كما قالا , فقد صرح أبو الزبير بالتحديث , فأمنا بذلك تدليسه , ثم خرجته في " صحيح أبي داود " ( 2372 ) . ( يزجي ) : أي يسوقه ليلحقه بالرفاق . ( يردف ) : أي جعله ردفه و أركبه خلفه .
أخرجه أحمد ( 6 / 321 ) عن محمد بن طحلاء قال : قلت لأبي سلمة : إن ظئرك سليما لا يتوضأ مما مست النار ? قال : فضرب صدر سليم , و قال : أشهد على # أم سلمة # زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت تشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال مسلم غير ابن طحلاء و هو صدوق . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 248 ) : " رواه أحمد و الطبراني في " الكبير " و رجال الطبراني موثقون لأنه من رواية محمد بن طحلاء عن أبي سلمة . و أبو سليمان الذي في إسناد أحمد لا أعرفه و لم أر من ترجمه " . قلت : الذي في " المسند " المطبوع : " سليم " , و سواء كان هذا هو الصواب أو أبو سليمان , فهو ليس من رجال إسناد الحديث كما هو ظاهر , فلا وجه لإعلال إسناد أحمد به . ثم إن تعليله لتوثيقه لرجال الطبراني بأنه من رواية محمد بن طحلاء تعليل قاصر , فلعل في العبارة سقطا نحو قوله : و هو ثقة , و الله أعلم . ثم ذكر للحديث شاهدا من حديث أبي أيوب من رواية الطبراني بإسناد رجاله رجال الصحيح . ( الظئر ) : المرضعة لغير ولدها و يطلق على زوجها أيضا : و الثاني هو المراد هنا كما هو ظاهر . 2122" كان يتوضأ واحدة واحدة و ثنتين ثنتين و ثلاثا ثلاثا , كل ذلك يفعل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 156 :
قال الهيثمي ( 1 / 233 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " عن # معاذ بن جبل # و فيه محمد بن سعيد المصلوب و هو ضعيف " . قلت : بل هو كذاب لكن الحديث قد جاء من طريق أخرى عن أبي رافع قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا و مرتين مرتين و مرة مرة " . أخرجه الطبراني أيضا في " الكبير " ( 1 / 317 / 937 ) و إسناده صحيح و رجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي . و له شاهد من حديث ابن عمر , و جاء مفرقا في أحاديث , فراجع لها " إرواء الغليل " . 2123" كان اجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 157 :
أخرجه مسلم ( 3 / 176 ) و الترمذي ( 1 / 152 ) و ابن ماجة ( 1767 ) و أحمد ( 6 / 82 و 123 و 256 ) من حديث # عائشة # رضي الله عنها مرفوعا . 2124" كان يجلس القرفصاء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 157 :
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 40 / 1 ) و أبو الشيخ ( ص 267 ) عن عبد الله بن المنيب عن جده عن أبيه # أبي أمامة الحارثي # قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف , المنيب هذا هو ابن عبد الله بن أبي أمامة الحارثي , قال الذهبي مشيرا إلى جهالته : " ما علمت عنه راويا سوى ولده عبد الله " . لكن للحديث شاهدا يرويه عبد الله بن حسان العنبري قال : حدثتني جدتاي صفية و دحيبة ابنتا عليبة بنت حوملة - و كانتا ربيبتي قيلة بنت مخرمة - أنهما أخبرتهما قيلة قالت : " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا القرفصاء , فلما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم المتخشع في الجلسة , أرعدت من الفرق " . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 1178 ) . قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد , العنبري هذا روى عنه جمع من الثقات منهم عبد الله بن المبارك , و قال الحافظ فيه : " مقبول " . 2125" كان يجلس على الأرض و يأكل على الأرض و يعتقل الشاة و يجيب دعوة المملوك على خبز الشعير " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 158 :
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 164 / 1 ) عن عبد الله بن مسلم بن هرمز عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف , ابن هرمز هذا ضعيف كما في " التقريب " . و له طريق أخرى يرويه مسلم الأعور عن سعيد بن جبير به دون قوله : " على خبز الشعير " . أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 63 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 4 / 3 / 1 ) . و مسلم هذا - هو ابن كيسان الأعور - ضعيف أيضا كما في " التقريب " . و من طريقه أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( ص 190 ) عن أنس لم يذكر بينها سعيدا و هو رواية لأبي الشيخ ( ص 62 ) بلفظ : " كان يعود المرضى و يركب الحمار و يجيب دعوة العبد ... " . و أخرجه ابن سعد أيضا ( 1 / 371 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 312 ) و الحاكم ( 4 / 119 ) و صححه و رده الذهبي بقوله : " قلت : مسلم ترك " . لكن الحديث جاء من طرق أخرى : 1 - عن أنس بن مالك قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد على الأرض , و يأكل على الأرض و يجيب دعوة المملوك , و يقول : لو دعيت إلى ذراع لأجبت و لو أهدي إلي كراع لقبلت , و كان يعتقل شاته " . أخرجه ابن سعد ( 1 / 371 ) و رجاله ثقات غير شيخه عمر بن حبيب العدوي , فهو ضعيف كما في " التقريب " . 2 - عن أبي هريرة مرفوعا : " كان يلبس الصوف , و يجلس على الأرض و يأكل عليها و يركب الحمار و يعتقل الشاة و يحلبها و يجيب دعوة المملوك و يقول : " لو دعيت إلى كراع لأجبت " . أخرجه ابن عدي ( 243 / 2 ) عن عمر بن يزيد عن عطاء عنه و قال " حديث غير محفوظ , و عمر يزيد منكر الحديث " . 3 - عن الحسن مرفوعا : " كان والله يجلس بالأرض و يوضع طعامه بالأرض و يلبس الغليظ و يركب الحمار و يردف بعده و يلعق والله يده " . أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 575 ) : أخبرنا معمر عن يحيى بن المختار عنه , و هو ابن أبي الحسن البصري . و هذا إسناد مرسل ضعيف , يحيى بن المختار مستور كما في " التقريب " . 4 - عن أبي موسى قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب الحمار و يلبس الصوف و يعتقل الشاة و يأتي مراعاة الضيف " . أخرجه أبو الشيخ ( ص 129 ) و الحاكم ( 1 / 61 ) و قال : " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . 5 - عن جابر مرفوعا : " كان يجيب دعوة المملوك " . أخرجه ابن سعد ( 1 / 370 ) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي الزبير عنه , و هذا إسناد ضعيف . 6 - عن حمزة بن عبد الله بن عتبة قال : " كانت في النبي صلى الله عليه وسلم خصال ليست في الجبارين , كان لا يدعوه أحمر و لا أسود من الناس إلا أجابه ... و كان يركب الحمار عريا ليس عليه شيء " . أخرجه ابن سعد . و رجاله ثقات غير حمزة هذا , ترجمه ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 212 ) من رواية جمع عنه , و زاد البخاري ثقة آخر , و ذكره ابن حبان في " ثقات التابعين " ( 4 / 169 ) فالحديث مرسل حسن . 7 - عن الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب حمارا عريا . أخرجه ابن سعد أيضا عن مسلم مولى الشعبي عن الشعبي مرسلا . و مسلم هذا لم أعرفه . 2126" كان يحب أن ينهض إلى عدوه عند زوال الشمس " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 160 :
أخرجه أحمد ( 4 / 356 ) و ابنه عبد الله و الطبراني في " الكبير " من طريق ابن عياش عن موسى بن عقبة عن أبي النضر عن عبيد الله بن معمر عن # عبد الله بن أبي أوفى # قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف , عبيد الله بن معمر مجهول كما قال الحسيني . و ابن عياش - هو إسماعيل الحمصي - ضعيف في روايته عن الحجازيين و هذا منها . و الحديث قال الهيثمي ( 5 / 325 ) : " رواه أحمد و الطبراني من طريق إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة و هي ضعيفة " . قلت : و لفظ الطبراني كما في " الجامع الصغير " : " كان يعجبه أن يلقى العدو عند زوال الشمس " . و خالف ابن عياش أبو إسحاق الفزاري في إسناده فقال : عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله - و كان كاتبا له - قال : كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما فقرأته : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيه ( العدو ) انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس قال ... " . أخرجه البخاري ( 6 / 91 - فتح ) و البيهقي ( 9 / 152 ) . و رواه أحمد ( 4 / 353 - 354 ) من طريق أبي حيان قال : سمعت شيخا بالمدينة يحدث أن عبد الله بن أبي أوفى كتب إلى عبيد الله إذا أراد أن يغزو الحرورية , فقلت لكاتبه - و كان لي صديقا - : انسخه لي , ففعل , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره بلفظ : " فينظر , إذا زالت الشمس نهد إلى عدوه ... ثم قال " . و رجاله ثقات غير الشيخ الذي لم يسم . و قال الحافظ بعد أن ذكر حديث الترجمة من رواية أحمد : " و لسعيد بن منصور من وجه آخر عن ابن أبي أوفى : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تمهل ( ! ) إذ زالت الشمس , ثم ينهض إلى عدوه " . 2127" كان يحب الدباء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 161 :
أخرجه أحمد ( 3 / 177 و 274 ) عن شعبة قال : سمعت قتادة يحدث قال : سمعت # أنس ابن مالك # قال : فذكره . و في لفظ : " القرع " , قال : " فأتي بطعام أو دعي له , قال أنس : فجعلت أتتبعه , فأضعه بين يديه لم أعلم أنه يحبه " . قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و من طريق أخرى عنده ( 3 / 279 و 289 - 290 ) عن شعبة بلفظ : " كان يعجبه القرع , و في لفظ : الدباء " . و سنده صحيح أيضا . و أخرجه ابن ماجة ( 2 / 310 - 311 ) من طريق حميد عن أنس باللفظ الأول . و إسناده صحيح على شرط البخاري . و أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 229 - 231 ) من طرق أخرى عن أنس باللفظين . و أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( ص 199 ) من طريقين عنه باللفظ الأول . و إسناده صحيح على شرط الشيخين . و أبو يعلى ( 3 / 1032 ) من طريق أخرى , و ابن عدي ( 170 / 1 ) من طريق سواها , كلاهما عن أنس باللفظ الثاني . و كذا رواه ابن سعد ( 1 / 391 ) . 2128" كان يستحب يوم الخميس أن يسافر فيه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 162 :
أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 262 ) و ابن عدي ( 114 / 1 ) عن خالد بن إلياس عن أبي سلمة , و قال أبو الشيخ : " عن محمد بن المنكدر " عن # أم سلمة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا , خالد بن إلياس متروك الحديث كما قال الحافظ في " التقريب " . و من طريقه أخرجه الطبراني في " الكبير " و إليه وحده عزاه السيوطي في " الجامع " و بهأعله الهيثمي و غيره . لكن في " البخاري " ( 6 / 86 ) من حديث كعب بن مالك : " أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الخميس في غزوة تبوك , و كان يحب أن يخرج يوم الخميس " . و في رواية له : " لقلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إذا خرج في سفر إلا يوم الخميس " . و رواها البيهقي ( 9 / 191 ) و أحمد ( 3 / 456 ) . و روى سعيد بن منصور عن مهدي بن ميمون عن واصل مولى أبي عيينة قال : " بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر أحب أن يخرج يوم الخميس " . و هذا إسناد معضل , رجاله ثقات . 2129" كان يدعى إلى خبز الشعير و الإهالة السنخة فيجيب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 163 :
أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( ص 190 ) عن الأعمش عن # أنس بن مالك # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم إلا أن الأعمش على عنعنته لم يثبت له سماع من أنس .لكن تابعه قتادة قال : حدثني أنس : " أن خياطا بالمدينة دعا النبي صلى الله عليه وسلم لطعامه , قال : فإذا خبز شعير بإهالة سنخة , و إذا فيها قرع , قال : فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه القرع , قال أنس : لم يزل يعجبني القرع منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه " . أخرجه أحمد ( 3 / 208 و 210 - 211 و 232 و 252 و 270 و 289 ) و ابن سعد ( 1 / 391 ) من طرق عنه . و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . قوله : ( و الإهالة ) : هي كل شيء من الأدهان مما يؤتدم به , و قيل غير ذلك . و ( السنخة ) : المتغيرة الريح . 2130" كان يركب الحمار و يخصف النعل و يرقع القميص , و يقول : من رغب عن سنتي فليس مني " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 164 :
رواه أبو الشيخ ( ص 128 ) و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 315 ) من طريق أبي يعلى حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا يحيى بن يعلى عن مختار التيمي عن كرز ابن وبرة الحارثي عن # أبي أيوب # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف , مختار - و هو ابن نافع التيمي - ضعيف , و مثله يحيى ابن يعلى و هو الأسلمي الكوفي . لكن له شاهد مرسل قوي , قال ابن سعد ( 1 / 372 ) : أخبرنا محمد بن مقاتل الخراساني : أخبرنا عبد الله بن المبارك قال : أخبرنا سفيان أن الحسن قال : " لما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم قال : هذا نبيي , هذا خياري , ائتسوا به , و خذوا في سنته و سبيله , لم يكن تغلق دونه الأبواب و لا تقوم دونه الحجبة و لا يغدى عليه بالجفان و لا يراح عليه بها , يجلس على الأرض و يأكل طعامه بالأرض و يلبس الغليظ و يركب الحمار و يردف بعده و يلعق أصابعه , و كان يقول : من يرغب عن سنتي فليس مني " . قلت : و هذا إسناد صحيح مرسل , رجاله كلهم ثقات رجال البخاري .
أخرجه الحاكم ( 2 / 144 ) من طريق عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا موسى بن سهل حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن أبي حيان التيمي عن أبي زرعة عن # أبي هريرة # مرفوعا و قال : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي ! و أقول : كلا , فإن موسى بن سهل هذا لم يخرج له الشيخان مطلقا , ثم إن في الرواة في طبقته أربعة , كلهم يسمى موسى بن سهل . الأول : موسى بن سهل بن قادم الرملي النسائي الأصل , و هذا ثقة من شيوخ أبي داود و النسائي . الثاني : موسى بن سهل بن كثير الوشاء البغدادي , و هو ضعيف . الثالث : موسى بن سهل بن هارون الرازي ضعيف جدا . الرابع : موسى بن سهل الرازي لا يعرف . و لم يتعين عندي الآن أيهم صاحب هذا الحديث , و إلى أن يتبين أنه الثقة , فهو على الضعف , و اللهأعلم . ثم رأيت له متابعا , فقال أبو داود ( 1 / 399 ) : حدثنا موسى بن هارون الرقي حدثنا مروان ابن معاوية به . و الرقي الذي سمع منه أبو حاتم الرازي و غيره من الأئمة و ذكره ابن حبان في " الثقات " . فالحديث بهذه المتابعة ينجو من الضعف , و يدخل في قسم الصحيح أو الحسن على الأقل . و الله سبحانه و تعالى أعلم . 2132" كان يصلي ما بين المغرب و العشاء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 166 :
أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 32 ) و البيهقي ( 3 / 20 ) عن منصور بن صقير حدثنا عمارة بن زاذان عن ثابت عن # أنس # مرفوعا .قلت : و هذا إسناد ضعيف , عمارة بن زاذان صدوق سيء الحفظ . و منصور بن صقير ضعيف . لكن للحديث شواهد يتقوى بها : منها عن عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم . عزاه السيوطي في " الجامع " للطبراني في " المعجم الكبير " و عند أحمد أيضا ( 5 / 431 ) و البيهقي من طريق التيمي قال : " طرأ علينا رجل في مجلس أبي عثمان النهدي فحدثنا عن عبيد .... " فذكره . و رواه هو و ابن نصر عن المعتمر بن سليمان قال : قال أبي : حدثني رجل قال : " سئل عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بصلاة بعد المكتوبة ? قال : نعم , بين المغرب و العشاء " . و منها عن حذيفة مرفوعا نحوه . أخرجه أحمد و غيره بسند صحيح كما هو مبين في " تخريج الترغيب " ( 1 / 205 - 206 ) . 2133" كان يضمر الخيل يسابق بها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 166 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 403 - تازية ) عن عبيد الله عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح , و رجاله كلهم ثقات رجال البخاري .و أخرجه ابن ماجة ( 2 / 205 ) من هذا الوجه بنحوه . و تابعه ابن أبي ليلى عن نافع به دون قوله : " يسابق بها " . أخرجه أحمد . 2134" كان يعجبه الحلو البارد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 167 :
أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 9 / 260 ) : حدثنا محمد بن غالب حدثنا الحميدي و هذا في " مسنده " ( 1 / 125 / 257 ) حدثنا سفيان عن معمر عن الزهري عن عروة عن # عائشة # مرفوعا . ثم روى من طريق ابن حنبل : حدثني أبي حدثنا سفيان بلفظ : " كان أحب الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم البارد " . ثم زاد ( 10 / 276 ) من طريق محمد بن منصور الجواز المكي : حدثنا سفيان به : " الحلو البارد " . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين و هو في " المشكاة " ( 4282 ) بنحوه , و فيه زيادة : " الحلو البارد " . و هي في " مسند أحمد " ( 6 / 38 و 40 ) بإسناده المتقدم : حدثنا سفيان به . و قد أعل الترمذي هذا الحديث بالإرسال , و سيأتي الجواب عنه حينما نعيد الحديث بزيادة في التخريج و التحقيق إن شاء الله برقم ( 3006 ) . 2135" كان يعجبه الرؤيا الحسنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 167 :
أخرجه أحمد ( 3 / 135 و 257 ) عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن # أنس # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .و له شاهد يرويه علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه مرفوعا به . أخرجه أحمد ( 5 / 44 و 50 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 4 / 312 ) . قلت : و إسناده لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات على شرط مسلم غير علي بن زيد - و هو ابن جدعان - فهو ضعيف لسوء حفظه . 2136" كان يعجبه الريح الطيبة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 168 :
أخرجه أبو داود ( 2 / 178 ) و الحاكم ( 4 / 188 - 189 ) و أحمد ( 6 / 144 و 219 و 249 ) و ابن سعد ( 1 / 453 ) من طرق عن همام بن يحيى عن قتادة عن مطرف عن # عائشة # : " أنها صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جبة , من صوف سوداء , فلبسها , فلما عرق وجد ريح الصوف , فخلعها , و كان ... " فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و أخرجه أبو الشيخ ( ص 129 ) نحوه . 2137" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف بريح الطيب إذا أقبل " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 168 :
أخرجه ابن سعد ( 1 / 399 ) و الدارمي ( 1 / 32 ) عن الأعمش عن # إبراهيم # قال : فذكره . قلت : و رجاله ثقات لكنه مرسل أو معضل , فإن إبراهيم - هو ابن يزيد النخعي - تابعي صغير , عامة رواياته عن التابعين . ثم روى ابن سعد من طريق أبي بشر صاحب البصري : أخبرنا يزيد الرقاشي أن أنس بن مالك حدثهم قال : " كما نعرف خروج النبي صلى الله عليه وسلم بريح الطيب " . لكن يزيد الرقاشي ضعيف . و أبو بشر صاحب البصري ( و يقال : القرى و المقري ) قال أبو حاتم : " لاأعرفه " . ثم روى الدارمي من طريق إسحاق بن الفضل بن عبد الرحمن الهامشي أنبأنا المغيرة بن عطية عن أبي الزبير عن جابر : " أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسلك طريقا , أو لا يسلك طريقا فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه , أو قال : من ريح عرقه " . قلت : و هذا إسناد ضعيف , أبو الزبير مدلس و قد عنعنه . و المغيرة بن عطية مجهول , أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4 / 1 / 227 ) من هذه الرواية , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و إسحاق بن الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي أورده الطوسي في " رجاله " ( ص 149 ) في أصحاب جعفر الصادق رقم ( 134 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا كغالب عادته ! و زاد على ما في هذا الإسناد أنه مدني . ذكره في أصحاب الباقر ( ص 104 رقم 17 ) : " إسماعيل بن الفضل بن يعقوب بن الفضل بن عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب ثقة من أهل البصرة " . و ذكر المعلق عليه أنه هو الأول المدني , و تبع في ذلك الحافظ ابن حجر في " اللسان " و هو بعيد عندي لاختلاف اسم جدهما , و نسبتهما . و الله أعلم . ثم وجدت لحديث أنس طريقا أخرى يرويه بشر بن سيحان حدثنا عمر بن سعيد الأبح عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس به نحوه . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( ص 314 - نسخة الحرم المكي من زوائده ) . و هذا سند ضعيف أيضا , عمر بن سعيد الأبح قال ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 111 ) عن أبيه : " ليس بقوي " . و في " الميزان " : " قال البخاري : منكر الحديث " . و بالجملة , فالحديث حسن على أقل الأحوال بمجموع طرقه . و الله تعالى أعلم . 2138" كان يضع صدره و وجهه و ذراعيه و كفيه بين الركن و الباب . يعني في الطواف " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 170 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 297 ) و ابن ماجة ( 2 / 225 - 226 ) و البيهقي ( 5 / 93 ) و كذا عبد الرزاق في " المصنف " ( 9043 ) و الأصبهاني في " الترغيب " ( 135 / 1 ) عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال " طفت مع # عبد الله # , فلما جئنا دبر الكعبة قلت له : ألا تتعوذ ? قال : أعوذ بالله من النار , ثم مضى حتى استلم الحجر , قام بين الركن و الباب فوضع صدره ... ثم قال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله " . قلت : و المثنى ضعيف , و زاد عبد الرزاق بعد قوله : " عن أبيه " : " عن جده " , و الأول أصح . فقد تابعه علي بن عاصم أنبأنا ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال : كنت أطوف .... فذكره نحوه . أخرجه البيهقي . لكن علي بن عاصم فيه ضعف و قد خالفه عبد الرزاق فقال ( 9044 ) : عن ابن جريج قال : قال عمرو بن شعيب : طاف محمد بالبيت - جده - مع أبيه عبد الله بن عمرو ... فذكره نحوه . و ابن جريج مدلس و من الممكن أن تكون الواسطة بينه و بين عمرو بن سعيد هو المثنى نفسه , فلا يتقوى الحديث بطريقه عن عمرو , و لاسيما مع هذا الاختلاف في إسناده عنه . لكن يشهد له ما روى يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن عبد الرحمن بن صفوان قال : " لم فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة , قلت ... فلأنظرن كيف يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فانطلقت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من الكعبة هو و أصحابه , و قد استلموا البيت من الباب إلى الحطيم , و قد وضعوا خدودهم على البيت , و رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطهم " . أخرجه أبو داود و البيهقي و أحمد ( 3 / 431 ) و ابن أبي شيبة في " مسنده " أيضا ( 2 / 35 / 2 ) . و رجاله ثقات غير يزيد هذا - و هو الهاشمي مولاهم - ضعيف الحفظ . و وجدت له شاهدا موقوفا قويا , فقال عبد الرزاق ( 9047 ) : عن ابن عيينة عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد قال : قال ابن عباس : " هذا الملتزم بين الركن و الباب " . قلت : و هذا إسناد صحيح . ثم روى عن هشام بن عروة عن أبيه : " أنه كان يلصق بالبيت صدره و يده و بطنه " . و سنده صحيح أيضا . و روى عبد الرزاق أيضا ( 9045 ) بسند صحيح أيضا عن مجاهد قال : جئت ابن عباس و هو يتعوذ بين الركن و الباب . و أخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " ( 4 / 93 ) أيضا لكنه قرن مع ابن عباس ابن عمرو و ابن عمر .و روى عبد الرزاق ( 9051 ) بإسناد صحيح عن نافع أن ابن عمر كان لا يلزم شيئا من البيت . لكن رواية مجاهد أولى لأنه مثبت و المثبت مقدم على النافي كما هو مقرر في علم الأصول . و أما حديث : " ما بين الركن و المقام ملتزم من دعا ... " الحديث , فإسناده ضعيف جدا كما بينته في " الضعيفة " ( 4865 ) . 2139" مر النبي صلى الله عليه وسلم على نسوة , فسلم عليهن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 172 :
أخرجه أحمد ( 4 / 357 و 363 ) و ابن السني في " عمل اليوم " ( 221 ) و الطبراني في " الكبير " ( 118 / 1 ) عن جابر عن طارق التميمي عن # جرير # قال : فذكره . و زاد أحمد بين جابر و طارق رجلا لم يسمه . قلت : و هذا إسناد ضعيف , جابر هو ابن يزيد الجعفي و هو ضعيف , و وقع في الموضع الثاني من " المسند " جابر بن عبد الله . و لعله وهم . و طارق التميمي كذا وقع في الموضعين من " المسند " , و وقع في ابن السني و الطبراني " التيمي " و لم أجد له ترجمة . لكن الحديث قد صح من حديث أسماء بيت يزيد الأنصارية . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1047 و 1048 ) بسندين , أحدهما حسن رجاله ثقات رجال مسلم غير مهاجر بن أبي مسلم مولى أسماء روى عنه جمع من الثقات , و وثقه ابن حبان ( 5 / 427 ) . و تابعه شهر بن حوشب , و لا بأس به في المتابعات و هي الطريق الأخرى . و أخرجها أيضا أبو داود و الترمذي و أحمد ( 6 / 452 و 457 - 458 ) . 2140" كان يمشي مشيا يعرف فيه أنه ليس بعاجز و لا كسلان " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 173 :
رواه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 11 / 58 / 2 من المنتقى منها ) : حدثنا الحسين ( يعني : ابن إسماعيل ) حدثنا عبيد الله بن جرير بن جبلة قال : حدثنا ابن أبي بكر قال : حدثنا يحيى بن راشد قال : حدثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن # ابن عباس # مرفوعا . و ابن أبي بكر هو المقدمي , و قد رواه من طريق أخرى عنه البغوي في " شرح السنة " ( 4 / 70 / 2 ) . قلت : و يحيى بن راشد - و هو المازني - ضعيف . و لكنه تابعه حماد بن سلمة فقال أبو الحسن الحربي في " الحربيات " ( 2 / 47 / 2 ) : أخبرنا عبد الله بن أسيد أخبرنا أبو مسعود أحمد بن الفرات أخبرنا زيد بن عوف أخبرنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند جابر - و هو ابن زيد , أبو الشعثاء - عن ابن عباس نحوه . لكن زيد بن عوف متروك . و له شاهد مرسل رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 288 / 873 ) : أخبرنا أبو إسرائيل عن سيار أبي الحكم مرفوعا بلفظ : " كان يمشي مشية السوقي , لا العاجز و لا الكسلان " . و أبو إسرائيل اسمه إسماعيل بن خليفة , صدوق , سيء الحفظ . و بالجملة , فالحديث عندي حسن بهذا الشاهد , و لاسيما و هو معنى حديث علي : " كان إذا مشى تقلع كأنما ينحط من صبب " . و قد مضى تخريجه تحت الحديث ( 2083 ) .
2141" كان يلاعب زينب بنت أم سلمة و هو يقول : يا زوينب ! يا زوينب , مرارا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 174 :
رواه الضياء في " المختارة " ( 45 / 2 ) عن أحمد بن حرب حدثنا علي بن عبد الحميد حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني - قال : قال علي : أحسبه - عن # أنس # مرفوعا . قلت : و هذا سند صحيح . رجاله كلهم ثقات . 2142" لأن تصلي المرأة في بيتها خير لها من أن تصلي في حجرتها , و لأن تصلي في حجرتها خير لها من أن تصلي في الدار و لأن تصلي في الدار خير لها من أن تصلي في المسجد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 174 :
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 2 / 265 ) و البيهقي في : " السنن " ( 3 / 132 ) و " شعب الإيمان " ( 2 / 475 / 1 ) عن أبي بكر بن أبي أويس حدثني سليمان ابن بلال عن شريك بن أبي نمر عن يحيى بن جعفر بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن القاسم بن محمد عن # عائشة # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد رجاله موثقون غير يحيى بن جعفر بن أبي كثير و هو أخو إسماعيل بن جعفر و في ترجمته ساق البخاري هذا الحديث , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا و كذلك صنع ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 134 ) و لكنه لم يسق الحديث و ذكر أنه روى عنه إسماعيل بن جعفر و لعله وهم و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 7 / 596 ) . ثم ذكر البخاري أن حاتم بن إسماعيل روى عن يحيى بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه .و يحيى بن محمد بن عبد الرحمن ... لم أعرفه و يحتمل أنه خطأ مطبعي و أن الصواب عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن ... و يحيى هو ابن جعفر بن أبي كثير نفسه المذكور في الطريق الأولى , و غرض البخاري أن يبين أن حاتم بن إسماعيل خالف شريك بن أبي نمر في إسناده فقال : عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده . و قال شريك عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن القاسم عن عائشة . و الله أعلم . و للحديث شاهد يرويه محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ عن أبيه عن أم سلمة مرفوعا . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 24 / 1 ) و قال : " لا يروى عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد " . قلت : و قال المنذري في " الترغيب " ( 1 / 135 ) : " إسناده جيد " . كذا قال , و يرده قول الهيثمي ( 2 / 34 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله رجال الصحيح خلا زيد بن المهاجر , فإن ابن أبي حاتم لم يذكر عنه راويا غير ابنه محمد ابن زيد " . قلت : و لكنه شاهد لا بأس به لحديث عائشة , فالحديث حسن بمجموعهما . و له شاهد آخر من حديث أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي مرفوعا بنحوه , و له عنها طريقان يقوي أحدهما الآخر كما بينته في " تخريج الترغيب " , فالحديث به صحيح . 2143" لئن عشت إن شاء الله لأنهين أن يسمى : رباح و نجيح و أفلح و نافع و يسار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 176 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 136 ) و ابن ماجة ( 3729 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 302 ) و الحاكم ( 4 / 274 ) عن أبي أحمد حدثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر عن # عمر بن الخطاب # مرفوعا . و لم يذكر الطحاوي عمر في إسناده و قال الترمذي : " حديث غريب , هكذا رواه أبو أحمد عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر عن عمر , و رواه غيره عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم , و أبو أحمد ثقة حافظ , و المشهور عند الناس عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه عن عمر " . قلت : هي رواية الطحاوي كما ذكرنا , و هي عنده من رواية محمد بن كثير العبدي : حدثنا سفيان الثوري به . و تابعه أبو حذيفة : حدثنا سفيان به . أخرجه الحاكم , و قال : " صحيح على شرط مسلم , و لا أعلم أحد رواه عن الثوري بذكر عمر في إسناده غير أبي أحمد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا لولا عنعنة أبي الزبير , لكن قد صرح بالتحديث في رواية ابن جريج , أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : " أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينهى عن أن يسمى بيعلى و ببركة و بأفلح و بيسار و بنافع و بنحو ذلك , ثم رأيته سكت بعد عنها فلم يفعل شيئا , ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم و لم ينه عن ذلك , ثم أراد عمر أن ينهى عن ذلك ثم تركه " . أخرجه مسلم ( 6 / 172 ) . ( تنبيه ) : ثم قبض و لم ينه عن ذلك , إنما هو بالنسبة لعلم جابر , و إلا فقد حفظ نهيه عن ذلك سمرة بن جندب كما رواه مسلم و غيره , فانظر " الترغيب " ( 3 / 85 ) . 2144" عليكم بحصى الخذف الذي ترمى به الجمرة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 177 :
أخرجه مسلم ( 4 / 71 ) و النسائي ( 2 / 49 ) و البيهقي ( 5 / 127 ) و أحمد ( 1 / 210 و 213 ) عن أبي الزبير عن أبي معبد عن عبد الله بن عباس عن # الفضل ابن عباس # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس حين دفعوا عشية عرفة و غداة جمع : " عليكم بالسكينة " , و هو كاف ناقته حتى إذا دخل منى فهبط حين هبط محسرا قال : فذكره . قال : و النبي صلى الله عليه وسلم يشير بيده كما يخذف الإنسان . و صرح أبو الزبير بالتحديث في رواية لأحمد و غيره . ( فائدة ) : ترجم النسائي لهذا الحديث بقوله : " من أين يلتقط الحصى ? " , فأشار بذلك إلى أن الالتقاط يكون من منى , و الحديث صريح في ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمرهم به حين هبط محسرا , و هو من منى كما في رواية مسلم و البيهقي و عليه يدل ظاهر حديث ابن عباس قال : قال لي رسول الله غداة العقبة و هو على راحلته : هات القط لي , فلقطت له حصيات هن حصى الخذف , فلما وضعتهن في يده قال : بأمثال هؤلاء , و إياكم و الغلو في الدين , فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين . أخرجه النسائي و البيهقي و أحمد ( 1 / 215 و 247 ) بسند صحيح . و وجه دلالته إنما هو قوله : " غداة العقبة " , فإنه يعني غداة رمي جمرة العقبة الكبرى , و ظاهره أن الأمر بالالتقاط كان في منى قريبا من الجمرة , فما يفعله الناس اليوم من التقاط الحصيات في المزدلفة مما لا نعرف له أصلا في السنة , بل هو مخالف لهذين الحديثين على ما فيه من التكلف و التحمل بدون فائدة ! 2145" إذا سألتم الله فسلوه الفردوس , فإنه سر الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 178 :
أخرجه الفسوي في " التاريخ " ( 2 / 254 - 255 ) و كذا البخاري في ترجمة سويد ( 2 / 2 / 146 ) و البزار في " مسنده " ( 4 / 191 / 3512 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 18 / 254 / 635 ) و " مسند الشاميين " ( ص 367 ) كلهم عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق قال : حدثني عمرو بن الحارث بن الضحاك قال : حدثني عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال : حدثني عبد الرحمن بن أبي عوف أن سويد بن جبلة حدثهم : أن # عرباض بن سارية # حدثهم يرده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره , و زادوا إلا البزار : " يقول الرجل منكم لراعيه : عليك بسر الوادي , فإنه أمرعه و أعشبه " . و قال البزار : " لا نعلمه عن العرباض إلا هذا بهذا الإسناد " . قلت : و هو ضعيف لما يأتي . و قال الهيثمي ( 10 / 171 ) : " رواه الطبراني , و رجاله وثقوا " . و قال في موضع آخر ( 10 / 398 ) : " رواه البزار , و رجاله ثقات " ! كذا قال , و قلده الأعظمي - كعادته - , و أعجب منه ما فعله المناوي , فإنه نقل قول الهيثمي الأول , ثم قال عقبه : " و به يعلم أن رمز المؤلف لحسنه تقصير , و حقه الرمز لصحته " ! و قلده القائمون على طبع " الجامع الكبير " ( 1 / 5 / 588 / 1939 ) كعادتهم أيضا ! و وجه الخطأ من ناحيتين : الأولى : أن قوله : " رجاله ثقات " لا يعني أن الإسناد صحيح , لما تقدم بيانه أكثر من مرة , فكيف و هو تعقبه في قوله الأول : " رجاله وثقوا " , فإن هذا فيه إشارة إلى أن بعض رجاله وثقوا توثيقا مريضا . و يكثر من هذا التعبير الحافظ الذهبي في كتابه " الكاشف " , و قد تتبعت قوله هذا في عشرات التراجم , فوجدتها كلها أو جلها ممن تفرد ابن حبان بتوثيقه , و يقول فيهم و في أمثالهم في " الميزان " : " مجهول " , و يقول الحافظ : " مقبول " . و في إسناد هذا الحديث - كما ترى - سويد بن جبلة , و قد وثقه ابن حبان , لكن قد ذكر البخاري أنه روى عنه أربعة من الثقات , أحدهم : حريز بن عثمان , و قد قال أبو داود : " شيوخ حريز ثقات " , و لذلك ملت في " تيسير الانتفاع " إلى أنه صدوق , فليس هو علة هذا الحديث , و إنما هي التالية على التأكيد . و الأخرى : إسحاق بن زبريق هذا , فإنه مختلف فيه و أورده ابن حبان في " الثقات " ( 8 / 113 ) تبعا لقول ابن معين فيه : " لا بأس به " . لكن كذبه محمد بن عوف الطائي الحمصي , و هو به أعرف من غيره لأنه من بلده , و لذلك قال الحافظ فيه : " صدوق يهم كثيرا , و أطلق محمد بن عوف أنه يكذب " . و لهذا , فالنفس لا تطمئن للاحتجاج بحديثه , و إنما للاستشهاد به , و لذلك خرجته هنا , فإن له شاهد عند البخاري و غيره , تقدم تخريجه برقم ( 921 و 922 ) بخلاف حديث آخر له , كنت خرجته بهذا الرقم , لكون الهيثمي ذكر أن له إسنادين أحدهما حسن ! فاتبعته على ذلك لأن المصدر الذي عزاه إليه , و هو " الطبراني الكبير " لم يكن مطبوعا , فلما طبع و الحمد لله تبين أن مدار الإسنادين على ابن زبريق هذا , فنقلته إلى " الضعيفة " لخلوه - فيما علمت - من شاهد , و هو برقم ( 5725 ) . 2146" كان من تلبيته صلى الله عليه وسلم : لبيك إله الحق " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 180 :
أخرجه النسائي ( 2 / 18 ) و ابن ماجة ( 2 / 216 ) و ابن خزيمة ( 261 / 2 ) و ابن حبان ( 975 ) و الحاكم ( 1 / 450 ) و البيهقي ( 5 / 45 ) و أحمد ( 2 / 341 و 352 و 476 ) و أبو نعيم ( 9 / 42 ) من طريق عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن # أبي هريرة # مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . و أما النسائي فقال : " لا أعلم أحدا أسند هذا عن عبد الله بن الفضل إلا عبد العزيز , و رواه إسماعيل بن أمية عنه مرسلا " . قلت : عبد العزيز هذا ثقة ثبت محتج به في " الصحيحين " و هو الماجشون , فزيادته مقبولة . ثم روى البيهقي من طريق محبوب بن الحسن , حدثنا داود عن عكرمة عن ابن عباس : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب بعرفات , فلما قال : لبيك اللهم لبيك , قال : إنما الخير خير الآخرة " . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله رجال " الصحيح " , و في محبوب - و هذا لقبه , و اسمه محمد بن الحسن بن هلال - خلاف , و الراجح أنه حسن الحديث , و قد روى له البخاري حديثا واحدا . 2147" لعن الخامشة وجهها و الشاقة جيبها و الداعية بالويل و الثبور " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 181 :
أخرجه ابن ماجة رقم ( 1585 ) و ابن حبان ( 737 ) عن أبي أسامة عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر عن مكحول و القاسم عن # أبي أمامة # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن ... قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال مسلم غير القاسم و هو ابن عبد الرحمن الدمشقي , صاحب أبي أمامة و هو حسن الحديث و قد قرن به مكحولا و هو ثقة , فكان ينبغي أن يصحح الحديث لولا أنه مدلس و قد عنعنه . 2148" لعن المختفي و المختفية " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 181 :
أخرجه البيهقي ( 8 / 270 ) من طريق يحيى بن صالح و أبي قتيبة حدثنا مالك عن أبي الرجال عن عمرة عن # عائشة # رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن ... قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط البخاري , و لعله لم يخرجه للاختلاف في إسناده , فقد أخرجه البيهقي من طريق الشافعي : أنبأ مالك عن أبي الرجال عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن أن النبي صلى الله عليه وسلم ... و قال : " و هذا مرسل و هو الصحيح " , و قد تعقبه ابن التركماني فقال : " فيه أن يحيى بن صالح ثقة , أخرج له الشيخان و غيرهما , و أبو قتيبة سلم بن قتيبة أخرج له البخاري في " صحيحه " , فهذان ثقتان زادا الوصل , فيقبل منهما . و تابعهما عبد الله بن عبد الوهاب , فرواه عن مالك كذلك . أخرجه صاحب " التمهيد " , فظهر بهذا أن الصحيح في هذا الحديث أنه موصول " . ( المختفي ) : هو نباش القبور . 2149" لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من يسم في الوجه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 182 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 140 / 2 ) قال : حدثنا أحمد بن سليمان ابن أيوب المديني الأصبهاني أخبرنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق أخبرنا أبي أخبرنا أبو حمزة عن عبد الكريم عن عكرمة عن # ابن عباس #به . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات , غير أحمد بن سليمان هذا , قال أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 109 ) : " توفي سنة تسع و تسعين و مائتين , يروي عن العراقيين الحديث الكثير : سوار بن عبد الله و الوليد بن شجاع و زياد بن أيوب , و غيرهم من الثقات " . و ذكر أبو الشيخ في " طبقاته " ( ص 372 - منسوختنا ) أنه من أهل المدينة , يكنى أبا محمد الوشاء . قلت : و الحديث أصله في " مسلم " ( 6 / 163 ) من طريق أبي عبد الله مولى أم سلمة حدثه أنه سمع ابن عباس يقول : " رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا موسوم الوجه , فأنكر ذلك " . و هو رواية للطبراني ( 3 / 99 / 2 ) . و له شاهد من حديث جابر قال : " مر حمار برسول الله صلى الله عليه وسلم قد كوي في وجهه يفور منخراه من دم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لعن الله من فعل هذا . ثم نهى عن الكي في الوجه , و الضرب في الوجه " . أخرجه مسلم و ابن حبان ( 2003 - 2005 ) و السياق له , و أبو داود ( 2564 ) و لفظه : " أما بلغكم أني قد لعنت من وسم البهيمة في وجهها , أو ضربها في وجهها ? ! فنهى عن ذلك " . و له شاهد آخر من حديث أنس قال : " رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا موسوما في وجهه , فقال : " فذكره . أخرجه البزار ( ص 249 - زوائده ) بسند صحيح كما قال مختصره . 2150" لقد قرأتها , سورة ( الرحمن ) على الجن ليلة الجن , فكانوا أحسن مردودا منكم , كنت كلما أتيت على قوله *( فبأي آلاء ربكما تكذبان )* , قالوا : لا بشيء من نعمك ربنا نكذب , فلك الحمد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 183 :
أخرجه الترمذي في " سننه " ( 2 / 234 ) عن زهير بن محمد عن محمد بن المنكدر عن # جابر # رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم ( سورة الرحمن ) من أولها إلى آخرها , فسكتوا , فقال : فذكره . و قال الترمذي : " هذا حديث غريب , لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد , قال ابن حنبل : كأن زهير بن محمد الذي وقع بالشام ليس هو الذي يروى عنه بالعراق , كأنه رجل آخر قلبوا اسمه يعني : لما يروون عنه من المناكير و سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول : أهل الشام يروون عن زهير بن محمد مناكير و أهل العراق يروون عنه أحاديث مقاربة " . و من هذا الوجه أخرجه الحاكم ( 2 / 473 ) و قال : " صحيح على شرط الشيخين " , و وافقه الذهبي ! لكن للحديث شاهدا يتقوى به , فقال ابن جرير ( 27 / 72 ) : حدثنا محمد بن عباد بن موسى و عمرو بن مالك البصري قالا : حدثنا يحيى بن سليم الطائفي عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به . و أخرجه البزار أيضا ( ص 221 - 222 زوائده ) : حدثنا عمرو بن مالك حدثنا يحيى بن سليم به , و عنده في آخره : " فلك الحمد " , و قال : " لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد " . قال الحافظ عقبه : " و كلهم ثقات إلا شيخه فقد ضعفه الجمهور " . قلت : يعني عمرو بن مالك البصري , لكنه عند ابن جرير مقرون بمحمد بن عباد بن موسى و هو الملقب بـ " سندولا " , و هو صدوق يخطىء , فأحدهما يقوي الآخر , لكن يحيى بن سليم الطائفي و إن كان صدوقا من رجال الشيخين , فهو سيء الحفظ كما في " التقريب " لكن الحديث بمجموع الطريقين لا ينزل عن رتبة الحسن . و الله أعلم .
المفضلات